أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

التعريف بأبي بكر الصديق

ولد أبو بكر في عام 573 في مكة المكرمة، وهو ابن عثمان المعروف أيضًا باسم أبي قحافة، ووالدته تُدعى سلمى وتعرف أيضًا باسم أم الخير، وزوجته زينب وأولاده عائشة، وعبدالله، وأسماء، وعبدالرحمن، وأم كلثوم ومحمد، وهو الصديق المخلص لرسول الله ورفيقه الأقرب إليه - صلى الله عليه وسلم - وكان حاله يُشبه حال رسول الله كثيرًا حيث إنه لم يكن يعبد الأوثان أبدًا حتى قبل الإسلام فقد كان متبعًا لدين إبراهيم السمح الحنيف.


كان أبو بكر الصديق رجل أعمال ثري وشريف، وكان حريصًا على تجنب الرذائل التي شاعت في المجتمع العربي قبل الإسلام، وبعد دخوله في الإسلام أنفق ثروته في خدمة دينه من خلال بذل الزكاة والصدقات، وتحرير العبيد، ودعم عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندما صار خليفة للمسلمين لم يُبق لنفسه أي درهم لينفق جميع ثروته في خدمة الإسلام، ويُشار إلى أن أبا بكر من السباقين إلى الإسلام ومن أوائل المصدقين برسالة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد أُطلق عليه اسم "الصديق" لأنه أشاد بصدق كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أخبر الناس بحادثة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم العروج إلى السموات العُلا، وقد كان لأبي بكر الفضل بدخول الكثير من الناس في الإسلام بمن في ذلك عثمان بن عفان الخليفة الثالث للمسلمين، وأبو بكر هو رفيق النبي - عليه الصلاة والسلام - في الهجرة، وهو صاحب الفضل في ترسيخ الإسلام بعد أن توفي النبي عام 632 وخطب بالناس وبين لهم أن محمد رسول كباقي الرسل يُصيبه ما أصابهم وكما حلّ الموت بهم سوف يحل به، فمن كان يعبد محمدًا فإنه مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت، قال تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)[آل عمران:144].[1]



حياة أبي بكر الصديق

كان أبو بكر في مرحلة شبابه تاجر ملابس على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية والأراضي المجاورة في الشرق الأوسط حيث اكتسب من خلالها ثروات كبيرة، وبسبب صدقه وأمانته وأخلاقه الكريمة قررت عشيرته تسييده عليهم.


في أحد الأيام عندما رجع أبو بكر من رحلة عمل من اليمن أُبلغ أنّ محمدًا أعلن نبوته صراحة، ولم يمض وقت طويل بعد ذلك ليعلن دخوله في الإسلام ليُصبح أول من آمن من الرجال، وفي أوائل عام 623 تزّوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنة أبي بكر عائشة - رضي الله عنها - وبذلك ازدادت المودة والقرب بينهما، ومن الجدير بالذكر أن أبا بكر كان صديق النبي الحميم ومستشاره الأقرب إليه، وكان من السبّاقين إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، فقد شارك في العديد من الحملات مثل معركة أحد، ومعركة الخندق، وغزو بن قريضة، ومعركة خيبر، وغزو مكة، ومعركة حنين، وفي معركة تبوك قدّم جميع ثروته من أجل تجهيز الجيش لهذه الحملة، وعلاوة على ذلك كان أبو بكر أحد المشاركين في معاهدة الحديبية وكان أحد الشهود على هذه الاتفاقية.[2]



الإنجازات في عهد أبي بكر الصديق

تمثلت الإنجازات في عهد الخليفة أبي بكر الصديق بما يلي:[3]


- محاربة المرتدين: بعد أن توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر مجموعة من الناس وجوب الزكاة ليُسقطوا بذلك فريضة من فرائض الله تعالى إلا أن أبا بكر كان لهم بالمرصاد، فقد عمد على توحيد المسلمين تحت راية الإسلام، واستغل الانقسام المؤقت بين القبائل المتمردة المختلفة لإخضاعها واحدة تلو الأخرى، وعُرفت هذه الحروب فيما بعد بحروب الردة وكانت في عام 632-633 ميلادي، وبعد عام واحد من خلافته، تمكن أبو بكر من جمع شمل شبه الجزيرة العربية بأكملها ولم يحاول معاقبة أعدائه بعد استسلامهم على الرغم من أنهم كانوا حريصين على قتاله والتصدي له وهذا من كرمه ورفقه.

