تعريف الرقص
يشير الرقص إلى حركة الجسم بطريقة إيقاعية ومتجانسة مع نمط معين من الموسيقى داخل مساحة معينة بهدف التعبير عن فكرة أو عاطفة، أو من أجل إطلاق الطاقة، أو حتى لمجرد الاستمتاع بالحركة نفسها، ويعد الرقص من الفنون التي تعكس مجموعة من الدوافع يُؤدّيها مجموعة من الأشخاص الماهرين بصورة معبرة أمام مجموعة من الجمهور، ويُشار إلى أن العلاقة بين مفهوم الرقص ودوافعه أقوى من العلاقة بين بعض الفنون الأخرى ودوافعها، فلا يمكن أن يوجد المفهوم دون الدافع في فنون الرقص.
علاوة على التعريف الواسع المذكور أعلاه والذي يغطي المفهوم العام للرقص، اقترح الفلاسفة والنقّاد عبر التاريخ تعاريف مختلفة للرقص لم تتجاوز مجرد وصف لنوع الرقص، فعلى سبيل المثال عرّف أرسطو الرقص بأنه حركة إيقاعية تهدف إلى تمثيل شخصية الراقص وكذلك ما يقومون به ومعاناته.[1]
تاريخ الرقص
منذ لحظات مبكرة من تاريخ البشرية المعروفة رافق الرقص الطقوس القديمة والتجمعات الروحية والمناسبات الاجتماعية باعتباره مجسدًا للأداء وللمشاعر الداخلية ومعبّرًا عما يجول في الخواطر، ولذلك أصبح الرقص جزءًا من الطبيعة البشرية وانتشر في جميع أنحاء العالم خلال فترة وجيزة من ظهوره، ومن المعروف أن الرقص هو أحد أكثر أشكال الاتصالات التي كان يُعبّر من خلالها في قديم الزمان، حيث إن أقدم دليل على وجود الرقص يأتي من اللوحات الكهفية التي تعود إلى 9000 عام والتي عثر عليها في الهند، وتُصوّر هذه اللوحات مشاهد مختلفة من الصيد، والولادة، والشعائر الدينية، وطريقة الدفن والأهم من ذلك الرقص المجتمعي، ويُشار إلى أن نقوشات الرقص التي عُثر عليها لا تعبّر بوضوح عن الأهداف والمقاصد، ولذلك عمد العلماء إلى البحث عن قرائن ثانوية وكلمات مكتوبة ومنحوتات حجرية وغيرها من الأعمال الفنية المماثلة للوصول إلى شرح واضح يعكس الهدف المنشود، ومن الممكن كذلك تتبع فترة انتشار الرقص إلى الألف عام قبل الميلاد حيث بدأ المصريون في ذلك الوقت باستخدام الرقص كجزء لا يتجزأ من احتفالاتهم الدينية، وقد ظهر ذلك من خلال العديد من لوحات المقابر التي اكتُشفت والتي أظهرت استخدام الكهنة المصريون الآلات الموسيقية وفن الرقص لتقليد الأحداث المهمة.[2]
أشكال الرقص
الرقص هو أحد الفنون المشهورة في جميع أنحاء العالم، واليوم ظهر العديد من أشكال الرقص التي يمكن للمرء أن يتعلمها، وتختلف أشكال الرقص من بلد إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى وحتى من ديانة إلى أخرى، وتتميز أشكال الرقص عن بعضها على أساس الملابس والأحذية والموسيقى والحركات، وفيما يلي بعض من هذه الأشكال:[3]
- الباليه: يشار إلى الباليه باعتباره شكلًا مميزًا لفن الرقص، والشخص الذي يؤدي الباليه يمتلك مقدرة كبيرة على التحكم بتحركاته حيث إن تقنيات الباليه - والتي وضعت منذ سنوات عديدة - تتطلب أن يكون الراقص منضبطًا ومدربًا بصورة كبيرة وأن يكون لديه صفات من المرونة وخفة الحركة وذلك من أجل التحكم بالجسد دون عناء، والشيء الوحيد الذي يشترك فيه جميع راقصي الباليه هو الرشاقة والأناقة وسرعة الحركة، ويُشار إلى أن هذا النوع من أسلوب الرقص يُمارس من قبل كل من الرجال والنساء.
- الكابوكي: وهو رقص كلاسيكي من الدراما اليابانية، ويعرف هذا النوع بأسلوب متميز في الأداء بالإضافة إلى وضع الكثير من المساحيق على وجه الراقصين، ومن أجل اتقان رقص الكابوكي يجب التدرب كثيرًا وكذلك يجب معرفة كيفية التعامل مع الأزياء الخاصة بهذ النوع من الفن، ويُشار إلى أن الكابوكي كان جزءًا من الأداء المسرحي الرئيس في اليابان لمدة أربعة قرون.
