مقدمة عن سويسرا
بحلول القرن الثالث عشر حدث تغير مفاجئ في ثروات منطقة ممر غوتهارد الصخرية في جبال الألب حيث أصبحت نقطة عبور مزدهرة بين الشمال والجنوب، وبدأت الوديان الخضراء مثل شويز وأوري وأونترفالدين في القاعدة الشمالية من جوثارد تشهد الكثير من سياسات القوى الأوروبية وهكذا تم تصور سويسرا، أما اليوم فتعد سويسرا هي العاصمة السياحة والدبلوماسية في العالم، وللسكان السويسريين مواقف متميزة في مختلف الأصعدة الدينية والسياسية والثقافية، ويجاور سويسرا مجموعة من الدول التي أثرت على تقافتها، حيث توجد ألمانيا من الجهة الشمالية، والنمسا وليختنشتاين من الجهة الشرقية، وإيطاليا من الجهة الجنوبية وفرنسا من الجهة الغربية، ويُشار إلى أن جميع القوى الأوروبية الكبرى أشارات بحياد سويسرا دومًا وعدم مشاركتها في أي من الحروب العالمية.[1]
أشهر الأماكن السياحية في سويسرا
من خلال التالي من الممكن التعرف على أشهر وأجمل الأماكن في سويسرا، وهي:[2]
- زيوريخ: تعد هذه المدينة التي تتمتع بأفضل نوعية من الحياة في أوروبا أهم الوجهات في حال الرغبة في زيارة سويسرا خلال فصل الصيف، فخلال هذا الموسم تزخر مدينة زيورخ بالحيوية حيث ينتشر مواطنوها على كورنيش بحيرة زيورخ، وفي ساحات المدينة أو في الحدائق الجميلة، ومن الأمور التي يمكن ممارستها في زيورخ السباحة، والإبحار، والمشي على طول المياه الزرقاء لزيوريخ، وفي حال عدم الرغبة بممارسة أحد هذه الأنشطة من الممكن الجلوس في العديد من مساحات المنتزهات للاستمتاع بالطقس والمناظر المميزة، ومن ناحية أخرى في حال الرغبة بالحصول على صباح هادئ ومريح، فيمكن الذهاب إلى الجانب الشرقي من البحيرة والاستمتاع بإطلالة رائعة على جبال الألب من "Bürkliplatz" أو "Zürihorn".
- بازل: هذه المدينة التاريخية الغريبة الواقعة في الجزء الشمالي من سويسرا تنغمس في الفن وتمتلك تاريخًا نابضًا بالحياة ومعارض لا حصر لها من الأحداث، وهي موطن للعديد من المهرجانات التي تدهش السياح في جميع أنحاء العالم، وعند زيارة هذه المدينة يوجد العديد من الأنشطة لفعلها مثل استكشاف الهندسة المعمارية الفريدة للبلدة القديمة، والاستمتاع بالمناظر الخلابة لنهر الراين، وزيارة السينما الموجودة في الهواء الطلق بجانب النهر.
- فيربير: قد يعرف فيربير على أنه واحد من أشهر ملاعب الشتاء السويسرية، ولكن هذا الموقع الجميل في جبال الألب لديه العديد من الميزات، فهو من أكثر الوجهات زيارةً خلال موسم الصيف باعتباره المكان المثالي للاستراحة والاستجمام، ويوجد هذا المكان المثالي في جنوب سويسرا على هضبة باتجاه الجنوب على ارتفاع 1500 متر فوق مستوى سطح البحر، ويُشار إلى أنه من الممكن ممارسة مجموعة من الأنشطة في هذا المكان الفريد مثل التنزه، وتسلق الجبال، وركوب الدراجات على طول مسارات "Verbier Bike Park" التي يبلغ قطرها نحو 700 متر، وتناول العشاء في قرية "Namaste" أو "La Marmotte"، وغيرها الكثير.
- لوغانو: تقع لوغانو في قلب أوروبا، وهي أكبر مدينة في منطقة العطلات في تيسينو التي تجمع بين أفضل ما في سويسرا وإيطاليا، ويرجع السبب وراء زيارة هذه المدينة خاصةً خلال فصل الصيف هو مناخها الذي يجعل من لوغانو واحدة من أكثر الأماكن المشمسة في سويسرا، وتتميز هذه المدينة ذات المستوى العالمي كذلك بانتشار الزهور والمباني المقدسة والفلل، بالإضافة إلى بحيرة لوغانو التي تعد أكبر نقطة جذب في الصيف للعديد من الناس (خاصة المشاهير المعروفين) بسبب مناظرها ومياهها المنعشة، وبالنظر إلى التأثير الإيطالي على هذه المنطقة، من الممكن الحصول على الكثير من خيارات الطعام والتسوق، ومن الأمور التي يمكن ممارستها في لوغانو زيارة متحف هيرمان هيس، وزيارة متحف "Alprose Chocolate"، والتنزه، والاستمتاع بالمناخ في "Sonnenstube" والذي يمثل "غرفة مشمسة"، وتناول الطعام في مطعم "Gallery Arté al Lago" وهو مطعم مع معرض فني بالإضافة إلى التسوق.
