السياحة في الأردن
تعد السياحة هي خامس أعلى قطاع مساهم في الأردن، وتشكل نسبة 10% من الاقتصاد الوطني وتوظف أكثر من 50 ألف شخص، ويقوم قطاع السياحة المحلية، المبني على أسس الماضي التاريخي الغني للبلاد ويدعمه تقاليد متأصلة في الضيافة، على تسليط الضوء على كنوز الأردن الفريدة ويسعى إلى تعريف الزوار المحليين والعالميين بأماكن وتجارب مميزة لا يمكن العثور عليها إلا على الأراضي الأردنية، وقد شجع موقع الأردن الاستراتيجي عند تقاطع آسيا وأوروبا وإفريقيا على جعله وجه سياحية مرغوبة لدى الكثير، وساهمت الآثار القديمة والمواقع الدينية والمناظر الطبيعية المتنوعة بالجذب السياحي كذلك، ويفخر الأردن بتاريخه الذي يضم مجموعة واسعة من الإمبراطوريات والحضارات وقد أثر كل منها على البلاد.
تشمل أكثر الأماكن السياحية شهرة في الأردن على البتراء والمعروفة باسم "المدينة الوردية" والتي شهدت ما يُقارب 465000 زائر في عام 2016، وتشمل الوجهات السياحية الاستثنائية الأخرى على مدينة جرش وهي موطن لواحد من أكبر مواقع العمارة الرومانية وأكثرها حفظًا خارج إيطاليا، وكذلك البحر الميت شديد الملوحة والذي يعد أخفض بقعة على وجه الأرض، بالإضافة إلى الطقس المعتدل الذي يمتد على مدار العام في البلاد وأجواء الأمن والتسامح وجميعها عوامل مكنت الأردن من جذب الزوار من مختلف بقاع العالم.[1]
أبرز المعالم السياحية في الأردن
فيما يلي سبعة من أبرز المعالم البارزة في الأردن:[2]
- البتراء: جعلت الهندسة المعمارية الجيولوجية والمفصلة من الصخور في البتراء هذا الموقع رمزًا وطنيًا للبلاد ومنافسًا واضحًا لقوائم عجائب العالم، وقد كانت المدينة، التي تعد اليوم من المعالم السياحية الرائدة في الأردن، ذات يوم عاصمة الأنباط القديمة، وتتميز البتراء بالنحت الصخري المميز على جانبي الجدران الجبلية الوردية، وتضم كذلك ممرًا ضيقًا يبلغ طوله حوالي كيلو متر واحد يُعرف بـ"السيق" تفسح الصخور الطريق أمامه كي تكشف عن أكبر جاذبية في المكان وهي الخزنة.
- وادي رم: عند زيارة هذا المكان من الممكن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الصحراوية الحمراء المثيرة للإعجاب والغنية بالتشكيلات الصخرية، وبسبب الرمال الحمراء المذهلة يعد وادي رم هو المكان المفضل لدى صانعي الأفلام لمحاكاة السطح على كوكب المريخ، ووادي رم - والمعروف أيضًا باسم وادي القمر - هو عجب طبيعي مرّ عليه ملايين السنين من الظروف المناخية المتغيرة ليُصبح في النهاية لوحة فنية طبيعية مع غروب شمس ملون جميل، ويُشار إلى أنه من الممكن الاستمتاع بمجموعة من الأنشطة المميزة مثل القيادة على الطرق الوعرة عبر قلب الصحراء وقضاء ليلة في الخيام السوداء كضيوف عند البدو شبه الرحل.
- جرش: تقع جرش على بعد حوالي 50 كيلو متر شمال العاصمة عمان وهي موطن أنقاض مدينة جراسا الرومانية القديمة، وتتميز جرش بالجبال والوديان الخضراء المحيطة بها، وتعد أفضل الأماكن حفاظًا على التراث الروماني من بين مجموعة المنطقة التي تضم عشر مدن رومانية، وهي شاهدة على الحجم الكبير للتخطيط الحضري الروماني، ومن بين أهم المعالم السياحية في جرش قوس هادريان الضخم (الذي تم بناؤه للاحتفال بزيارة الإمبراطور نفسه)، ومدرجين، ومعبد أرتميس، والمنتدى البيضاوي الشاسع المحاط بالكامل تقريبًا بأعمدة عالية.
