اسكتشاف المريخ

اسكتشاف المريخ

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن كوكب المريخ

يبلغ نصف قطر كوكب المريخ 2106 ميلًا أي نصف قطر الأرض وهو بذلك سابع أكبر كوكب في النظام الشمسي، أما جاذبيته السطحية فتبلغ 37.5% من جاذبية الأرض.


يدور كوكب المريخ على محوره كل 24.6 ساعة أرضية، وبذلك يُحَدّدُ طول يوم المريخ والذي يسمى "سول" (اختصار لـ "اليوم الشمسي")، ويميل محور دوران المريخ 25.2 درجة بالنسبة لمستوى مدار الكوكب حول الشمس مما يساعد على إعطاء المريخ مواسم مشابهة لتلك الموجودة على الأرض، وعندما يكون نصف الكرة المائلة أقرب إلى الشمس يقترب فصلا الربيع والصيف، في حين يشهد نصف الكرة المائلة الآخر فصلي الخريف والشتاء، وفي لحظتين محددتين كل عام - تسمى الاعتدال - يكون طول النهار مساوٍ لطول الليل، وكما أُشير يعد المريخ هو أكثر الكواكب الشبيهة بالأرض، ولكن لعدة أسباب تختلف المواسم على سطح المريخ عن تلك الموجودة على الأرض وذلك لأن المريخ يقع في المتوسط ​​على مسافة أبعد من الشمس بنحو 50% عن الأرض بمتوسط ​​مداري يبلغ 142 مليون ميل، وهذا يعني أن المريخ يستغرق وقتًا أطول لإكمال مدار واحد مما يجعل عامه ومواسمه أطوال، وكذلك على كوكب المريخ تستمر السنة 669.6 سول أو 687 يومًا أرضيًا ويمكن أن يستمر الموسم الفردي حتى 194 سول أو ما يزيد قليلاً عن 199 يومًا أرضيًا، وأيضًا تتغير زاوية محور دوران المريخ في كثير من الأحيان أكثر من تغير الأرض مما يؤدي إلى تقلبات في مناخ المريخ على مقاييس زمنية من آلاف إلى ملايين السنين، بالإضافة إلى ذلك فإن مدار المريخ أقل دائرية من مدار الأرض مما يعني أن سرعته المدارية تختلف بصورة أكبر على مدار عام المريخ، ويؤثر هذا الاختلاف السنوي على توقيت الانقلابات والاعتدالات على الكوكب الأحمر، فعلى كوكب المريخ يكون فصلي الربيع والصيف في نصف الكرة الشمالي أطول من الخريف والشتاء.[1]



استكشاف كوكب المريخ

شهد استكشاف المريخ العديد من المراحل نذكر منها:[2]


- كان جاليليو جاليلي أول شخص يشاهد المريخ بواسطة التلسكوب، وفي القرن التالي اكتشف الفلكيون القمم الجليدية القطبية للكوكب.

- في القرنين التاسع عشر والعشرين اعتقد الباحثون أنهم رأوا شبكة من القنوات الطويلة المستقيمة على المريخ والتي ألمحت إلى وجود حياة محتملة إلا أنه أُثبت لاحقًا أنها تفسيرات خاطئة.

- خلال قرون من الزمان سقط عدد من النيازك من كوكب المريخ على سطح الأرض مما أتاح للعلماء فرصة نادرة لدراسة صخور المريخ دون الحاجة إلى السفر إليه.

- كان النيزك المريخي تلال الان (بالإنجليزية: Allan Hills 84001)‏ ويُختصر بـ (ALH 84001) من أكثر الاكتشافات إثارة للجدل بسبب احتوائه على أشكال تشبه الحفريات الصغيرة مما قد يشير إلى وجود حياة على المريخ، وقد حصل هذا الاكتشاف على الكثير من اهتمام وسائل الإعلام في ذلك الوقت لكن الدراسات اللاحقة رفضت الفكرة، وفي عام 2016 عاد النقاش مرة أخرى لمعرفة سبب وجود الحفريات، وفي عام 2018 بينت دراسة نيزكية منفصلة أن جزيئات الأحافير مكونة من مواد عضوية - اللبنات الأساسية للحياة - لكن ليس بالضرورة أن يدل ذلك على وجود حياة شبيهة بالحياة على الأرض فمن الممكن أنها تكونت من خلال تفاعلات كيميائية معينة.

- بدأت المركبة الفضائية الروبوتية بمراقبة المريخ في الستينيات مع إطلاق الولايات المتحدة مارينر 4 في عام 1964 ومارينر 6 و7 في عام 1969.

- كشفت البعثات الفضائية أن المريخ عالم قاحل لا يوجد أي علامات عليه للحياة أو الحضارات التي كان يُعتقد وجودها عليه.

- في عام 1971 دار مارينر 9 حول كوكب المريخ حيث رسم خرائط لحوالي 80% من الكوكب واكتشف براكينه وأخاديده.

- أطلق الاتحاد السوفييتي أيضًا العديد من المركبات الفضائية في الستينيات وأوائل السبعينيات لكن معظم تلك المهام فشلت.

- نجح المسباران مارس 2 ومارس 3 من الوصول إلى مدار المريخ لكن لم يستطيعا رسم خريطةً لسطحه بسبب العواصف الترابية.

- هبطت مركبة فايكنغ 1 التابعة لناسا على سطح المريخ في عام 1976 وهو أول هبوط ناجح على الكوكب الأحمر، والتقط المسبار أول صور مقربة لسطح المريخ ولكنه لم يُظهر دليلًا قوياً على الحياة .

