مقدمة عن المحيط الأطلسي
هو مسطح من المياه المالحة التي تغطي ما يقرب من خمس الأرض السطحية والتي تفصل بين قارتي أوروبا وأفريقيا إلى الشرق عن أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية إلى الغرب، واسم المحيط مشتق من الميثولوجيا اليونانية ويعني "بحر أطلس"، وهو الثاني من حيث الحجم بعد المحيط الهادئ.
تبلغ مساحة المحيط الأطلسي بدون بحاره التابعة حوالي 31.830.000 ميل مربع (82.440.000 كيلومتر مربع)، وتبلغ مساحته مع بحاره حوالي 41.100.000 ميل مربع (106.460.000 كيلومتر مربع)، ويصل متوسط عمقه 10925 قدمًا (3300 مترًا) ويبلغ أقصى عمق له 27493 قدمًا (8380 مترًا) في خندق بورتوريكو شمال جزيرة بورتوريكو.
يشكل المحيط الأطلسي حوضًا بحرف S يمتد طوليًا بين الأمريكتين إلى الغرب، ويختلف عرض المحيط من الشرق إلى الغرب بدرجة كبيرة، فبين نيوفاوندلاند وأيرلندا يبلغ حوالي 2060 ميل (3320 كم)، وفي أقصى الجنوب يتسع إلى أكثر من 3000 ميل (4800 كم) قبل أن يضيق مرة أخرى بحيث تكون المسافة من كيب ساو روك، البرازيل، إلى كيب بالماس، ليبيريا، حوالي 1770 ميلاً (2850 كم) فقط، ومن الناحية الجنوبية يصبح أوسع مرة أخرى ويحده سواحل بسيطة تقريبًا بدون جزر بين كيب هورن ورأس الرجاء الصالح ويتسع عرضه ليصل إلى 4000 ميل (6500 كم).
على الرغم من أن المحيط الأطلسي ليس أكبر محيطات العالم إلا أنه يضم إلى حد بعيد أكبر منطقة تصريف، وتميل القارات على جانبي المحيط الأطلسي إلى الانحدار نحوه بحيث يستقبل نسبة كبيرة من مياه الأنهار الرئيسية في العالم، وتشمل هذه سانت لورانس، والميسيسيبي، وأورينوكو، والأمازون، وريو دي لا بلاتا، والكونغو، والنيجر، ولوار، والراين، والألب، وعلى عكس جنوب المحيط الأطلسي فإن شمال الأطلسي غني بالجزر، وبتنوع سواحله، وبحار الروافد، وتشمل هذه الأخيرة على البحر الكاريبي، وخليجي المكسيك وسانت لورانس، وهدسون وبفن الخلجان في الغرب وبحر البلطيق وغيره.[1]
أبرز مخلوقات المحيط الأطلسي
من أشهر كائنات المحيط الأطلسي ما يلي:[2]
- القرش الليموني: تحتل هذه الأنواع المياه الضحلة بحيث تكون قريبة من الشاطئ، ويأتي اسمهما من اللون البني الأصفر إلى اللون الأخضر الزيتوني لجذعها، وتمتاز هذه الكائنات بأنوف قصيرة ومستديرة، وبضعف حاسة البصر في حين أن حاسة الشم قوية، وهي صيادة ليلية حيث تستخدم حاسة الشم ونظام المستقبلات الكهربائية لتحديد موقع الفريسة المتمثلة بالأسماك العظمية والطيور البحرية وأسماك القرش الصغيرة والقشريات والرخويات، ويمكن أن ينمو القرش الليموني حتى يصل وزنه إلى 250 كيلو غرام ويصل طوله من 2.5 إلى 3 أمتار.
- البطريق الملك: هو ثاني أكبر أنواع طيور البطريق ويعيش في الجزء الجنوبي من المحيط الأطلسي حيث يصل طول بعضها إلى متر واحد ويمكن أن يتراوح وزنها بين 9.3 و18 كيلو غرام، وغذاؤه الأساسي الأسماك وأحيانًا يتغذى على الحبار. يمكن للبطريق الغوص لمسافة تتراوح بين 100 و300 متر تحت سطح البحر للصيد ويمكنه البقاء تحت الماء لمدة 5 دقائق قبل ظهوره مرة أخرى.
- فقمة البحر الأبيض المتوسط: تحتل هذه الأنواع منطقتي "Cabo blanco" و"Madeira" في مياه المحيط الأطلسي وهي أندر الأنواع من بين جميع الأصناف ذات الزعانف، ويقدر عددها على مستوى العالم بأقل من 700، وتمتاز بأنوف قصيرة ومسطحة وعريضة مع فتحتي أنف متجهة لأعلى على عكس الأنواع الأخرى، ولديها أيضًا زعانف قصيرة بمخالب رفيعة صغيرة وأربع غدد ثديية قابلة للسحب على بطنها، كما تتميز بشعر قصير يُستبدل كل 6 إلى 8 أسابيع، ويشتمل غذاؤها على الأسماك والحبار والثعابين والأخطبوط، ويبلغ متوسط عمرها المتوقع 45 عامًا كحد أقصى.
