مقدمة في الأدب
عُرف الأدب لأول مرة من قبل بعض الحضارات الأولى في العالم - حضارات مصر القديمة والسومرية - في وقت مبكر من الألفية الرابعة قبل الميلاد حيث اتخِذَتْ لتضمين النصوص المنطوقة أو الغنائية وكانت بعض الأعمال المكتوبة الأولى تستند إلى تقليد شفهي موجود مسبقًا، ومع تطور الثقافات والمجتمعات الحضرية ظهر العديد من الأعمال الأدبية وانتشرت بسرعة بسبب التطورات في تكنولوجيا الطباعة غير المسبوق والذي بلغ ذروته في القرن الحادي والعشرين من خلال ما يُعرف بالأدب الإلكتروني.[1]
أشهر الأدباء الأجانب
يُشار إلى وليام شكسبير على أنه أفضل أديب والأكثر شهرة في التاريخ الأدبي الإنجليزي، فإذا ذُكر الأدب الإنجليزي ذُكر شكسبير معه، ولكن هذا لا يمنع من التعرف على بعض شخصيات الأدب المشهورة الأخرى، وهي:[2]
- جين أوستن (1775-1817): تعد أوستن بلا منازع واحدة من أعظم الأدباء الإنجليز - الثانية بعد شكسبير - وأعظم الروائيين الإنجليز وواحدة من أشهر النساء في العالم، وقد نالت هذه المكانة بفضل الرؤى الموجودة في اقتباساتها في العديد من أعمالها المثيرة للإعجاب، ويُذكر أن جين عاصرت بداية ظهور الرواية كشكل أدبي، وتميزت جميع رواياتها بما في ذلك التي كتبتها عندما كانت في سن مبكرة بجمالها وعمق معانيها وأسلوبها الفريد.
- وليام بليك (1757-1827): على الرغم من أنه لا يحظى بتقدير كبير سواء كرسام أو شاعر من قبل معاصريه إلا أن ويليام بليك واحد من أفضل الأدباء والرسامين الإنجليز، ويرجع السبب في تجاهله من قبل نظرائه في عصره أنه سابق لوقته في آرائه وأسلوبه الشعري كما ظهر ذلك في أعماله، وكذلك بسبب سلوكه الذي يُوصف بأنه غريب الأطوار ودائمًا ما كان يُشار إلية بالـ"مجنون"، وفيما يتعلق بآرائه كان بليك يعارض بشدة الدين المنظم وطريقة تقييده للنشاط البشري الطبيعي، ففي إحدى قصائده انتقد وليام أعمال الكنيسة وأظهر رفضه لأسلوبها في التعامل مع الناس.
- جيفري تشوسر (1343-1400): يعد جيفري تشوسر عملاق الشعر الإنجليزي، ولا تزال أشعاره تُقرأ إلى اليوم وغالبًا ما تظهر في العروض المسرحية وذلك بسبب تعدد الشخصيات فيها وأفكارها المرتبة والمرتبطة بصورة وثيقة في الحياة اليومية حتى وإن كان عمر الشخصيات التي استلهمها جيفري أكثر من سبعمائة سنة.
تميزت شخصيات جيفري تشوسر بشموليتها من الشخصيات الجادة إلى الكوميدية الضاحكة، وهذا يشير إلى الثقافة الكبيرة التي امتلكها وإلى الحياة المليئة بالأحداث والمثيرة بكل المقاييس التي عاشها، وعلى الرغم من شهرته كشاعر إلا أنه كان رجلاً مميزًا متعدد المواهب ولديه مهنة طويلة وناجحة للغاية كدبلوماسي كما كان فيلسوفًا وعالم فلك وكيميائيًا.
