الحضارة السومرية

الحضارة السومرية

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

تاريخ سومر

تأسست الحضارة السومرية القديمة في منطقة بلاد ما بين النهرين في الهلال الخصيب بين نهري دجلة والفرات، وقد عُرف السومريون بإبداعاتهم في اللغة، والحكم، والهندسة المعمارية وغير ذلك الكثير، واستمرت سيطرتهم على المنطقة لمدة أقل من 2000 سنة قبل تولي البابليين الحكم في عام 2004 قبل الميلاد، ويُشار إلى أن البشر استقروا لأول مرة في سومر خلال الفترة من عام 4500 إلى 4000 قبل الميلاد بالرغم أن بعض المستوطنين قد وصلوا قبل ذلك بكثير بحسب ما يُعتقد.


ساهمت الفئة المبكرة من السكان - المعروفة باسم شعب عبيد - بخطوات كبيرة في تطوير الحضارة، فقد كان لهم دور بارز في نمو الزراعة، وتربية الماشية، ونسج المنسوجات، والنجارة، والفخار، وبناء القرى والبلدات حول المجتمعات الزراعية، وقد كانت المنطقة التي سيطر عليها السومريون بحلول عام 3000 قبل الميلاد تتألف من مجموعة من ولايات المدن بما في ذلك إريدو، ونيبور، ولاجاش، وكيش وأوروك، أما عدد سكان المدينة فقد بلغ بين 40000 و80000 شخص (حوالي 2800 قبل الميلاد) يعيشون وسط ستة أميال من الجدران الدفاعية، ويُشار إلى أن كل ولاية من مدن سومر كانت محاطة بجدار حيث استقرت القرى خارجها مباشرة.[1]


 

الفن والعمارة

منذ أكثر من 4000 عام بدأت أودية نهري دجلة والفرات تعج بالحياة، فظهرت الإمبراطورية السومرية أولًا، ثم الإمبراطوريات البابلية والآشورية والكلدانية والفارسية، وقد كشفت الحفريات عن أدلة على وجود مهارة فنية كبيرة للسكان الذين سكنوا المنطقة، حيث عُثر على مجموعة تُظهر الأعمال الدقيقة في الرخام والديوريت والذهب المطوق واللازورد، بالإضافة إلى الحجر، والخشب والمعادن، ومن خلال التالي من الممكن التعرف على أبرز ملامح الفن والعمارة في الحضارة السومرية، وهي:[2]


- كان الفن والعمارة السومرية - المُستخدم في المقام الأول لأغراض دينية - مزخرفًا ومعقدًا، ويُعد فنون الرسم والنحت من أكثر الفنون انتشارًا في ذلك الوقت، وقد كانت الرسومات تُزخرف بالرخام، وبعضها كان ملونًا والبعض الآخر يحتوي على اللونين الرمادي والأسود فقط، ويُشار إلى أن بعض الرسومات التي وُجدت يعود تاريخها إلى حوالي 2400 ق.م. وهي تتمتع بالميزات المثالية في الفترة الكلاسيكية للفن السومري.

- كانت أقراص الطين من أكثر المواد السومرية وفرة، وكانت التقنيات والزخارف السومرية متاحة على نطاق واسع بسبب اختراع الكتابة المسمارية قبل عام 3000 قبل الميلاد، وتعد الأختام الطينية الأسطوانية من بين أشكال الفنون السومرية الأخرى المستخدمة من أجل تمييز الوثائق أو الممتلكات.

- عُرف السومريون بصناعة التماثيل الرخامية، وقد تميزت عن غيرها بأنها كانت طويلة مع أعين ضخمة، وقد بلغ طول أطول تمثال حوالي 30 بوصة وكان يُمثل "إله النبات" بحسب اعتقادهم، أما تماثيل "آلهة الأم" فقد كانت ثاني أطول تمثال، ويُشار إلى أن "آلهة الأم" كانت شائعة في العديد من الثقافات القديمة وكانوا يعبدونها ظنًا منهم أنه بإمكانها جلب الخصوبة للنساء وللأراضي الزراعية.

- كان الكهنة من أكبر الشخصيات في الحضارة السومرية، وكان المصلون هم أصغر الشخصيات بحسب ما تبين في الرسومات الهرمية.

- من الأعمال السومرية المتميزة تصميم قيثارة خشبية مرصعة بالذهب والفسيفساء مع رأس ثور أعلى القيثارة.

- تطور نظام الكتابة قبل القرون الأخيرة من الألفية الرابعة قبل الميلاد في وادي دجلة والفرات وعلى الأرجح من قبل السومريين، حيث استخدمت أقراص الطين من أجل الكتابة عليها.



