مقدمة عن أمريكا
توجد الولايات المتحدة - ورسميًا الولايات المتحدة الأمريكية وتختصر أمريكا - في أمريكا الشمالية، وهي جمهورية فيدرالية تضم 50 ولاية، تشتمل على ولاية ألاسكا في أقصى الشمال الغربي من أمريكا الشمالية، ودولة هاواي الجزرية في منتصف المحيط الهادئ، ويحد أمريكا من الشمال كندا، ومن الشرق المحيط الأطلسي، ومن الجنوب خليج المكسيك والمكسيك ومن الغرب المحيط الهادئ، ويُذكر أن الولايات المتحدة هي رابع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة (بعد روسيا وكندا والصين) وعاصمتها الوطنية واشنطن التي تعد جزءًا من مقاطعة كولومبيا منطقة العاصمة الفيدرالية التي أُنشئت في عام 1790.
يطغى على الولايات المتحدة سمة التنوع الكبير، حيث تتراوح بيئتها المادية من القطب الشمالي إلى شبه الاستوائي، ومن غابة الأمطار الرطبة إلى الصحراء القاحلة، ومن القمم الجبلية الوعرة إلى البراري المسطحة، وتحتضن البلاد بعض أكبر التجمعات الحضرية في العالم بالإضافة إلى بعض المناطق التي تكاد تكون خالية من السكن، أما عدد سكان الولايات المتحدة فهو كبير وفقًا للمعايير العالمية ومع ذلك لا تزال الكثافة السكانية الإجمالية منخفضة نسبيًا.[1]
الاستقلال والتاريخ الحديث
تشكلت المستعمرات الـ 13 الأصلية للولايات المتحدة عام 1732، وكان لكل منها حكومات محلية شهدت نموًا سكانيًا سريعًا خلال منتصف القرن الثامن عشر، وخلال هذا الوقت بدأت التوترات بين المستعمرات الأمريكية والحكومة البريطانية في الارتفاع حيث كان المستعمرون الأمريكيون خاضعين للضرائب البريطانية دون تمثيل في البرلمان البريطاني، وقد أدت هذه التوترات في نهاية المطاف إلى الثورة الأمريكية التي امتدت من 1775 إلى 1781، وبعد الانتصار الأمريكي على البريطانيين في الحرب اعترف بالولايات المتحدة على أنها مستقلة عن إنجلترا، وفي عام 1788 تشكل دستور الولايات المتحدة، وفي 1789 تولى أول رئيس - جورج واشنطن - منصبه.
بعد الاستقلال نمت الولايات المتحدة بسرعة، وقد ضاعف صفقة شراء لويزيانا - وهي صفقة أبرمت بين الولايات المتحدة الأمريكية مع فرنسا عام 1803 من أجل شراء لويزيانا الفرنسية والتي تبلغ مساحتها (2,140,000 كم2 مقابل 60 مليون فرنك فرنسي والتنازل عن 18 مليون فرنك فرنسي من الديون - في عام 1803 حجم البلاد تقريبًا، وشهدت أوائل ومنتصف القرن التاسع عشر أيضًا نموًا على الساحل الغربي حيث حفز اكتشاف الذهب في ماري أنهار كاليفورنيا في 1848-1849 الهجرة الغربية، بالإضافة إلى معاهدة أوريغون لعام 1846 التي أعطت الولايات المتحدة السيطرة على شمال غرب المحيط الهادئ.
على الرغم من نموها كان للولايات المتحدة أيضًا توترات عنصرية شديدة في منتصف القرن التاسع عشر، حيث استُخدم الأفارقة المستعبدين كعمال في بعض الولايات ونتيجة لذلك بدأت الحرب الأهلية وأعلنت 11 ولاية انفصالها عن الاتحاد وشُكّلت الولايات الكونفدرالية الأمريكية في عام 1860، وبعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت من 1861 إلى 1865 هُزمت الولايات الكونفدرالية، واستمرت التوترات العرقية طوال القرن العشرين، واستمرت الولايات المتحدة في النمو وظلت محايدة في بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914 وانضمت لاحقًا إلى الحلفاء في عام 1917.