- غزو العراق وسوريا: كان أبو بكر حريصًا على المُضي على خطى محمد - صلى الله عليه وسلم - في سعيه لنشر الدين والحفاظ عليه ولذلك وجّه الطاقات الناشئة من المحاربين إلى الأراضي المجاورة لسوريا التي كانت تحت حكم البيزنطيين، وإلى العراق التي كانت تحت حكم الإمبراطورية الساسانية، وخلال المعركة لم تستنفد القوتان العظميان مواردهما فحسب بل ذاع الاستياء بين شعوبهما أيضًا، وهكذا عندما ظهرت الجيوش المسلمة على حدودها خضع الموالون للإمبراطوريات إلى حكم المسلمين، وفي عام 633 ميلادي تمكّن الجيش الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد من الاستيلاء على مدينة حراء العراقي، وبعد ذلك انتقل خالد بن الوليد عبر الصحراء الخالية إلى سوريا مع مجموعة من الرجال الأبطال وبعض الإبل وحشد الجيوش المسلمة في المنطقة وواجه البيزنطيين في معركة أجنادين سنة 634 ميلادي وانتصر عليهم.

- تجميع القرآن الكريم: ظل القرآن الكريم في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مفرقًا غير مجموع في مصحف واحد حتى تولى أبو بكر الخلافة، حيث تعرض الإسلام لأحداث جسيمة، وذاعت حروب الردة، ووجد القتل طريقه إلى القراء في وقعة اليمامة في عام اثنتي عشرة للهجرة والتي استشهد فيها سبعون رجلًا من حفاظ القرآن الكريم، وهنا خاف عمر بن الخطاب أن يضيع شيء من القرآن الكريم بسبب موت حفظته فذهب إلى أبي بكر وأشار عليه بكتابة القرآن وجمعه خشية ضياعه، ولكن هذا لم يُعجب أبا بكر وشقّ عليه أن يفعل ما لم يفعله النبي - عليه الصلاة والسلام - فظل عمر يردد عليه الأمر حتى اطمئن الخليفة له، وبعد ذلك كُلّفَ زيد بن ثابت بتتبع الوحي وجمعه، فجمعه زيد من العسب، والرقاع، واللخاف وصدور الرجال، ويُشار إلى أن زيد بن ثابت كان حريصًا على التثبت والتأكد مما جمعه، وحرص كذلك على المطابقة بين ما هو مكتوب وما هو محفوظ، وهكذا حدث أول جمع للقرآن بين دفتي مصحف واحد، واحتفظ الخليفة أبو بكر بالمصحف المجموع حتى وفاته، وبعد ذلك أصبح عند حفصة بنت عمر.



وفاة أبي بكر الصديق

توفي أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يوم الإثنين، 22 من جمادى الآخرة، في العام 13 هجري، الموافق 23 أغسطس من العام 634 ميلادي بعد أن أُصيب بالحمى لمدة 15 يومًا عن عمر يُناهز ثلاثة وستين عامًا لتستمر خلافته لمدة عامين وثلاثة أشهر فقط، ويُذكر أن اليهود وضعوا سمًا في طعامه فكان السبب بموته إلا أن ذلك يفتقر إلى الدليل.


كان أبو بكر حريصًا على الدين واستقراره وأداء فرائضه، فحتى خلال مرضه أصدر تعليمات بأن يقود عمر بن الخطاب الصلوات وأن يؤم الناس، وكان حريصًا كذلك على أن يتولى الخلافة من بعده رجلًا يهتم بشؤون الإسلام والمسلمين، ولذلك وبعد التشاور مع العديد من كبار صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - قرر أبو بكر منح الخلافة لعمر بن الخطاب.[4]




  

المراجع

[1]oxfordbibliographies

[2]mtholyoke

[3]ancient

[4]islamicfinder



عدد المشاهدات 1690


Top

Top