مقارنة بين وسائل النقل العام والخاص

مقارنة بين وسائل النقل العام والخاص

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 04:54:13, 16 ديسمبر 2020



المحتويات


 

تعريف مصطلح النقل

هو نظام يتضمن حركة البضائع والأشخاص من مكان إلى آخر من خلال وسائل مختلفة برًا وجوًا وبحرًا.


إن نقل كميات كبيرة من البضائع أو أعداد من الناس عبر مسافات طويلة بسرعات عالية مع الراحة والأمان يعد مؤشرًا للحضارة وخاصة للتقدم التكنولوجي، لذلك دخلت العديد من محركات الدفع في أشكال النقل الحديثة وفي التطبيقات العسكرية، وهنا تسعى الدول لتوفير بنية تحتية هندسية متطورة تعتمد عليها في أنظمة النقل الحديثة منها الطرق السريعة والجسور والقنوات والمجاري المائية الداخلية والموانئ البحرية والأنفاق تحت الأرض.[1]



مقارنة بين وسائل النقل العام والخاص

نستعرض في هذا الجزء من المقال النقاط الفارقة الرئيسية بين النقل العام والخاص:[2]


'النقل الخاص'

إن امتلاك سيارة خاصة مفيد لأن ذلك قد يكون أكثر ملاءمة من تعديل نمط الحياة وفقًا لجدول الحافلة أو القطار بالإضافة إلى توفير الوقت من خلال تلافي أي مشكلات يمكن أن تحدث مع وسائل النقل العام، لذلك تمنح السيارة الخاصة استقلالية أكثر وتوفر المرونة في تنظيم الوقت، وفي المقابل يتطلب امتلاك سيارة استقرارًا ماليًا للشراء والصيانة وما يتضمن ذلك من التكاليف مثل رسوم الطرق ومواقف السيارات الوقود والصيانة والتسجيل والتأمين والتي قد تختلف في مقدارها اعتمادًا على نوع الطراز وسنة التصنيع.


'النقل العام'

بالنسبة لأولئك الذين قد لا يحتاجون إلى السفر لمسافات طويلة بانتظام أو ليس لديهم الموارد المالية الكافية لشراء سيارة يمكن أن تكون وسائل النقل العام مفيدة خاصة في البلدان التي تمتلك شبكة نقل متطورة وتغطي غالبية المناطق، هنا يمكن أن يكون استخدام وسائل النقل العام أفضل من امتلاك سيارة خاصة بحيث يمكن تلافي التبعات المالية المترتبة على الصيانة والتأمين والتسجيل، ومع ذلك - اعتمادًا على مكان السكن - يمكن أن تكون وسائل النقل العام غير متوفره في جميع الأوقات أو أن مكان العمل قد يتطلب استقلال أكثر من وسيلة نقل واحدة بحيث تزداد التكاليف ويضيع الوقت، في هذه الحالة يمكن أن يكون امتلاك سيارة خاصة أفضل من استخدام وسائل النقل العام.


'خيارات أخرى'

يمكن التوفيق بين ميزات وسلبيات استخدام وسائل النقل العام والخاص من خلال الاستفادة من تطبيقات التوصيل المختلفة والتي يمكن من خلالها الحصول على خدمة ذاتية لطلب سيارة أجرة لبلوغ الهدف وفي أي وقت من النهار أو الليل مما يساعد على تجنب ضياع الوقت الناجم عن استخدام وسائل النقل العام ويوفر التبعات المالية الناجمة عن امتلاك سيارة.



النقل والمجتمع

يعد النقل من أهم خصائص الأنشطة البشرية حيث يلبي الحاجة الأساسية للانتقال من مكان إلى آخر وهي حاجة يتقاسمها الركاب والبضائع لأغراض مختلفة، كما يعزز الأنشطة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.


