استكشاف الزهرة

استكشاف الزهرة

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن الزهرة

يُعرف أن كوكب الزهرة وكوكب الأرض أنهما توأمان بسبب التشابه في الحجم والكتلة والكثافة والتكوين والجاذبية بحيث يكون حجم كوكب الزهرة هو فقط أصغر قليلًا من حجم الأرض، وكتلته حوالي 80% من كتلة كوكب الأرض.


يتكون الجزء الداخلي من الزهرة من قلب معدني يبلغ عرضه حوالي 2400 ميل (6000 كيلو متر)، في حين يصل سمك الستار الصخري المنصهر حوالي 1200 ميل (3000 كيلو متر)، وتتكون قشرة الزهرة في الغالب من البازلت ويقدر سمكها في المتوسط ​​من 6 إلى 12 ميلاً (10 إلى 20 كيلو مترًا)، ويُذكر أن كوكب الزهرة هو الكوكب الأكثر سخونة في النظام الشمسي على الرغم من أنه ليس الكوكب الأقرب إلى الشمس حيث حاز على هذا اللقب لأن غلافه الجوي الكثيف يحجز الحرارة كما هو الحال في الاحتباس الحراري الذي يسخن الأرض، ونتيجة لذلك تصل درجات الحرارة على كوكب الزهرة إلى 880 درجة فهرنهايت (471 درجة مئوية) وهي أكثر من كافية لإذابة الرصاص.


يتكون الغلاف الجوي على كوكب الزهرة في الأساس من ثاني أكسيد الكربون مع سحب من حامض الكبريتيك وكميات ضئيلة من المياه، والغلاف الجوي للزهرة أثقل من الغلاف الجوي لأي كوكب آخر مما يؤدي إلى ضغط سطحي يزيد عن 90 مرة من سطح الأرض بحيث يُعادل الضغط الموجود على عمق 3300 قدم (1000 متر) في المحيط، وسطح كوكب الزهرة جاف للغاية حيث ساهمت الأشعة فوق البنفسجية من الشمس بتبخير الماء بسرعة مما أبقى الكوكب في حالة منصهرة طويلة، واليوم لا يوجد ماء سائل على سطحه لأن الحرارة الحارقة الناتجة عن غلافه المليئ بالأوزون يتسبب بغليان الماء، ومن المثير للاهتمام أنه في وقت مبكر من تاريخ كوكب الزهرة يُعتقد أن الكوكب كان صالحًا للسكن وذلك بحسب نماذج من باحثين في معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا.[1]



استكشاف الزهرة

الزهرة هو أحد الكواكب المرئية بالعين المجردة، ونظرًا لأنه كان من السهل دائمًا رؤيته فمن المستحيل تحديد من اكتشف وجود الزهرة، وفي الواقع وبعد القمر والشمس، يعد كوكب الزهرة هو ألمع جسم في السماء، ولذلك من المحتمل أن الناس القدماء عرفوا به منذ آلاف السنين، وكما أُشير لا يمكن التحدث عن هوية مكتشف كوكب الزهرة ومع ذلك يعرف المؤرخون متى دُوّنت ملاحظات عن الكوكب لأول مرة، حيث كانت واحدة من أقدم الوثائق الفلكية الباقية عبارة عن نص بابلي يتحدث عن الزهرة في 1600 قبل الميلاد، وتحتوي الوثائق على سجل لمدة 21 عامًا لمظاهر الزهرة التي تبين أن الزهرة لعب دورًا في أساطير العديد من الشعوب القديمة بما في ذلك المايا والإغريق.


كان جاليليو جاليلي أول شخص وجه تلسكوبًا إلى كوكب الزهرة عام 1610، ولاحظ أن كوكب الزهرة يمر بمراحل مثل القمر، وقد ساعدت هذه الملاحظات على دعم وجهة نظر كوبرنيكان بأن الكواكب تدور حول الشمس وليس حول الأرض كما كان يعتقد سابقًا، وفي 4 ديسمبر 1639 توقع علماء الفلك أن يعبر كوكب الزهرة عبر سطح الشمس، وقد وساعد العبور لاحقًا العلماء على اكتشاف أن كوكب الزهرة يتمتع بجو خاص به، وساعد كذلك في حساب المسافة من الأرض إلى الشمس بدقة كبيرة، وبعد ذلك حدث عبور أخير للزهرة في عام 2004، وفي عام 1961 تمكن العلماء من خلال إشارات الرادار المرتدة من سطح الكوكب من حساب نصف قطره بدقة وقياس سرعة الدوران، واكتشفوا أيضًا أن ميل محور الدوران هو صفر تقريبًا.


