لوحة الموناليزا

لوحة الموناليزا

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن الموناليزا

الموناليزا، والمعروفة أيضًا باسم الجيوكوندا، هي لوحة لزوجة تاجر القماش الشهير فرانشيسكو ديل جيوكوندو مرسومة بألوان زيتية على الخشب، ويبلغ حجم اللوحة الأصلي 77*53 سم (30*20 7/8 بوصة) وهي مملوكة من قبل حكومة فرنسا ومعروضة على حائط متحف اللوفر في باريس، فرنسا.


تعكس لوحة الموناليزا صورة لإمرأة ترتدي أزياء فلورنسية وتجلس في مشهد جبلي خيالي رسمها الفنان ليوناردو دا فينشي، وهي مثال رائع على تقنية النمذجة الناعمة والمظللة بشدة حيث أعطى التعبير الغامض للموناليزا والذي يبدو مغريًا ومنعزلًا الشهرة العالمية للصورة، وتمثل ابتسامة الموناليزا الشهيرة فكرة السعادة التي تحملها الكلمة الإيطالية "جيوكوندا" والتي تعني "سعيد" أو "فرح"، حيث جعل ليوناردو السعادة هي الفكرة المركزية للصورة هذه الفكرة التي جعلت العمل مثاليًا بالإضافة إلى خلفية الطبيعة التي تضفي المزيد من الجمال على الصورة.


كانت لوحة الموناليزا من بين اللوحات الأولى التي رُسمت فيها الشخصية قبل رسم منظر طبيعي وهمي، وكان ليوناردو من أوائل الرسامين الذين استخدموا المنظور الجوي لرسم اللوحة، حيث ظهرت المرأة الغامضة وهي جالسة على كرسي من دون مسند ظهر مع قواعد عمود داكنة على كلا الجانبين، وخلفها تنحسر المناظر الطبيعية الشاسعة من الأنهار إلى الجبال الجليدية، وتعطي المسارات المتعرجة والجسر البعيد رونقًا خاصًا يزيد من جمال اللوحة، أما المنحنيات الحسية لشعر المرأة وملابسها فتتردد صداها في الوديان والأنهار الخيالية المتموجة خلفها، وفي الخطوط العريضة غير الواضحة والشخصية الرشيقة والتباين الدراماتيكي للضوء والظلام والشعور العام بالهدوء سمة مميزة لأسلوب دافنشي يظهر براعته في العيش مع رسوماته، ونظرًا للتوليف التعبيري الذي حققه دا فينشي بين المرأة والمناظر الطبيعية يصعب القول بأن الموناليزا صورة تقليدية، حيث يعكس الإحساس بالانسجام الشامل الذي تحقق في اللوحة بأسلوب واضح في ابتسامة المرأة الباهتة فكرة الارتباط بين الإنسان والطبيعة.


تجاوزت لوحة الموناليزا حدودها الاجتماعية واكتسبت معنى عالميًا، ولأن دا فينشي عمل على هذه الصورة كباحث ومفكر وليس فقط كرسام وشاعر ظهرت الجوانب العلمية والفلسفية في اللوحة، وفي الموناليزا ابتكر ليوناردو صيغة جديدة أكثر ضخامة وحيوية وأكثر واقعية وأكثر شعرية من تلك التي كانت لدى أسلافه، حيث إن غالبية الرسومات قبله كانت تفتقر إلى الغموض وكان الفنانون يمثلون فقط المظاهر الخارجية بدون أي روح، أو إذا أرادوا إظهار الروح في اللوحة حاولوا التعبير عنها من خلال الإيماءات أو الأشياء الرمزية أو النقوش.[1]



ليوناردوا دافنشي

إن شهرة لوحة الموناليزا ترجع لمجموعة متنوعة من الأسباب أحدها بالطبع شعبية الفنان نفسه، حيث إن ليوناردو دا فينشي لم يكن الفنان الأكثر شهرة في العالم فحسب بل كان أيضًا عالمًا ومخترعًا وطبيبًا، وعكست اللوحة فهمه الكبير للجسم البشري والتي ظهرت من خلال تفاصيل اللوحة، وبسبب ذلك كان دا فينشي قادرًا على رسم صورة دقيقة للمرأة أكثر من أي فنان آخر في عصره.


تجاوزت سمعة دا فينشي ومهارته في الرسم عدد لوحاتة، حيث لم تشمل أعماله سوى عدد قليل من اللوحات الفنية وفي الغالب كان السبب أسلوبه الفني التجريبي إلى حد كبير وعادته في التسويف، ولكن لا تزال لوحاته القليلة ذا مهارة عالية فبالإضافة إلى الموناليزا تعد لوحة الرجل الفيتروفي والتي تمثل رجلين عاريين في وضع متراكب أحدهم داخل دائرة والآخر داخل مربع من أعماله الشهيرة خاصة للأشخص الذين درسوا علم التشريح أو البيولوجيا البشرية، ويُذكر أنه على مر القرون كان دافنشي معرفًا كعالم ومخترع أكثر من فنان، ومن بين أفكاره التي دلت على ذكائه نموذجًا لطائرة هليكوبتر بدائية ودبابة.[2]



سرقة لوحة الموناليزا من المتحف

خلقت سرقة لوحة الموناليزا في عام 1911 ضجة إعلامية، ولم يستطع رجال الأمن معرفة الفاعل وتوجهوا إلى إلقاء القبض على كل من كان يعتقد أنه عدو للفن التقليدي وكان من بينهم الشاعر والكاتب المسرحي الرائد غيوم أبوليناير حيث استجوب لمدة أسبوع قبل إطلاق سراحه، وكان بابلو بيكاسو المشتبه به التالي ولكن لم يكن هنالك أي دليل ضده أيضًا.


