الإبر الصينية

الإبر الصينية

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

الإبر الصينية

الوخز بالإبر هو فن شفاء نشأ في الصين القديمة، وتعود الوثائق التي تصف هذا النوع من طرق العلاج إلى القرن الأول قبل الميلاد، ويعتقد البعض أن الأدلة الأثرية تشير إلى أصل مبكر للغاية يرجع إلى 8000 عام.


تركز النظرية الطبية للوخز بالإبر على مفهوم الطاقة "تشي"، ويقال إن تشي تتدفق عبر مسارات الطاقة في الجسم، والمعروفة باسم خطوط الطول، وعلى العكس من الطب الغربي، يؤكد الطب الصيني التقليدي أن المرض ناجم عن خلل في تدفق هذه الطاقة عبر خطوط الطول، ويكون العلاج بهذا الأسلوب من خلال محاولة إلغاء أو إعادة توجيه تدفق الطاقة، حيث يعمل أطباء الوخز بالإبر على إدخال إبر رفيعة جدًا في نقاط محددة في نسيج الجلد يُطلق عليها اسم نقاط الوخز، وتوجد طرق مختلفة لحساب نقاط الوخز بالإبر، ولكن معظم الأساليب تتضمن حوالي 350-400 نقطة وخز، وفي الغالب يستخدم الوخز بالإبر من أحل تخفيف الألم.[1]



طريقة العلاج باستخدام الإبر الصينية

يستخدم معالج الإبرة الصينية إبر معدنية رقيقة، حيث يُدخل هذه الإبر في نقاط الوخز على طول خط الطول من العضو المصاب، ويؤدي إدخال هذه الإبر إلى تنظيم تدفق الطاقة في منطقة وظيفية معينة ويؤدي أيضًا إلى استعادة التوازن، ويُشار إلى أن الغرز تكون سطحية، حيث لا يشعر المريض بأي ألم، ولكنه يشعر بوخز خفيف أو تهيج كهربائي ضعيف، وبعد ذلك يشعر بالاسترخاء.


عند إجراء علاج الوخز بالإبر من الواجب أن يكون في ظل ظروف معقمة، حيث يجب تنظيف الجلد لأول مرة بالكحول أو اليود، وكذلك يجب استخدام إبرة معقمة، وعند غرز الإبر تبقى في نقاط الوخز لمدة أقصاها نصف ساعة، والعلاج بالإبر الصينية لا يخلق طاقة جديدة ولكنه يستعيد توازن الطاقة ويمكن أن يخفف الألم بصورة فعالة، وهذا الأسلوب يستخدم بالفعل على نطاق واسع بدلاً من التخدير الكلاسيكي لتخفيف الآلآم، وما يميز هذا الأسلوب العلاجي أنه سريع وفعال، ولا يحتاج للتدخل الجراحي، ولا يوجد حاجة لتناول الأدوية، وإذا ما استخدمت تكون الجرعات أقل بكثير.[2]



الفوائد الصحية للإبر الصينية

من خلال التالي من الممكن التعرف على مجموعة من الفوائد جرّاء استخدام الوخز بالإبر، وهي:[3]


- التخفيف من الألم المزمن: ربما يكون هذا هو أكثر أسباب استخدامات الوخز بالإبر شيوعًا واحترامًا على جسم الإنسان، وعلى هذا النحو، فقد أثبتت دراسة حديثة أُدرجت ضمن أرشيف الطب الباطني أن الوخز بالإبر يخفف الألم بنسبة تصل إلى 15% عند استخدامه لمجموعة متنوعة من أنواع الألم، ولكن هذا الأسلوب من العلاج يركز بصورة أساسية على آلام الظهر المزمنة التي قد تنجم عن الإجهاد البدني، أو عن عادات النوم السيئة، أو عن الإصابات القديمة التي لم تلتئم تمامًا، أو عن إصابة في العضلات أو الحمل أو أي مصادر أخرى، ويُعد ألم الركبة هو من الآلآم الشائعة الأخرى التي يركز عليها هذا الأسلوب من العلاج.

- يقلل من خطر التهاب المفاصل: يُعد التهاب المفاصل مرضًا منهكًا يصيب عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم، وللأسف، غالبًا ما تقصر فوائد الطب الحديث في تثبيته على المدى الطويل، مما يعني أنه يجب دائمًا تناول دواء لتخفيف آلام المفاصل، وهنا يوفر الوخز بالإبر خيارًا مختلفًا للحد من الآثار المؤلمة لالتهاب المفاصل، حيث إنه في نظام الوخز بالإبر يوجد 14 خط طول تسمح بتدفق طاقة الجسم الطبيعية، وتتوافق خطوط الطول هذه غالبًا مع النهايات العصبية الرئيسة في جميع أنحاء الجسم والتي تعمل كمستقبلات للنبضات من أجزاء الجسم مثل الركبتين، والظهر، والمفاصل وعضلات الوجه، إلخ، وعن طريق إدخال الإبر على خطوط الطول هذه، تتواصل نهاياتنا العصبية مع الأدمغة، وسيؤدي ذلك إلى إطلاق الإندورفين، والذي يُطلَقْ عادة عند الضغط من أجل زيادة الطاقة ومنع مستقبلات الألم، والإندورفين إلى جانب الناقلات العصبية الطبيعية التي تؤثر على نبضات الأعصاب قد تكون قادرة على إيقاف الألم المرتبط بالتهاب المفاصل.

