السياحة في مصر
بصرف النظر عن العديد من مواقع الجذب السياحي ازدهرت صناعة السياحة في مصر أيضًا بسبب القرب والموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد، حيث تقع مصر في شمال إفريقيا وتطل على البحر الأبيض المتوسط بين ليبيا وقطاع غزة، وقد كان لموقعها دور فعال في نمو قطاع السياحة في البلاد بما وفّرته من سهولة وصول السياح من جميع أنحاء العالم إلى مناطق الجذب السياحي المختلفة من خلال الملاحة الجوية والمائية، ومع ذلك كان هنالك تحديات عديدة لقطاع السياحة في البلاد وهنا يجب على مصر وضع سياسات من شأنها تشجيع السياحة في المنطقة وتعزيزها.[1]
أبرز معالم السياحة في مصر
يوجد في مصر العديد من المعالم السياحية، ولعل أهمها:[2]
- أهرامات الجيزة: وتقع في الجوار المباشر للضواحي الجنوبية الغربية للقاهرة وهي أهم مناطق الجذب في مصر بلا منازع، وقد بنيت على مدى ثلاثة أجيال من قبل الملوك خوفو وابنه الثاني خفرع ومنقرع، ويُشار إلى أن هرم خوفو هو الهرم الأكبر في مصر بطول 139 مترًا (455 قدمًا).
- الكرنك: يعد الكرنك أكبر موقع ديني قديم بُني على الإطلاق ويمثل الإنجاز المشترك لأجيال عديدة من البنائين المصريين، ويتكون معبد الكرنك في الواقع من ثلاثة معابد رئيسة ومعابد صغيرة مغلقة وعدة معابد خارجية تقع على بعد حوالي 2.5 كيلو متر شمال الأقصر، ومن أشهر الهياكل في الكرنك قاعة "Hypostyle" التي تبلغ مساحتها 5000 متر مربع (50000 قدم مربع) مع 134 عمود ضخم مرتبة في 16 صفًا.
- شعاب البحر الأحمر: يعد البحر الأحمر أحد أكثر الوجهات العالم بهدف الغوص، وتشتهر مياهه بجمالها وتتميز ببعض من أكثر المناظر البحرية الغريبة فهي موطن لآلاف المخلوقات البحرية المختلفة مع امتدادٍ واسعٍ من الشعاب المرجانية، ومن خلال زيارة البحر الأحمر من الممكن الاستمتاع ببعض منتجعات شاطئ البحر الموجودة على الجانب الشرقي وجزء من شبه جزيرة سيناء والتي تشمل على منتجعات شرم الشيخ بالإضافة مجموعة من المنتجعات في دهب، وعلى الساحل الغربي للبحر الأحمر من الممكن الاستمتاع بزيارة الغردقة القديمة ومجموعة من المدن السياحية الجديدة.
- نهر النيل: كان نهر النيل شريان الحياة لمصر منذ العصور القديمة وهو أفضل طريقة لمعرفة تاريخ مصر عن طريق اتباع مسار نهر النيل، فمن خلال استقلال واحدة من سفن الرحلات البحرية المصرية من الممكن المرور بطريق الأقصر - أسوان الذي يعد آمنًا وخلابًا كي تنتهي الرحلة في اثنتين من أهم المدن المصرية.
- وادي الملوك: وهو بناء يضم مجموعة من المقابر - التي تعود لـ 500 عام تقريبًا من القرن السادس عشر إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد - لملوك ونبلاء المملكة الحديثة، ويحتوي الوادي على 63 مقبرة وغرف تتراوح في الحجم من حفرة بسيطة إلى مقبرة معقدة مع أكثر من 120 غرفة، وتتميز المقابر الملكية بزينة تعكس مجموعة من الأساطير المصرية وتعطي أدلة على المعتقدات والطقوس الجنائزية في تلك الفترة، ويُشار إلى أن المقابر قد فُتحت وسُرقت في العصور القديمة باستثناء مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة.
- المتحف المصري: يعد المتحف المصري موطنًا لما لا يقل عن 120,000 قطعة أثرية مصرية قديمة وهو أحد أهم مناطق الجذب في القاهرة، ويضم المتحف طابقان رئيسيان يتكون الطابق الأرضي فيه من مجموعة واسعة من ورق البردي والعملات المعدنية التي يستخدمها المصريون القدماء، أما الطابق الأول فتوجد فيه قطع أثرية من السلالتين الأخيرتين من مصر القديمة والعديد من القطع الأثرية المأخوذة من وادي الملوك، وتشمل الأشياء البارزة في المتحف على مقبرة توت عنخ آمون وغرفة المومياء الملكية التي تحتوي على 27 مومياء ملكية من العصور الفرعونية.
