تعريف النيزك
يُطلق اسم النيزك على الصخرة الفضائية التي تمكنت من دخول الغلاف الجوي للأرض مسببة زيادة في درجة حرارة الهواء المحيط بها ومكونة ذيل مضيء ومتوهج خلفها، ويقدر العلماء أن حوالي 48.5 طنًا من المواد النيزكية تقع على الأرض كل يوم، وتحترق جميع المواد المكونة للنيزك تقريبًا في الغلاف الجوي للأرض تاركة مسارًا مشرقًا يسمى "النجوم الرماية"، وفي حين يمكن رؤية العديد من الشهب في ساعة واحدة من الممكن كذلك أن يزداد العدد بشكل كبير ليحدث ما يُعرف بزخات الشهب.
تُشاهد النيازك سنويًا أو على فترات منتظمة، ويُشار إلى أنه في العادة تسمى زخات الشهب الناجمة عن احتراق النيزك على اسم النجم أو الكوكب القريب من مكان ظهور النيزك في السماء، ولعل نيزك برسايد "Perseids" هو الأكثر شهرة من بين جميع النيازك، ومن الممكن رؤيته في أغسطس من كل عام.[1]
أنواع النيازك
على الرغم من وجود العديد من التصنيفات، تنقسم النيازك بصورة أساسية إلى ثلاث مجموعات وهي: النيازك الحديدية، والنيازك الحجرية والنيازك الحديدية الحجرية، وعلى الرغم من اختلاف الأنواع تحتوي جميع النيازك تقريبًا على النيكل والحديد وتلك التي لا تحتوي على حديد على الإطلاق نادرة جدًا، وفي الواقع يعتمد الكثير من تصنيف النيازك على كمية الحديد التي تحتويها العينة، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[2]
- النيازك الحديدية: تعد النيازك الحديدية جزءًا من قلب كوكب اختفى منذ فترة طويلة أو جزءًا كويكب كبير، ويعتقد أنها نشأت داخل حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، وهذه النيازك هي من بين أكثر المواد كثافة على وجه الأرض وهي أثقل بكثير من معظم الصخور الأرضية، ففي معظم عينات هذه المجموعة يكون محتوى الحديد فيها حوالي 90 إلى 95% وما تبقى يتكون من النيكل والعناصر النزرة.
تنقسم النيازك الحديدية إلى فئات حسب التركيب الكيميائي والهيكل، ويتم تحديد الفصول الهيكلية من خلال دراسة مكونين من سبائك الحديد والنيكل المكونة لها وهما الكاماسيت والتاكيت، حيث تتحول هذه السبائك إلى نمط بلوري متشابك معقد يعرف باسم نمط "Widmanst�tten Pattern"، ويمكن أن يكون هذا الترتيب الرائع الشبيه بالشبكة جميلًا جدًا، وفي العادة لا يمكن رؤيته إلا عندما تُقطّع نيازك الحديد إلى ألواح مصقولة ثم تُذوّب من خلال محلول معتدل من حمض النتريك، وبعد قياس بلورات الكاماسيت من خلال العملية السابقة يتم استخدام متوسط النطاق الترددي لتقسيم نيازك الحديد إلى عدد من الفئات الهيكلية، بحيث تسمى النيازك ذات الأربطة الضيقة جدًا من الحديد - أقل من 1 مم - بالأوكتادريت الناعمة "fine octahedrite"، أما تلك التي لديها نطاقات عريضة فيطلق عليها اسم الأوكتدريتات الخشنة "coarse octahedrites".
- النيازك الحجرية: تشكل الأحجار جزءًا من القشرة الخارجية للكوكب أو للكويكب أو للكثير من النيازك الحجرية خاصة تلك التي كانت على سطح كوكب الأرض لفترة طويلة من الزمن، حيث تبدو هذه الأنواع من النيازك في كثير من الأحيان مثل الصخور الأرضية، وللتفريق بنها قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات مخبربة، أما النيازك الحجرية المتساقطة حديثًا فتمتاز بقشرة انصهار سوداء تكونت بسبب الاحتراق جرّاء السقوط.
تحتوي بعض النيازك الحجرية على شوائب صغيرة وملونة تعرف باسم الكوندريت "chondrules"، وقد نشأت في السديم الشمسي قبل تاريخ تكوين الأرض وبقية النظام الشمسي مما يجعلها أقدم مادة معروفة متاحة للدراسة، والنيازك الحجرية التي تحتوي على شوائب الكوندريت تُسمى باسمها، أما تلك التي لا تحتوي على الكوندريت فتسمى "achondrites" وهي صخور بركانية من الفضاء تكونت نتيجة نشاط ناري ساهم بمحو جميع آثار الكوندريت بسبب الذوبان وإعادة التبلور، ويُشار إلى أن نيازك "achondrites" تحتوي على القليل من الحديد وهذا يزيد من صعوبة العثور عليها مقارنة بمعظم النيازك الأخرى على الرغم من أن العينات غالبًا ما تعرض قشرة انصهار لامعة.
