الشعاب المرجانية

الشعاب المرجانية

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن المرجان

البوليب هو الجسم الأساسي لحيوان المرجان وهو عبارة عن زوائد أو أطراف لاسعة تسمي (nematocysts)، وتمتاز ببنية ناعمة بمقدورها التعلق بالصخور، ويوجد في قاعدتها هيكل عظمي قوي من الحجر الجيري يسمى كاليكل والذي يشكل بنية الشعاب المرجانية.


تبدأ الشعاب المرجانية بالظهور عندما يلتصق البوليب بصخرة في قاع البحر ثم ينقسم أو يتبرعم إلى آلاف النسخ تتواصل مع بعضها البعض مما يخلق مستعمرة تعمل ككائن حي واحد، وعندما تنمو المستعمرات على مدى مئات وآلاف السنين تنضم إلى مستعمرات أخرى وتصبح شعابًا مرجانية، ويُذكر أن بعض الشعاب المرجانية الموجودة اليوم بدأت في النمو منذ أكثر من 50 مليون سنة.[1]



أنواع الشعاب المرجانية

ننضمن أنواع الشعاب المرجانية على:[2]


- الشعاب المرجانية الصلبة: تنمو الشعاب المرجانية الصلبة في مستعمرات يشكل كل فرد منها حيوانًا صغيرًا يسمى البوليب، وعندما تنمو البوليبات تخلق طبقات من كربونات الكالسيوم تحت أجسامها والتي تصبح في النهاية جسمًا صلبًا يشبه الصخرة، وهذا هو السبب في تسميتها، ويُشار إلى أن أشكال وأحجام مستعمرات الشعاب المرجانية تتنوع اعتمادًا على أنواع الشعاب المرجانية المختلفة، ويمكن أن يحتوي بعضها على أشكال مدببة أو متفرعة بينما يشكل البعض الآخر أشكالًا مسطحة.

- الشعاب المرجانية الضخمة: عادة ما تكون على شكل كرة مع سطح أملس وأحيانًا تحتوي على عقيدات غير منتظمة وعادة ما تظهر بلون أصفر أو بني، وتمتاز مستعمرات الشعاب المرجانية الضخمة بنمو بطيء قد يصل إلى مئات السنين إلا أنها عندما تتشكل تكون بحجم ضخم.

- الشعاب المرجانية المتفرعة: تتميز الشعاب المرجانية المتفرعة بفروع عديدة وعادة ما تخرج منها فروع ثانوية، وألوانها تختلف ققد تكون بلون بني - وردي أو أخضر، ويُشار إلى مرجان "Staghorn" أو "Acropora" أنها من بين الشعاب المرجانية المتفرعة الأسرع نموًا ويمكن أن يصل طول مستعمراتها إلى مترين، ومع ذلك فهي عرضة بصورة خاصة لزيادة درجة حرارة المحيط التي تتسبب بتبيض المرجان وموته وعادة ما تستغرق وقتًا طويلاً للتعافي، وتعد الشعاب المرجانية "Stylophora" نوعًا آخر من الشعاب المرجانية المتفرعة وتمتاز بشكل يشبه الشجيرات الصغيرة ولها أغصان تشبه الأصابع. 

- الشعاب المرجانية الزهرية: تحصل هذه الشعاب المرجانية على هذا الاسم بسبب مظهرها المماثل للزهور عندما تكون البوليبات مفتوحة، وعلى عكس معظم الشعاب المرجانية الصلبة تخرج الشعاب المرجانية الزهرية السلائل المرجانية - وهي آلاف الحيوانات الدقيقة التي تكوِّن الشعاب المرجانية - إلى الخارج من الهيكل العظمي لتكون الشعاب التي تكون في العادة باللون البني أو الأصفر أو الأخضر.  

تعد الشعاب المرجانية الزهرية حيوانات عدوانية بصورة عامة، حيث تستخدم سلائلها المرجانية لإحداث تلف شديد في الأنسجة على الشعاب المرجانية الأخرى، ولذلك من غير المألوف رؤية أنواع مرجانية أخرى تنمو بالقرب من الشعاب المرجان الزهرية.

- الشعاب المرجانية الزرقاء: تمتاز بهيكل أزرق مميز مخفي باللون الرمادي المخضر من البوليبات، واللون الداخلي الأزرق هو بسبب قدرة المرجان على استخراج الحديد من المياه المحيطة وتحويله ملح أزرق كي يترسب في النهاية على الهيكل العظمي.

