ما هو النثر

أسماك القرش

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن أسماك القرش

مع سجلات الحفريات التي يعود تاريخها إلى 400 مليون سنة كانت أسماك القرش موجوة قبل الديناصورات والعديد من أشكال الحياة الأخرى الموجودة حاليًا على الأرض، واليوم يوجد أكثر من 1000 نوع من أسماك القرش ولا يزال يُكتشف أنواع جديدة كل عام.


تواجه هذه الحيوانات المفترسة التي تُساهم بصورة كبيرة في استقرار النظام الطبيعي للنظم البيئية البحرية تهديدات كبيرة لوجودها جرّاء الإفراط في الصيد، والعديد من الأنواع مهدد بالانقراض وبعضها دخل مرحلة الخطر مثل أسماك القرش المنشار، ولأن أسماك القرش تعد موردًا لا غنى عنه للمجتمعات الساحلية في العالم النامي فإن التوازن بين أعداد أسماك القرش والصيد في خطر الضياع إلى الأبد.


مع تدهور حياة المحيطات بشدة فإن الحفاظ على وجود أسماك القرش أمر أساسي من أجل تعزيز النظم البيئية البحرية، ولذلك يجب إيقاف تناقص أعدادها بسبب الإفراط في الصيد وزيادة الطلب على زعانفها ولحومها من خلال استراتيجيات متعددة الجوانب، وهنا سعى أصحاب الإختصاص إلى استعادة التوازن بين أسماك القرش وصيدها ووضعوا إستراتيجية 2015-2025 للحفاظ على أسماك القرش.[1]



أنواع أسماك القرش

تتضمن أنواع أسماك القرش على:[2]


- القرش الحوت: هو أكبر أنواع أسماك القرش، وكذلك أكبر أنواع الأسماك في العالم، ويمكن أن ينمو إلى 65 قدمًا ويزن ما يصل إلى 75000 رطل، وتمتاز هذه القروش بلون ظهورها الرمادي أو الأزرق أو البني والمغطى ببقع ملونة مرتبة بانتظام، وتعيش في المياه الدافئة في المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي، وعلى الرغم من حجمها الكبير تتغذى أسماك القرش الحوت على بعض أصغر المخلوقات في المحيط بما في ذلك القشريات والعوالق.

- القرش المتشمس: أسماك القرش المتشمس هي ثاني أكبر أنواع أسماك القرش وجميع الأسماك في العالم، ويمكن أن تنمو حتى 40 قدمًا وتزن ما يصل إلى 7 أطنان، ومثل أسماك القرش الحوت يتغذى القرش المتشمس على العوالق الصغيرة عن طريق السباحة ببطء إلى الأمام وتصفية المياه من خلال أفواهها وإخراجه من الخياشيم حيث تعلق الفريسة في الخياشيم، ويمكن رؤية هذه الأسماك في الغالب على سطح المحيط معرضة أجسادها للشمس وهذا هو السبب في تسميتها.

يمكن العثور على أسماك القرش المتشمس في جميع محيطات العالم ولكنها تتواجد في الغالب في المياه المعتدلة الحرارة، وقد تهاجر أيضًا لمسافات طويلة في فصل الشتاء بحثًا عن الدفء، وقد عُثر على قرش واحد وضعت عليه علامة بالقرب من كيب كود قريبًا من البرازيل.

- قرش الماكو: يعتقد أن أسماك القرش الماكو هي أسرع أنواع أسماك القرش، ويمكن أن تنمو بطول حوالي 13 قدمًا وتزن حوالي 1220 رطلاً، ولديها جانب سفلي فاتح اللون وظهورها ملونة بالأزرق، وتميل هذه القروش للعيش في المحيط المفتوح في المياه المعتدلة والمدارية في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

-القرش الدرّاس: يوجد ثلاثة أنواع من أسماك القرش الدراس هي: الدراس المشترك (بالإنجليزية:Alopias vulpinus )، والدراس البحرية (بالإنجليزية:Alopias pelagicus ) والدراس الجاحظ (بالإنجليزية:Alopias superciliosus )، وتمتاز هذه القروش بعيون كبيرة وأفواه صغيرة وفصوص الذيل العلوي الطويلة التي تشبه السوط والتي تستخدمها لصيد الفريسة.

-القرش الثورية:  تتميز أسماك القرش الثورية بكونها أحد الأنواع الثلاثة الأولى المشهورة في هجمات القرش غير المبررة على البشر، وتحتوي هذه القروش الكبيرة على خطم حاد وظهر رمادي وجانب سفلي فاتح، ويمكن أن تنمو بطول حوالي 11.5 قدمًا ووزنٍ قد يصل إلى حوالي 500 رطل، وتميل هذه القروش للعيش في المياه الدافئة والضحلة وفي كثير من الأحيان تكون موجودة بالقرب من الشاطئ.