في عشرينيات القرن الماضي شهدت الولايات المتحدة نموًا وبدأت الدولة في النمو لتصبح قوة عالمية، وفي عام 1929 بدأ الكساد الكبير وعانى الاقتصاد حتى الحرب العالمية الثانية وظلت الولايات المتحدة محايدة أيضًا خلال هذه الحرب حتى هاجمت اليابان بيرل هاربور في عام 1941 وفي ذلك الوقت انضمت الولايات المتحدة إلى الحلفاء، وبعدها بدأ الاقتصاد الأمريكي في التحسن مرة أخرى، وعلى أعقاب الحرب الباردة التي تبعت الحرب العالمية الثانية بوقت قصير وكذلك الحرب الكورية من 1950 إلى 1953 وحرب فيتنام من 1964 إلى 1975 نما الاقتصاد الأمريكي والذي كان في معظمه صناعيًا وأصبحت الدولة قوة عظمى عالمية، وبعد ذلك وتحديدًا في 11 سبتمبر 2001 تعرضت الولايات المتحدة لهجمات إرهابية على مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك والبنتاغون في واشنطن العاصمة الأمر الذي أدى إلى اتباع الحكومة لسياسة إعادة صياغة حكومات العالم ولا سيما حكومات الشرق الأوسط.[2]
جغرفيا الولايات المتحدة
تقع الولايات المتحدة الأمريكية في أمريكا الشمالية وهي جمهورية اتحادية تتكون من 50 ولاية تشكل 48 من هذه الولايات الكتلة الأرضية بين المكسيك وكندا حيث تفصل كندا بين ألاسكا والولايات المتحدة، وتقع هاواي في منتصف المحيط الهادئ، ويغطي البر الرئيسي للولايات المتحدة 2،959،064 ميل مربع (7663.941 كيلو متر مربع) وهو موطن لثالث أكبر عدد من السكان في العالم.
من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ يمكن تجميع الولايات الخمسين في أمريكا الرئيسية في 11 منطقة بما في ذلك نيو إنجلاند، ووسط المحيط الأطلسي، والجنوب، وفلوريدا، والغرب الأوسط، وتكساس، وغريت بلينز، وجبال روكي، والجنوب الغربي، وكاليفورنيا وشمال غرب المحيط الهادئ، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[3]
- تتكون منطقة نيو إنجلاند من ولايات كونيتيكت، وماساتشوستس، وماين، ورود آيلاند، ونيو هامبشاير وفيرمونت، وتمتاز هذه المنطقة بتاريخ عريق وهي موطن للجبال الوعرة، والمأكولات البحرية اللذيذة، وكنائس الجملونات وبعض أقدم المدن موجود فيها.
- يتألف وسط المحيط الأطلسي من ولايات بنسلفانيا، وديلاوير، ونيويورك، ونيوجيرسي، وماريلاند فضلاً عن المنطقة الفيدرالية في واشنطن العاصمة، وتشتهر المنطقة بالجبال الوعرة، والمواقع التاريخية، والمنتجعات الساحلية، الوديان بالإضافة إلى مجموعة عالمية من المدن.
- الجنوب موطن ولايات أركنساس، وألاباما، وكنتاكي، وجورجيا، وميسيسيبي، ولويزيانا، وشمال كارولينا، وجنوب كارولينا، وفرجينيا، وفيرجينيا الغربية وتينيسي، وهذه المنطقة معروفة بالمستنقعات والمزارع والجبال.
- ولاية فلوريدا هي منطقة في حد ذاتها ومعروفة بشواطئها الرملية "إيفرجليدز".
- في الغرب الأوسط تشتهر ولايات أيوا، وإلينوي، وميشيغان، وإنديانا، ومينيسوتا، وويسكونسن، وميسوري وأوهايو بمدنها الساحرة وأراضيها الزراعية وغاباتها وبحيراتها الكبرى.
- ولاية تكساس هي أيضًا منطقة في حد ذاتها ومعروفة بتربية الماشية وكذلك بالتضاريس الجبلية والصحراوية، والمستنقعات الجنوبية الشرقية والتأثيرات الإسبانية والمكسيكية.