- مرجان الفطر: بدلاً من تكوين مستعمرات مثل معظم الشعاب المرجانية الأخرى يكون مرجان الفطر منفردًا وعادة ما يعيش بصورة مستقلة عن بعضه البعض، وكما يشير اسمه فهو يشبهه الفطر بحيث يكون مسطحًا أو على شكل قرص، ويمكن أن يكون دائريًا أو طويلًا. 



التهديدات التي تواجه الشعاب المرجانية

تتكون معظم الشعاب المرجانية في المياه الضحلة بالقرب من الشاطئ ولذلك فهي معرضة بصورة كبيرة لآثار الأنشطة البشرية سواء من خلال الاستغلال المباشر لموارد الشعاب المرجانية أو من خلال الآثار غير المباشرة من الأنشطة البشرية المجاورة على الأرض وفي المنطقة الساحلية، والعديد من الأنشطة البشرية التي تتسبب في تدهور الشعاب المرجانية متشابكة بشكل لا ينفصم في النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمجتمعات الساحلية الإقليمية، وهنا يمكن القول أن الشعاب المرجانية تواجه العديد من التهديدات من مصادر محلية وعالمية، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[3]


'التهديدات المحلية'

- الضرر المادي أو التدمير الناجم عن التنمية الساحلية، والتجريف، والمحاجر، وممارسات ومعدات الصيد المدمرة، ومراسي وأساسات القوارب.

- التلوث الذي ينشأ على الأرض والذي ينتقل إلى المياه الساحلية، ويُذكر أنه يوجد العديد من أنواع ومصادر التلوث من الأنشطة البشرية، على سبيل المثال:

* الرواسب الناتجة عن التنمية الساحلية والجريان السطحي لمياه العواصف والحراجة والزراعة: يمكن للرواسب المترسبة على الشعاب المرجانية أن تخنقها وتتداخل مع قدرتها على التغذية والنمو والتكاثر.

* المغذيات الحيوانية: تعد المغذيات الحيوانية مفيدة بصورة عامة للنظم الإيكولوجية البحرية، ومع ذلك فإن الشعاب المرجانية تتكيف مع مستويات المغذيات المنخفضة لذا يمكن أن تؤدي زيادة العناصر الغذائية إلى نمو الطحالب التي تمنع أشعة الشمس وتستهلك الأكسجين الذي يحتاجه المرجان للتنفس، وغالبًا ما يؤدي هذا إلى عدم توازن يؤثر على النظام البيئي بأكمله، ويمكن أن تدعم المغذيات الزائدة أيضًا نمو الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات التي يمكن أن تكون مسببة للأمراض في الشعاب المرجانية.

* مسببات الأمراض من مياه الصرف الصحي غير المعالجة، ومياه العواصف، والجريان السطحي من حظائر الماشية: يمكن أن تسبب البكتيريا والطفيليات الناتجة من تلوث البراز مرضًا في الشعاب المرجانية، ويمكن أن يؤدي التلوث الذي يحتوي على مسببات الأمراض إلى تفاقم وتيرة تفشي الأمراض وكثافتها.

* المواد السامة: وتشمل على المعادن والمواد الكيميائية العضوية والمبيدات الحشرية الموجودة في التصريفات الصناعية، وواقيات الشمس، والجريان السطحي الحضري والزراعي، وأنشطة التعدين والجريان السطحي الناتج من مدافن النفايات، وهذه المواد يمكن أن تؤثر على تكاثر المرجان ونموه والعمليات الفسيولوجية الأخرى، ويمكن أن تؤثر مبيدات الأعشاب على وجه الخصوص على الطحالب التكافلية والذي يؤثر بدورة على شراكته مع المرجان ويؤدي إلى الإصابة بمرض التبييض، ويُذكر أيضًا أن بعض المعادن مثل الزئبق والرصاص، والمواد الكيميائية العضوية مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) والأوكسي بنزون ​​والديوكسين تؤثر على التكاثر المرجاني، ومعدل النمو، والتغذية والاستجابات الدفاعية.

* القمامة و المواد البلاستيكية الصغيرة: إن القمامة مثل الأكياس البلاستيكية والزجاجات، ومعدات الصيد المهملة والحطام البحري يمكن أن تمنع دخول ضوء الشمس اللازمة لعملية التمثيل الضوئي للشعاب المرجانية، أو قد تؤدي إلى قتلها أو إصابتها بالإمراض.

