مقدمة عن الحيتان
تتجول الحيتان في جميع أنحاء محيطات العالم وتتواصل مع بعضها من خلال أصوات معقدة وغامضة، وتمتاز هذه المخلوقات بضخامة حجمها حيث يمكن أن يصل الحوت الأزرق إلى طول أكثر من 100 قدم ويزن حتى 200 طن وهذا يُعادل وزن 33 فيلًا، وعلى الرغم من أن الحيتان تعيش في الماء إلا أنها تنفس الهواء من خلال القذف بأجسادها خارج الماء، ومثل البشر تعد الحيتان من الثدييات ذات الدم الحار ولذلك فهي تتكاثر بالولادة ويتغذى صغارها على حليبها، ويُذكر أن الحيتان تمتلك طبقة سميكة من الدهون تسمى "blubber" تعزلها عن برودة مياه المحيط الباردة.[1]
أنواع الحيتان
تتضمن أنواع الحيتان على:[2]
- الحوت الأحدب:
* يمتلك جسمًا كبيرًا وقويًا إلى حد ما، ولون ظهره أسود وبطنه مرقش بالأسود والأبيض.
* السمات المميزة لهذا الحوت هي الزعانف الطويلة التي تشكل ⅓ طول الجسم، ولون بطنه المرقش والذي يميز الأفراد عن بعضهم.
* بإمكان هذه الحيتان البقاء تحت الماء لمدة 5-15 دقيقة وبعدها تخرج لتتنفس.
* تعيش الحيتان الحدباء منفرة أو في مجموعات صغيرة غير مستقرة، وخلال موسم التزاوج يُصدر الذكور مجموعة متنوعة من الأصوات التي يمكن أن تستمر لساعات لجذب الإناث.
* يُعرف عن الحيتان الحدباء تأديتها لألعاب بهلوانية على سطح الماء مثل الاختراق والالتفاف وصفع الزعنفة.
* تعرف الحيتان الحدباء طريق الهجرة خلال أشهر الشتاء جيدًا، وبإمكانها السفر حوالي 6.000 كيلو متر في اتجاه واحد وهذه واحدة من أطول الرحلات المعروفة مقارنة بأي حيوان ثديي.
* يقدر عدد الحيتان الحدباء في العالم بحوالي 70.000 - 100.000 حوت.
- الحوت القاتل:
* يمتاز بجسم قوي للغاية مع لون أبيض وأسود مميز وحزام رمادي خلف الزعنفة الظهرية، والرأس مخروطي ولديه زعنفة ظهرية كبيرة تقع في منتصف الظهر وقد يصل طولها إلى 1.8 متر عند الذكور.
* بسبب النظام الغذائي المتنوع والمطاردة الحية للثدييات البحرية الأخرى يعد الحوت القاتل من أكبر الحيوانات المفترسة في المحيطات وهذا ما أعطاه اسم "الحوت القاتل".
* تتغذى الحيتان القاتلة على الأسماك، وأنواع أخرى من الحيتان والحبار.
* بمقدور الحيتان القاتلة السباحة بسرعة كبيرة تصل إلى 50 كم / ساعة، وعادة لا تبقى هذه الحيتان طويلًا تحت الماء ولا تغوص عميقًا جدًا (30 مترًا).
* كونها حيوانات اجتماعية للغاية تعيش الحيتان القاتلة في مجموعات مستقرة ذات روابط أسرية قوية، وهي معروفة بتقنيات الصيد المنظمة جيدًا.
* تتواصل الحيتان القاتلة مع بعضها بإصدار أصوات معينة يعرفها جميع أفراد المجموعة.
- حوت المنك:
* يمتاز بجسم صغير وأنيق نسبيًا بلونٍ أسود أو رمادي داكن مع بقع بيضاء، ورأسه مدبب على شكل حرف "V"، والزعانف ضيقة وذات أطراف مدببة ولها شريط أبيض، أما حيتان المنك التي تعيش في نصف الكرة الجنوبي فعادة ما تكون زعانفها سوداء، ويُذكر أن الزعنفة الظهرية تستخدم لتحديد الهوية.
