أبو بكر الرازي

أبو بكر الرازي

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

سيرة أبي بكر الرازي

وُلد أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب، والفيلسوف، والكيميائي، والموسيقي، وأستاذ الرياضيات في مدينة ري الفارسية بالقرب من طهران الحالية في العام 865، وتوفي في نفس البلدة حوالي عام 925.


قبل أن يتعلم الرازي الطب درس الفلسفة والكيمياء والموسيقى، وبعد ذلك تمكن هذا العالم من اكتساب شهرة كخبير في الطب والكيمياء في سن مبكرة، حيث توافد عليه المرضى والطلاب من أجزاء بعيدة من آسيا وكان هو المسؤول عن أول مستشفى ملكي في مدينة الري، وسرعان ما انتقل إلى منصب مماثل في بغداد وأصبح رئيسًا لمستشفى مقتضري الشهير، وقد كان الرازي ينتقل من وقت لآخر بين مدن مختلفة وكان أكثر ترحاله بين مدينة ري وبغداد كي يعود في الآخر إلى مدينة الري حيث توفي فيها، ويُشار إلى أنه تم الاحتفال باسم هذا العلم الجليل في معهد الرازي بالقرب من طهران.[1]



الاكتشافات والمساهمات لأبي بكر الرازي

أدت خدمات أبي بكر الرازي الطويلة في الطب والبصريات إلى إرساء الأسس للعلماء المسلمين لتوسيع هذه الموضوعات، ثم تبعه ابن سينا والبيروني وراجعا معظم أعماله، ومن أهم وأشهر اكتشافاته كانت المواد الكيميائية التي استخدمت لفصل المواد عن بعضها البعض، بالإضافة إلى صنع الكريمات المستخدمة لعلاج أمراض الجلد، وكذلك صناعة الزجاجات والقوارير التي استخدمت في المختبرات، وقد ساهمت اكتشافات ومساهمات هذا العالم الكبير بجعله ذا شهرة واسعة بين العلماء المسلمين والغربيين على حد سواء، ومن أشهر هذه الاكتشافات والمساهمات ما يلي:[2]


- تحسين وتطوير طريقة تقطير الكحول.

- كان أبو بكر الرازي أول من استخدم الأفيون لأول مرة وأعطاه للمرضى الذين أجريت عليهم عمليات الجراحة كمخدر.

- ألف الرازي كتابًا عن الكيمياء بعنوان "الأسرار في الكيمياء" وصف فيه فوائد ومضاعفات العديد من المواد الكيميائية بعد تجريبها على الحيوانات والنباتات لاستخدامها فيما بعد للأغراض الطبية، كما وصف العديد من المعدات المستخدمة في الكيمياء وشرح كيفية استخدامها.

- ألف أبو بكر الرازي كذلك كتبًا عن الأمراض الفيروسية مثل "SmallPox" وهو فيروس يصيب المرء بالحمى ويسبب طفحاً على الوجه، بالإضافة إلى الحصبة وهو مرض يُسبب إلتهاب وتهيج للعينين ويتسبب بظهور بقع على الجسم.

- يعود الفضل إلى الرازي في لفت الانتباه إلى وجود عدوى وراثية، حيث أرجع سبب حدوث بعض الأمراض إلى عوامل وراثية.



مؤلفات أبي بكر الرازي

بلغ عدد كتابات الرازي أكثر من 230 كتابًا، وتتراوح موضوعاتها من الطب والجراحة إلى الرياضيات والشطرنج والموسيقى، ومن بين كتبه الأكثر تقديرًا في الغرب خلال القرون الوسطى كان الكتيب المختصر للعلوم الطبية واسمه "كتاب المنصوري" الذي كتبه عن حاكم مدينة الري وهو منصور بن إسحاق في 903، ويُشار إلى أن مؤلفات الرازي ظلت جزءًا من المنهج الطبي لكل جامعة أوروبية تقريبًا حتى القرن السادس عشر.


إن أهم عمل طبي للرازي هو كتاب "الحاوي"، حيث تضمن هذا الكتاب مجموعة من الملاحظات حول أفكاره وممارساته التي جمعها طوال حياته الطبية، ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب لم يكن من تأليف الرازي ولكن تم تجميعه بعد وفاته من قبل أصدقائه وطلابه، ونظرًا لحجم المؤلف الكبير كانت نسخ هذه الموسوعة الطبية نادرة جدًا، وحتى في العالم الإسلامي لم يتم تجميع نص عربي كامل للنشر حتى في العصر الحديث.