- جنيف: تقدم مدينة جنيف للزائرين أروع الأوقات لكل من يزورها، حيث يوجد مجموعة متنوعة من الأشياء التي يمكن فعلها في هذه المدينة الجميلة مثل الاستمتاع برحلات القوارب الشهيرة في بحيرة جنيف، حيث إنه من الممكن أداء عدد من الرحلات اليومية على متن هذه القوارب التي يعود تاريخ صنعها إلى أوائل القرن العشرين لاكتشاف أجمل شواطئ البحيرة، بالإضافة إلى ذلك يمكن الاستمتاع بزيارة نافورة جنيف المائية "Jet d'eau de Genève" التي تعد أيقونة تاريخية ورمزية للمدينة، ومن الأمور الأخرى التي يمكن الاستمتاع بها في هذه المدينة الجميلة استكشاف المدينة القديمة، والتنزه، والقفز بالمظلات، وركوب الدراجات في الجبل، وممارسة رياضة "Paddleboard" على بحيرة جنيف، وزيارة متحف الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
الحياة البرية في سويسرا
لقد فقدت سويسرا مثلها مثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى حياتها البرية تقريبًا بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، ومع ذلك فإن سياسات الحفظ وتدخل أخصائيي الحفاظ على البيئة ساهم في الحفاظ على حياة الكثير من سكان الحياة البرية، ولكن هذا لم يمنع إعلان انقراض بعض الحيوانات مثل الذئاب والدببة والوشق والقنادس لأكثر من قرن من الزمان إلى أن بدأت في العودة إلى البلاد من إيطاليا، وفيما يلي معلومات عن الحياة البرية في سويسرا:[3]
- الدب البني: وهو أحد الأنواع المهددة بالانقراض في سويسرا، وفي الواقع كان حيوانًا منقرضًا منذ ما يقرب من قرن من الزمان بعد مقتل آخر دب في عام 1904، ثم بدأ المحافظون على البيئة بمحاولة فاشلة لإعادة إيجاد الدب البني، وفي بداية الألفية أُعيد إدخال الدببة ووضعت في متنزه "Adamello-Brenta" الطبيعي، وفي عام 2007 أُدخل اثنين من الدببة إلى المتنزه، وفي عام 2017 شوهد دب بني برّي هاجر من إيطاليا وهو يتجول في سويسرا وهو الأول منذ أكثر من قرن.
- النسر الملتحي: تعرض النسر الملتحي للانقراض في سويسرا في القرن التاسع عشر لأن السكان المحليين كانوا يصطادونه معتقدين أن الطائر يمكن أن يقتل الأغنام والخيول والماعز وحتى الأطفال، حيث يُعرف هذا النسر محليًا باسم "Lämmergeier" والذي يعني "نسر الضأن"، وقد أعيد إدخال النسر الملتحي إلى البلاد في عام 1986 حيث بدأ في التكاثر، ومن الممكن رؤيتها في أزواج خاصة خلال موسم التكاثر، ولا يمكن معرفة العدد الدقيق للنسور الملتحية في سويسرا إلا أن حماة الطبيعة مصممون على مواصلة زيادة أعدادها.
- الخلد الأوروبي: وهو من بين الحيوانات الأصلية في سويسرا عُثر عليه في كل ركن من أركان القارة الأوروبية من بريطانيا في الشرق إلى روسيا في الغرب باستثناء عدد قليل من الأماكن المعزولة، ويفضل الخلد الأوروبي الأماكن ذات التربة العميقة في الغابات الحرجية والحقول الصالحة للزراعة، ويُشار إلى أن الخلد الأوروبي يقضي حياته بأكملها في الجحر بعيدًا عن الضوء والحيوانات المفترسة، ويمكن العثور على الخلد الأوروبي في جميع أنحاء الأراضي الزراعية في سويسرا.
المناخ في سويسرا
يتأثر مناخ سويسرا بشدة بجبال الألب والمحيط الأطلسي، حيث تكون فصول الشتاء في الهضبة الشمالية معتدلة ورطبة، في حين أن المرتفعات العالية تشهد درجات حرارة منخفضة جدًا خاصة على الارتفاعات التي تزيد عن 1200-1500 متر أو نحو ذلك، وتشهد هذه الارتفاعات في فصل الشتاء تساقطًا للثلج، أما الجانب الجنوبي لجبال الألب فيتأثر بشدة بالبحر الأبيض المتوسط، ولذلك تكون فصول الشتاء في هذا الجانب معتدلة ويكون الصيف دافئًا ورطبًا وأحيانًا حارًا، وعلى طول سلسلة جبال الألب هنالك عواصف رعدية متكررة في فصل الصيف، ولأن المناخ هو مجمل العمليات الجوية المعتادة في منطقة ما خلال فترة زمنية محددة، فإن الصورة المناخية لسويسرا تتكون بصورة أساسية نتيجة للموقع الجغرافي للبلد وتضاريسها المعقدة ويحدد الموقع الجغرافي أنواع الطقس السائدة، في حين أن التضاريس تؤدي إلى اختلافات إقليمية وظروف مناخية خاصة داخل سويسرا.[4]