الزراعة والاقتصاد

الزراعة والاقتصاد

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

تعريف الزراعة

هي عملية إنتاج الغذاء، والأعلاف، والألياف والعديد من المنتجات الأخرى من خلال زراعة أنواعًا مختلفة من النباتات وتربية الحيوانات الأليفة (الماشية)، وتشمل منتجات الإنتاج الزراعي الأخرى على الأخشاب، والأسمدة، وجلود الحيوانات، والمواد الكيميائية الصناعية مثل النشا والسكر والكحول، والألياف مثل القطن، والصوف، والحرير والكتان، بالإضافة إلى الزهور، ونباتات الزينة، والمشاتل، والأسماك الاستوائية، والطيور لتجارة الحيوانات الأليفة، والعقاقير القانونية وغير القانونية مثل الأدوية الحيوية والتبغ والماريجوانا والأفيون والكوكايين.[1]



علاقة الزراعة بالاقتصاد

إن قطاع الزراعة هو العمود الفقري للاقتصاد الذي يوفر المكونات الأساسية للبشرية والمواد الخام للتصنيع، ومن خلال التالي يمكن التعرف على دور الزراعة في تنمية الاقتصاد:[2]


- المساهمة في الدخل القومي: من خلال دراسة التاريخ الاقتصادي للعديد من البلدان المتقدمة يمكن معرفة أن القطاع الزراعي ساهم بصورة كبيرة في تعزيز التقدم الاقتصادي، حيث إن الدول الصناعية الرائدة اليوم كانت في يوم ما ذات أغلبية زراعية، بينما لا تزال الاقتصادات النامية تسيطر على الزراعة وتساهم إلى حد كبير في الدخل القومي، فعلى سبيل المثال يشكل القطاع الزراعي في الهند ما نسبته 28% من الدخل القومي.

مصدر الإمدادات الغذائية: الزراعة هي المصدر الأساسي لإمدادات الغذاء لجميع دول العالم سواء كانت متخلفة أو نامية أو حتى متقدمة، وبسبب الضغط والأعداد الكبيرة للسكان في البلدان المتخلفة والنامية فإن الطلب على الغذاء يتزايد بمعدل سريع، وإذا عجزت الزراعة عن تلبية هذا الطلب المتزايد على المنتجات الغذائية فإن ذلك سيؤثر سلبًا على معدل نمو الاقتصاد وبالتالي فإن زيادة الإمدادات الغذائية من قبل القطاع الزراعي لها أهمية كبيرة في النمو الاقتصادي للبلد.

- المتطلبات المسبقة للمواد الخام: التقدم الزراعي ضروري لتحسين المعروض من المواد الخام للصناعات القائمة على الزراعة وخاصة في البلدان النامية، حيث تعتمد مطاحن الدقيق، وبائعي الأرز، ومصانع الزيت، والمخابز، ومحلات اللحوم، ومصانع السكر، ومنتجات الألبان، ومصانع النسيج والعديد من الصناعات الأخرى على المنتجات الزراعية، وفي حال نقص السلع الزراعية فإن الإنتاج الصناعي وما يترتب على ذلك من ارتفاع في المستوى العام للأسعار سوف يتأثر مما قد يتسبب في إعاقة نمو اقتصاد البلاد.

- تحول القوى العاملة: يتطلب قطاع الزراعة وجود أعداد كبيرة من القوى العاملة، ففي الهند على سببيل المثال لا يزال يتم استيعاب حوالي 62% من العمالة في هذا القطاع، بالإضافة إلى ذلك يسمح التقدم الزراعي بنقل الأيدي العاملة من القطاع الزراعي إلى القطاع غير الزراعي، حيث يمكن تحويل العمل من القطاع الزراعي إلى قطاع غير زراعي أكثر أهمية من وجهة نظر التنمية الاقتصادية من أجل تخفيف عبء القوى العاملة الفائضة على الأراضي المحدودة، وهذا ضروري لتقدم القطاع الزراعي ولتوسيع القطاع غير الزراعي.

- إنشاء البنية التحتية: يتطلب تطوير الزراعة وجود الطرق، وساحات السوق والتخزين، ووسائل النقل، والخدمات البريدية وغيرها الكثير من متطلبات البنية التحتية التي تخلق الطلب على المنتجات الصناعية وتطوير القطاع التجاري.

- الإعفاء من نقص رأس المال: لقد قلل تطوير القطاع الزراعي من عبء العديد من البلدان المتقدمة التي كانت تواجه نقصًا في رأس المال، حيث يتطلب القطاع الزراعي رأس مال أقل لتنميته وبالتالي يقلل من مشكلة نمو رأس المال الأجنبي.