- فرس البحر: تنتمي أفراس البحر إلى نفس الفئة مع الأسماك الأخرى مثل التونة والسلمون، ويمتاز بجلد رقيق وزوائد شوكيه تشبه التاج أعلى رؤوسها، ويُعرف عن هذه المخلوقات فقدانها للأسنان والمعدة وبالتالي فهي تتغذى عن طريق امتصاص الفريسة من خلال فك مدمج والمرور عبر القناة الهضمية، ويشتمل غذاؤها على العوالق والقشريات الصغيرة، وينفرد فرس البحر عن جميع المخلوقات بأن الذكر هو الذي يلد.
- الحوت القاتل: يُطلق على الحوت القاتل أيضًا اسم حوت الأوركا وهو أكبر حيوان من عائلة الدلافين. تستخدم الحيتان القاتلة زعانفها الصدرية الكبيرة كمراوح، وتمتاز بأنها عالمية إلى حد كبير - مما يعني أنها تضم أعدادًا كبيرة جدًا - وتحتل المرتبة الثانية بعد البشر، وهي من آكلات اللحوم وتفترس جميع الحيوانات تقريبًا بما في ذلك الطيور البحرية والفقمات والأسماك والثدييات البحرية وأسود البحر والحبار مع عدم وجود مفترس طبيعي معروف لهذا النوع، ويمكن أن يصل طول الحوت القاتل البالغ إلى 9 أمتار ويبلغ متوسط وزنه 3600 إلى 5000 كيلو غرام.
- الحوت الأحدب: سمي بذلك بسبب الزعنفة التي تشبه السنام على ظهره، وهي تغطي مساحة أكبر مقارنة بالثدييات الأخرى وذلك أساسًا لأغراض التكاثر والتغذية. تتغذى الحيتان الحدباء على الأسماك والعوالق والكريل ويمكن أن تأكل ما يصل إلى 1360 كيلو غرامًا يوميًا، ويمكن أن تزن ما بين 22000 و36000 كيلو غرامًا ويبلغ طولها حوالي 18 مترًا، وتنمو إناث هذا النوع أكبر مقارنة بالذكور، وتمتاز بأجسامها الطويلة والمبسطة وزعانف صدرية أطول من تلك الموجودة في الحيتان الأخرى.
- السلحفاة الجلدية: تعيش هذه الأنواع في الأجزاء الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية والشمالية الغربية من المحيط الأطلسي، ويمكن العثور عليها في المياه العميقة التي تصل إلى 1280 مترًا، وهي أكبر من أنواع السلاحف الأخرى وقوقعتها أقل صلابة. تنتشر السلاحف الجلدية في المياه الباردة وتتميز عن السلاحف الأخرى بزعنفة أمامية أطول، ويُعرف عنها العدائية إلى حد كبير وعدم الاعتناء بصغارها بعد الفقس، وهي آكلة للحوم وتفترس السالوب وقنديل البحر وكذلك القشريات والأسماك.
- سلحفاة البحر الخضراء: يأتي اسمها بسبب رواسب خضراء من الدهون تحت قوقعتها، ودرعها ناعم ويتراوح لونه في درجات مختلفة من الأصفر أو الأخضر أو الرمادي أو الأسود أو البني. من بين جميع أنواع السلاحف تمتلك السلحفاة الخضراء أكبر الأصداف كما يتغير لونها بعد فترة، ويختلف غذائها خلال مرحلة حياتها، فعندما تكون صغيرة تتغذى على الحيوانات العاشبة وآكلة اللحوم على حد سواء، وفي مرحلة البلوغ يرتكز غذاؤها على الحيوانات العاشبة في المقام الأول مما يميزها عن السلاحف البحرية الأخرى، وفي المتوسط يصل طولها إلى 1.5 متر ووزنها من 68 إلى 190 كيلو غرامًا.
- القرش الأبيض الكبير: تعد هذه الأنواع من القروش ماصة للحرارة ولديها حاسة كهرومغناطيسية، وتمتلك 300 سن كبيرة مثلثة الشكل ومسننة كالمنشار، وهي أكبر الحيوانات المفترسة في مياه المحيطات وتتغذى على أسماك القرش الأخرى وأسود البحر والفقمات والسلاحف البحرية والجيف والأسماك، ويبلغ متوسط العمر المتوقع لسمك القرش الأبيض الكبير 60 عامًا، ويمكن أن يصل طول القرش إلى 6 أمتار ويزن بحد أقصى 2268 كيلو غرامًا، وهي منتشرة بصورة كبيرة في جنوب أفريقيا.
- التونة زرقاء الزعانف: هذه الأنواع يمتزج لونها الأزرق المعدني مع بيئتها ويساعد هيكلها الانسيابي في زيادة سرعتها، ويشتمل غذاؤها على الرنجة والبوري والماكريل والحبار وسرطان البحر والجمبري، وهي معروفة بعبور المحيط الأطلسي عدة مرات كل عام، وتزن أكبر سمكة تونة زرقاء الزعانف معروفة في المحيط الأطلسي نحو 679 كيلو غرام.
