التربية الإسلامية

التربية الإسلامية

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة في التربية الإسلامية

لقد وضع الإسلام منذ نشأته مكانة عالية للتربية وللعلم ولذلك تمتع بتقاليد فكرية طويلة وغنية، ومما يدل على هذه المكانة الرفيعة ذِكْرُ العلم ومكانته ومكانة المتعلمين في العديد من الآيات في القران الكريم، مثل قول الله عز وجل: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)[البقرة:120]، وكذلك قول الله تعالى: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ)[الرعد:37]، ومثل هذه الآيات وغيرها توفر حافزًا قويا للمجتمع الإسلامي من أجل السعي وراء التربية الصالحة ولا يكون ذلك إلا من خلال العلم والتعلم، ويُشار إلى أن التربية الإسلامية تختلف بصورة فريدة عن الأنواع الأخرى من النظريات والممارسات التربوية إلى حد كبير وذلك بسبب التأثير الشامل للقرآن الكريم، حيث يعد القرآن بمثابة مخطط شامل لكل من الفرد والمجتمع ومصدرًا أساسيًا للمعرفة، ولذلك كان ظهور القرآن الكريم في القرن السابع أمرًا مهمًا بالنسبة للمجتمع العربي الأمي، وبعد نزوله حرص المسلمون على تطبيق ما فيه من خصال حميدة وتربية أولادهم على هذه الخصال وكانوا حريصين على تعلم القراءة والكتابة بغرض الوصول إلى المعرفة الكاملة للقرآن الكريم.[1]



أهداف التربية الإسلامية

تشمل الأهداف والغايات الأساسية والعامة للتربية الإسلامية والتعليم على ما يلي:[2]


- تنشئة أمة صالحة: تتمثل الأهداف الرئيسة لنظم التربية الإسلامية في تنشئة أفراد صالحين بفيدون المجتمع والأمة الإسلامية ككل، حيث تطور التربية الصالحة في الفرد الصفات الاجتماعية الأساسية التالية:

* احترام القانون. 

* احترام العادات والتقاليد.

* معرفة الحقوق والواجبات.

* كسب الرزق بطريقة صادقة.

* ينمّي الصفات الأخلاقية.


- تحقيق الأهداف الثقافية: التربية والتعليم هما الوسيلتان التي يمكن من خلالهما نقل القيم الاجتماعية والدينية والثقافية التقليدية للجيل القادم، حيث يقوم النظام التربوي والتعليمي بنقل القيم الثقافية والدينية الإسلامية والتي تشمل على القرآن الكريم والحديث والأدب الآخر ذي الصلة وأسلوب الحياة العملي للنبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - للأجيال اللاحقة.

- التعليم والتربية عوامل تغيير اجتماعية: تعد التربية والتعليم من عوامل التغيير الاجتماعي الذي يمكن من خلالهما تغيير الإعدادات الاجتماعية والدينية والسياسية لمجتمع معين.

- استكشاف الأبعاد الجديدة للعلوم والمادة: في المجتمعات المتقدمة يتمثل الهدف الرئيس للتعليم في تمكين الفرد والمجتمع من استكشاف الأفكار الجديدة والحصول على المزيد من المعلومات حول العالم المادي من أجل تسهيل أمور الحياة على الناس.


بالإضافة إلى ما سبق تشمل الأهداف الأخرى للتربية الإسلامية والتعليم على:

- تمكين المسلم من الحصول على معلومات أساسية عن كيفية الصلاة والصوم وما إلى ذلك، ومعرفة المعلومات الأساسية من أجل أن يعيش حياة كريمة كي ينعكس ذلك على أسلوب حياته ومعاملاته.

- تمكين المجتمع من العيش بتلاحم كالجسد الواحد، بالإضافة إلى جعل المسلم منضبطًا بحيث يمكنه الحفاظ على التوازن بين الأنشطة الدينية والاجتماعية.

- إنشاء جيل صالح يكون مستعدًا لجميع أنواع التضحيات من أجل الإسلام.

- تنمية روح الأخوة والتسامح في المسلم حتى يتمكن من العيش حياة متناغمة في المجتمع.

- إنشاء جيل مطلع تمام الاطلاع على الشؤون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للعالم المعاصر حتى يلعب دوره في الشؤون الجماعية.



المساهمات الإسلامية في النظرية والممارسة التربوية الغربية

تضمنت المساهمات الإسلامية في العملية التربوية الغربية في العديد من المجالات، منها:[3]


- الرياضيات: أحد الأمثلة على الأصول الإسلامية للتربية الرياضية الغربية هو نظام الترقيم العربي والعشري، حيث تم تطوير أنظمة الترقيم والعد هذه من قبل علماء الرياضيات المسلمين ولا تزال قيد الاستخدام حتى اليوم، ومع تطبيق نظام الترقيم العربي أصبحت الحسابات الأولية مثالية بالإضافة إلى تطوير العلاقات بين الأعداد المتساوية والمتكافئة ويبن المساحات والحجوم، ويُشار إلى أنه في حوالي 820 ميلادي كتب عالم الرياضيات الخوارزمي كتابًا للجبر وترجم بعد ذلك إلى اللآتينية، وقد استخدمه علماء غربيون مؤخرًا في القرن السادس عشر.