- تضم منطقة غريت بلينز "Great Plains" ولاية شمال وجنوب داكوتا، وكانساس، ونبراسكا وأوكلاهوما، وتمتاز المنطقة بمناظر طبيعية شاسعة فريدة من الغابات والمروج الخضراء.
- تشتهر منطقة جبال روكي التي تضم كولورادو، ومونتانا، وإيداهو ووايومينغ بجبالها الوعرة المغطاة بالثلوج.
- تضم المنطقة الجنوبية الغربية ولاية نيفادا، وأريزونا، ونيو مكسيكو ويوتا، وهي موطن لمناطق الجذب الطبيعية المذهلة بما في ذلك وادي الموت وجراند كانيون وريد روك كانيون، وتتأثر المنطقة بالثقافة المكسيكية والإسبانية.
- كاليفورنيا هي أيضًا منطقة بحد ذاتها وتضم تضاريس متنوعة من الصحاري والجبال الثلجية والغابات المطيرة والشواطئ الجميلة، وهذه المنطقة تتأثر أيضًا بالثقافة الإسبانية والمكسيكية.
- تعد منطقة شمال غرب المحيط الهادئ موطنًا لأوريغون وواشنطن وهي مزيج مميز من المدن العالمية التي تتميز بالسواحل الخلابة والصحاري والبراكين والجبال وحتى الغابات المطيرة.
المناخ في أمريكا
كونها دولة ذات مساحة شاسعة تعد الولايات المتحدة موطنًا لمجموعة متنوعة من المناخات، ومع ذلك وبصورة عامة، يسود البلاد مناخ قاري مع شتاء بارد وصيف حار مع مدة موسم مختلفة اعتمادًا على خط العرض والمسافة من البحر، ويشمل مناخ الولايات المتحدة بعض الاستثناءات، هي:[4]
- على الساحل الغربي المطل على المحيط الهادئ يكون المناخ باردًا ورطبًا في الجزء الشمالي بينما يسود مناخ البحر الأبيض المتوسط على الجزء الجنوبي.
- على ساحل خليج المكسيك يكون المناخ معتدلاً في الشتاء وحارًا وعاصفًا في الصيف.
- في فلوريدا يكون المناخ شبه استوائي حيث تكون المناطق الجبلية باردة في الشتاء وباردة نسبيًا في الصيف، أما صحاري أمريكا فيسودها مناخ معتدل في الشتاء وحار جدًا في الصيف.
- يشهد النصف الغربي من البلاد جفافًا أكثر من النصف الشرقي باستثناء الساحل الشمالي الأوسط من المحيط الهادئ والذي يسوده أجواء ممطرة.
- يكون الجزء الأوسط الشرقي بصورة عامة أكثر رطوبة وتساقطًا للأمطار، وبالنظر إلى اتساع الأراضي فإن الاختلافات المناخية ملحوظة هنا أيضًا.
- يشهد الجزء الأوسط الشرقي اشتباكات الكتل الهوائية المتكررة مما يجعل المناخ غير مستقر في معظم الأراضي، وقد تشهد المنطقة بعض الظواهر الجوية العنيفة (العواصف والبرد والعواصف الثلجية والأعاصير).
- تكون الكتل الهوائية القادمة من كندا باردة وجافة بينما تكون الكتل الهوائية من خليج المكسيك دافئة ورطبة.
- تشهد السهول الكبرى اختلافات في درجات الحرارة ولكنها أيضًا أقل رطوبة من الساحل الشرقي خاصة في فصل الشتاء.
- نظرًا لعدم وجود عوائق أمام كتل الهواء البارد من كندا يمكن أن تتعرض جميع البلاد تقريبًا لموجات باردة مفاجئة في فصل الشتاء ولكنها تختلف في كثافتها ومدة مكوثها، فقد تستمر نوبات البرد بضعة أيام في الجنوب حيث تنخفض درجة الحرارة بضع درجات تحت درجة التجمد (0 درجة مئوية أو 32 درجة فهرنهايت) في فصل الشتاء، بينما تكون شديدة وفي بعض الأحيان طويلة في المناطق الداخلية وفي المرتفعات الشمالية الشرقية، ويمكن أن تكون موجات الحر الصيفية شديدة أيضًا خاصة في المناطق الداخلية.