مقدمة عن التعليم في الأردن
حقق الأردن تقدمًا كبيرًا في زيادة فرص الحصول على التعليم مع التحاق الجميع بالمدارس الابتدائية تقريبًا، والمساواة بين الجنسين في جميع المدارس الأردنية، وارتفاع معدل معرفة القراءة والكتابة بين البالغين والذي بلغ 98%، وعلى الرغم من ذلك لا زال التطور في مجال التعليم الأردني يشهد مجموعة من التحديات، ويظهر ذلك جليًا من خلال بنية المدارس الطلابية المزدحمة والمعمارية المتهالكة، بالإضافة إلى محدودية الدعم والتدريب للمعلمين، علاوة على نتائج التعلم المنخفضة، وقد أدى التزايد في عدد الأردنيين وتدفق اللاجئين إلى زيادة الضغط على نظام التعليم العام في الأردن مما ساهم بانعدام وجود بيئة تعليمية مناسبة وعدم إتاحة الفرصة لجميع الطلاب لاكتساب المهارات والمعرفة التي تؤهلهم للنجاح، ولذلك سعت الأردن إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أجل تحقيق التعليم الجيد للأطفال والشباب في جميع أنحاء الأردن حتى يتمكنوا من المساعدة في بناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارًا لأنفسهم ولمجتمعاتهم.[1]
نظام التعليم في الأردن
تتضمن مراحل التعليم قي الأردن على:[2]
- التعليم الابتدائي: يتألف برنامج التعليم الابتدائي في الأردن من سنتين قبل الالتحاق بالتعليم المدرسي وعشر سنوات من التعليم الأساسي وسنتين من التعليم الثانوي الأكاديمي أو التعليم المهني الثانوي.
- التعليم الثانوي: يدرس الطلاب في هذه المرحلة عامين وبعد اجتيازها يمكنهم التقدم للانتقال إلى مرحلة الجامعة، وتشمل مواضيع هذه المرحلة على اللغة العربية، وعلم الأحياء، والكيمياء، وعلوم الحاسوب، وعلوم الأرض، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والفيزياء، والعلوم الاجتماعية والتربية الإسلامية.
- التعليم المهني: يمكن للطلاب الذين يفضلون أو الذين يميلون لتعلم المهن حضور سنتين من التدريب المهني في المدرسة الثانوية المهنية ليصبح مؤهلًا للالتحاق بسوق العمل أو لإكمال الدراسة في كليات المجتمع والجامعات.
- التعليم العالي: يضم الأردن مجموعة متنوعة من الجامعات العامة والخاصة، حيث يلتحق حوالي 2.5% من السكان بداية كل عام بالجامعات الأردنية بهدف إكمال الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة.
الجدول التالي مختصر عن نظام التعليم الأردني:
تطوير قطاع التعليم في الأردن
تستند استراتيجية تطوير التعليم في الأردن على جهود سابقة سعى الأردن خلالها لإصلاح التعليم على نطاق واسع، فمن خلال المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2003 أُطلقت مبادرة التعليم الأردنية لدعم جهود الأردن في تحسين مستوى التعليم وتشجيع الإبداع وتنمية القدرات وبناء اقتصاد المعرفة، ومن خلال الاستفادة من الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستراتيجيات التدريس الحديثة سعت المبادرة إلى إصلاح التعليم السريع لزيادة كفاءة الطلاب والمعلمين ونظام التعليم والمساهمة بصورة فعالة في بناء اقتصاد المعرفة، وفيما يخص الوسائل المتبعة لتطوير التعليم في الأردن فتتضمن على:[3]
- تنمية قدرات المعلمين: في إطار حملة إصلاح التعليم دخلت أكاديمية الملكة رانيا للمعلمين "QRTA" في شراكة مع اليونسكو في عام 2015 لإطلاق برنامج المنهج المختلط لتدريب المعلمين "BATT" بهدف التطوير المهني للمعلمين مع التركيز على القضايا النفسية، والاجتماعية، التربوية، والرياضيات والفيزياء، وكذلك من أجل الجمع بين الإنترنت والتدريب كوسيلة متقدمة ومبتكرة لتدريب المعلمين، واستكمالًا لهذه الجهود أطلقت أكاديمية الملكة رانيا للمعلمين أيضًا منتدى مهارات المعلمين السنوي الذي يهدف إلى إحداث ثورة في التعليم في العالم العربي ورفع معايير التدريس في جميع أنحاء المنطقة من خلال تزويد المعلمين باستراتيجيات حديثة ومتطورة وتقنيات تدريس مبتكرة، ومن أجل تحفيز القدرات وشحذ الهمم وتقدير الجهود تضمنت مبادرات الملكة رانيا مجموعة من الجوائز على مدار العام، وكل سنة منذ 2005 تُكرم "جمعية الملكة رانيا العبدالله للتميز في التعليم" المعلمين والمديرين والمستشارين المتميزين مما يساهم في تحفيز العمل الإبداعي وكذلك في خلق المعرفة.
