ما هي الأوبرا
هي عمل درامي يمزج بين عناصر المسرح والرقص والموسيقى، ويشمل الجزء الأكبر من العرض على الغناء بصوت جهور ومميز، وفي العادة يبدأ ملحنو الأوبرا العرض بنص مكتوب من قصة معينة حيث تشكل الكلمات وأسطر القصة الهيكل الأساسي للأوبرا، ثم يحدد الملحن بعد ذلك الكلمات التي تتناسب مع نمط غناء الأوبرا من أجل تلحينها مع الموسيقى، ويُشار إلى أن الأوبرا الحديثة لا تركز كثيرًا على أن يكون اللحن مضبوطًا تمامًا مع الموسيقى، أما في الشكل الكلاسيكي للأوبرا فيجب ضبط كامل الحوار على نوع معين من الموسيقى.[1]
تاريخ الأوبرا
كان صاحب أول عمل مسرحي موسيقي وأول مؤلف أوبرا هو جاكوبو بيري، فقد ألَّف في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر وبالتعاون مع جاكوبو كورسي و بالاستناد على كتيّب لأوتافيو رينوتشيني عمله المميز والمعروف باسم دافني، ولسوء الحظ لم يبق منه سوى القليل من المقاطع، ويُشار إلى أن جاكوبو بيري هو واحدًا من الذين ساهموا في وضع قواعد فن الأوبرا في إيطاليا، وقد أنتج مجموعة من الأعمال وأشهرها "أورفيو" في العام 1607.
كانت الأوبرا الإيطالية هي التي ستهيمن على ما يعرف الآن باسم فترة الباروك التي امتدت من حوالي 1600 إلى 1740، وقد ظهر هذا النوع من الفنون حصريًا في حفلات الأثرياء في جميع أنحاء أوروبا، وكثيراً ما كان رعاة الملوك يرعون الملحنين، ولكن وبعد مدة وجيزة من ظهور الأوبرا سرعان ما أصبحت من أشكال الفن الذي استجاب لجميع الطبقات.
في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، أخذ ويليبالد كريستوف غلوك الأوبرا في اتجاهات جديدة حيث وسّع الهيكل والانسجام والسرد بعيدًا عن الأشكال الرسمية للغاية التي سيطرت على هذا الفن لمدة 150 عامًا مضت، وجعل الأوركسترا أكثر تكاملاً من خلال تطوير "recitativo adjagnato" والتي تدعمها فرقة كاملة من الأوركسترا بدلاً من الكونتينو فقط، وبذلك أصبحت الأوبرا أكثر تنوعًا وأجمل أداءً، بالإضافة إلى أن مزج الأوبرا الإيطالية مع الأوبرا الفرنسية والأوبرا الألمانية طوّر من هذا الفن وأضاف عليه جمالًا فريدًا.[2]
معلومات عامة عن الأوبرا
من خلال التالي من الممكن الاطلاع مجوعة من المعلومات العامة التي تخص فن الأوبرا، وهي:[3]
- تعد الأوبرا دراما أو قطعة درامية تُؤدّى بالكامل على نمط موسيقي، وفي الأوبرا الكلاسيكية تكون الموسيقى مكوّنًا مركزيًا في الأوبرا الكلاسيكية، ولأن الموسيقى هي وسيلة طبيعية للتعبير عن المشاعر والحالات المزاجية والمشاعر تميل الأوبرا الكلاسيكية إلى أن تكون ذات طابع درامي كبير.
- على الرغم من أن الموسيقى أهم عنصر في الأوبرا، إلا أن عناصر الأوبرا المعاصرة باتت لا تقل أهمية عن عنصر الموسيقى، وتشمل هذه العناصر على: التمثيل والأزياء.
- تضم العديد من المدن حول العالم دورًا للأوبرا، والدول التي تقام فيه عروض الأوبرا الكبرى هي: أوبرا المملكة المتحدة التي تضم الأوبرا الاسكتلندية وأوبرا لندن، وأوبرا أوروبية تضم أوبرا ريغا في لاتفيا، وأوبرا كوبنهاجن في الدنمارك، والأوبرا في باريس فرنسا، وأوبرا روما في إيطاليا، ودار أوبرا بودابست في المجر بالإضافة إلى الأوبرا الكندية التي تضم أوبرا فانكوفر في كولومبيا البريطانية، وأوبرا مونتريال في كيبيك، وأوبرا تورنتو في أونتاريو.
- تتضمن الأوبرا درجة موسيقية يشار إليها أحيانًا على أنها علامة موسيقية للأوبرا.
- في حفلات الأوبرا يؤدّى العرض من خلال مجموعة من الموسيقيين بالإضافة إلى الجوقة وهم الفرقة التي تردد الكلام المكتوب على الورق.