- النيازك الحديدية الحجرية: هذا النوع من النيازك هو الأقل وفرة من الأنواع الرئيسة الثلاثة حيث تمثل أقل من 2% من جميع النيازك المعروفة، ويتألف هذا النوع من النيازك من كميات متساوية تقريبًا من الحديد والنيكل والحجر وتنقسم إلى مجموعتين "pallasites" و"mesosiderites".
يُشار إلى النيازك الحديدية الحجرية من النوع "Pallasites" بأنها الأكثر جاذبية من بين جميع النيازك وهذا يجعلها ذات أهمية كبيرة لهواة جمع التحف الخاصة، حيث تتكون نيازك "Pallasites" من مصفوفة من النيكل والحديد معبأة ببلورات زيتية تعرض لونًا أخضر زمرديًا جميلًا، وبعد تقطيع نيزك "Pallasites" إلى ألواح رقيقة وصقله تصبح بلوراته شفافة مما يمنحها جمالًا آخر مكونة ما يُعرف بالزبرجد وهو نوع من الأحجار الكريمة، ومن الجدير بالذكر أن نيازك "Pallasites" أخذت اسمها من عالم الحيوانات والمستكشف الألماني بيتر بالاس الذي وصف النيزك الروسي كراسنوجارسك الذي عُثر عليه بالقرب من العاصمة السيبيرية التي تحمل نفس الاسم في القرن الثامن عشر، أما نيازك "mesosiderites" فهي أصغر وتحتوي على كمبة من النيكل والحديد والسيليكات وعادة ما تظهر مصفوفة جذابة وعالية التباين من الفضة والحجر الأسود عند قطعها وصقلها، ويُشار إلى أن كلمة "mesosiderite" مشتقة من اليونانية من الكلمتين "نصف" و"حديد" وهذا النوع نادر جدًا.
نيازك شهيرة سقطت على الأرض
على مدار تاريخ الأرض سقط العديد من النيازك الكبيرة والصغيرة على سطح كوكب الأرض، ولكن الأكثر شهرة كانت نيازك الليندي، وفوكانغ، وهوبا ونيزك ويلاميت، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[3]
- نيزك الليندي: في 8 فبراير 1969 سقط نيزك الليندي على الأرض على شكل كرة نارية وكان حجمه يُقارب حجم سيارة، وقد نشرت قطعه عبر ولاية تشيهواهوا المكسيكية، وبعد سقوطه أصبح هذا النيزك واحدًا من أكثر النيازك التي تمت دراستها في كل العصور، وهو مثال ممتاز على نيزك الكوندريت الكربوني، وتمتاز هذه الأنواع بأنها تكونت في نفس فترة تكون الشمس والكواكب ويتألف في الغالب من السليكات، والأكاسيد، والكبريتيدات، والمياه، والمركبات العضوية والمعادن المختلفة.
- نيزك فوكانغ: وهو واحد من أفضل الأمثلة على النيازك الحديدية الحجرية من النوع "pallasite"، وبسبب البلورات الزيتية الكبيرة التي تشبه الأحجار الكريمة هنالك طلب كبير من قبل جامعي القطع الأثرية على هذا النيزك.
- نيزك هوبا: يعتقد خبراء النيازك أن هوبا سقط قبل حوالي 80 ألف عام، وقد عثر عليه في ناميبيا في إفريقيا، وهو كبير الحجم لدرجة تجعل من المستحيل تقريبًا تحريكه، وقد تم الإعلان عنه كنصب تذكاري وطني في ناميبيا ثم أصبح جزءًا من موقع سياحي.
- نيزك ويلاميت: يزن هذا النيزك 15.5 طنًا وهو أكبر النيازك في الولايات المتحدة.
حقائق مثيرة حول النيازك
نستعرض من خلال التالي أبرز الحقائق حول النيازك، وهي:[4]
- أكبر نيزك أصاب الأرض يعرف باسم هوبا، وهو أكبر قطعة حديدية موجودة على الأرض حتى الآن، والغريب أن النيزك لم يخلق حفرة على الأرض بعد ارتطامه.
- يعتقد العلماء أن نيزك هوبا قد تخطى الغلاف الجوي للأرض على الأرجح بسبب شكلة المسطح بصورة غير عادية على كلا السطحين.
- يوجد حالتين فقط تأكد موتهما بسبب النيازك، واحد في عام 1825 وكان الثاني في الهند في عام 2016.
- في يوليو 2011 أكد العلماء أن النيازك التي سقطت على الأرض هي نيازك مريخية.