التكنولوجيا الطبية

التكنولوجيا الطبية

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن التكنولوجيا الطبية

تعد التكنولوجيا الطبية عاملًا استراتيجيًا أساسيًا في تحديد وضع المستشفيات وتصوراتها في البيئة التنافسية لمقدمي الرعاية الصحية، حيث تتنافس المستشفيات فيما بينها من خلال إدخال العديد من الأجهزة والأنظمة الطبية الحيوية بصورة مستمرة في وقت يتصاعد فيه الضغط عليها لاحتواء النفقات، ولذلك فإن انعكاس أثر التكنولوجيا الطبية والقدرة على التقييم المستمر لتأثيرها يتطلب أن تكون أماكن الرعاية الصحية على استعداد للالتزام وتقديم الدعم الكامل لهذه التكنولوجيا، وقد يتطلب الأمر الاستعانة بخبرة إضافية داخلية أو مستقلة حسب الحاجة وهنا من الممكن تبرير التركيز على وظيفة كبير مسؤولي التكنولوجيا (CTO)، ويُشار إلى أن التكنولوجيا الطبية تشمل الإجراءات الطبية والجراحية والأدوية والمعدات والمرافق والأنظمة التنظيمية والداعمة التي يتم من خلالها تقديم الرعاية، ويركز هذا التعريف على المعدات والأنظمة والمرافق والإجراءات وليس الأدوية.[1]



أنواع التكنولوجيا الطبية

أنقذت التطورات المتسقة في مجال الأدوية والمجالات الطبية الأخرى ملايين الأرواح وحسنت العديد من الأمراض الأخرى، ومع مرور السنين واستمرار التحسن التكنولوجي زادت القدرة على تشخيص وعلاج العديد من المراض المستعصية، وفيما يلي أهم التقنيات الطبية المستخدمة حديثًا:[2]


- أجهزة الاستنشاق الذكية: هي خيار العلاج الرئيسي للربو، وإذا استخدمت بطريقة صحيحة فستكون فعالة بالنسبة لـ 90% من المرضى، ومع ذلك أظهرت الأبحاث أن حوالي 50% فقط من المرضى كانت حالتهم تحت السيطرة وما يصل إلى 94% لا يستخدمون أجهزة الاستنشاق بطريقة صحيحة. 

لمساعدة مرضى الربو على إدارة حالتهم بصورة أفضل سعى الخبراء نحو تطوير أجهزة الاستنشاق الذكية المزودة بتقنية "Bluetooth" حيث يُرفق جهاز صغير لجهاز الاستنشاق من أجل تسجيل تاريخ ووقت كل جرعة وما إذا كانت قد أُعطيت بطريقة صحيحة، وبعد ذلك تُرسل هذه البيانات إلى الهواتف الذكية للمرضى حتى يتمكنوا من تتبع حالتهم والتحكم فيها.

- الجراحة الروبوتية: تُستخدم الجراحة الروبوتية في العمليات الجراحية من أجل إعطاء الجرّاح المزيد من الدقة والتحكم والمرونة، وخلال الجراحة الروبوتية يمكن للجراحين تنفيذ إجراءات معقدة للغاية، ومع تحسن التكنولوجيا يمكن استخدامها ودمجها مع الواقع المعزز من أجل السماح للجراحين بعرض معلومات إضافية مهمة حول المريض، وعلى الصعيد الآخر يثير استخدام الروبوت الجراحي مخاوف من أنه سيحل محل الجراحين البشريين في نهاية المطاف حيث إنه من المحتمل استخدامه فقط لمساعدة وتعزيز عمل الجراحين في المستقبل. 

- أجهزة استشعار الدماغ اللاسلكية: سمحت التطورات الطبية للعلماء والأطباء بإنشاء إلكترونيات قابلة للامتصاص البيولوجي يمكن وضعها في الدماغ وإزالتها عندما لا تكون هنالك حاجة إليها، وبحسب "Plasticstoday.com" سيساعد هذا الجهاز الطبي الأطباء في قياس درجة الحرارة والضغط داخل الدماغ، ولأن أجهزة الاستشعار قابلة للذوبان فإنها تقلل من الحاجة إلى عمليات جراحية إضافية في حال الحاجة للتخلص منها. 

- الطباعة ثلاثية الأبعاد: أصبحت الطابعات ثلاثية الأبعاد من أكثر التقنيات أهمية في المجال الطبي، حيث يمكن استخدام هذه الطابعات لإنشاء الغرسات وحتى المفاصل لاستخدامها أثناء الجراحة، وتحظى الأطراف الصناعية المنتجة من الطباعة ثلاثية الأبعاد بشعبية متزايدة بفضل جودتها وإتقان كل جزئية فيها، فالوظائف الرقمية في الطباعة ثلاثية الأبعاد تتيح مطابقة قياسات الفرد حتى المليمتر وتسمح بمستويات غير مسبوقة من الراحة والحركة. 

يمكن أن يؤدي استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد إلى إنشاء عناصر طويلة الأمد وقابلة للذوبان، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام هذه التقنية لإنتاج الأقراص التي تحتوي على أدوية متعددة مما سيساعد المرضى على تنظيم ومراقبة هذه الأدوية، وهذا مثال حقيقي على عمل التكنولوجيا والطب معًا.  

- الطب الدقيق: مع تقدم التكنولوجيا الطبية أصبحت أكثر تخصيصًا للمرضى الأفراد، فالطب الدقيق على سبيل المثال يسمح للأطباء باختيار الأدوية والعلاجات لعلاج الأمراض مثل السرطان بناءً على التركيب الجيني للفرد، وهذا الطب الشخصي أكثر فعالية بكثير من أنواع العلاج الأخرى لأنه يهاجم مسببات الأمراض بناءً على الجينات والبروتينات المحددة للمريض مما يسبب طفرات جينية ويجعل تدميرها أكثر سهولة بواسطة أدوية السرطان، ويمكن أيضًا استخدام الطب الدقيق لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تُستخدم آلية مماثلة لمهاجمة الجينات المعرضة للمرض لإضعافها وتقليل الأعراض الناتجة عنها والوقاية من تلف المفاصل. 