- تشارلز ديكنز (1812-1870): يُعرف تشارلز ديكنز كروائي وكمؤلف كلاسيكيات مثل أوليفر تويست، وديفيد كوبرفيلد، وتوقعات عظيمة، وقصة مدينتين، ومنزل كئيب وغيرها الكثير، وجميع رواياته من الكلاسيكيات الإنجليزية، ويُذكر أن تشارلز ديكنز كان على مستوى عالٍ من النشاط، فبالإضافة إلى كتابة الروايات الكثيرة والكتب الطويلة كان لديه الوقت لمتابعة مهنه المعددة والمتمثلة بالتحرير الأدبي، والتمثيل، والحملات الاجتماعية والإدارة الخيرية، وكان أيضًا والدًا لعائلة كبيرة.
بدأ ديكنز حياته المهنية كصحفي، وكتب قطعًا صغيرة عن الحياة اليومية وتطور بسرعة كبيرة إلى روائي معروف تُفرأ أعماله في جميع أنحاء العالم، وفي نفس الوقت كان يظهر في المسرحيات ويقرأ من رواياته، ويحرر مجلاته الأدبية التي تضمنت تسلسل رواياته، وقد كان الناس حريصين على اقتنائها من أجل معرفة النهاية المشوقة للرواية السابقة.
- جون دون (1572-1631): يُعرف عن جون دون بأنه شاعر وأديب وكان يتمتع بموهبة وقدرة كبيرة، وُلد في عائلة كاثوليكية رومانية في وقت كانت فيه الكاثوليكية غير شرعية مما شكل عائقًا له في الجزء الأول من حياته، وفي سن الحادية عشرة التحق جون بـ"هارت هول" والتي أصبحت لاحقًا كلية "هيرتفورد/أكسفورد"، حيث قضى فيها ثلاث سنوات ثم قبل في جامعة "كامبريدج" ودرس لمدة ثلاث سنوات أخرى، ولكن لم تمنحه أي من الكليات درجة علمية لأنه كان كاثوليكيًا.
أهمية الأدب في الحياة
تعكس الأعمال الأدبية مخطط المجتمع البشري من خلال كتابات الحضارات القديمة مثل مصر والصين والفلسفة اليونانية والشعر، ومن ملاحم هوميروس لمسرحيات وليام شكسبير، ومن مؤلفات جين اوستن وشارلوت برونتي إلى مايا أنجيلو، ولذلك فإن الأدب هو أكثر من مجرد قطعة أثرية تاريخية أو ثقافية، حيث يمكن أن يكون مقدمة لعالم جديد ويمكن من خلاله معرفة تقاليد الشعوب القديمة، فعلى سبيل المثال تعد رواية هيرمان ملفيل 1851 "موبي ديك" تحفة فنية وكثيراً ما يُستشهد بها كواحدة من أفضل أعمال الأدب الغربي لتعقيدها الموضوعي واستخدام الرمزية، ومن خلال قراءة "موبي ديك" في الوقت الحاضر يمكن اكتساب فهم أكمل للتقاليد الأدبية في زمن ميلفيل.[3]
أشكال الأدب
تتضمن الأعمال الأدبية مجموعة من الأشكال، هي:[4]
- الشعر: غالبًا ما يعد الشعر أقدم أشكال الأدب، فقبل اختراع الكتابة كانت القصص الشفوية تُصاغ بصورة عامة في شكلٍ شعري إلى حد ما لتسهيل تذكرها وقراءتها، ويُذكر أن الشعر يمكن أن يكون منضبطًا بالقوافي والمقاطع في القصائد الشعرية المنتظمة، ويمكن أن يفتقر إلى أي قافية أو أي نمط شعري شائع وذلك في قصائد الشعر الحر، وقد ظهرت أنواع جديدة من الشعر تتجاوز خطوط النوع مثل الشعر النثري، ولكن بالرغم من تعدد أشكال الشعر إلا أنه لا يزال يحتفظ ببنيته الإيقاعية عند نطق المقاطع والكلمات والعبارات.