- يخفف من الصداع النصفي: من بين اسخدامات الوخز بالإبر شيوعًا في السنوات الأخيرة، يُعد استخدامه من أجل الصداع النصفي والصداع هو الأكثر، سواءً من حيث تخفيف الألم أو تقليل حدوثه، وعلى الرغم من أن الآلية الدقيقة للوقاية من هذه الحالات عبر الوخز بالإبر حول الوجه والعنق وفروة الرأس ليست مفهومة تمامًا، إلا أن النتائج الإيجابية هو ما يبررها من بعض النواحي، وفي دراسة أُجريت عام 2011 تبين أن الوخز بالإبر هو وسيلة موثوقة وخالية من الآثار الجانبية لتخفيف آلآم الرقبة المزمنة والذي ينتج عنه غالبًا الصداع وألم مستمر في العضلات.

- يمنع الغثيان والقيء: أظهر الوخز بالإبر فعالية كبيرة للغاية ضد الغثيان والقيء، حيث توجد نقطة ضغط خاصة بالوخز بالإبر على الجانب السفلي من الساعد بالقرب من المعصم، وعند تحفيزها يُعتقد أنها تقلل من الإحساس بالغثيان الذي يمكن أن يسبب القيء، وقد أثبتت دراسة أُجريت في عام 2009 أن الوخز بالإبر كان فعالًا مثل الأدوية المضادة للقيء، ومرة أخرى، يمكن للآثار الجانبية للأدوية المضادة للقىء تغيير كيمياء الجسم وهو الأمر الذي يحاول معظم الأشخاص الذين يستخدمون الوخز بالإبر تجنبه.

- يقلل من الأرق: أظهرت الدراسات أن الوخز بالإبر يمكن أن يقلل من حدوث الأرق لكثير من الناس، حيث إن الوخز بالإبر يزيد من إفراز الميلاتونين الليلي، وهو مادة كيميائية تساعد وتحث النوم، وقد أظهرت دراسة انخفاض آثار الأرق من خلال استخدام الوخز بالإبر بمدة تصل إلى أقل من خمسة أسابيع.



تاريخ العلاج باستخدام الوخز بالإبر

من خلال التالي نستعرض مقتطفات من تاريخ علاج الوخز بالإبر، وهي:[4]


- أقدم التقارير الأوروبية عن الوخز بالإبر جاءت من المبشرين اليسوعيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر.

- كان الوخز بالإبر ممارسة مألوفة لدى الأوروبيين القدماء، فقد عثر على بقايا محنطة في جبال الألب الإيطالية في عام 1991 والتي تُعرف باسم "Oetzi"، ويعتقد أن المومياء عمرها أكثر من 5000 عام، وقد عُثر على سلسلة من الوشم على جسم "Oetzi"، والتي تتوافق مع مواقع نقاط الوخز بالإبر التقليدية التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم، وقد اقترح أن هؤلاء الأوروبيين القدامى ربما كانوا على علم بممارسة الوخز بالإبر في وقت سابق عما كان يعتقد.

- في عام 1987، حدث تقدم كبير في قبول الوخز بالإبر من قبل الطب الغربي مع تأسيس الأكاديمية الأمريكية للوخز بالإبر الطبية "AAMA"، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 1991، كان هنالك 8000 طبيب فيزيائي، و1500 طبيب يمارسون الوخز بالإبر في الولايات المتحدة، وقد أفاد مقال نُشر في مجلة نيو إنجلند الطبية المرموقة عام 1993 بقلم ديفيد أيزنبرغ وزملاؤه أن 14 مليار دولار أنفقها الأمريكيون في عام 1990 على "علاجات بديلة"، وأصبح من الواضح أن الجمهور كان يتبنى الطب التكميلي.

- في عام 1992، أُنشئ مكتب الطب البديل داخل المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، وفي عام 1997 عقد المكتب مؤتمرًا أدى إلى نشر بيان يؤكد الاستفادة من الوخز بالإبر في بعض الحالات الطبية وتشمل على الغثيان، والتقيء، وآلام الأسنان، والصداع، ومرفق التنس، وفيبرومياليغيا، والتهاب المفاصل، والآلآم أسفل الظهر، ومتلازمة النفق الرسغي والربو.

- في عام 2000، أُنشئ المجلس الأمريكي للوخز بالإبر الطبية، وقد عرض مجلس الإدارة أول اختبار معتمد للأطباء في أكتوبر 2000، مما أتاح للأطباء الفرصة لإثبات كفاءة العلاج من خلال الوخز بالإبر الطبية، ويشار إلى الأطباء الذين يجتازون امتحان شهادة "ABMA" في المجلس الأمريكي للوخز بالإبر الطبية "DABMA" يصبحون معتمدين في علاج الوخز بالإبر الطبية.




  

المراجع

[1]onhealth

[2]tebhouse

[3]organicfacts

[4]emedicinehealth



عدد المشاهدات 1581


Top

بحث  


Top