- اللغة: الرياضيات ليس هو الموضوع الوحيد الذي تأثر بالإسلام، فقد تم استخلاص الكثير من الكلمات الشائعة باللغة الإنجليزية وبعض اللغات الأوروبية من الكلمات العربية، وبعض الأمثلة على الكلمات الإنجليزية من أصل عربي: "alcohol-كحول"، "algebra-جبر، "cotton-قطن"، "gazelle-غزال"، "henna-حنة"، "giraffe-زرافة" وغيرها الكثير، وقد أشار ميسيغ وألين (1962) بفضل الإسلام على التعليم الغربي ويؤكدان أنه سيكون من الصعب إيجاد دورة أو مجال بدون تأثير إسلامي، فعلى سبيل المثال يستخدم مدرس الاقتصاد المنزلي بالمدرسة الثانوية أسماء أغذية ذات أصل عربي إسلامي مثل"sugar-السكر"، وكذلك يستخدم معلم الحساب الصفر في مسائله وأمثلته والذي هو من اختراع المسلمين، ويُشار إلى أن المكتبات العامة والخاصة في الحضارة الإسلامية كانت مليئة بالكتب والمجلدات، فقد ذكرت مصادر مختلفة أن عدد المجلدات في الأندلس بلغ حوالي 600000 مجلد مقارنة بالمكتبة الملكية الفرنسية التي ضمت 900 مجلد فقط بعد 400 عام تقريبًا من تلك الحقبة.

- التعليم: ربما تتجلى المساهمة الأكثر عمقًا وحيوية للمسلمين في النظرية التربوبة والتعليمية الغربية من خلال الدعوة إلى التعليم المجاني الشامل، فقد شجع الإسلام تعليم الأولاد والبنات القادرين في جميع مراكز الحياة، وقبول المعلمين من مختلف الأعراق وكان ذلك قبل فترة طويلة من تبني الأوروبيين الغربيين لمفهوم الفرص التعليمية للجميع حيث قام المسلمون بتنفيذ هذه الفلسفة بعدة طرق، وفي كثير من النواحي سبق المسلمون الممارسات التعليمية والتربوية الغربية بأكثر من ألف عام، وكذلك كان المسلمون أول من بنى التعليم العالي كما نعرفه اليوم، وهنالك تأثير واضح على المنح الدراسية الغربية من قبل المؤسسات الإسلامية، ومن المساهمات الإسلامية في مجال التعليم بناء أول جامعة إسلامية مسجلة في وقت مبكر وهي بيت الحكمة، وكذلك يعد المسلمون هم أول من أصدروا مفهوم التخصص في الجامعات ضمن نطاق ضيق من الموضوعات، وأخيرًا يجدر الإشارة إلى أن الإسلام يرفع أتباعه فوق وعي العرق أو اللون، ويؤسس جماعة أخوية فعالة باسم الله تعالى، فقد أسس الإسلام إرثًا من الإرشادات الأخلاقية البارزة التي يحتاج إليها المجتمع المعاصر بشدة، حيث إن نشر الفضائل الإسلامية من شأنه أن يزيل الخلاف الناجم عن التمييز العنصري بين الشعوب وجعل التقوى هي أساس التفضيل.



مزايا التربية الإسلامية

التربية الإسلامية هي جزء أساسي من النمو في الثقافة والبيئة، ولذلك يجب الحرص على تنشئة الأطفال تنشئة صالحة، وخلاف ذلك من الممكن أن يُساهم في فقدان الأجيال لثقافتهم ودينهم وهويتهم، ويُشار إلى أن التربية الإسلامة تتمتع بالعديد من المزايا، منها:[4]


- تعليم الأطفال المعرفة الصحيحة للإسلام: من خلال التربية الإسلامية يمكن إنشاء جيل يتمتع بالمعرفة الصحيحة، حيث إن التعليم الإسلامي الرسمي يُمكّن الطفل من التعرف على الإسلام من خلال معلمين مدربين ومن مصادر موثوقة توفر لهم تنشئة صالحة كي يصبحوا عناصر فعّالة في المجتمع.

- غرس التعاليم الإسلامية في حياة الأطفال: يُساعد إلحاق الأطفال بالمدارس التي ترتكز على التعاليم الإسلامية على غرس الإسلام في قلوب الأطفال وكذلك يُساهم في تعزيز القيم الإسلامية في نفوسهم وهذا ينعكس على تربيتهم وأخلاقهم ومعاملتهم مع الناس.

- تعزيز الأسس الإسلامية في الأطفال: الإسلام هو أسلوب حياة لجميع المسلمين وليس مجرد معتقد، ومن أجل أن يكبر المسلم على القيم الإسلامية عليه أن يتعلم ويمارس الإسلام منذ الصغر، حيث إن التعليم في الصغر بمقدوره اكساب المعرفة بسرعة، ومن خلال التشجيع على تطبيق هذه المعرفة في المعاملات اليومية من الممكن تعزيز الأسس الإسلامية في النفوس، وكذلك من شأن التعليم الإسلامي الرسمي إبقاء قيم الإسلام وأسسه متأصلة في حياة الطفل.




  

المراجع

[1]education

[2]studylecturenotes

[3]geocities

[4]islamicsyllabus



عدد المشاهدات 2092


Top

Top