الثقافة الغربية

الثقافة الغربية

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

تعريف الثقافة الغربية

تتساوى الثقافة الغربية في بعض الأحيان مع الحضارة الغربية ومع نمط الحياة الغربية أو مع الحضارة الأوروبية، وهي مصطلح يستخدم على نطاق واسع من أجل الإشارة إلى تراث من المعايير الاجتماعية، والقيم الأخلاقية، والعادات، والتقاليد، ونظم المعتقدات، والنظم السياسية، والتحف والتكنولوجيات المحددة التي جاءت في الأصل من أوروبا، وقد أصبح المصطلح ينطبق على الدول التي يتميز تاريخها بكثرة الهجرة الأوروبية مثل دول الأمريكتين وأستراليا ولا يقتصر فقط على قارة أوروبا.


تميّزت الثقافة الغربية بمجموعة من الموضوعات والتقاليد الفنية والفلسفية، والأدبية، والقانونية، وتراث السلتيك، والجرمانية، والهيلينية، واليهودية، والسلافية، واللآتينية وغيرها من المجموعات العرقية واللغوية، بالإضافة إلى المسيحية التي لعبت دوراً هاماً في تشكيل الحضارة الغربية منذ القرن الرابع على الأقل والتي ساهمت كذلك في تكوين الفكر الغربي خلال العصور القديمة ثم في العصور الوسطى وعصر النهضة وما بعده، ومن الجدير بالذكر أن تطور نمط الحياة أثّر بصورة أو بأخرى على الفلسفة الهلنستية، والمدرسية، والإنسانية، والثورة العلمية والتنوير، ويُشار إلى أن قيم الثقافة الغربية كانت مستمدة عبر التاريخ من الفكر السياسي والتوظيف الواسع للحجج العقلانية المؤيدة للفكر الحر والاستيعاب لحقوق الإنسان والحاجة إلى المساواة والديمقراطية.[1]



تاريخ الثقافة الغربية

وفّر المفهوم اليوناني القديم من العلوم، والفلسفة، والديمقراطية، والهندسة المعمارية، والأدب والفن الأساس الذي بُنيت عليه الثقافة الغربية، وحدث ذلك بسبب اجتياح الإمبراطورية الرومانية لليونان خلال الفتوحات في القرن الثامن قبل الميلاد لمدة خمسمائة سنة، فقد انتشرت ثقافة الإمبراطورية الرومانية واليونانية واللآتينية بالإضافة إلى القانون الروماني في جميع أنحاء أوروبا ويُستثنى من ذلك أثينا القديمة التي رفضت مفاهيم الديمقراطية الرائدة، ويُشار إلى أن الثقافة الرومانية كانت مختلطة مع الثقافة الجرمانية، والثقافة السلافية والثقافة السلتيكية.


بعد سقوط روما فقدت أوروبا الكثير من الفن اليوناني والروماني، والأدب، والعلوم، ومع صعود المسيحية الكاثوليكية الرومانية أصبح الكتاب المقدس القطعة المركزية في الأدب الغربي حيث أثّر  إلى حد ما على جميع المجالات في الثقافة الغربية سواء في مجال الفن، أو القانون، أو الفلسفة، أو التعليم أو السياسة، وقد ساهمت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بهذا التأثير من خلال تأسيس العديد من المعاهد الدينية التي نمت في الجامعات والكليات اليوم، بالإضافة إلى العمل بنشاط على تشجيع انتشار المسيحية الأمر الذي ساعد على انتشار الثقافة الغربية في وقت مبكر بصورة عامة، ويُشار إلى أنه بسبب تأثير الثقافة العربية - الثقافة التي حافظت على معرفة اليونان القديمة وروما - في إسبانيا المغاربية وفي بلاد الشام أثناء الحروب الصليبية، فقد تمكنت أوروبا الغربية من اكتشاف تراثها اليوناني في القرن الثالث عشر الميلادي، وقد نُشرت ثقافة عصر النهضة الغربية إلى العالم الجديد خلال فترة عام 1500 من قبل المستكشفين، والمستوطنين، والتجار، والمبشرين، وقد بلغت ذروتها خلال الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية، ويُشار إلى أن أفكار الحقوق المدنية، والمساواة أمام القانون، والعدالة الإجرائية، والديمقراطية شكّلت حجر بناء الثقافة الغربية، وكانت هذه المبادئ هي أساس الثقافة الغربية الحديثة.