* يمكن لحيتان المنك البقاء تحت الماء لمدة 5-20 دقيقة ويمكنها الغوص حتى 50-100 متر.
* تعيش حيتان المنك منفردة أو في مجموعات صغيرة ولكن في بعض الأحيان تحدث تجمعات كبيرة في مناطق التغذية.
* تمتلك حيان المنك قدرة كبيرة على التكيف، ويُعرف عنها أنها الأنواع الوحيدة التي زاد عددها على الرغم من عصر صيد الحيتان التجاري والتهديدات الأخر.
* تعيش حيتان المنك بصورة عامة في المياه الدافئة خلال فصل الشتاء، وفي أشهر الصيف تنتقل إلى الأماكن الأكثر وفرة بالغذاء.
* يقدر عدد حيتان المنك في العالم بحوالي 800.000 حوت.
- حوت العنبر:
* هو الأكبر من بين الحيتان ذات الأسنان، وله جسد مجعد ومتراهل إلى حد ما، ولونه رمادي داكن مع شفة علوية بيضاء وبقع بيضاء على البطن، ويشكل الرأس ⅓ طول الجسم، والفك السفلي صغير ويحتوي على جميع أسنانه (40-52)، وبالتالي فهو ليس حوتًا بالينيًا.
* الزعنفة الظهرية لحوت العنبر منخفضة وسميكة، والزعانف الجانبية قصيرة وعريضة وقد تصل إلى 5 أمتار.
* خلال البحث عن الطعام بمقدور حيتان العنبر الغوص حتى عمق 3000 متر والبقاء تحت الماء لأكثر من ساعتين.
* تشكل الإناث مجموعات مستقرة تبقى في المياه الاستوائية الدافئة على مدار السنة.
* شهدت أعداد حوت العنبر انخفاضًا خلال فترة صيد الحيتان، حيث إن القتل الانتقائي للذكور البالغين على مدى سنوات عديدة أدى إلى انخفاض معدل المواليد، والآن يُقدر أعداد حوت العنبر في العالم بنحو 1.000.000 حوت.
- الحوت الأزرق:
* يُعرف الحوت الأزرق أيضًا باسم "ملك البحر" كونه أكبر حيوان على وجه الأرض.
* جسد الحوت الأزرق مرقش بطريقة واضحة ولونه رمادي.
* يمكن رؤية الضربة الكبيرة لذيل الحوت الأزرق عند الغوص من بعيد وهي علامة واضحة على وجوده، وهو يفعل ذلك ليتمكن من الوصول إلى أعماق أعلى عند الغوص.
* تستغرق دورة التنفس عند الحوت الأزرق من 3-4 مرات قبل النزول للغوص العميق وعادة تبقى هذه الحيتان لحوالي 10-30 دقيقة تحت الماء، وتغطس إلى حوالي 50-100 متر.
* تعيش الحيتان الزرقاء منفردة أو في مجموعات صغيرة، وتهاجر أحيانًا بالاشتراك مع حيتان الزعنفة.
* تمتلك الحتان الزرقاء الصوت الأعلى في مملكة الحيوانات، وتصدر أصواتًا منخفضة التردد تنتقل لمئات الكيلو مترات تحت الماء ويمكن أن تصل إلى 188 ديسيبل.
* في بعض الأحيان تتزاوج الحيتان الزرقاء مع الحيتان الزعنفة أو الحيتان الحدباء.
* تعد الحيتان الزرقاء أكبر حيوان على الإطلاق يعيش على الأرض، وقد بلغ طول أكبر حوت مسجل أكثر من 33 مترًا، وكان أثقلها حوالي 200 طنًا، وللمقارنة يعتقد أن أكبر الديناصورات كان وزنها نصف وزن الحوت الأورق فقط.