- الرقص الشرقي: وهو من الأنواع الفريدة التي تندرج تحت أنواع الرقص الحديث ويتميز بحركات حادة ومتجددة للبطن والوركين، ويُشار إلى أن الرقص الشرقي يندرج تحته أنواع مختلفة من الحركات اعتمادًا على المنطقة والبلد، ولكن جميعها تشترك بالتركيز على حركة الوركين والبطن مع الاختلاف في الأداء.
- الرقص الجوي: أصبح الرقص الجوي مشهورًا جدًا هذه الأيام، وإتقان هذا الرقص ليس بالسهل ويتطلب التدريب المناسب، وقد ظهر هذا النوع لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السبعينيات، وكما يشير الاسم يكون أداء الرقص الجوي في الهواء حيث يُعلّق الراقص بواسطة جبل متصل بالسقف ليقوم بخطوات وحركات في الجو، ويمتاز هذا النوع بتوفير مساحة كبيرة لعمل حركات جديدة قد يصعب إتقانها على الأرض.
- رقصة الديسكو: وهي نوع من أنواع الرقص الذي يعود إلى أوائل السبعينيات، فقد ظهر لأول مرة في الحياة الحضرية في الولايات المتحدة الأمريكية وكان يقتصر أداؤه على حفلات المنزل، ثم انطلق من هناك إلى العالم ليصبح ذا شعبية كبيرة في وقت ما خلال منتصف السبعينيات إلى أوائل الثمانينيات.
- الرقص الشعبي: وهو شكل نموذجي من الرقصات التي عادة ما تُؤدّى على نطاق واسع في المناطق الريفية حيث يعكس هذا النوع الفولكلور الشعبي للقرية أو للريف، وهو نوع تقليدي من الرقص يُؤدّى من قبل مجموعة من الناس، والأزياء المتضمنة في الرقص الشعبي مثيرة للاهتمام وعادة ما تصور اللباس التقليدي للمجتمع، ويُشار إلى أن هذا الشكل من الرقص نال شعبية متزايدة فقد مثّل العديد من المواضيع الشعبية منذ ظهوره، وتعد الأزياء وخطوات الرقص كلها جوانب مهمة في نقل الرسالة إلى الجمهور.
- (Break Dance): ظهر هذا النوع من الرقص والمعروف أيضًا باسم "street dance" من قبل شباب أمريكيين من أصل إفريقي، ويتألف هذا الرقص من أربع حركات رئيسية تندرج تحت أنواع الرقص الحديث وتتضمن خطوات جسدية مجردة، وعادة ما يمارس "Break Dance" من قبل الشباب.
مخاطر الرقص
على الرغم من أن حركات الرقص قد تكون مفيدة جسديًا ونفسيًا إلا أنه يوجد مجموعة من المخاطر المرتبطة بهذه الحركات، وهي:[4]
- خطر الإصابة: التمارين الرياضية للرقص قد تشكل خطورة كبيرة للإصابة حتى بالنسبة لأولئك الذين في حالة بدنية جيدة، حيث إن طبيعة الحركات لهذا النشاط قد تعرض فاعلها للإصابة بشد وتمزق العضلات والالتواء في المفاصل، ونظرًا لأن بعض أشكال الرقص تتطلب القفز فمن الممكن أن يتسبب التأثير الكامل لوزن الجسم عند الهبوط إلى حدوث كسور في القدمين أو في الساقين أو الإصابة بالتواء في الركبة وهذا شائع جدًا.
- خطر السقوط: التمارين الرياضية للرقص يمكن أن تكون معقدة وتتطلب التنسيق والتوازن، وفي حال كان التوازن والتنسيق ضعيفين فمن الممكن التعرض للسقوط مما قد يؤدي إلى إيذاء بعض أجزاء الجسم، وعلى الصعيد الآخر من الممكن أن يساعد الرقص والتمارين الرياضية على تحسين التوازن والتنسيق عندما تكون بانتظام لعدة أشهر، ولكن ذلك يتطلب الصبر والحرص الشديد وقد يتطلب الأمر وجود مدرب محترف.
- السلامة: قبل البدء ببرنامج تدريبات تمارين الرقص من الواجب التأكد من أن المدرب يتمتع بالخبرة والتدريب الجيدين، ويجب التأكد أيضًا من قصر مدة التمارين عالية التأثير بحيث لا تزيد عن 20 دقيقة لمدة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع في أيام غير متتالية، ويجب عدم ممارسة تمارين الرقص إلى حد التعب حيث إن ذلك يزيد من خطر الإصابة والسقوط بنسبة كبيرة، ويُشار إلى أنه من المهم مراجعة الطبيب لإجراء فحص كامل قبل ممارسة أي تمارين للمحافظة على سلامة وصحة الجسم.