يمتاز الشعر بكثرة الصور والاستعارات وغالبًا ما تتكون من أجزاء وعبارات بدلاً من جمل كاملة وصحيحة نحويًا، ويكتب الشعر في العادة في مقاطع مما يخلق مظهرًا منظمًا على الصفحة، والشعر غالبًا ما يكون واحدًا من ثلاثة أنواع: قصائد قصيرة وحديثة تمتد من بضعة أسطر إلى بضع صفحات وغالبًا ما تجمع في كتب كتبها مؤلف واحد أو مجموعة من الؤلفين مثل قصيدة "الغراب" لإدغار آلن بو، والنوع الثاني هو القصائد الكلاسيكية في زمن شكسبير، وأخيرًا القصائد الملحمية القديمة التي نسخت من القصص الشفوية وهي قصائد معقدة تشبه الروايات مثل هوميروس الإلياذة و الأوديسة.
- النثر: يمكن تعريف النثر على أنه أي نوع من النصوص المكتوبة غير الشعر، وأكثر أنواع النثر شيوعًا هي الروايات والقصص القصيرة، بينما تشمل الأنواع الأخرى الرسائل والمذكرات والمجلات والقصص، ويمتاز النثر بأنه يكتب في جمل كاملة ويُنظم في فقرات، وبدلاً من التركيز على الصوت - وهو ما يميز الشعر - يميل النثر إلى التركيز على الأحداث والشخصيات، وكما أُشير سابقًا تُصنّف أي رواية أو قصة قصيرة ضمن أشكال النثر، وكما الشعر ينقسم النثر إلى عدد من الأنواع الفرعية الأخرى تدور بعضها حول هيكل النص مثل الروايات، والسير الذاتية والمذكرات، ويستند البعض الآخر على الموضوع مثل الرومانسية، والأوهام والألغاز.
- الدراما: أي نص يقصد تأديته بدلاً من قراءته يمكن اعتباره دراما ما لم يكن قصيدة يقصد تمثيلها، وعادة ما تسمى الدراما بالمسرحيات، ويضمن الجزء الأكبر منها على الحوار مع بعض الحركة، ويُذكر أن تدريس الدراما تكون فقط بقراءة النص بنفس الطريقة التي قد تقرأ بها الرواية، ونظرًا لأنه من المفترض تمثيل الأعمال الدرامية أمام الجمهور فمن الصعب شمول جميع جوانبها عند النظر فقط إلى صفحات النص، ويُشار إلى أن مسرحيات شكسبير هي من أشهر الأمثلة على الأعمال الدرامية والمتضمنة على هاملت، وترويض النمرة، وروميو وجولييت وغيرها، بالإضافة إلى مجموعة من المسرحيات اليونانية القديمة مثل أنتيجون سوفوكليس.
- الأعمال غير الخيالية: ينتمي الشعر والدراما إلى فئة واسعة من الخيال من خلال السياقات التي تتميز بأحداث وشخصيات تكون في الغالب غير واقعية، وبخلاف نوعي الأدب السابقين تشير الأعمال غير الخيالية إلى أحداث واقعية متضمنة فئة شاسعة من النثر وتشمل العديد من الأنواع الفرعية المختلفة مثل المقال الشخصي والأبحاث العلمية.
في بعض الأحيان يكون الهدف من الرواية الواقعية هو زيادة المعلومات وتثقيف القارئ حول بعض الحقائق والأفكار والقضايا واستخدامها لدعم وتوسيع الفهم لنصوص الخيال، ويشمل بعض أنواع الأدب غير الخيالي على التواريخ، والكتب المدرسية، وكتب السفر، والصحف، وكتب المساعدة الذاتية والنقد الأدبي.
- وسائل الإعلام: تعد وسائل الإعلام أحدث أنواع الأعمال الأدبية، وتشمل العديد من الأنواع الجديدة والمهمة من النصوص في مجتمع اليوم مثل الأفلام، والمواقع الإلكترونية، والإعلانات، واللوحات الإعلانية والبرامج الإذاعية، أو أي عمل غير موجود بصورة أساسية كنص مكتوب خاصة إذا كان يعتمد على تقنيات طورت مؤخرًا.