تعريف الرسم
هو عمل فني يُنشأ من خطوط باستخدام أداة رسم مثل قلم رصاص من الجرافيت أو من الفحم أو قلم رصاص ملون أو ممحاة أو غيره من أدوات الرسم، وفي تعريف أوسع للمصطلح يُعرف الرسم بأنه عمل فني ثنائي الأبعاد يتم إنشاؤه من خطوط تشمل وسائط جافة ورطبة مثل الألوان الزيتية من أجل الخروج بلوحة فنية، ويكون الرسم في أبسط صوره من خلال ترك علامة مرئية بأداة، وفي السابق كانت العصا المحروقة واحدة من أدوات الرسم الأولى التي استخدمت في لوحات الكهوف البدائية في مواقع عديدة، وقد تطورت الأدوات بعد ذلك وأدخلت الألوان على الرسومات وأضافت إليها جمالًا مميزًا.
الرسم هو المظهر الجسدي الخارجي للرغبة الفطرية في الإبداع والتواصل، وهو مهارة أساسية تُستخدم في جميع الفنون والتصميم المرئي، ويُشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة استخدم الفنانون طرقًا وأدوات جديدة للرسم، ودمجوا قدراتهم مع الوسائل المتاحة وأبدعوا رسومات فريدة تمكنوا فيها من عكس ما يجول في خواطرهم، وفي العموم يستطيع الفنان عمل أي لوحة باستخدام فرشاة الرسم، ويمكن تحقيق تأثيرات إضافية على اللوحة من خلال استخدام وسائط الرسم الجديدة مثل أقلام التلوين وأقلام الرصاص القابلة للذوبان في الماء.[1]
أنواع الرسم
تختلف أنواع الرسومات وفقًا لما يريد الرسام التعبير عنه، وتتضمن أنواع الرسومات على:[2]
- الرسومات الحياتية: وهي الرسومات التي تنتج عن الملاحظات المباشرة أو التي تعكس الحقيقية، وتُعرف أيضًا باسم الرسم الثابت أو رسم الأشكال والذي يصور جميع التعبيرات التي عرضها الفنان والتي أدرجها في الصورة، ويمثل الشكل الإنساني أحد أكثر الموضوعات المستخدمة في الرسومات الحياتية.
- الرسومات العاطفية: يركز الرسم العاطفي على استكشاف والتعبير عن المشاعر المختلفة، والحالات المزاجية، والحالة النفسية وما إلى ذلك من الأمور الروحانية، ويمكن أن يظهر ذلك جليًا في شكل الشخصية المرسومة.
- الرسومات الانطباعية: الرسم الانطباعي هو نوع من الرسومات التي تُظهر الأفكار الفورية للفنان، وبالتالي فهو رسم تقريبي غير مستقر ولا يُعتبر قطعة من العمل النهائي حيث إن العديد من الفنانين يصوّرون ما يجول في خاطرهم مباشرة على الورق.
- الرسومات التحليلية: تُستخدم الرسومات التحليلية من أجل فهم وتمثيل الملاحظات التي يريدها الفنان بصورة واضحة، وبعبارة أبسط يكون الهدف من الرسم التحليلي هو تقسيم الملاحظات إلى أجزاء صغيرة من أجل إيجاد منظور أفضل.
- الرسومات المنظورية: إن الهدف من استخدام الرسومات المنظورية من قبل الفنانين هو إنشاء صور ثلاثية الأبعاد على مستوى الصورة ثنائية الأبعاد، حيث يتمكن الفنان من تمثيل الفضاء والحجم والأبعاد بحيث يسهل فهمها.
- الرسومات الهندسية: يُستخدم الرسم الهندسي بصورة خاصة في مجالات البناء التي تتطلب أبعاد محددة، ويتم تمثيل المقاييس المقاسة والجوانب الحقيقية والأقسام من خلال الرسم الهندسي.
- الرسومات التخطيطية: عند استكشاف المفاهيم والأفكار تُوثّق على الورق من خلال الرسم التخطيطي، حيث يمكن من خلال إنشاء الرسومات البيانية التنبؤ بما يمكن حدوثه في المستقبل القريب وبالتالي تُسخدم الرسومات التخطيطية كعملية تصميم نشطة للأفكار الفورية.
- الرسومات التوضيحية: تشمل الرسومات التوضيحية على إدراج جميع التفاصيل الأساسية لمشروع ما بصورة واضحة مع ذكر الهدف والأسلوب والحجم وغيرها.
