تعريف الثقافة
,هي مصطلح يشير إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من الجوانب غير الملموسة في الحياة الاجتماعية، وتتكون الثقافة بحسب ما قال علماء الاجتماع من مجموعة من القيم، والمعتقدات، وأنظمة اللغة، والتواصل والممارسات التي يشترك فيها الأشخاص والتي تمكنهم من التعايش مع بعضهم البعض وتبادل القيم والأفكار، وتشتمل الثقافة أيضًا على الأشياء المادية الشائعة في المجتمع، ويُشار إلى أن الثقافة تختلف عن البنية الاجتماعية والجوانب الاقتصادية للمجتمع إلا أنها مرتبطة بها بصورة دائمة.[1]
أشكال الثقافة
من خلال التالي من الممكن الاطلاع على أبرز أشكال الثقافة، وهي:[2]
- الثقافة الغربية: جاء مصطلح "الثقافة الغربية" لتحديد ثقافة الدول الأوروبية وكذلك تلك التي تأثرت بشدة بالهجرة الأوروبية مثل الولايات المتحدة بحسب ما ورد عن جامعة خان، وتعود جذور الثقافة الغربية إلى الفترة الكلاسيكية للعصر اليوناني الروماني وصعود المسيحية في القرن الرابع عشر، وتشمل الدوافع الأخرى للثقافة الغربية مجموعات عرقية ولغوية لآتينية، وسلتيكية، وألمانية وهيلينية، واليوم من الممكن رؤية تأثير الثقافة الغربية في كل بلد تقريبًا في العالم.
- الثقافة الشرقية: يشير مصطلح الثقافة الشرقية في العموم إلى المعايير الاجتماعية للبلدان في الشرق الأقصى في آسيا بما في ذلك الصين، واليابان، وفيتنام، وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وقد تأثرت الثقافة الشرقية - حالها حال الثقافة الغربية - بدرجة كبيرة بالدين خلال تطورها المبكر، ويُشار إلى أن الثقافة الشرقية تُفرق بين المجتمع العلماني والفلسفة الدينية وهي بذلك تختلف عن الثقافة الغربية.
- الثقافة اللآتينية: تعد الكثير من الدول الناطقة بالإسبانية جزءًا من الثقافة اللآتينية وتشمل على منطقة جغرافية واسعة الانتشار، حيث إن أمريكا اللآتينية تضم أمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية والمكسيك وتكون اللغة الإسبانية واللغة البرتغالية هما اللغتان السائدتان، ويُشار إلى أن مصطلح "أمريكا اللآتينية" استخدم في الأصل من قبل الجغرافيين الفرنسيين للتمييز بين اللغات الأنجلو والرومانسية (القائمة على اللآتينية) وذلك وفقًا لجامعة تكساس، ويُشار إلى أن إسبانيا والبرتغال الموجودتان في القارة الأوروبية تعتبران المؤثران الأساسيان لما يعرف بالثقافة اللآتينية، حيث إن الكثير من الأشخاص يستخدمون لغات مشتقة من اللآتينية والمعروفة أيضًا باسم لغات الرومانسية.
- ثقافة الشرق الأوسط: تشترك بلدان الشرق الأوسط والتي تتكون من حوالي 20 دولة وفقًا لـ "PBS" بالعديد من المكونات الثقافية، حيث إن اللغة العربية هي اللغة الشائعة في جميع أنحاء المنطقة، ومع ذلك فإن تعدد اللهجات يمكن أن يزيد من صعوبة التواصل في بعض الأحيان، ويعد الدين مكونًا آخر تشترك فيه دول الشرق الأوسط، ويُشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط هي مهد الإسلام، والمسيحية واليهودية.
- الثقافة الإفريقية: نشأت الحياة البشرية في هذه القارة وبدأت الهجرة منها إلى مناطق أخرى في العالم منذ حوالي 60000 عام وفقًا لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، ويعتقد باحثون آخرون أن الهجرة الأولى ربما تكون أقدم من ذلك بكثير، فقد تعود لوقت مبكر يصل إلى 120000 عام، والذي دلّ على ذلك ما توصل إليه الباحثون من خلال دراسة الجينوم البشري من مختلف الثقافات لتتبع الحمض النووي الخاص بهم والذي يعود إلى أسلافهم السابقة، وكذلك تعد سجلات الحفريات عاملًا ساهم بدعم بعض هذه النظريات، وأفريقيا هي موطنٌ لعدد من القبائل والجماعات العرقية والاجتماعية، وواحدة من السمات الرئيسة للثقافة الأفريقية العدد الكبير من المجموعات العرقية في جميع أنحاء 54 دولة في القارة، حيث يوجد في نيجيريا وحدها أكثر من 300 قبيلة، وحالياً تنقسم إفريقيا إلى مجموعتين ثقافيتين وهما: شمال إفريقيا وجنوب إفريقيا، فبينما تربط منطقة شمال إفريقيا علاقات قوية بالشرق الأوسط تشترك منطقة جنوب إفريقيا بخصائص تاريخية وجسدية واجتماعية تختلف اختلافًا كبيرًا عن شمال إفريقيا وذلك وفقًا لجامعة كولورادو، وقد كانت البيئة القاسية عاملاً كبيرًا ساهم بتطور ثقافة جنوب إفريقيا، فقد ساعدت هذه البيئة في انتشار عدد من اللغات، والأكلات، والفن والأساليب الموسيقية بين السكان في المناطق البعيدة.