جزر المحيط الأطلسي
تتضمن جزر المحيط الأطلسي ما يلي:[3]
- آيسلندا: هي واحدة من الوجهات المفضلة للمصورين والمغامرين والمستكشفين، وتتميز بالأنهار الجليدية والشلالات والجبال المذهلة والبراكين.
- جرينلاند: يُعرف عنها أنها نائية وباردة ومظلمة ولكنها حافظت على طبيعتها الرائعة وحياتها البرية وثقافة الإنويت، وهي مكان يخلق فيه الجليد والثلج مناظر طبيعية خلابة.
- جزر فارو: مجموعة من 18 جزيرة تخضع لسيادة مملكة الدنمارك، وعلى الرغم من السيادة حافظ 50.000 ساكن على لغتهم وثقافتهم، وتمتاز بمدنها النظيفة والساحرة مع البيوت الملونة التي تضيف جمالًا إلى المناظر الطبيعية.
- بربادوس: تتميز بطقسها الدافئ على مدار السنة، وثقافتها الفريدة تأتي من الجذور الإنجليزية والأفريقية والغربية، لذلك تمتلك بربادوس هندسة معمارية ومأكولات وموسيقى وفنون مميزة، ويمكن للسياح استكشاف التراث التاريخي والمحلات التجارية والحياة الليلية بالإضافة إلى جمالها الطبيعي.
- جزر الأزور، البرتغال: هي واحدة من مناطق الحكم الذاتي في البرتغال، وتقع على بعد 1360 كيلو متر (850 ميل) من البر الرئيسي في المحيط الأطلسي، وتمتاز بالمناظر الطبيعية المثيرة الناتجة عن البراكين، وبتربة خصبة ومساحات خضراء مورقة، وهي منتشرة على امتداد 600 كيلو متر (372 ميل) من المحيط.
- نيوفاوندلاند: وهي جزيرة كندية كبيرة في المحيط الأطلسي تتميز بطابعها المذهل من الجبال والسواحل الدرامية إلى الغابات الكثيفة والأنواع المهددة بالانقراض.
- جزر الكناري، إسبانيا: تتكون جزر الكناري من مجموعة جزر منتشرة في المحيط، لا بالما وتنريفي هي الأكثر شعبية بين السياح الذين يأتون للاستمتاع بالعديد من الشواطئ والطبيعة البكر والمنتجعات التي لا تشوبها شائبة.
- فرناندو دي نورونها، البرازيل: تتألف من 21 جزيرة على بعد 354 كيلو متر (220 ميل) من الشاطئ البرازيلي، ونظرًا للتيار الاستوائي الجنوبي يكون الماء دافئًا جدًا بحيث يمكن الغوص بدون بدلة على عمق 40 مترًا، وتتميز المناظر الطبيعية البحرية بالأنفاق والوديان والصخور مما يجعل التجربة أكثر إثارة.
- جزيرة بورتو سانتو، البرتغال: على بعد 43 كيلو متر (27 ميل) شمال شرق ماديرا اكتشفت بورتو سانتو غير المأهولة في أوائل القرن الخامس عشر، وتمامًا مثل أرخبيل ماديرا تتميز بورتو سانتو بأنها صخرية ذات أمواج رملية منحوتة وشواطئ جميلة وعرة ورملية.
- تريستان دا كونها: مجموعة من الجزر البركانية النائية يبلغ عدد سكانها 302 نسمة فقط، وتمتاز بالطبيعة الخلابة والحياة البرية، وقد سميت على اسم "Tristão da Cunha" الذي كان مستكشفًا برتغاليًا واكتشف الجزيرة في عام 1506.
تهديدات يواجهها المحيط الأطلسي
فيما يلي مجموعة من التهديدات التي تواجه المحيطات كافة، وعلى وجه الخصوص المحيط الأطلسي:[4]
- يتسبب الاحترار العالمي في ارتفاع مستويات سطح البحر مما يهدد المراكز السكانية الساحلية.
- ينتهي المطاف بالعديد من مبيدات الآفات والمغذيات المستخدمة في الزراعة في المياه الساحلية مما يؤدي إلى نضوب الأكسجين الذي يقتل النباتات البحرية والمحار.
- المصانع والمنشآت الصناعية تصب مياه الصرف الصحي والجريان السطحي الأخرى في المحيطات.
- تلوث الانسكابات النفطية المحيطات، على الرغم من أن محطات معالجة المياه والصرف الصحي في الولايات المتحدة تصب ضعف كمية النفط التي تتسرب منها ناقلات النفط كل عام.
- تلوث الهواء مسؤول عن ما يقرب من ثلث الملوثات والمواد المغذية السامة التي تدخل المناطق الساحلية والمحيطات.
- دخلت الأنواع الغازية مثل الطحالب السامة والكوليرا ونباتات وحيوانات لا حصر لها إلى مياه المرفأ وأدت إلى اضطراب التوازن البيئي.
- تتعرض الثروة السمكية، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، إلى الصيد المفرط.