* تسبب صيد الحيتان المفرط خلال القرن العشرين في انخفاض كبير في أعدادها إلى ما يقرب من 99% من الأرقام الأوليه، وهي محمية في جميع أنحاء العالم منذ عام 1966.
* يقدر عدد الحيتان الزرقاء في العالم بحوالي 10.000 حوت.
- حوت الزعنفة:
* هو ثاني أكبر حيوان في العالم، ولونه داكن من الأعلى وأسود من الأسفل مع نمط شيفرون باللون البني خلف الرأس، والفك الأيمن أبيض اللون بينما الأيسر رمادي داكن أو أسود.
* تستغرق دورة التنفس لحيتان الزعنفة 3-4 مرات قبل النزول للغوص العميق وعادة ما تقضي حوالي 5-20 دقيقة تحت الماء، وتغوص إلى 50-250 متر.
* تعيش حيتان الزعنفة في الغالب منفردة أو في مجموعات صغيرة، ويمكن أن تتشارك في هجرتها مع الحيتان الزرقاء ويمكن أن تتزاوج معها أحيانًا.
* تصل سرعة سباحة حيتان الزعنفة إلى 45 كم / ساعة، ومثل الحيتان الزرقاء تنتج أصواتًا عالية منخفضة التردد تنتقل لمسافات طويلة تحت الماء.
* تعد حيتان الزعنفة أكثر أنواع الحيتان الكبيرة التي تعرضت للصيد خلال القرن العشرين ولكنها أصبحت محمية منذ عام 1966 في جميع أنحاء العالم.
* يقدر عدد حيتان الزعنفة في العالم بين 120.000 و150.000 حوت، وتنتشر في جميع المحيطات ولكنها توجد بصورة رئيسية في خطوط العرض المعتدلة إلى القطبية حيث تتركز في المياه الساحلية والجرف.
- حوت ساي:
* تعد أسرع أنواع الحيتان، ولديها جسم كبير رمادي من الأعلى وأبيض من الأسفل، وغالبًا ما تغطي الندوب البيضاوية الجسم، والزعانف قصيرة ومدببة نسبيًا.
* جنبًا إلى جنب مع الحيتان الزعنفة يعد حوت ساي أسرع أنواع الحيتان، وهي قادرة على السباحة بسرعات تصل إلى 45 كم / ساعة.
* عادة ما تبقى حيتان ساي تحت الماء لمدة 5-20 دقيقة لكنها لا تغوص عميقًا، وتعيش منفردة أو في مجموعات صغيرة مكونة من 2 إلى 3 أفراد، وقد تشكل تجمعات كبيرة من حين تصل إلى 100 فرد في أماكن توفر الطعام.
* حيتان الساي هي من الأنواع البالينية التي لا تمتلك أسنانًا، ولديها سلسلة من الصفائح المتداخلة التي تتدلى من الفك العلوي والتي تستخدمها لتصفية مياه البحر بعدد يصل من 320 إلى 380 صفيحة بالينية على كل جانب.
* تعرضت حيتان الساي للاصطياد المفرط خلال منتصف القرن العشرين مما تسبب بنقصان أعدادها كثيرًا، ويقدر عددها منذ السبعينيات بنحو 50.000 حوت حول العالم.
- الحوت الطيار:
* يمتلك جسمًا طويلًا وزعانف طويلة ولونه رمادي داكن أو أسود مع سرج رمادي فاتح على الظهر خلف الزعنفة الظهرية.
* تمتاز الزعنفة الظهرية للحوت الطيار بشكل فريد، وتوجد قبل منتصف الجسم وهي واسعة جدًا في القاعدة، وتشكل طول الزعانف حوالي نصف طول الجسم.
* تمتلك الحيتان الطيارة 36-48 سنًا في الفكين العلوي والسفلي.