أهمية التكنولوجيا في الرعاية الصحية

فيما يلي عدد من الأسباب التي تجعل التكنولوجيا جزءًا مهمًا من الرعاية الصحية، وهي:[3]


- توفير البيانات السريرية الهامة للتحليل والعلاج: تنتج التكنولوجيا كمية قوية من البيانات لاستخدامها في إدارة رعاية المرضى، حيث ترسل أجهزة تنظيم ضربات القلب تحديثات تلقائية للنبض، وكذلك تمكن الأجهزة المرضى من معرفة أوزانهم ومستويات الجلوكوز في الدم، وأيضًا توفر الأجهزة القابلة للارتداء إحصاءات عن التمارين وأنماط النوم، وعلاوة على ذلك تتزامن الكثير من هذه البيانات مع بيانات من السجل الطبي الإلكتروني "EHR" ومنصات أخرى مع "Big Data" (وهو حقل يعالج طرق تحليل المعلومات واستخراجها بطريقة منهجية يتيح التعامل مع مجموعات البيانات الكبيرة جدًا والمعقدة) لإنتاج تقارير وتحليلات تحدد الاتجاهات السكانية وثغرات إدارة الرعاية، وقد أتاحت التكنولوجيا مع التحليلات القدرة على فرز أفضل الممارسات لتحسين النتائج السريرية والاقتصادية على حد سواء.

- تحسين سلامة الأدوية: جلبت التكنولوجيا مجموعة من الضوابط والتوازنات الرقمية التي تنبه الأطباء على الأدوية التي يمكن أن تتفاعل أو التي قد تتسب بحساسية لدى المريض من خلال أنظمة إدخال أوامر الطبيب المحوسبة "CPOE" إلى ميزات التنبيه في السجلات الصحية الإلكترونية، وهنا استَبدلَتْ ميزات التكنولوجيا الكتب والذاكرة البشرية بضمانات آلية تنقذ الأرواح. 

- سهولة ودقة التوفيق بين الأدوية: تعرض السجلات الصحية الإلكترونية طريقة لإنشاء والحفاظ على قائمة دوائية دقيقة يمكن فحصها بسهولة والتوفيق بينها في كل خطوة من رحلة علاج المريض، ومع ذلك كانت منصات الجيل الأول من هذه السجلات الإلكترونية لا تتضمن أدوية من خارج النظام أو الشبكة واعتمدت دقتها بصورة أساسية على ذاكرة المريض، وبعد تطور العلم وظهور أدوات التكنولوجيا الحديثة أصبح بالإمكان تجميع الصيدلة واستلام بيانات تغيير الجرعة من خلاصات البيانات في أي وقت وتسليمها في عرض مرئي، وأصبح من غير الضروري الاعتماد على بيانات السجل الصحي الإلكتروني أو ذاكرة المريض أو الواصف الموجود في الشبكة.

- سهولة التواصل بين الطبيب والمريض: أتاحت التكنولوجيا للأطباء ومديري الرعاية التواصل مع المرضى بين زيارات الطبيب وبعد الخروج من المستشفى، فعلى سبيل المثال ترسل بعض التطبيقات رسائل تذكير تلقائية تطلب من المرضى الإجابة عن الأسئلة بعد الجراحة وكذلك تحدد التنبيهات المدفوعة بالخوارزمية المرضى المعرضين لخطر إعادة دخول المستشفى أو الإصابة، بالإضافة إلى ذلك أتاحت بوابات المرضى للمرضى الوصول عبر الإنترنت إلى سجلهم الطبي ومعرفة تاريخ أخذ الدواء بهدف التنظيم، ومكنتهم أيضًا من التسجيل والجدولة عبر الإنترنت ودفع الفواتير دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفيات ومزاحمة المرضى، وأيضًا تسمح منصات الخدمات الصحية عن بعد للأطباء بإجراء زيارات ما بعد العملية أو المتابعة بعد الخروج من المستشفى أو مناقشة مشكلات الالتزام بالأدوية وكل ذلك دون حاجة لمراجعة المريض للطبيب وهذه ميزة كبيرة للمرضى الذين يعانون من مشاكل حركية أو الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن أماكن الرعاية الصحية.



سلبيات التكنولوجيا على الرعاية الصحية

ينعكس الأثر السلبي للتكنولوجيا على الرعاية الصحية من خلال:[4]


- زيادة تكلفة العلاج: وهي أحد العيوب الرئيسة للتكنولوجيا الطبية، حيث إن معظم العلاجات والعمليات الجراحية التي تكون من خلال التكنولوجيا مكلفة للغاية وذلك لأن الآلات المستخدمة مكلفة جدًا.

- عرض نتائج خاطئة: من عيوب التكنولوجيا الطبية أنها تظهر بعض الأخطاء في بعض الأحيان حيث لا تظهر النتيجة الدقيقة للمريض، وهذه الأخطاء قد تكون بسبب خلل ما في الآلات التكنولوجية التي يصنعها المهندسون والمبرمجون، وذلك قد يعرض حياة المريض للخطر بسبب إظهار نتائج خاطئة وبسبب التشخيص الخاطئ من قبل الطبيب الناتج عن هذه الآلآت الطبية التكنولوجية.




  

المراجع

[1]: sciencedirect

[2]: proclinical 

[3]: blog 

[4]: medicaltechnologyus



عدد المشاهدات 9934


Top

بحث  


Top