- يوجد حوالي 400 مسرح للأوبرا ودار للأوبرا تقوم بعرض الأوبرا وإنتاجها أربعون واحدًا في آسيا وأكثر من ستين واحدًا في أمريكا الشمالية والجنوبية، وأشهر بيوت الأوبرا هذه موجودة في أوروبا.
- يعتقد غالبية الناس أن بيوت الأوبرا تكون فارهة وفخمة، وهذا قد يكون صحيحًا في العديد من دور الأوبرا الكبرى في أوروبا إلا أن مسارح الأوبرا التي أُنشئت مؤخرًا تميل إلى التركيز أكثر على الصوتيات وراحة الجمهور.
- الأزياء هي سمة مهمة من إنتاجات الأوبرا، حيث يرتدي أعضاء الأوركسترا عادة ملابس سوداء، ومن ناحية أخرى يمكن للعازفين المنفردين وأعضاء الجوقة أن يرتدوا ملابس أكثر تفصيلاً.
- تعد الإضاءة أحد الميزات المهمة للأوبرا المعاصرة والتي يمكن أن تعزز الدراما الموسيقية.
- الأوبرا هي إنتاجات مسرحية، ومع ذلك عندما تكون الميزانيات محدودة يمكن تقديم الأوبرا دون أي أزياء أو مناظر طبيعية أو إضاءة.
أشهر مغني الأوبرا
نستعرض من خلال التالي أبرز مغني الأوبرا على مر التاريخ، وهم:[4]
- لوسيانو بافاروتي: وُلد لوسيانو بافاروتي في عام 1935 ومات في عام 2007 وبدأ حياته المهنية في عام 1961 حيث كان مغنٍ للأوبرا الإيطالية، وقد برع في هذا المجال حتى أصبح أحد أكثر الوجوه شهرة في مسارح الأوبرا، وهو معروف كذلك بأنه أحد أفضل المطربين الكلاسيكيين في عصره وجيله، ولوسيانو بافاروتي عضو في فرقة "The Three Tenors" وقد أدّى عددًا من العروض في مجموعة كبيرة من دور الأوبرا في جميع أنحاء العالم .
- خوسيه كاريراس: وُلد خوسيه كاريراس في العام 1946 وبدأ حياته المهنية في سن الحادية عشرة، وهو أحد مغني الأوبرا الإسبانية وواحد من أشهر عازفي الجيتار، ويُشار إلى أن خوسيه كاريراس أدّى أكثر من 60 دورًا في مسيرته الرائعة كمغنٍ للأوبرا في جميع أنحاء العالم، وهو معروف في جميع دور ومسارح الأوبرا وكذلك عضو في فرقة "The Three Tenors".
- بلاسيدو دومينجو: وُلد بلاسيدو دومينجو في عام 1941 وهو كذلك أحد مغني الأوبرا الإسبانية، وقد أدّى ما يقرب من 130 دورًا في مسيرته وعُرف بامتلاكه صوتًا يمتاز بقدر كبير من الدراما والرنين، وبراعته في هذا المجال معروفة فقد قدّم العديد من حفلات الأوبرا والحفلات الموسيقية في جميع أنحاء العالم..
- إنريكو كاروسو: وُلد إنريكو كاروسو في عام 1873 ومات في عام 1921، وهو أحد مغني الأوبرا الإيطالية المميزين، فقد تمكن من حفر اسمه في أفضل دور الأوبرا في أوروبا وأمريكا الشمالية، ويُِشار إلى أن أول ظهور له كان في سن الثاني والعشرين، وخلال مسيرته برع في هذا المجال حتى أصبح المغني الأكثر شهرة وشعبية في عصره بل في كل العصور حيث سجلت مبيعاته ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم، وقد تمكن إنريكو كاروسو من الحصول على العديد من الجوائز والتزكيات لمواهبه.
- فيودور تشاليابين: وُلد فيودور تشاليابين في عام 1873 ومات في عام 1938 وهو أشهر مغني الأوبرا الروسية في القرن العشرين، وقد جعلت قوة صوته الجهير وعروضه الموسيقية المذهلة واحداً من أكثر مغني الأوبرا شهرة في جميع أنحاء العالم.
- صامويل رامي: وُلد صموئيل رامي في عام 1942، وهو عازف سوبرانو أمريكي بارز ومشهور في جميع أنحاء العالم بصوته القوي والمميز، ويُشار إلى أن صامويل رامي تمكن من إعادة الحياة لأعمال بعض من أعظم مؤلفي الأوبرا في كل العصور، مثل موزارت وهاندل وبوتشيني.
- هيرمان بري: وُلد هيرمان بري في عام 1929 وتوفي في عام 1998 وهو من أوائل المغنين الذين أدخلوا القليل من الفكاهة على الأوبرا، ويمتاز هيرمان هوبري بوجهه المبتسم وبروحه الفكاهية العالية.