- مأدبا: أعطت مجموعة من الفسيفساء البيزنطية مدينة السوق الصغيرة المتنوعة ثقافيًا هذه لقب مدينة الخرائط، ولعل أهم ما يميز المجموعة ما يُعرف باسم خريطة مأدبا، وهي عبارة عن فسيفساء أرضية بطول 16 متر وعرض 5 أمتار توجد في بازيليك القديس جورج الأرثوذكسية، وتعد أقدم خريطة باقية للأرض المقدسة مع وجود القدس في مركزها، ويُشار أنه من الأفضل استكشاف مناطق الجذب الرئيسة في مأدبا سيرًا على الأقدام، حيث يمكن الوصول إليها بسهولة من خلال افتتاح حديقة أثرية.
- البحر الميت: وهو عامل جذب بحد ذاته، حيث إن القيادة في المناظر الطبيعية القاحلة إلى أدنى بقعة على سطح الأرض والوصول إلى الساحل ثم الذهاب ببطء إلى مياه البحر المزدهرة هي تجربة لا مثيل لها، وعند زيارة منطقة الضلال على بعد عدة كيلو مترات من الممكن الاستمتاع بمناطق الجذب القيمة بما في ذلك جبل نيبو التاريخي الذي يمكن من خلاله الاستمتاع بمناظر بانورامية، وبقايا بيت عنيا الموجودة على نهر الأردن والتي يعتقد أنه موقع معمودية المسيح المذكور في العهد الجديد.
إحصاءات السياحة في الأردن
أظهرت مؤشرات أداء قطاع السياحة ارتفاعًا في عدد السائحين بين عشية وضحاها، حيث بلغ حوالي 860.000 سائحًا بنهاية نوفمبر 2018 ما يمثل زيادة بنسبة 8% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017، وخلال نفس الفترة من عام 2019 بلغ عدد الزوار ليوم واحد 721،325 وسجل زيادة بنسبة 7.8% مقارنة، وبالتفصيل:[3]
- بلغ عدد زوار البتراء حوالي 800،000 بنهاية شهر نوفمبر عام 2018 مسجلًا زيادة بنسبة 33%.
- شهد عدد زوار جرش زيادة بنسبة 30% لتصل إلى 308،000 زائر.
- بلغ عدد الزوار في وادي رم حوالي 225 ألف زائر بارتفاع 36% عن عام 2017 واستقبل جبل نيبو 444 ألف زائر بزيادة 155%.
- سجلت عجلون عدد زوار بلغ 243 ألف زائر بزيادة 24.5%.
- استقبل موقع المعمودية حوالي 131000 زائر في عام 2020 مسجلاً زيادة بنسبة 395%.
- شهدت كنيسة مأدبا 291000 زائر مسجلًا زيادة بنسبة 42% وبلغ عدد زوار الكرك 26000 زائر زيادة بنسبة 71%.
وبهذا ارتفعت إيرادات المواقع الأثرية لتصل إلى 21 مليون دينار بنهاية شهر نوفمبر 2018 ما يشكل زيادة بنسبة 36% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017، ويُشار إلى أن إيرادات مبيعات التذاكر الموحدة بنهاية شهر نوفمبر بلغت 8،720،740 دينار مع بيع 124،580 تذكرة خلال تلك الفترة، ونظّم حوالي 3276 حدثًا سياحيًا بحلول نهاية نوفمبر 2018، في حين بلغ عدد المرشدين السياحيين 1075 دليلاً، وبلغ عدد مؤسسات الإقامة السياحية 580 حصلت 18 منها على تراخيص في عام 2018.