 

ساهمت مؤلفات وملاحظات وتعليقات الرازي في كتابه الحاوي بإثراء كتابات الأطباء اليونانيين والإسلاميين والهندوس حيث استخدم في وقت مبكر من قبل الغرب، وتم إعداد نسخة لاتينية منه بعنوان "Continens" في عام 1279 من قبل العالم اليهودي فرج بن سالم والذي كان معروفًا أيضًا باسمه اللاتيني فاراجوت، وقد نُشرت الطبعة اللاتينية الأولى في بريشيا في عام 1486 وكانت أكبر وأثقل كتاب طُبع قبل عام 1501، وقد وُصف هذا الكتاب بأنه واحد من أكثر الكتب الطبية قيمة في العصور القديمة وهنا زادت شهرة الرازي كأكبر طبيب إسلامي.


إن من أكثر أعمال الرازي التي تحظى بتقدير كبير اليوم هي دراسته عن الجدري والحصبة، وعلى الرغم من أن الجدري كان قد وُصف في وقت سابق إلا أن شروحات الرازي كانت أشمل وأكثر فائدة، ويُشار إلى أن كتاباته عن الجدري والحصبة تُرجمت من العربية إلى السريانية واليونانية، وقد كانت النسخة اللاتينية الأولى في عام 1498 وطُبعت في البندقية، ولأن ترجمة النص كانت ناقصة فقد أُعيد نسخ طبعة أكثر دقة استندت عليها أول ترجمة إلى الإنجليزية في عام 1747.[3]



إصابة أبي بكر الرازي بالعمى

بدأت آلام عين أبو بكر الرازي بإعتام عدسة العين وانتهت بعمى كلي، ويُشار إلى أن سبب العمى غير مؤكد وتعزو بعض الروايات أن السبب يرجع إلى ضربه من قبل المنصور، ويرجح آخرون أن السبب هو تناول نوع معين من الحبوب، بينما أشارت روايات أخرى إلى أن الأبخرة الناتجة من تجاربه هي التي تسببت بإصابته بالعمى، وبعد الإصابة عُرض الرازي على طبيب إلا أن الرازي رفض علاجه بعد أن سأله عن عدد الطبقات التي تحتويها العين ولم يتمكن من الإجابة، قائلًا: "لن يتم علاج عيني من قبل شخص لا يعرف أساسيات علم التشريح"، وجاء أحد تلاميذه من طبرستان لرعايته ولكن الرازي بحسب البيروني رفض ذلك، وبعد بضعة أيام توفي في ري في الخامس من شعبان 313 هـ (27 أكتوبر 925).[4]



أخلاقيات الطب لدى الرازي

قدم أبو بكر الرازي على المستوى المهني العديد من الأفكار العملية والطبية والنفسية، وهاجم المشعوذين والأطباء المُزيفين الذين جابوا المدن والريف من أجل تحقيق أرباح من خلال بيع "علاجات" غير مفيدة، وفي الوقت نفسه حذر الرازي من أنه حتى الأطباء الحاصلين على درجات علمية عالية لم يحصلوا على إجابات لجميع المشكلات الطبية ولم يتمكنوا من علاج جميع الأمراض أو شفاء جميع الحلات، وأوضح أن هذا الأمر غير ممكن من الناحية الإنسانية، وفي كتابه "شكوك حول جالينوس" رفض الرازي عدة ادعاءات قدمها الطبيب اليوناني جالينوس فيما يتعلق بالعديد من وجهات نظره الكونية والطبية، وقام بربط الطب بالفلسفة، وذكر أن الممارسة السليمة تتطلب التفكير المستقل، وذكر كذلك أن أوصاف جالينوس لا تتفق مع ملاحظاته السريرية الخاصة بشأن الإصابة بالحمى.[5]




  

المراجع

[1]: jewishvirtuallibrary

[2]: science4fun

[3]: encyclopedia

[4]: historyofalchemy

[5]: historyofalchemy




عدد المشاهدات 1782


Top

Top