- كانت المركبتان التاليتان اللتان تصلان إلى كوكب المريخ بنجاح هما مارس باثفايندر وهي مركبة هبوط، والماسخ الشامل للمريخ، وقد كان إطلاقهما في عام 1996.

- حمل المسبار مارس باثفايندر روبوتًا صغيرًا على متنه يدعى سوجورنر الذي كان أول مركبة ذات عجلات تستكشف سطح كوكب آخر وكان الهدف منه تحليل صخور المريخ.

- في عام 2001 أطلقت وكالة ناسا المسبار مارس أوديسي الذي اكتشف كميات هائلة من الجليد المائي تحت سطح المريخ على عمق 3 أقدام، ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان هنالك المزيد من المياه على أعماق أكبر بسبب عدم قدرة المسبار على الاستكشاف لمسافات أعمق. 

- في عام 2003 بدا كوكب المريخ أقرب إلى الأرض من أي وقت مضى، وفي ذلك العام أطلقت وكالة ناسا مسبار "DuAxel Rovers" والذي استكشف مناطق مختلفة من سطح المريخ، وتمكن من إيجاد دلائل على أن المياه كانت تتدفق على سطح الكوكب.

- في عام 2008 أرسلت ناسا مهمة أخرى إلى المريخ من خلال إطلاق المسبار فينيكس للهبوط في السهول الشمالية للمريخ والبحث عن المياه وقد نجحت بذلك.

- في عام 2011 أرسلت بعثة مختبر علوم المريخ التابعة لوكالة ناسا مركبة التحفة الفضولية للتحقيق في صخور المريخ وتحديد العمليات الجيولوجية التي خلقتها، وكان من بين النتائج التي توصلت إليها البعثة العثور على أول نيزك على سطح الكوكب الأحمر، والتعرف على جزيئات عضوية معقدة على السطح، بالإضافة إلى اكتشاف تقلبات موسمية في تركيزات الميثان في الغلاف الجوي.

- في سبتمبر 2014  وصلت بعثة كوكب المريخ في الهند أيضًا إلى الكوكب الأحمر مما يجعلها رابع دولة تدخل بنجاح في مدار حول المريخ.

- في نوفمبر 2018 أرسلت ناسا مركبة هبوط ثابتة تسمى "Mars InSight" إلى السطح من أجل تفحص النشاط الجيولوجي للكوكب.

- تخطط وكالة ناسا لإطلاق كيوريوسيتي روفر - وهي عربة متجولة على المريخ تتحرك بالطاقة النووية - تسمى Mars 2020 من أجل البحث عن أي علامات للحياة القديمة.



التكوين والهيكل لكوكب المريخ

مثل الأرض خضع كوكب المريخ للتمايز مما أدى إلى وجود منطقة جوهرية معدنية كثيفة مغطاة بمواد أقل كثافة، وتشير النماذج الحالية الداخلية للكوكب إلى منطقة أساسية يبلغ قطرها حوالي 1794 كيلو متر (1115 ميل) ± 65 كيلو متر (40 ميل) في نصف القطر، وتتكون بصورة أساسية من الحديد والنيكل مع حوالي 16-17% من الكبريت.


إن نواة المريخ المكونة من كبريتيد الحديد مائعة جزئيًا ولديه ضعف تركيز العناصر الأخف الموجودة في نواة الأرض، ويحيط بالنواة ستار سيليكاتي ساهم بتشكيل العديد من السمات التكتونية والبركانية على الكوكب ولكنها الآن خاملة، وإلى جانب السيليكون والأكسجين تشمل العناصر الأكثر وفرة في القشرة المريخية على الحديد، والمغنيسيوم، والألمنيوم، والكالسيوم والبوتاسيوم، ويبلغ متوسط ​​سمك قشرة الكوكب حوالي 50 كيلو متر (31 ميل) وبحد أقصى 125 كيلو متر (78 ميل)، وبالمقارنة يبلغ سمك قشرة المريخ ثلث سمك القشرة الأرضية بمتوسط سمك 40 كيلو متر (25 ميل) للأرض.[3]



أقمار المريخ

اكتشف قمرا المريخ - فوبوس وديموس - في عام 1877 ولا يزال هنالك الكثير من الجدل حول كيفية وجودها، ويعتقد الكثير من علماء الفلك أن هذه الأقمار كانت ذات مرة جزءًا من حزام الكويكبات وانفصلت وأصبحت في مدار المريخ بسبب جاذبيته، ويعتقد البعض الآخر أنه عندما تشكل المريخ لأول مرة كان محاطًا بالكثير من الأجسام مثل فوبوس وديموس ولكن على مدار تكوين النظام الشمسي دُفعت بقية الأجاسم من مدار الكوكب إلى حزام الكويكبات أو حتى أبعد.


يدور فوبوس بالقرب من المريخ تمامًا ويتحرك بسرعة كبيرة لدرجة أنه في حال الوقوف على سطح المريخ فمن الممكن رؤيته مرتين كل يوم، ولأنه يعكس القليل جدًا من ضوء الشمس على عكس قمر الأرض لا يبدو فوبوس ساطعًا جدًا في السماء، أما ديموس فيدور حول كوكب المريخ بعيدًا عن فوبوس، ويبلغ حجمه حوالي النصف مما يجعل رؤيته صعبة جدًا في السماء، وعلى الرغم من أنه مكون من مواد مماثلة للقمر فوبوس والكويكبات الأخرى إلا أن عدد الفوهات على سطحه أقل مما يعني أنه تعرضت لحطام فضائي أقل تكرارًا.[4]




  

المراجع

[1]nationalgeographic

[2]space

[3]planetary-science

[4]schoolsobservatory



عدد المشاهدات 1300


Top

Top