معلومات سياحية أردنية
من خلال التالي من الممكن التعرف على مجموعة من المعلومات السياحية المهمة عند زيارة الأردن:[4]
- متطلبات التأشيرة: يمكن الحصول على تأشيرة دخول إلى الأردن عند الوصول، وتبلغ تكلفة تأشيرة دخول واحدة لجميع الجنسيات 10 دنانير (حوالي 14 دولارًا) لجميع الجنسيات وللدخول المتعدد 20 دينارًا (حوالي 28 دولارًا)، ومع ذلك تُعفى المجموعات المألفة من خمسة أشخاص أو أكثر من جميع رسوم التأشيرة في حال زيارة الأردن من خلال وكيل رحلات أردني معين، واعتبارًا من 16 يوليو 2008 بلغت قيمة ضريبة المغادرة للأردنيين وغير الأردنيين المغادرين للمملكة من أي مطار 20 دينارًا أردنيًا، وقد اشتملت أي تذاكر صادرة بعد هذا التاريخ على ضريبة المغادرة.
- العملة الأردنية: العملة المحلية هي الدينار الأردني، ورمزها JD، وتوجد بفئات 1، و5، و10، و20 و50 دينارًا، وسعر صرف الدينار الأردني الواحد يعادل 1.42 دولار وتحدد أسعار الصرف يوميًا من قبل البنك المركزي الأردني، ويُشار إلى أنه يمكن استبدال العملات في البنوك الكبرى وأكشاك الصرف ومعظم الفنادق، ومن الأفضل تجنب الصرافين في الشوارع.
- بطاقات الائتمان: تُقبل بطاقات الائتمان في الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية الكبرى بما في ذلك "American Express" و"Visa" و"Diners Club" و"MasterCard" مع العلم أن العديد من المتاجر الصغيرة لا تزال تفضل الدفع النقدي بالعملة الأردنية وهي ضرورية للتسوق في الأسواق المحلية.
- اللغة: اللغة الرسمية في الأردن هي اللغة العربية لكن اللغة الإنجليزية منتشرة على نطاق واسع خاصة في المدن، ولأن العديد من الأردنيين سافروا أو تلقوا تعليمهم في الخارج من الممكن وجود أشخاص يتحدثون بالفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية أيضًا ولكن بدرجة أقل.
- المناخ: يعتمد المناخ في الأردن على المنطقة، حيث يتراوح الارتفاع من 400 متر (1312 قدمًا) تحت متوسط مستوى سطح البحر في البحر الميت إلى 1850 مترًا فوق مستوى سطح البحر في جبال الشيرة، وفي العموم يميل المناخ إلى أن يكون جافًا خلال الصيف بينما يكون الشتاء والربيع أكثر برودة، وخلال هذه المواسم يحدث معظم هطول الأمطار في البلاد، ويُشار إلى أن الفترة من يونيو إلى سبتمبر هي الأكثر سخونة في السنة حيث ترتفع درجة الحرارة إلى حوالي 32 درجة مئوية (89.6 فهرنهايت).
- اللباس: الأردن دولة إسلامية في المقام الأول على الرغم من أن حرية جميع الأديان محمية، وغالبًا ما تغطي النساء المسلمات أذرعهن وأرجلهن وشعرهن أما النساء الغربيات فلا يخضعن لذلك، ومع ذلك لا يجوز ارتداء الملابس الفاضحة جدًا وغير المناسبة أبدًا في الشوارع والأماكن العامة.
- التسوق: يُتيح الأردن الكثير من الفرص للتسوق، ويمكن للزوار شراء مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والسلع الأخرى المصنوعة محليًا والمتوفرة في جميع المواقع الشعبية وكذلك داخل محلات الفنادق الرائدة وفي مختلف مراكز الزوار، وتتنوع هذه السلع بين السجاد ووسائد منسوجة يدويًا، وملابس مطرزة بصورة جميلة، وأواني فخارية تقليدية، وأواني زجاجية، ومجوهرات فضية مضمنة بأحجار شبه كريمة، وسكاكين يدوية، وأواني قهوة، والعديد من التحف الأخرى بالإضافة إلى البهارات والتوابل والأعشاب.