* عادة ما يبقى الحوت الطيار تحت الماء لمدة 5-10 دقائق أثناء الغوص العميق، ويمكنه الغوص حتى 30-600 مترًا.
* تعيش الحيتان الطيارة ضمن مجموعات تصل إلى عدة مئات من الأفراد.
* خلال موسم التزاوج تتعارك الذكور مع بعضها وقد تُصاب بجروح خطيرة يمكن أن تؤدي إلى موتها.
الهجرة والسلوك الاجتماعي والتكاثر لدى الحيتان
فيما يخص الهجرة، تهاجر العديد من الحيتان، وخاصة حيتان البالين، لمسافات طويلة جدًا كل عام وتكون في الغالب ضمن مجموعات تنتقل من مناطق المياه الباردة إلى المناطق الأكثر دافئًا، وتمتاز الحيتان بروابط اجتماعية قوية جدًا تتجلى بأبها صورها بين الأم وصغيرها، ويُذكر أن حيتان البالين تُهاجر بمفردها أو في مجموعات صغيرة، بينما تسافر الحيتان المسننة في مجموعات كبيرة ومستقرة في بعض الأحيان، وكثيرًا ما تصطاد الحيتان المسننة فريستها في مجموعات وتشترك في رعاية صغارها.
بالنسبة للتكاثر، تلد الحيتان صغارها وتتغذى على حليبها وتتكاثر موسميًا وفي العادة في المياه الاستوائية الدافئة، وغالبًا ما يكون لدى الإناث صغير واحد كل 1-3 سنوات، وتتراوح فترات الحمل بين 9-18 شهرًا، ويمكن لصغار الحيتان السباحة عند الولادة أو بعدها بقليل، ويُشار إلى أن الحيتان الأم ترعى صغارها لفترة طويلة من الزمن وعادة ما تكون على الأقل عامًا وتغذيها بالحليب وتحميها.[3]
المخاطر التي تواجه الحيتان
تتمثل المخاطر التي تهدد حياة الحيتان بما يلي:[4]
- اصطدام السفن: من بين جميع قتلى الحيتان المتعلقة بالإنسان يحدث حوالي 90% عن طريق الاصطدام بالسفن حيث لا يمكن دائمًا رؤية الحيتان القريبة من السطح من قبل قائد السفينة، وقد لا يقتل تأثير الاصطدام الحوت دائمًا على الفور مسببًا له موتًا بطيئًا ومؤلمًا، واليوم مع اختراع معدات الكشف المحسنة يمكن للسفن منع وقوع هذه الحوادث، بالإضافة إلى ذلك تُمنع السفن من دخول المياه التي تشهد تجمعات من الحيتان في وقت معين خلال التزاوج أو الصيد بهدف حمايتها والحفاظ على أعدادها.
- الصيد العرضي: من المشاكل الرئيسية التي تواجه الحيتان اليوم هي صيد الأسماك، ففي كثير من الأحيان تُطلق الشباك في الماء بهدف صيد الأسماك ولكن قد تعلق الدلافين والحيتان فيها، وبسبب إعاقة الشباك لحركتها ومنعها من الخروج لسطح الماء للتنفس تتعرض للاختناق وتموت.
- تلوث المياه: ساهمت غازات الدفيئة، وإلقاء النفايات السامة وانتشار المواد السامة من خلال المياه والرياح والتيارات في إطلاق المواد الضارة في عالم المياه وبذلك تعرضت الحيوانات البحرية للتسمم والموت، وفي كثير من الأحيان يكون تأثير التلوث على الحيتان جماعيًا مما يؤدي إلى قتل أعداد كبيرة من الحيوانات البحرية في وقت واحد.
- الصيد غير القانوني: لقد هدد الصيد الحيتان لقرون بسبب الطلب الكبير على لحومها ودهنها، وخلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تعرضت الحيتان للصيد المفرط مما ساهم بانخفاض أعدادها بصورة ملحوظة.