مقدمة عن البراكين
يُعرف البركان بأنه فوهة في القشرة الأرضية تخرج منها الحمم البركانية والرماد البركاني والغازات، وتكون الانفجارات البركانية مدفوعة جزئيًا بالضغط من الغاز المذاب.
تحت الجبل البركاني ترتفع الصهارة السائلة التي تحتوي على غازات مذابة من خلال الشقوق في القشرة الأرضية، ومع ارتفاع الصهارة ينخفض الضغط مما يسمح للغازات بالخروج على شكل فقاعات، وتعتمد طبيعة الصهارة (الحمم) عندما تصل إلى السطح على كل من محتواها من الغاز والتركيب الكيميائي، فكلما انخفضت نسبة السيليكا من الصهارة انخفضت اللزوجة مما يسمح بتدفق أسهل للصهارة وللمكونات الأخرى والعكس من ذلك صحيح.[1]
أنواع البراكين
يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من البراكين، هي:[2]
- البراكين المركبة: والمعروفة أحيانًا بالبراكين المجمعة، هي مخاريط ذات جوانب حادة تتكون من طبقات من الرماد وتدفق الحمم، وتكون الانفجارات من هذه البراكين على صورة تدفق للحمم البركانية وهي خليط مصهور مكون من البخار الساخن والرماد والصخور والغبار، ويُشار إلى أن التدفق الحراري يكون بسرعات عالية جدًا مع درجات حرارة تزيد عن 400 درجة مئوية، ويمكن أن ترتفع البراكين المركبة أكثر من 8000 قدم.
تشكل البراكين المركبة عندما تنفجر تهديدًا للحياة والممتلكات القريبة، وتكون الصهارة الخارجة منها شديدة اللزوجة وهذه الحمم اللزجة هي التي تشكل البراكين المركبة، حيث تمنع اللزوجة العالية الصهارة من التحرك بعيدًا أسفل منحدر البركان وعندما تبرد تشكل جانب البركان، ويُذكر أن البراكين المركبة توجد عادة على أطراف الصفائح المدمرة، وتشمل الأمثلة على جبل فوجي (اليابان)، وجبل سانت هيلينز (الولايات المتحدة الأمريكية) وجبل بيناتوبو (الفلبين).
- البراكين الدرعية: سميت بذلك بسبب شكلها الذي يشبه الدرع حيث تكون منخفضة مع جوانب مائلة قليلًا وتتكون من طبقات من الحمم البركانية، وتنتج براكين الدرع حممًا يمكنها التدفق لعدة أميال، وتميل الانفجارات في هذا النوع إلى أن تكون متكررة ولكنها خفيفة نسبيًا، وعلى الرغم من أن هذه الانفجارات تدمر الممتلكات نادرًا ما تحدث وفيات أو إصابات خطيرة للبشر، ويُشار إلى أنه في العادة تنشأ براكين الدرع عند الحدود البناءة وأحيانًا في النقاط الساخنة البركانية، وتشمل الأمثلة على بركان مونالوا في هاواي.
- قباب الحمم: في هذه النوع من البراكين تكون لزوجة الصهارة أكبر مقارنة بصهارة البراكين الدرعية، وبسبب ذلك لا يمكن للحمم أن تتدفق بعيدًا جدًا قبل أن تبرد وتتصلب، ومثال ذلك هو قبة بوي دي دوم في فرنسا.
أكثر البراكين نشاطًا على الأرض
نستعرض من خلال التالي أكثر البراكين نشاطًا في العالم:[3]
- مونا لوا - هاواي: كان بركان مونا لوا هو أكبر بركان على وجه الأرض إلى أن اكتشف بركان تامو ماسيف الموجود تحت الماء في عام 2013 ليصبح أكبر بركان في العالم، ويُذكر أن بركان مونا لوا انفجر منذ 700000 عام على الأقل ولا يزال يتعرض للانفجارات وكان آخرها في عام 1984، ونظرًا للحمم البركانية التي تتدفق حوله فإنه يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمعات المحيطة.
- إياجفالاجوكول - أيسلندا: اندلع بركان إياجفالاجوكول في عام 2010، وتسبب الرماد الناتج عن هذا الثوران أزمة حركة جوية عالمية أدت إلى تحويل العديد من الرحلات الجوية أو إلغائها بالكامل، ولأن الإنفجار اندلع حديثًا نسبيًا يمكن القول إنه واحد من أشهر البراكين اليوم، ويُذكر أن هذا الجبل البركاني يتميز بغطاء جليدي يغطي كالديرا وهو سمة مختلفة بصورة ملحوظة مقارنة بالجبال البركانية الأخرى.