- القرش النمر: تمتلك قروش النمر لديها شريطًا بلون غامق على جانبها، وهذه الأسماك كبيرة وقد تنمو أكثر من 18 قدمًا وتزن ما يصل إلى 2000 رطل، وعلى الرغم من أن الغوص مع أسماك القرش النمر هو نشاط يشارك فيه بعض الأشخاص إلا أن أسماك القرش النمر هي من بين أسماك القرش الأكثر احتمالًا لمهاجمة البشر.

- القرش الأبيض: تعد أسماك القرش البيضاء - والتي يطلق عليها بشكل شائع سمك القرش الأبيض الكبير - من بين أكثر الكائنات المخيفة في المحيط، ويقدر حجمها الأقصى بحوالي 20 قدمًا وأكثر من 4000 رطل، وعلى الرغم من سمعتها المخيفة إلا أن القروش البيضاء لها طبيعة غريبة ويميل إلى التعرف على فريستها قبل أكلها، وفي حال كانت الفريسة غير مرغوبة لديها فقد تطلقها، وقد تعض هذه القروش البشر ولكن لم تُسجل أي وفاة بسببها.

- أسماك القرش المحيطية: تعيش أسماك القرش المحيطية عادة في المحيط المفتوح بعيدًا عن اليابسة في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية، وتشمل السمات المميزة لها على الزعانف الظهرية والصدرية والحوضية والذيلية ذات الرأس الأبيض، والزعانف الصدرية الطويلة التي تشبه المجذاف.

- القرش الأزرق: أسماك القرش الزرقاء تحصل على اسمها بسبب لون ظهورها وجوانبها الزرقاء بالإضافة إلى الجوانب السفلية البيضاء، وقد بلغ طول أكبر سمكة قرش زرقاء مسجلة أطول بقليل من 12 قدمًا، وتُعرف هذه الأسماك بأنها رفيعة ذات عيون كبيرة وفم صغير، وتميل إلى العيش في المحيطات المعتدلة والمدارية حول العالم.

- القرش المطرقة: يوجد العديد من أنواع أسماك القرش المطرقة الموجودة في عائلة "Sphyrnidae" وتتضمن هذه الأنواع رأس الجناح، وأبو مطرقة الصدفي، وسكوفليد وأبو مطرقة العظيم، وتمتاز هذه القروش برؤوسها ذات الأشكال الغريبة والتي تمنحها مجموعة بصرية واسعة مما يساعدها على الصيد، وتعيش في المحيطات الاستوائية والمعتدلة الدافئة حول العالم.

- القرش المرجاني: يمكن التعرف بسهولة على أسماك القرش المرجانية من خلال زعانفها ذات الأطراف السوداء والمحددة بالأبيض، وتنمو أسماك القرش هذه بطول 6 أقدام كحد أقصى ولكنها عادة ما تكون بين 3 و4 أقدام، وتوجد في المياه الدافئة الضحلة فوق الشعاب المرجانية في المحيط الهادئ بما في ذلك قبالة هاواي، استراليا  وفي المحيط الهادئ الهندي والبحر الأبيض المتوسط.



التهديدات التي تواجه أسماك القرش

في دراسة أجريت عام 2014 قدر الباحثون أن ما يصل إلى 100 مليون سمكة قرش لا تزال عُرضة للصيد والقتل في جميع أنحاء العالم بسبب الصيد العرضي والصيد غير القانوني والطلب على زعانف سمك القرش، واليوم تستهدف أسماك القرش في جميع أنحاء العالم من قبل أساطيل الصيد عالية التصنيع ومصايد الأسماك الحرفية الصغيرة مما يجعل من الصعب على أسماك القرش المهددة بالانقراض إيجاد فرصة للبقاء على قيد الحياة.


تعمل الجهات المعنية على حماية الحياة البحرية بعدة طرق للمساعدة في حماية أسماك القرش اليوم وفي المستقبل ومعظمها من خلال حملات توعوية وكذلك بوضع قوانين أفضل لحماية الكائنات البحرية، ولكن من المهم بنفس القدر معرفة التهديدات المستمرة لأسماك القرش في جميع أنحاء العالم بهدف العمل على إيقافها، وهذه تتضمن على:[3]