كانت أول مركبة فضائية تزور كوكب الزهرة فعليًا هي "Mariner 2" التابعة لوكالة ناسا والتي حلقت عبر كوكب الزهرة في عام 1962، وفي الآونة الأخيرة زارت المركبة الفضائية ماجلان التابعة لوكالة ناسا كوكب الزهرة، وفي مايو 2006 وصلت فينوس إكسبريس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية إلى الزهرة، وبعد محاولات فاشلة تمكنت المركبة الفضائية الروسية "Venera 7" من الهبوط الفعلي على سطح كوكب الزهرة والبقاء علية دون أن تُدمر على الرغم من أنها كانت قادرة على الإرسال لمدة 35 دقيقة فقط.[2]



المدار والدوران لكوكب الزهرة

الجانب الأكثر بروزًا لمدار الزهرة هو اتساق المسافة من الشمس، ومع وجود لامركزية تبلغ فقط 00678. فإن مدار الزهرة هو أكثر مدار يتخذ شكلًا دائريًا من بين جميع الكواكب، ويعني هذا الانحراف الصغير أيضًا أن الفرق بين الحضيض الزهري ( 1.07X108 ككيلو متر) وأوجه ( 1.09X108 كيلو متر) هو مجرد 1.46X106 كيلو متر، ومثل المعلومات المتعلقة بسطح كوكب الزهرة يوجد القليل من البيانات حول دورانه من خلال مهام التصوير بالرادار في النصف الثاني من القرن العشرين، والمثير للدهشة أن ما كشفته هذه المهمات هو مدى دوران الزهرة الفريد.


في حين أن الدوران القياسي لكوكب حول محوره يكون عكس اتجاه عقارب الساعة، فإن دوران الزهرة يتراجع أو يكون في اتجاه عقارب الساعة وسبب ذلك غير معروف حاليًا، ومع ذلك يشير العلماء إلى وجود نظريتان تفسران ذلك، حيث تشير الأولى إلى أنه بسبب الرنين المداري (والذي يحدث وفقًا للميكانيكا السماوية عندما يمارس جرمان يدوران تأثيرًا جاذبيًا دوريًا على بعضهما البعض) والذي يبلغ 2:3 للزهرة مع الأرض فإن هذا يوحي بشدة أنه على مدى مليارات السنين غيرت قوة الجاذبية الأرضية دوران الزهرة إلى حالته الحالية، ومع ذلك يشك بعض العلماء في أن قوة الجاذبية الأرضية كانت كبيرة بما يكفي لتغيير مدار كوكب الزهرة بطريقة جذرية، وبدلاً من ذلك فقد نظروا إلى النظام الشمسي المبكر عندما تشكلت الكواكب لتقديم تفسير وظنوا أن دوران كوكب الزهرة الأصلي كان مشابهًا لدوران الكواكب الأخرى، وتغير لتوجهه الحالي عندما ضرب كوكب كبير الكوكب الصغير بقوة كبيرة مما أدى إلى تدمير الكوكب رأساً على عقب.


من الاكتشافات الأخرى المثيرة بشأن دوران الزهرة هو سرعته، حيث يستغرق ما يقرب من 243 يومًا من الأرض لإكمال دوران واحد، ويوم على كوكب الزهرة أطول من أي كوكب آخر، وما هو أكثر إثارة للانتباه هو أنه عند مقارنة يوم الزهرة بسنته في ما يقرب من 224 يومًا أرضيًا، فإن عام الزهرة هو ما يقرب من 19 يومًا أرضيًا أقل من يوم الزهرة الواحد، ومرة أخرى لا يوجد كوكب آخر يشترك في مثل هذه الصفات مع الزهرة، والنظرية الرائدة لهذه الظاهرة هي تلك التي تستخدم لشرح دوران الكوكب إلى الوراء.[3]



قابلية الحياة على كوكب الزهرة

يُعتقد على نطاق واسع أن كوكب الزهرة كان يومًا ما كوكبًا صالحًا للحياة مع محيطات شاسعة حتى أن البعض قالوا بأن الحياة قد تطورت بالفعل عليه وتحولت بعد ذلك بطريقة ما إلى الأرض، ويعتقد البعض الآخر أن كوكب الزهرة يمتلك محيطات ولكن نظرًا للتركيز العالي لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فمن المفترض أن الكوكب كان مغطًى بسائل ثاني أكسيد الكربون الذي تبخر في النهاية.


في الآونة الأخيرة تم كتشف أن الزهرة له دوامة كبيرة في كلا القطبين ويقدر الارتفاع بنحو 59 كيلو مترًا فوق سطح السحابة مباشرة، ولأن ضغط الهواء ودرجة الحرارة يمكن تحملهما لمعايير الأرض تكهن عدد قليل من العلماء بأن الكائنات الحية الدقيقة المتطرفة المقاومة للحموضة قد تتواجد في الطبقات العلوية الحمضية ذات درجة الحرارة المنخفضة في الغلاف الجوي للزهرة.


في أغسطس 2019 أفاد علماء الفلك أن نمط الامتصاص طويل المدى المكتشف حديثًا وتغيرات البياض في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة ناتج عن "ممتصات غير معروفة" والتي قد تكون مواد كيميائية أو حتى مستعمرات كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة عالية في جو الزهرة، ويبقى الموضوع تحت الدراسة والمراقبة.[4]




  

المراجع

[1]: space

[2]: universetoday

[3]: theplanets

[4]: nineplanets



عدد المشاهدات 2967


Top

Top