على مر التاريخ كانت التغييرات في التنقل نتيجة للتطورات التكنولوجية التي حسنت الخصائص التشغيلية مثل السرعة والمدى والسعر والقدرة على تحمل التكاليف والراحة، وأدت هذه التغييرات إلى تحسين المجتمعات ونوعية حياة السكان، ولا تشترك المناطق في نفس المستوى من التنقل من منظور داخلي ومقارن، فقد لوحظ تحول في التنقل  نحو أشكال النقل الآلية وهي عملية مرتبطة بالتنمية الاقتصادية، لذلك غالبًا ما تكون المناطق التي تتمتع بوسائل نقل متطورة هي تلك التي تتمتع باقتصاد مزدهر، هنا يمكن القول أن انخفاض مستوى النقل يعيق التنمية بينما يساهم تحسين وسائل النقل في تحفيز التنمية وبالتالي فإن النقل هو مؤشر موثوق  للتنمية، ولأن النقل هو قطاع صناعي يقدم خدماته لمستخدميه، ويوظف الناس ويدفع الأجور، ويستثمر رأس المال، ويدر الدخل وتوفر إيرادات ضريبية يمكن القول أن النقل هو الجانب المتكرر حيث يكون له أهم الآثار المجتمعية، ومن الناحية الاقتصادية يسمح النقل بالوصول إلى القوى العاملة والوصول إلى الموردين وعملاء الخدمة، ومع التحسينات في النقل أصبحت التفاعلات مع القوى العاملة أكثر فعالية وعادة ما تنخفض تكاليف التوزيع مع الفوائد التنافسية المشتقة.


النقل هو وسيلة للوصول إلى الوظائف والسلع والخدمات والترفيه والشبكات الاجتماعية، وغالبًا ما يكون استخدام وسائل النقل تجربة اجتماعية إيجابية وسلبية في بعض الأحيان، ويُذكر أن النقل هو نشاط مقيد بعدد من العوامل التي تؤدي عند تطبيقها عبر المجموعات الاجتماعية إلى عدد من الاختلافات، هي:

- اختلافات في ميل وكثافة وحجم التنقل الذي يرتبط بالاختلافات في توافر موارد النقل بما في ذلك البنية التحتية.

- اختلافات في سلوك السفر اليومي التي تتجلى في التردد والوقت ومسافة السفر.

- اختلافات في إمكانية الوصول إلى وسائل النقل مما يؤدي إلى فرص مختلفة.


بالنسبة للفرد - بغض النظر عن مستواه الاجتماعي - يحد الوقت من عدد الرحلات اليومية وأطوالها، ومع ذلك يمكن التعبير عن هذه القيود تقنيًا واجتماعيًا واقتصاديًا نظرًا لأن وسائل النقل الأكثر كفاءة تدعم الحركات الأكثر شمولاً فضلاً عن الدخل الأعلى، وبالتالي سيكون لدى الفرد وحدة تنقل للقدرات المادية والميزانية المتاحة وإمدادات النقل والتوزيع المكاني للأنشطة مثل المناطق السكنية والتجارية والتصنيعية، علاوة على ذلك يتغير السياق الاجتماعي لتنقل جزئيًا بسبب آثاره.


يمكن أن يكون النقل عاملاً من عوامل ضعف التفاعلات الاجتماعية حيث يمكن أن يعيش الأفراد بعيدًا عن بعضهم البعض، وفي الوقت نفسه يتيح التنقل الموسع التفاعلات الاجتماعية التي لم تكن ممكنة بشكل فعال مسبقًا، وهذا هو الحال بصورة خاصة بالنسبة للتفاعلات طويلة المدى التي توسعت مع نمو النقل الجوي.[3]



استدامة النقل

تشمل الاستدامة في النقل إنشاء طرق خضراء لإشراك المجتمعات مع بيئتها المحلية وتنفيذ مصادر بديلة للنقل وتعزيز كفاءة الشحن، وفيما يلي طرق لجعل النقل أكثر استدامة:[4]


- تحسين كفاءة الشحن: تعتمد استدامة النقل على تحسين كفاءة الشحن داخل سلاسل التوريد، وقد أدت مستويات الاستهلاك المتزايدة على المستوى الفردي والاقتصاد الأكثر عولمة إلى طرق توزيع معقدة.