تاريخ الزراعة

بدأ تاريخ الزراعة قبل حوالي عشرة آلاف سنة أو ما يقرب من أربعمائة جيل بشري في الزمن وما قبل التاريخ قبل الاحتفاظ بالسجلات المكتوبة، وقد بدأت الزراعة بصورة مستقلة في ثلاثة أماكن على الأقل في العالم، وكان لكل منها مجموعة مميزة من النباتات المستمدة من النباتات المحلية، وهذه الأماكن هي: أمريكا الوسطى (المكسيك/غواتيمالا) وتميزت بزراعة الذرة، والفاصوليا، والقرع، والبابايا، والطماطم، والفلفل الحار والفلفل الحلو، والهلال الخصيب من وادي النيل إلى نهري دجلة والفرات، وتميزت بزراعة القمح، والشعير، والعنب، والتفاح، والتين، والبطيخ، والعدس والتمر، وشمال الصين (الروافد الوسطى للنهر الأصفر البالغ طوله ثلاثة آلاف ميل) وتميزت بزراعة الأرز، وفول الصويا، والخوخ، والملفوف الصيني مثل بوك تشوي، وعلاوة على ما سبق ازدهرت الزراعة في مناطق أخرى ولا سيما إفريقيا حيث تميزت بزراعة الذرة الرفيعة، واللوبيا، ونخيل الزيت، وكذلك أمريكا الجنوبية التي انتشرت فيها زراعة البطاطا، والبطاطا الحلوة، والكسافا، والفول السوداني والأناناس، وأيضًا مجموعة واسعة من دول جنوب شرق آسيا الاستوائية وعُرفت بزراعة البرتقال، والمانجو، والموز، وجوز الهند وقصب السكر.


كانت الزراعة الأولى في جنوب شرق آسيا تستند عادةً إلى الجذور والدرنات مثل البطاطا والقلقاس، ومحاصيل الأشجار مثل جوز الهند والموز، والنباتات المعمرة مثل قصب السكر، وفي الأمريكتين تطورت الزراعة النباتية مع الكسافا والبطاطا الحلوة والأروروت والفول السوداني وانتقلت إلى أعلى المنحدرات الشرقية لجبال الأنديز مما أدى في النهاية إلى تدجين نبات البطاطا البرية، وبعد ذلك انتشرت هذه المحاصيل بسرعة في جميع أنحاء العالم بعد الاتصال الأوروبي.


يعد الأرز في جنوب الصين هو المحصول الصيفي، في حين تمثل البطاطا الحلوة المحصول الشتوي، وفي الهند يُعد الأرز هو محصول الرياح الموسمية بينما يكون القمح هو محصول الشتاء، وفي بعض الأحيان يعد زراعة المحاصيل (محاصيل مختلفة في صفوف بديلة) وزرعة التتابع (بدء المحصول التالي قبل حصاد المحصول السابق) جزءًا من دورة المحاصيل المتعددة لكل عام.[3]



المنتجات الزراعية

تتمثل المنتجات الزراعية في واحدة من أربع مجموعات هي: الأطعمة والوقود والألياف والمواد الخام، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[4]


- الغذاء: تزرع الحبوب ومحاصيل الحبوب على أكثر من نصف المساحة المزروعة في العالم بحسب وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) ولكن المحاصيل الزراعية تشمل أكثر من الحبوب مثل القمح والذرة، حيث إن اللحوم ومنتجات الحليب مثل الألبان هي أيضًا منتجات غذائية زراعية، وكذلك العسل والأسماك المستزرعة.

- الوقود: الإيثانول المنتج من الذرة أو قصب السكر أو الذرة الرفيعة هو أوسع منتجات الوقود الزراعي نطاقًا، ومع ذلك يتم أيضًا حرق المنتجات الزراعية الثانوية مثل قصب السكر من القش لإنتاج الطاقة.

- الألياف: تشمل محاصيل الألياف على القطن - أحد أفضل 10 محاصيل يتم إنتاجها في الولايات المتحدة كل عام - والصوف والحرير، ويستخدم المنتجون الزراعيون أيضًا القنب لصنع الحبال والكتان، حتى أنه من الممكن استخدام ألياف الخيزران لصنع القماش.

- المواد الخام: وهي منتجات زراعية تُستخدم في صناعة المنتجات الزراعية الأخرى، فعلى سبيل المثال يتم استخدام علف الماشية والذي يعد منتجًا زراعيًا من أجل توفير التغذية للحيوانات التي تنتج الحليب المستخدم في إنتاج الألبان ومشتقاته.




  

المراجع

[1]sciencedaily

[2]economicsdiscussion

[3]encyclopedia



عدد المشاهدات 1386


Top

بحث  


Top