مرت سنتان قبل اكتشاف الجاني الحقيقي والذي كان مجرمًا إيطاليَا يدعى فينتشنزو بيروجي انتقل إلى باريس عام 1908 وعمل في متحف اللوفر لفترة، حيث ذهب إلى المتحف بزي العمل الأبيض والذي كان يرتديه جميع الموظفين وتمكن من الاختباء حتى أُغلق المتحف ليلاً وتمكن من إخراج اللوحة من إطارها وسرقتها، وفي اليوم التالي بعد فتح المتحف خرج بطريقة غير ملحوظة مع اللوحة التي خبأها تحت ملابسه ولم يجذب الانتباه وذهب إلى مسكنه في باريس.


في نوفمبر 1913 كتب بيروجي والذي أطلق على نفسه اسم ليوناردو فينتشينزو إلى ألفريدو جيري، تاجر التحف الذي كان يعلن عن الفنون الجميلة في العديد من الصحف الإيطالية، في فلورنسا يدعوه أن يُحضر اللوحة إلى إيطاليا مقابل 500 ألف ليرة، وبعد الاتفاق سافر بيروجي إلى فلورنسا بالقطار في الشهر التالي وأخذ الموناليزا في صندوق مخفي تحت قاعدة مزيفة، وبعدها أخذ اللوحة إلى معرض جيري الذي تواصل مع جيوفاني بوجي، مدير معرض أوفيزي في فلورنسا آنذاك، وعقد اجتماعًا مع بيروجي في ميلان، وتحقق بوجي من اللوحة ولكنه لم يشتريها وبدلًا من ذلك أقنع بيروجي بتسليمها ثم اتصلا بالشرطة الإيطالية وأُلقي القبض على بيروجي.


يبدو أن بيروجي اعتقد بحسب ما قال أن الموناليزا سرقت من فلورنسا من قبل نابليون وأنه - يعني بيروجي - يستحق مكافأة على ما فعله تجاه وطنه من خلال إعادة ما هو حق لبلده إيطاليا، وانتهى الأمر بالحكم عليه بعقوبة مخففه حيث أثارت وطنيته عاطفة هيئة المحلفين الإيطالية، وفي الخامس من يونيو (حزيران) 1914 صدر في حقه الحكم بالسجن لعام واحد و15 يومًا قضى منها سبعة أشهر فقط، واشترك بعدها في الحرب العالمية الأولى لصالح إيطاليا وعاد إلى فرنسا حيث توفي في عام 1925، وبعد الرحلة القصيرة في إيطاليا عادت "الموناليزا" إلى فرنسا وحينها أصبحت أشهر لوحة في العالم.[3]



ثمن لوحة الموناليزا

ربما يتفق الكثير من الناس على أن الموناليزا، التي رسمها سيد عصر النهضة ليوناردو دا فينشي لا تقدر بثمن، ويكاد يكون من المستحيل وضع سعر على تحفة من هذا العيار، إلا أنه في عام 1962 تم تأمين الموناليزا بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي وهو أعلى مبلغ في ذلك الوقت، وهذا يُعادل ما يقرب من 700 مليون دولار أمريكي في مقياس اليوم مما يجعلها بسهولة أغلى لوحة في العالم، ونظرًا لكونها لا تقدر بثمن فإن الطريقة الوحيدة لرؤية هذا الجمال هي زيارة متحف اللوفر في باريس، فرنسا.[4]



صاحبة شخصية لوحة الموناليزا

كلمة مونا "Mona" هي اختصار للكلمة الإيطالية "Ma donna" ومعناها "سيدتي" أي أن كلمة موناليزا تعني "سيدتي ليزا"، وليزا هي امرأة من عائلة معروفة من توسكانا - إقليم في إيطاليا - تزوجت من فرانشيسكو ديل جيوكوندو الذي كان تاجرًا ثريًا جدًا، وكان اللوحة احتفالًا بانتهاء بناء منزلهم وكذلك بميلاد ابنهم الثاني، ويُذكر أنه حتى عام 2005 لم تكن هوية الموناليزا معروفة تمامًا على الرغم من أن سنوات من التكهنات قد اقترحت الهوية الحقيقية لهوية اللوحة.[5]




  

المراجع

[1]: leonardodavinci

[2]: totallyhistory

[3]: historytoday

[4]: theculturetrip

[5]: totallyhistory



عدد المشاهدات 2448


Top

Top