الدين في الحضارة السومرية

ترك دين السومريين القدماء بصماته على الشرق الأوسط بأكمله، وليس ذلك فقط من خلال المعابد المنتشرة حول المنطقة ولكن من خلال الأدب والطقوس التي أثرت على جيرانهم لدرجة أنه من الممكن رؤية أصداء سومر في التقليد اليهودي والمسيحي من خلال كتابات مسمارية من التراتيل، والأساطير، والرثاء، وقد قدم علماء الآثار والأساطير للقارئ الحديث لمحة عن العالم الديني للسومريين، ويُشار إلى أن كل مدينة في الحضارة السومرية كانت تضم معبدًا كمقر للإله الرئيس في البانتيون السومري، حيث كانت الآلهة تسيطر على القوى التي كانت تحدد غالبًا مصير الإنسان بحسب اعتقادهم.


كان للكهنة دور بارز في الحضارة السومرية منذ البداية وحتى بعد وصول الملوك العلمانيين إلى السلطة، فقد بقي رجال الدين يحتفظون بسلطة كبيرة من خلال تفسير البشائر والأحلام، ويُشار إلى أن المزار المركزي المستطيل للمعبد والمعروف باسم "التشيل" كان يحتوي على مذبح من الطوب يوجد أمام تمثال لإله المعبد، وقد زيّنت هذه المعابد بالفسيفساء الهندسية المخروطية، واللوحات الجدارية العرضية ذات الرسومات البشرية والحيوانية، وفي نهاية المطاف تطورت مجمعات المعابد هذه إلى زقورات شاهقة، وكان المعبد يضم مجموعة من الكهنة، والموسيقيين، والمطربين، وكانت تُقام طقوسًا عامة ومتنوعة وتضحيات وقرابين غذائية يوميًا، وكذلك كانت تُقام احتفالات شهرية واحتفالات رأس السنة.


بحسب ما ورد في الأثر وفّرت الآلهة العدالة والرحمة، وكذلك خلقت الشر والشقاء فلم يكن لدى السومري إلا القليل مما يمكن فعله حيال ما يقع به من مصائب، واستنادًا إلى سجلات الرثاء فإن أفضل ما يمكن أن يفعله في أوقات الإكراه والشدة هو الرثاء والبكاء والاعتراف بخطاياه وإخفاقاته.[3]


 

سقوط الحضارة السومرية

يعتقد بعض العلماء أن الحضارة السومرية انتهت بسبب التعارض مع نوع من التدمير الذاتي، وقد حدث هذا لأن مدن الدول في بعض الأحيان تتقاتل ضد بعضها البعض بالإضافة إلى أنه كان يوجد تحول كبير في عدد السكان من جنوب بلاد ما بين النهرين نحو الشمال خلال نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد، ومن الناحية البيئية تعرضت الإنتاجية الزراعية للأراضي السومرية للخطر بسبب ارتفاع درجة الملوحة، فقد عُرفت الأراضي السومرية ومنذ فترة طويلة بملوحة تربتها مما تسبب بحدوث مشاكل زراعية كبيرة، وقد كان السبب وراء ارتفاع نسبة الملوحة في التربة التصريف السيء للتربة المروية في مناخ جاف، حيث ساهم ذلك في ارتفاع مستويات التبخر وتراكم الأملاح الذائبة في التربة مما أدى في النهاية إلى انخفاض الغلة الزراعية بشدة.


خلال مرحلتي الأكاديان والاور الثالث كان هنالك تحول من زراعة القمح إلى زراعة الشعير الأكثر تحملاً للملوحة، لكن هذا لم يكن كافيًا، حيث إنه خلال الفترة من 2100 قبل الميلاد إلى 1700 قبل الميلاد انخفض عدد سكان هذه المنطقة بنحو ثلاثة أخماس، وقد أدى ذلك إلى إضعاف توازن القوى داخل المنطقة إلى حد كبير وإضعاف استخدام اللغة السومرية وتعزيز اللغة الأكادية بدلًا منها لتصبح هي اللغة الرئيسة فيها، وباتت الأكادية تدريجياً هي اللغة المنطوقة في مختلف المناطق منذ مطلع الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد، وعلى الرغم من ذلك استمر استخدام اللغة السومرية كلغة مقدسة ولغة احتفالية وأدبية وعلمية في بلاد ما بين النهرين (بابل وآشور) حتى القرن الأول الميلادي.[4]




  

المراجع

[1]history

[2]crystalinks

[3]realhistoryww

[4]sumeriancivilizationhonors



عدد المشاهدات 2079


Top

Top