- جبل فيزوف - إيطاليا: يقع جبل فيزوف على بعد 9 كيلو مترات فقط من مدينة نابولي بإيطاليا، وهذا القرب يعني أن هذه المنطقة تضم أكثر كثافة سكانية مع نشاط بركاني من أي مكان في العالم وهذا ما تسبب باندلاع كارثي في عام 79 بعد الميلاد حيث دُفنت بومبي تحت الرماد البركاني، وبسبب نشاطه يعتقد أن ثورانًا مشابهًا يمكن أن يحدث مع مرور الوقت.
- جبل نيراجونجو - الكونغو: يحتوي جبل نيراجونجو على واحدة من أكبر بحيرات الحمم في العصر الحديث داخل فوهة البركان الرئيسية، ويوجد الجبل في حديقة فيرونغا الوطنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو مسؤول عن حوالي 40% من جميع الانفجارات في إفريقيا، ومنذ عام 1882 اندلع البركان 32 مرة علاوة على أن بحيرة الحمم البركانية تُظهر باستمرار تقلبات في المستويات، ونظرًا لنشاطها الكبير فإنها تشكل تهديدًا كبيرًا للمناطق المحيطة حيث أن تدفقات الحمم البركانية الكبيرة هي من أكثر الجوانب المدمرة للانفجارات البركانية.
- بركان تال - الفلبين: يشتهر هذا البركان بمعدل وفياته على مر السنين حيث تسبب إلى الآن بوفاة 5000 إلى 6000 شخص بسبب قربه من الأماكن السكنية، ويُذكر أن نشاط البركان كان خامدًا إلى حد ما منذ عام 1977 لكنه أظهر علامات على أن الثوران الكبير التالي قد يكون قريبًا منذ عام 1991.
- جبل ميرابي - إندونيسيا: معدل تدفق الحمم البركانية الناتجة عن بركان ميرابي هي أكثر من أي بركان آخر في أي مكان في العالم، وفي 25 من أكتوبر 2010 اندلعت الحمم البركانية من المنحدرات الجنوبية وتسببت وفاة حوالي 400 شخص وتُرك العديد من السكان المحيطين بلا مأوى، ويُعرف عن ميرابي بأنه البركان الأكثر نشاطًا في جميع أنحاء إندونيسيا وكان آخر ثوران له في عام 2018 وقد تسبب بترحيل السكان من المنطقة.
- بركان سانتا ماريا: يوجد بركان سانتا ماريا على بُعد 130 كيلو متر من مدينة غواتيمالا، وقد تشكلت فوهته خلال انفجار عام 1902 والذي يعد واحدًا من أكبر ثلاث انفجارات في القرن العشرين وواحدًا من أكبر 5 انفجارات في عدة مئات من السنين الماضية.
مخاطر البراكين
تشمل مخاطر البراكين على:[4]
- تشكل البراكين خطرًا على ما يقرب من نصف مليار شخص، ويوجد اليوم ما يقرب من 500 بركان نشط على الأرض، وكل عام هنالك من 10 إلى 40 ثورة بركانية.
- تحدث الانفجارات البركانية آثارًا خطيرة على البيئة والمناخ وصحة الناس المعرضين وترتبط بتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
- إلى جانب الصهارة والبخار (H2O)، تُساهم مجموعة من الغازات الناتجة عن البراكين بتلويث البيئة وهي: ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وثاني أكسيد الكبريت (SO2)، وأول أكسيد الكربون (CO)، وكبريتيد الهيدروجين (H2S)، وكبريتيد الكربون (CS)، ثاني كبريتيد الكربون ( CS2)، وكلوريد الهيدروجين (HCl)، والهيدروجين (H2)، والميثان (CH4)، وفلوريد الهيدروجين (HF)، وبروميد الهيدروجين (HBr) ومركبات عضوية مختلفة، بالإضافة إلى المعادن الثقيلة مثل الزئبق، والرصاص والذهب.
- يعتمد تأثير الإنفجارات البركانية على المسافة من البركان، وعلى لزوجة الصهارة وتركيزات الغاز، وتشمل المخاطر القريبة من البركان تدفقات الحمم البركانية، وتدفقات الطين، والغازات، والبخار، والزلازل، وانفجارات الهواء وموجات المد.
- تشمل المخاطر البعيدة عن ثوران البركان على الرماد البركاني السام ومشاكل الجهاز التنفسي والعيون والجلد، وكذلك الآثار النفسية والإصابات ومشاكل النقل والاتصالات، والتخلص من النفايات وقضايا إمدادات المياه، وانهيار المباني وانقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى تدهور نوعية المياه، وقلة فترات تساقط المطر، وتلف المحاصيل وتدمير الغطاء النباتي.
- من خلال الانفجارات البركانية وما أعقبها مباشرة لوحظ ارتفاع معدل الاعتلال في الجهاز التنفسي وكذلك الوفيات.