تعريف الصداقة
تُعرف الصداقة بأنها مزيج من المودة، والولاء، والحب، والاحترام والثقة بين شخصين أو أكثر، وتشمل السمات العامة للصداقة على المصالح المتشابهة، والاحترام المتبادل وتعلق الأصدقاء بعضهم ببعض، ومن أجل تحقيق أهداف الصداقة يجب أن يكون الأصدقاء حقيقيون وليس مجرد زمالة أو مصلحة تنقضي المحبة بانقضائها، ومن أجل أن تكون الصداقة دائمة يجب أن تتضمن على السلامة العاطفية والتي تعني عدم الاضطرار إلى تقييم الأفكار وقياس الكلمات عند محاورة الصديق، والصداقة الحقيقية تكون كذلك عندما يعرف الصديق صديقة أفضل من نفسه ويقدم مصلحته ويسعى لمساعدته في جميع الظروف، ومن الواجب معرفته أن الصداقة ليست مجرد مشاركة الوقت معًا بل هي أسما من ذلك بكثير.
يذهب بعض الناس إلى أن الصداقة هي ببساطة الثقة بأن الشخص لن يخون رفيقه، وبالنسبة لآخرين قد تكون مجرد حب غير مشروط أو مجرد رفقة طبيعية، وكل ما سبق جزء من التعريف العام للصداقة حيث إنها غالبًا ما تعرف بأنها علاقة متبادلة ومقبولة بين شخصين، ويُشار إلى أن إيجاد صديق وفيّ ليس أمرًا سهلًا حيث قيل إن الشخص الذي يجد صديقًا حقيقيًا قد وجد كنزًا لا يقدر بثمن، ومن أجل ضمان ديمومة الصداقة يجب على الأصدقاء معرفة أن المبادرة لا تكون من جانب واحد، فالشخص الذي يبذل الجهود للحفاظ على العلاقة دون أي مساعدة أو اعتراف من شخص آخر لن يستمر بذلك طويلًا ولذلك يجب مشاركة مفاهيم وقيم الصداقة بين جميع الأطراف، ونظرًا لأن الصداقة تتطلب تجارب إيجابية وسلبية لتحديد الشخصية، فمن الضروري بناء العلاقات مع أشخاص متوافقين في الفهم على أساس عاطفي ونفسي.[1]
أقوال في الصداقة
نستعرض من خلال التالي اقتباسات مثيرة وجميلة ومؤثرة حول الصداقة، وهي:[2]
- "الصداقة هي أصعب شيء في العالم لشرحه، إنها ليست شيئًا تتعلمه في المدرسة، ولكن إذا لم تكن قد تعلمت معنى الصداقة فإنك لم تتعلم شيئًا حقًا" [محمد علي].
- "إن الرغبة في أن نكون أصدقاء هي عمل سريع، لكن الصداقة هي ثمرة نضج بطيئة" [أرسطو].
- "يتعلم الرجل الحكيم من أعدائه أكثر مما يتعلم الأحمق من أصدقائه" [بالتاسار غريشان].
- "سوء الحظ يختبر صدق الأصدقاء" [ايسوب].
- "أجمل اكتشاف يصنعه الأصدقاء الحقيقيون هو أنه يمكنهم النمو بشكل منفصل دون أن ينفصلوا" [إليزابيث فولي].
- "واحدة من أجمل صفات الصداقة الحقيقية هي الفهم والتفهم" [لوسيوس آنيوس سينيكا].
- "لغة الصداقة ليست كلمات ولكنها المعاني" [هنري ديفيد ثورو].
- "الصداقة هي عقل واحد في جسدين" [منسيوس].
- "يضحك الصديق المخلص على النكات عندما لا تكون مضحكة، ويتعاطف مع مشاكلك عندما لا تكون كبيرة" [أرنولد غلاسكو].
- "أفضل أن أمشي مع صديق في الظلام على أن أمشي وحدي في النور" [هيلين كيلر].
- "لا علاقة أفضل من صديق حكيم ومخلص" [بن فرانكلين].