بدأت الولايات المتحدة خلال فترة عام 1800 بتأكيد نفسها في الثقافة الغربية، وبحلول أوائل عام 1900 تمكنت من الهيمنة على الثقافة الغربية، وغمرت بقية دول العالم الغربي وخارجها بالتصاميم الأمريكية والترفيه والتكنولوجيا والسياسة وغيرها، واليوم في العالم الغربي تختلط فلسفة سقراط مع لغة شكسبير، وأزياء ليفي مع شتراوس، وصناعة هنري مع فورد، وابتكارات توماس إديسون مع تقنية بيل جيتس.[2]



أبرز خصائص الثقافة الغربية

كان الساحل الشرقي للولايات المتحدة في الأصل مستعمرة بريطانية، ومع تطور أمريكا لتصبح أمة مستقلة حملت معها العديد من عناصر الثقافة الأوروبية، والثقافة الفرنسية، والثقافة الإسبانية، والثقافة البريطانية، وهذه كلها فئات فرعية ضمن فئة الثقافة الغربية الواسعة الفضفاضة، حيث إن الثقافة الغربية ضمت أوروبا وجزء كبير من نصف الكرة الغربي وهذا على عكس آسيا التي هيمنت عليها الثقافة الشرقية، وإفريقيا التي لديها ثقافة إفريقية فريدة من نوعها، أما أستراليا فهي ذات تقافة غربية إلى حد كبير، ويُشار إلى أن الثقافة الغربية هي مصطلح واسع يشمل على الكثير من الخصائص، وفيما يلي نستعرض الأبرز منها، وهي:[3]


- الارتكاز على الديموقراطية.

- الاعتماد على التفكير العقلاني.

- التميز والتفرد.

- الرأسمالية.

- انتشار التقنية الحديثة.

- الاهتمام بحقوق الإنسان.

- تشجيع التفكير العلمي.


يتفق معظم المؤرخون على أن مفهوم الثقافة الغربية ظهر مع الإغريق القدماء، فقد كان اليونانيون أول من بنى ما أصبح اليوم الحضارة الغربية، فقد طوروا الديمقراطية، وأحرزوا تقدماً في العلوم والفلسفة والهندسة المعمارية، وعند النظر في بنية عاصمة الولايات المتحدة، واشنطن، من الممكن رؤية الأعمدة والأقواس والقباب التي تستند على الهندسة المعمارية اليونانية والرومانية، فقد أسس الإغريق والرومان الثقافة الغربية ونقلوها إلى أوروبا، ومن هناك نُقلت إلى نصف الكرة الغربي.



الفرق بين الثقافة الغربية والثقافة الشرقية

الثقافة هي واحدة من أهم خطوط التقسيم بين الشرق والغرب، فقد تمايزت الثقافتان عن بعضهما البعض بالتاريخ والأديان والجغرافيا وغيرها، وكلتا هاتين المنطقتين (الشرقية والغربية) ساهمتا بظهور ثقافات فريدة من نوعها في العالم، حيث عكست هذه الثقافة الطريقة التي يعيش بها الناس ويتفاعلون بها مع العالم، ومن المؤكد أن هذا الخط الفاصل مهم من أجل التفريق بين الأساليب التي تنشأ في مناطق مختلفة من العالم، ولكن الأمر الأكثر أهمية يتمثل بإدراك الفوارق التي مفادها أن الثقافات الشرقية ليست جميعها متساوية وكذلك الحال بالنسبة للثقافات الغربية، ولذلك تعد الثقافات الشرقية والغربية كيانات غير متجانسة الأمر الذي يجعل من الأهمية بمكان تحليل الاختلافات الثقافية على المستوى الكلي.


تختلف الثقافة الشرقية عن الثقافة الغربية ببعض الجوانب حيث إن الثقافات الشرقية تميل إلى أن تكون أكثر جماعية وذات ترابط أعلى وخلاف أقل بصورة عامة، ومن ناحية أخرى تميل الثقافات الغربية كي تكون أكثر فردية ولها ترابط أقل وخلافات كبيرة.[4]




  

المراجع

[1]sciencedaily

[2]psychology

[3]study

[4]blogs



عدد المشاهدات 10009


Top

Top