- مسجد ابن طولون: بني مسجد ابن طولون بين عامي 876 و879 بعد الميلاد وهو من أقدم المساجد في القاهرة، وقد بُني بتكليف من أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، ويمتاز المسجد بفناء واسع مع قاعة بالإضافة إلى المئذنة التي تحتوي على درج حلزوني خارجي مماثل لدرج المئذنة الشهيرة في سامراء، ويُشار إلى أن المسجد كان مكانًا لتصوير أجزاء من فيلم جيمس بوند الشهير.
- دهب: تقع دهب على بعد حوالي 85 كيلو متر شمال شرم الشيخ على خليج العقبة بالقرب من الطرف الجنوبي من سيناء، وتمتاز دهب بمجوعة من أماكن الإقامة الرخيصة وأسلوب الحياة المريح بالإضافة إلى عدد من الأنشطة مثل ركوب الأمواج، والغطس، والغوص، ورحلات الجِمال وسيارات الجيب وغيرها الكثير.
- واحة سيوة: تقع واحة سيوة في الصحراء الليبية على طريق تجارة التمر القديم، وهي واحدة من المستوطنات المعزولة في مصر مع 23000 شخص معظمهم من البربر، وقد كانت سيوة واحة حيوية لطريق التجارة حيث أعطت الينابيع الطبيعية والظل من أشجار النخيل المسافرين راحة من تعب الصحراء، ومع انهيار الإمبراطورية الرومانية بدأت سيوة تراجعها ولكن بعد أن أصبحت السياحة في العقود الأخيرة مصدراً حيوياً للدخل تم إيلاء الكثير من الاهتمام لإنشاء فنادق وتوفير خدمات سياحية مميزة فيها.
تاريخ السياحة في مصر
كانت مصر معروفة عبر التاريخ كوجهة للسياح والمسافرين منذ أن كان لديها "هيرودوت" في التاريخ القديم وبقيت كذلك طوال تاريخها الوسيط والحديث، حيث أضاف اكتشاف آثار الفراعنة منذ بداية القرن الماضي سحرًا خاصًا لمصر إلى جانب مجموعة من الآثار الدينية والثقافية الفريدة، وقد جعل الموقع الجغرافي المميز في العالم والمناخ المعتدل في الصيف والشتاء، والسواحل الخلابة، وشواطئ كنوز الشعاب المرجانية من مصر وجهة سياحية للعديد من الأشخاص من مختلف سكان العالم.
في طليعة المزايا النسبية التي تتمتع بها مصر كوجهة سياحية متنوعة تعد السياحة الأثرية أو الثقافية واحدة من أقدم أنواع السياحة في مصر التي تهدف إلى الاطلاع على الحضارات القديمة وبقايا آثار الشعوب السالفة، حيث يمكن للزوار التعرف على أسلوب حياة القدماء والاطلاع على طريقة عيشهم من خلال مجموعة من التحف المعروضة في العديد من المتاحف في مصر.[3]
إحصاءات السياحة في مصر
تعد صناعة السفر والسياحة في مصر واحدة من القطاعات الاقتصادية الرائدة في البلاد حيث بلغت حوالي 389 مليار جنيه مصري للناتج المحلي الإجمالي في عام 2018 وكانت مساهمة الإنفاق الترفيهي حوالي 88% من مساهمة السفر والسياحة المباشرة مقارنة بـ 12% من مجمل أعمال الإنفاق، ويُشار إلى أن قطاع السفر والسياحة أيضًا من القطاعات الهامة المساهمة في توفير فرص عمل حيث يبلغ عدد القوى العاملة فيه 1.25 مليون.
تلبي مصر كوجهة سياحية جميع متطلبات الزوار بمختلف الميزانيات، وتتميز بمناخ جميل ومعتدل ودافئ طوال العام ومجموعة من الشواطئ الخلابة كي تُضفي المزيد من أسباب الاستجمام للسائح، ولذلك تشهد مصر زيارة العديد من السياح ليس فقط من أوروبا وأمريكا الشمالية بل تجذب أيضًا السياح الإقليميين من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأخرى، ويُشار إلى أن مصر تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد السياح داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مع الأخذ بعين الاعتبار أن غالبية الوافدين الدوليين إلى المملكة العربية السعودية هم من الحجاج الراغبين في زيارة المعالم المقدسة في مكة والمدينة.[4]