خصائص الثقافة
نستعرض من خلال التالي مجموعة من الخصائص الثقافية، وهي:[3]
- الثقافة هي ظاهرة اجتماعية تختلف بين مجتمع وآخر، وهي وسيلة للتعامل مع مشاكل الحياة وتلبية الاحتياجات الإنسانية.
- يتم تعلم واكتساب الثقافة من الأسلاف، ولكنها ليست فطرية ولا غريزية مثل الخصائص العرقية التي تنتقل وراثيًا.
- الثقافة قابلة للتوريث، حيث يمكن أن تنتقل من جيل إلى جيل من خلال عملية التواصل والتفاعل بين أفراد المجتمع.
- الثقافة قد تكون مادية أو ملموسة، وقد تكون غير مادية مثل الأفكار، والعادات، والمعتقدات، والقيم، وتحية العلم، والتقبيل، والتصويت وما إلى ذلك.
- لا تعتمد الثقافة في أصلها وتطورها واستمراريتها وصقلها على وجود الفرد، ولكنها تربط بين المعنى الاجتماعي بالأفعال البدنية والفسيولوجية، وقد تختلف الأفعال الفسيولوجية باختلاف البيئات الثقافية.
- تعد الثقافة رمزية وهذا يعني أنها تُستخدم في تمثيل أشياء أخرى، وقد تكون هذه الأشياء مادية مثل الأعلام، أو قد تكون علامات أو أفعال مثل المصافحة أو القبلات أو أي شيء آخر مثل الكلمات أو الأرقام أو تسلسل الأصوات، وجميع هذه الرموز لها معانٍ يعرفها أفراد المجتمع الذين يستخدمونها، ويُشار إلى أن السلوك البشري نشأ من خلال استخدام الرموز، فقد ظهرت جميع الحضارات واستمرت عن طريق استخدام هذه الرموز.
- الثقافة هي الدينامية والتكيف على حد سواء، وهي تراكمية وتقدمية، وقد كتب عالم الاجتماع الأمريكي الشهير "كيمبل يونغ" أن الثقافة تتوسع وتستمر من خلال تراكم أساليب العمل والتفكير الذي ينتقل إلي الجيل التالي.
أهمية الثقافة
في هذا الجزء من المقال من الممكن التعرف أهمية الثقافة، وهي:[4]
- نُساعد الثقافة في الحصول على معلومات قيمة حول الأجداد، حيث إن التقاليد الثقافية تشبه صفحات في كتاب تاريخ يجب قراءتها باهتمام، والبشر لا يعيشون إلى الأبد على العكس من الثقافة، ولذلك تعد الثقافات بوابة للدراسة عن أسلافنا.
- عند دراسة جذور الثقافة يمكن التعرف على النفس بصورة أفضل، ويمكن كذلك الاتصال بطريقة أفضل بالأصل وذلك يزيد من تقدير واحترام النفس، بالإضافة إلى أن الثقافة تمنح المرء الشعور بالفخر والانتماء.
- معرفة الثقافة بتعمق تعطي نظرة خاطفة على التطور البشري، فقد نشأت الثقافات في العصور القديمة عندما بدأ البشر يعيشون كمجتمع، وبالتالي فإن دراسة ثقافات العالم بأسره يوفر بعض المعلومات عن العصور القديمة، ويعطي الوضوح المطلوب ضد جميع الشكوك.
- اتباع الثقافة يغرس القيم الأخلاقية، فلكل ثقافة نصيبها من المعرفة والمعتقدات التي تمكن الأشخاص من التعايش مع بعضهم البعض في مجتمع متناغم.
- التقاليد الثقافية تبقي الأشخاص منضبطين، فلكل ثقافة قواعد وقوانين معينة تؤدي إلى ضبط السلوك وتوجيه الأشخاص.
- يمكن أن توفر الدراسة المفصلة حول كل جانب من جوانب الثقافة إلى زيادة المعرفة من خلال الاطلاع على تاريخ الأجداد والتعرف على ثقافاتهم وتقاليدهم.
- تدعو كل ثقافة إلى التعايش مع جميع الثقافات الأخرى في العالم، وتهدف التعاليم الثقافية دائمًا إلى السلام، فالثقافة تُعلم المرء العيش بعطف واحترام مع الجميع كي يسود السلام.
- تُعلم التقاليد الثقافية البشر أن يكونوا مسؤولين، فالإنسان الذي لا يتمتع بالثقافة يكون عديم المسؤولية، فثقافاتنا ومجتمعنا تجعلنا نكون الكيانات المسؤولة التي نحن عليها.