- إعادة التفكير في التعليم: مع استمرار تطور التقنيات تتطورت أيضًا إمكانيات التعليم من خلال توفير وسائل جديدة لتوسيع الوصول للمعلومة وتقديم التعليم للجميع، وانطلاقًا من هذه الرؤية أطلقت الملكة رانيا في عام 2014 منصة "إدراك" وهي منصة ضخمة مفتوحة على الإنترنت تقدم دورات عربية عبر الإنترنت لزيادة إثراء التعليم العربي، ومن خلال الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة المبنية من قبل اتحاد هارفارد "MIT،EDX" تسعى "إدراك" جاهدة لضمان أن العالم العربي هو في طليعة الابتكار التعليمي، ومن أجل تعزيز الإبداع وريادة الأعمال بين المجتمعات المحلية أنشأت الحكومة الأردنية مختبري تصنيع أو "Fablabs" في عمان وإربد بهدف مساعدة الأشخاص ممن لديهم فكرة لمنتج جديد على بناء نموذج أولي بسهولة وبسرعة باستخدام أحدث معدات التصنيع مثل طابعات ثلاثية الأبعاد وماكينات التفريز وقواطع ليزر التي يمكن التحكم فيها عن طريق الحاسوب، ومن جهة أخرى يواصل الأردن لعب دور إقليمي رائد في الأبحاث النووية حيث ساهم افتتاح مختبر "Synchrotron-light for Experimental Science and Applications in the Middle East" في تعزيز البحث العلمي والتكنولوجي المبتكر في مجالات مثل علم الأحياء، وعلم الآثار، والعلوم الطبية، والفيزياء والكيمياء.
- التدريب المهني والتقني: تتابع وزارة التربية والتعليم تنفيذ برنامج التعليم الثانوي التطبيقي بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني، وتهدف هذه الخطوة إلى مكافحة البطالة في الأردن من خلال ضمان أن الأجيال الحالية والمقبلة لديها خيار غير الأوساط الأكاديمية لتطوير مهارات معينة، وبناء مهنة مستدامة وتحسين مستوى المعيشة بصورة عامة، ومن خلال هذه الاتفاقية سعت الوزارة إلى قبول 6000 طالب في مراكز التدريب المهني في جميع أنحاء البلاد في 2018/2019.
في عام 2015 أُنشئت جامعة الحسين التقنية كمبادرة من مؤسسة ولي العهد والتي تهدف إلى تعزيز قابلية الطلاب للتوظيف وزيادة المهارات التقنية مع تحفيز تنمية روح الشباب المبتكرة وحل المشكلات وريادة الأعمال، بالإضافة إلى إنشاء مجموعة لومينوس "Luminus Education" والتي كانت المساهم الرئيسي الآخر في التعليم العالي المهني والتقني من خلال تقديم برامج تدريب معتمدة بعد المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى دورات مخصصة لشركاء الصناعة والشركات التجارية، وهنا سعت مجموعة لومينوس جنبًا إلى جنب مع مجموعة من مؤسسات القطاع الخاص إلى تعزيز إمكانيات النمو الاقتصادي للمجتمعات المحلية في إربد والمفرق من خلال تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وعلاوة على ذلك كثّفت العديد من المؤسسات الأردنية الأخرى جهودها لتحسين فرص العمل للشباب الأردني، ومن أجل تحقيق ذلك ساهمت "إنجاز" وهي منظمة أردنية مستقلة غير ربحية إلى إلهام الشباب وإعدادهم ليصبحوا أعضاء منتجين في مجتمعهم من خلال برامجها التي تهدف إلى إنشاء روابط بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني لسد فجوة المهارات بين النظام التعليمي والاحتياجات المتغيرة لسوق العمل.
معوقات التعليم في الأردن
يشهد المجتمع الأردني العديد من المعوقات التي تحول دون حصول الأطفال على تعليم جيد منذ سن مبكرة، حيث إن العديد من عائلات الأطفال الأردنيين بالإضافة إلى السوريين لا يمكنهم ببساطة تحمل تكاليف الرسوم واللوازم المدرسية والنقل، بالإضافة إلى أن المدارس الحكومية في الأردن تواجه العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بتوفير تعليم جيد بما في ذلك اكتظاظ الفصول الدراسية والحاجة إلى تدريب المعلمين بطريقة أكثر فعالية، علاوة على أن الأطفال السوريين اللاجئين كثيرًا ما يواجهون صعوبات لتلبية متطلبات الحكومة للالتحاق بالمدرسة بسبب عدم وجود وثائق تعريف بالشخصية، ونتيجة لذلك قد لا يتمكن الأطفال الأردنيون والسوريون الفقراء من الحصول على تعليمهم الابتدائي، وقد يلجأ الأطفال الأكبر سنًا بدلاً من ذلك إلى عمالة الأطفال لتلبية احتياجات أسرهم قصيرة المدى، وبسبب النقص في مصادر التعليم المرنة وغير الرسمية يقيد ذلك فرص التعلم للأطفال خارج المدرسة.[4]