- الصيد العرضي: هو الصيد للأسماك غير المستهدفة والحياة البحرية الأخرى بحيث لا تكون هي المقصودة ولكنها تعلق في شباك الصيد في مصائد الأسماك حول العالم، ووفقًا لتقرير الصيد العرضي لعام 2014 من قبل أوشيانا تعرضت 12 مليون سمكة قرش للصيد كل عام طوال التسعينيات في المياه الدولية وحدها، وتشمل أنواع أسماك القرش الأكثر عرضة لخطر الصيد العرضي أسماك القرش الغامقة وأبو مطرقة الصدفي، وتشير التقديرات إلى انخفاض عدد أسماك القرش الغامضة قبالة ساحل المحيط الأطلسي بنسبة 85%، أما سمك أبو مطرقة الصدفي فهي شديدة التأثر لدرجة الموت بالصيد بسبب أجسامها الحساسة والشكل الفريد الذي تمتلكة، ويُشار إلى أن الصيد بالخيوط الطويلة - مصيدة تتكون من خيط رئيسي وخطافات معلقة في الماء لعدة أميال - تصطاد أسماك القرش بدلاً من الهدف المقصود على الأقل 20% وقد تصل إلى 50% في مصايد الأسماك الأطلسية وهاواي.

- الصيد غير القانوني: بين تقرير أوشيانا لعام 2013 أن ما يصل إلى 24 دولة قد تصطاد أسماك القرش داخل المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط بطرق غير قانونية، ونتيجة لذلك تُصطاد أنواع مختلفة من أسماك القرش بهدف التجارة مثل قروش ماكو وأسماك القرش الزرقاء دون أي حدود، وبسبب ذلك أدرج الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية قروش ماكو على أنها معرضة للخطر في المحيط الأطلسي ومهددة بالانقراض بدرجة خطيرة في البحر الأبيض المتوسط​​، في حين أن أسماك القرش الزرقاء قريبة من التهديد العالمي وفقًا لتقرير أوشيانا لعام 2013 .  

- الطلب الكبير على زعانف سمك القرش: تعد تجارة الزعانف الدولية أحد أكبر التهديدات لأنواع أسماك القرش المختلفة، حيث تستخدم في إعداد حساء زعانف سمك القرش وهو طعام صيني عُرف تقليدي لآلاف السنين، وبعد قطع زعانف القرش يُرمى في البحر مرة أخرى كي يتعرض للغرق والموت، ويُشار إلى أن 73 مليون سمكة قرش تتعرض للقتل كل عام لتلبية الطلب على الزعانف التي تُتَداول في السوق العالمية بما يتراوح من مليون إلى مليوني طن.



أسنان سمك القرش

يعتمد عدد أسنان القرش على نوع القرش، حيث يوجد العديد من أنواع أسماك القرش المختلفة في محيطات العالم ويمكن أن يختلف عدد أسنانها بصورة كبيرة، فعلى سبيل المثال تحتوي أسماك القرش البيضاء الكبيرة على ما يقرب من 50 سنًا عاملًا مثل معظم أسماك القرش إلا أن لديها صفوفًا متعددة من الأسنان تنمو لتحل محل الأسنان التي تسقط، وبذلك يصبح لدى أسماك القرش البيضاء أكثر من 300 سن في مراحل مختلفة من النمو داخل أفواهها في وقت واحد.


بخلاف أسنان الإنسان، فإن أسنان سمك القرش ليست قوية جدًا وتميل إلى السقوط بسهولة، وهذه ليست مشكلة كبيرة لأسماك القرش لأنها تنتج باستمرار أسنانًا جديدة لتحل محل الأسنان التي تفقدها، وفي الواقع يمكن أن تمتلك بعض أسماك القرش أكثر من 50000 سنًا طوال حياتها، ولدى العديد من أسماك القرش أسنانًا في صفوف ذات طبقات، ويمكن أن يحتوي كل من الفكين العلوي والسفلي على 2-3 أو ما يصل إلى 15 صفًا من هذا القبيل، وأسنانها ليس لها جذور لذلك تنكسر بسهولة وقد تستمر لمدة أسبوع، ويُذكر أنه بمقدور سمك القرش تحريك الأسنان الجديدة إلى الأمام لتعويض الأسنان العاملة المفقودة في غضون يوم إلى بضعة أسابيع، حيث إن الجلد داخل فم سمك القرش ينقل صف الأسنان الجديدة إلى الصف المتساقط مثل الحزام الناقل.


على الرغم من أن فقدان الأسنان باستمرار قد يبدو أمرًا سيئًا إلا أن هذا النظام يعمل جيدًا مع أسماك القرش، حيث إن هذا الأمر مكّن أسماك القرش على مر التاريخ من تطوير فك قوي للغاية منحها عضة قوية وجعلها من المفترسات الأولى في المحيطات.[4]




  

المراجع

[1]: worldwildlife 

[2]: thoughtco

[3]: oceana 

[4]: wonderopolis



عدد المشاهدات 1537


Top

Top