- الصيد الجائر: والذي يتسبب بتغير هيكل شبكة الغذاء ويسبب تأثيرات متتالية مثل تقليل عدد أسماك الرعي التي تحافظ على الشعاب المرجانية نظيفة من فرط نمو الطحالب، ويمكن أن يتسبب صيد الانفجار (أي استخدام المتفجرات لقتل الأسماك) في إحداث أضرار مادية للمرجان أيضًا.

- التجارة: يمكن أن يؤدي حصاد الشعاب المرجانية بهدف تجارة أحجار الزينة والمجوهرات والتحف إلى الإفراط في الحصاد لأنواع معينة وتدمير موائل الشعاب المرجانية وتقليل التنوع البيولوجي.


'التهديدات العالمية'

تعد زيادة درجات حرارة المحيطات وتغير كيمياء المحيطات من أكبر التهديدات العالمية للنظم الإيكولوجية للشعاب المرجانية، وتنتج هذه التهديدات عن ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في مياه البحر، ومع ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي ترتفع كذلك درجات حرارة مياه البحر ويؤدي هذا الاحترار إلى فقدان الطحالب المجهرية التي تنتج الطعام الذي تحتاجه الشعاب المرجانية مما يهدد وجود الشعاب المرجانية، وبدون هذه الطحالب يفقد المرجان أيضًا لونه - وهي حالة تعرف باسم تبييض المرجان - حيث إن عدم وجود الطحالب يكشف عن اللون الأبيض لبنية كربونات الكالسيوم الكامنة وراء البوليبات، ويمكن أن تتطور الحالة إلى الإصابة بالتبييض الشديد مما يجعلها أكثر عرضة للتهديدات الأخرى مثل الأمراض المعدية، وكذلك يمكن أن تؤثر التأثيرات المناخية الأخرى مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة تواتر وكثافة العواصف الاستوائية وأنماط دوران المحيطات المتغيرة على الشعاب المرجانية.


يشير تحمض المحيطات إلى تغير في كيمياء المحيطات استجابة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وفي الوضع الطبيعي تكون كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في حالة توازن مع تلك الموجودة في مياه البحر، ولذلك عندما تزداد تركيزات الغلاف الجوي تزداد كذلك تركيزات المحيطات، ويتفاعل ثاني أكسيد الكربون الذي يدخل إلى مياه البحر لتكوين حمض الكربونيك مما يتسبب في زيادة الحموضة، وفي كل عام يمتص المحيط حوالي ربع ثاني أكسيد الكربون المنبعث من حرق الوقود الأحفوري (النفط والفحم والغاز الطبيعي)، ومنذ الثورة الصناعية زادت حموضة المحيطات بحوالي 30% وهو معدل يفوق 10 مرات ما حدث منذ ملايين السنين، وعلاوة على ذلك من المتوقع أن ترتفع مستويات حموضة المحيطات بنسبة 40% إضافية فوق المستويات الحالية بحلول نهاية هذا القرن.


تؤدي الزيادات في حموضة المحيطات إلى تقليل توافر الأملاح والأيونات المذابة التي تحتاجها الشعاب المرجانية لتكوين بنية كربونات الكالسيوم، ونتيجة لذلك يتباطأ نمو المرجان ونمو الشعاب المرجانية، وإذا أصبحت الحموضة شديدة يمكن أن تذوب الهياكل العظمية المرجانية في الواقع.



النظام الغذائي للشعاب المرجانية

يتمثل النظام الغذائي لدى الشعاب المرجانية بـ:[4]

- الطعام: تأكل بعض الشعاب المرجانية العوالق الحيوانية أو الأسماك الصغيرة ويستهلك البعض الآخر الحطام العضوي.

- طريقة الأكل: تتغذى السلائل المرجانية بشكل عام في الليل من خلال مد قروعها لالتقاط الطعام بمساعدة خيوط مخاطية تجمع الجزيئات العضوية الدقيقة، وهذه الخيوط قادرة أيضًا على الهضم.

- نقل المغذيات: تتناقل البوليبات المغذيات فيما بينها كي نحصل كامل المستعمرة على الغذاء.

- إفراز النفايات: تفرز البوليبات الفضلات الصلبة من خلال أفواهها.




  

المراجع

[1]: nationalgeographic

[2]: cococollection 

[3]: epa 

[4]: seaworld



عدد المشاهدات 2189


Top

Top