- تعزيز البنية التحتية للمركبات الكهربائية: سيكون توسيع البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية أمرًا حيويًا حيث يستثمر المزيد من المستهلكين في المركبات الكهربائية، ويُذكر أن معدل الإنتاج الحالي للسيارات الكهربائية يفوق عدد محطات الشحن مما يحد من عدد المستهلكين في مقدار استخدامهم لهذه التكنولوجيا الجديدة، لذا يدعم زيادة مواقع محطات الشحن ويشجع الاستثمار في السيارات الكهربائية. 

- الاستفادة من الطاقة الخضراء: يشمل ذلك استخدام المواد المعاد تدويرها واستراتيجيات التصميم البديلة وإدارة النفايات بصورة أكثر كفاءة.

- مسارات الشاحنات: تتأخر تصاميم الطرق السريعة الحديثة من حيث استيعاب الشاحنات التي تنقل معظم المنتجات والبضائع، وتشهد العديد من ممرات الطرق السريعة ازدحامًا كبيرًا في الشاحنات ويمكن أن تكون الطرق غير فعالة للغاية، وهذه الحركة مقلقة خصوصًا عند النظر في كمية النفايات التي تُنقل يوميًا.

- دمج استخدام الأراضي: يتطلب استخدام الأراضي والنقل قدرًا كبيرًا من التخطيط الاستراتيجي، حيث تؤدي زيادة إمكانية الوصول إلى الأراضي إلى تحسين كفاءة شبكات النقل، وتشمل الاستراتيجيات العملية لاستخدام الأراضي التنمية العابرة وتصميم الشوارع بحيث تكون مستدامة، ويُذكر أن سياسات استخدام الأراضي تعزز المجتمعات وتحمي البيئة وتدعم الاقتصادات المحلية.

- تعزيز الطرق السريعة الخضراء: تروج العديد من الدول لنموذج يُعرف باسم شراكة الطرق السريعة الخضراء، وهو برنامج تطوعي يرعاه منتدى "Green Highway"، وتشمل المبادرة استخدام مواد البناء القابلة للاختراق لمنع الجريان السطحي البيئي السام، ودمج الأنواع النباتية المحلية وزيادة مشاركة المتطوعين في إدارة الطرق السريعة بدلاً من الدعم المنظم. 

- دعم المجتمعات الصديقة للدراجات: في بعض أجزاء العالم - مثل هولندا - يعد ركوب الدراجات هو أسلوب النقل الرئيسي، لذا تدمج المناطق الحضرية حركة مرور الدراجات مع حركة مرور المركبات وحسابات تصميم النقل لكل من وسائط النقل، ولأن ركوب الدراجات يعد طريقة سفر أكثر استدامة من السيارات الخاصة ولها بصمة كربونية أخف بكثير يدعم ويحفّز إنشاء طرق صديقة للدراجات مع تحسين السياسات المتعلقة بسلامة الدراجات مجتمعات ركوب الدراجات.

- بناء الطرق الخضراء: الطريق الأخضر هو ممر أرضي يربط المجتمعات ببيئتها وقد يمر هذا الامتداد من الأرض عبر طريق غير ممهد أو ممهد على طول مجرى أو مسار قابل للمشي عبر مدينة مزدحمة، وتشمل بعض فوائد الطرق الخضراء تحسين نقل المشاة وحماية النظم البيئية المحلية وتعزيز الحياة الصحية.




  

المراجع

[1]: britannica

[2]choosi

[3]: transportgeography

[4]: usgreentechnology



عدد المشاهدات 13830


Top

Top