أهمية الصداقة
الأصدقاء هم العائلة خارج جدران المنزل المغلقة ولديهم مساهمة كبيرة في تحديد شخصية بعضهم البعض، ولذلك فإن أهمية الصداقة في الحياة لا توصف، ومن خلال التالي نستعرض المزيد من النقاط التي تجعل الأصدقاء مميزين ومهمين للغاية، وهي:[3]
- مشاركة الأسرار: الأصدقاء هم الصناديق السرية، وهم الذين يتشاركون في جميع الأسرار الصغيرة والكبيرة ويُحدثون بعضهم بجميع أمور حياتهم من الأفراح، والأحزان، والمشاكل الأسرية، والحوادث المؤسفة، واللحظات المحرجة، والقصص المضحكة وكل شيء في الحياة.
- تعزيز الثقة بالنفس: قد يشك البعض في قراراتهم وقدراتهم، وقد يواجهون مشاكل يصعب عليهم حلها، وعند حدوث ذلك يأتي دور الأصدقاء حيث إن الصداقة تتضمن وقوف الصديق إلى جانب صديقه لمساندته ولتعزيز ثقته بنفسه ومساعدته في اتخاذ القرارات، وهنا من الممكن التمييز بين الصديق الحقيقي من الرفيق صاحب المصلحة.
- التغلب على شعور الوحدة: يمكن أن تكون الوحدة والبعد عن الضجيج والرغبة بالجلوس مع النفس أمرًا جيدًا في بعض الأحيان، ولكن الشعور بالوحدة لفترة طويلة يصبح محبطًا للغاية وهنا يأتي الأصدقاء كعلاج للوحدة، فهم الرفقاء المتفرغون على الرغم من مشاغلهم، وهم الذين لا ينزعجون على الرغم من كثرة الطلب، وهم الذين يُبادرون للمساعدة على الرغم من حاجتهم إليها، ولذلك لا يمكن تخيل العالم بدون أصدقاء، وبقاء الإنسان وحيدًا إلى الأبد سيقود إلى ألم كبير وإحباط قاتل.
- الاستماع: هنالك أوقات يحب الشخص فيها البوح عما يجول بخاطره ويريد أن يشكوا مما أصابه حتى وإن لم يكن لهذه الشكوى قيمة، وهنا يأتي دور الأصدقاء كي يكونوا أفضل المصغين دون ملل أو ضجر، فالأصدقاء الحقيقيون هم الذين يبادرون لتقديم المساعدة حتى ولو بمجرد الاستماع ومشاركة الهموم.
- التشجيع: في أصعب المواقف والقرارات يكون الأصدقاء دائمًا موجودين للدعم والتحفيز، وقد لا يكونوا مقتنعين دائمًا بالأفكار والخطط إلا أنهم لن يتوانوا بتقديم المشورة ولن يكونوا أبدًا عقبة في طريق تحقيق الأهداف.
- التفاهم: لا أحد في العالم يفهم الأفكار والأحلام والرغبات مثل الأصدقاء، ولذلك يعد وجود صديق صاحب فهم وليس حكم من أهم السمات الأساسية للصداقة الحقيقية، ويُشار إلى أن الأصدقاء في العموم لديهم أيديولوجية وآراء مشتركة وبالتالي يصبح من السهل التفاهم والتشارك في مختلف الأمور.
- حب غير مشروط: يحب الآباء أبناءهم، ويحب الأزواج زوجاتهم، ويحب الأقرباء بعضهم بسبب العلاقات ورابطة الدم، ولكن الأصدقاء يحبون بعضهم دون أي شرط أو علاقة أو قيد، ويقدومون المعروف دون انتظار رده، ويتبادلون أعلى درجات المحبة والإخلاص.
نصائح أساسية لتكوين صداقة حقيقية
يتطلب تطوير علاقات هادفة اهتمامًا كبيرًا وصدقًا حاضرًا، وتوفر المحادثات فرصة ممتازة لبناء مهارات الصداقة في جميع المجالات، ولذلك نستعرض من خلال التالي ثلاث نصائح بسيطة يمكن أن تثري المحادثات وتعمق الصداقات، وهي:[4]
- طرح الأسئلة: من بين أكثر الطرق إثارة لتعميق المحادثة طرح الأسئلة وتشجيع الأصدقاء على الخوض في الموضوعات التي سوف تُناقش بعمق.
- الإصغاء: في أي محادثة من المهم أن تتاح لكل شخص فرصة للتحدث وأن يكون الآخر مستمعًا نشطًا.
- مشاركة المشاعر: عند التحدث مع الأصدقاء يجب أن يميل الحوار إلى المشاركة في تفاصيل الحياة، وإشعار المتحدث بالإحساس بشعوره حتى وإن كان الموقف بسيطًا.