تاريخ الرسم
يرجع تاريخ أقدم الرسومات المعروفة من 30000 إلى 10000 قبل الميلاد، فقد عُثر على رسومات على جدران الكهوف في فرنسا وإسبانيا بالإضافة إلى مجموعة من التصاميم المنحوتة أو المطلية على أسطح بعض الأدوات البدائية، وقد تميّز المصريون كذلك بمجموعة من الأعمال الفنية وظهر ذلك جليًا قبل حوالي 3000 قبل الميلاد من خلال الرسومات الجدارية على جدران المعابد والمقابر وقد كان لهذه الرسومات نمط خطي مسطح، وبعد ذلك وُضع توضيح للرسومات على ورق البردي (شكل مبكر من الورق) من خلال عمل تصميمات مماثلة بالقلم والحبر، وفيما يخص اليونانيين القدماء من الممكن القول بأن كل ما تبقى لإظهار مهاراتهم في الرسم هو المزهريات الفخارية المزخرفة، حيث تُظهر هذه الأعمال الفنية العظيمة قدرة اليونانيين على رسم شخصيات وخطوط زخرفية دقيقة.
في العصور الوسطى استُخدم الفن أساسًا من أجل التعاليم الدينية ولذلك انتشرت الرسومات التوضيحية للكتاب المقدس في ذلك الوقت، وكذلك رُسمت بعض اللوحات وأُهديت للملوك وكانت مزينة بالذهب، ومن الجدير بالذكر أن الفنانين في العصور الوسطى استخدموا جلود الحيوانات من أجل الرسم حيث إن الورق لم يظهر حتى عام 1100 وفي البداية كان باهظ الثمن ومن الصعب الحصول عليه، وفي بعض الأحيان كانت جلود الحيوانات أيضًا مكلفة لبعض الفنانين، ولذلك كانت العديد من الرسومات التحضيرية تُصاغ على أقراص مصنوعة من الخشب أو الشمع.[3]
معايير الحكم على العمل الفني
يعد الفن أمرًا شخصيًا للغاية، ولذلك قد يكون الفن الذي يحبه شخص ما مسيئًا أو غير مرغوب فيه للآخرين والعكس صحيح، ولهذا السبب وُجدت مجموعة من معايير التحكيم التي تعد ضرورية في الحكم على المسابقات الفنية حيث تمكّن هذه المعايير أعضاء لجنة التحكيم اتخاذ قرار عادل واختيار الفائز، وقد تختلف معايير التحكيم من مسابقة إلى أخرى ولكن هنالك بعض العناصر التي تعد مشتركة في معظم المسابقات الفنية، وهي:[4]
- الإبداع والأصالة: الإبداع ضروري في الحكم خلال المسابقات الفنية، فقد ينأسر الفنان بعدد محدد من المواد والأدوات، ولكن ومن خلال الطريقة الابداعية التي يستغل بها الفنان محدودية الأدوات يمكن أن ينتج قطعة فنية أصلية، ويتضمن إبداع الفنان كذلك الفكرة الرئيسة أو طريقة التنفيذ، وفي كثير من الأحيان يُطلب من الفنانين تقديم وصف موجز للقطعة وطريقة تنفيذها والتي يمكن أخذها في الاعتبار أثناء التحكيم.
- جودة اللوحة الفنية: إن الأصل في الحكم على على القطعة الفنية خلال المسابقات هو جودة تنفيذ القطعة والتصميم والتكوين والتقنية، ويتم الحكم على الجودة بطريقة مختلفة في كل عمل فني، فعلى سبيل المثال في الرسم يمكن تحديد جودة القطعة وفقًا لدقة الرسم، وإذا كانت لوحات واقعية يدخل في الحكم جودة الألوان والتوازن بينها والتصميم.
- وضوح الموضوع: غالبًا ما تتمحور المسابقة الفنية حول موضوع ما، حيث يُطلب من المشاركين إنشاء قطعة فنية ترمز إلى هذا الموضوع المحدد من أجل التمكن من الحكم على العمل الفني من خلال مدى تمثيلها للموضوع وكذلك مدى فهم العمل من قبل الآخرين.
- العرض: إن أسلوب العرض التقديمي قد يسهم في النتيجة الإجمالية للمشاركة، وكذلك يجب أن يكون العرض التقديمي متوافقًا مع أسلوب القطعة الفنية وموضوع المسابقة.
- معايير أخرى: قد تشمل معايير التحكيم الأخرى في المسابقات التحكيمية على الانطباع العام ويشمل ذلك درجة الإلهام الموجودة في القطعة الفنية، وفي بعض المسابقات الفنية يمكن للجمهور الإدلاء بالأصوات والحكم على العمل الفني، ولذلك على الفنان أخذ ذلك بعين الاعتبار والحرص على تلبية متطلبات غالبية الحضور، ويُشار إلى أن معايير التحكيم يُعلن عنها قبل المسابقة ويجب أن تكون متاحة لكل فنان، حيث تمنح هيئات التحكيم درجة لكل معيار من معايير المسابقة وتضع الفائز بناءً على النتيجة الإجمالية.