لمحة عامة
الساعة الذكية هي جهاز حوسبة من الممكن ارتداؤه حول المعصم وهي شبيه بساعة اليد، إلا أن الساعات الذكية وبالإضافة إلى تحديد الوقت يحتوي العديد منها على مزايا تكنولوجية مثل وجود البلوتوث وإمكانية الكتابة وإرسال الرسائل وغيرها، ومن خلال خاصية البلوتوث تصبح الساعة جهازًا لاسلكيًا قادرًا على توسيع إمكانيات الهاتف الذكي المتصلة به، وفي مثل هذه الحالة من الممكن استخدام الساعة من أجل إجراء المكالمات الهاتفية، والرد على المكالمات الواردة، وقراءة البريد الإلكتروني والرسائل النصية والرد عليهما، والحصول على تقرير حول الأحوال الجوية، والاستماع إلى الصوتيات، ويُشار إلى أنه يوجد ساعات ذكية قائمة بذاتها، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يتضمن البعض منها المقدرة على جمع البيانات حول صحة مرتديها أو توفير إمكانيات "GPS"، وقد يكون لهذه الأنواع من الساعات تطبيقات خاصة بها تمكنها من جمع وتتبع البيانات حول معدل ضربات القلب لمن يرتديها أو تزويد مرتديها باتجاهات المشي أو القيادة.[1]
مزايا الساعات الذكية
عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا القابلة للارتداء، احتلت الساعات الذكية مركز الصدارة في السنوات القليلة الماضية، حيث تتمتع هذه الساعة بقدرات متتبع اللياقة البدنية، ويمكنها تشغيل تطبيقات مثل الهاتف الذكي، وتبدو عصرية أثناء ارتدائها حول المعصم، إلا أنه عند التفكير في شراء ساعة ذكية فيجب التأكد من وجود المزايا المطلوبة فيها، ولذلك في هذا الجزء من المقال سنناقش العديد من الإيجابيات التي يمكن أن تتضمنها ساعة اليد الذكية، وهي:[2]
- تعزير النمط الصحي: بصرف النظر عن وجود عداد الخطى، يمكن لمعظم الساعات الذكية تتبع النشاط، والتغذية والسعرات الحرارية المحروقة، ويمكن لبعض الأنواع منها رصد معدل ضربات القلب وضغط الدم، ولذلك قد تساعد هذه البيانات على تحقيق أهداف اللياقة بصورة أسرع بالإضافة إلى تقديم نظرة عامة حول صحة مرتديها، وتحتوي الساعات الذكية المتطورة على الكثير من المستشعرات التي تجعل تعقب اللياقة أسهل، حتى أن البعض منها يحتوي على أوضاع لتمارين مخصصة مثل المشي، والجري، والسباحة، وركوب الدراجات، ورفع الأثقال وما إلى ذلك.
- الوصول السريع للإشعارات: من بين الوظائف الأساسية للساعة الذكية يعد إظهار الإشعارات من أهم المزايا بحيث يمكن للمستخدمين الوصول إليها بسرعة، ويمكن من خلال ارتداء الساعة الذكية الاطلاع على إشعارات البريد الإلكتروني، والمكالمات، والنصوص، وتنبيهات التقويم، وتنبيهات الأخبار وغير ذلك الكثير، بالإضافة إلى تلقي إشعارات الفيسبوك دون الحاجة إلى إخراج الهاتف من الحقيبة أو الجيب، وبعد قراءة الإشعار يمكن اتخاذ القرار بالرد عليه أو تتجاهله فقط، ولذلك تعد الساعة الذكية مريحة خاصة في حال كان المستخدم في اجتماع أو كان منشغلًا بأمور أخرى.
- التنبيه على المكالمات: في حال كان الشخص دائم التنقل فمن الممكن أن يفقد مكالمة مهمة إذا لم يسمع رنين الهاتف مثلًا، وعندما يكون في الخارج، قد لا يتمكن كذلك من سماع صوت المكالمة، ولذلك ومن خلال ارتداء الساعة الذكية من الممكن ملاحظة المكالمة بسهولة من خلال الاهتزاز الناتج عن الساعة الذكية ويمكن أن تنبه مرتديها إلى أنه تلقى مكالمة أو رسالة نصية، وهذا من شأنه المساعدة في سرعة اتخاذ قرار الرد على المكالمة أو رفضها بمجرد النظر إلى الساعة.
- تمنح الراحة للمستخدمين: عادة ما تقدم الساعات الذكية الراقية ميزات رائعة جدًا، حيث إن البعض منها يحتوي على "NFC" الذي يسمح بتسديد المدفوعات غير النقدية، ويتمتع البعض الآخر بقدرات "LTE" الخلوية، والتي يمكن من خلالها إرسال النصوص وإجراء المكالمات حتى لو لم يكن الهاتف الذكي موجود في مكان قريب.
- مشاهدة الأفلام والاستماع إلى المقاطع الصوتية: عندما يتعلق الأمر بالترفيه، فليس هنالك مقارنة بين الساعة الذكية والساعة العادية، وذلك لأن الساعات الذكية تمنح مرتديها القدرة على مشاهدة الأفلام والربامج والأخبار، ومن خلال الساعة الذكية من الممكن أيضًا الاستماع إلى الصوتيات المختلفة في أي وقت.
- الأناقة: على عكس من أغلب الساعات العادية تعد الساعات الذكية أنيقة وعصرية، حيث يمكن ارتداؤها في أي مناسبة تقريبًا سواء في العمل، أو في المدرسة، أو في موعد العشاء أو أثناء مقابلة عميل مهم، وغيرها من المناسبات الرسمية أو غير الرسمية.
عيوب الساعات الذكية
من خلال التالي من الممكن الاطلاع على أبرز سلبيات الساعات الذكية، وهي:[3]
- محدودية عمر البطارية: في العادة من الممكن استخدام الساعات الذكية لمدة يوم أو يومين من الشحن الكامل، وبعض الساعات لا تستمر حتى ليوم واحد، حيث إن الساعات تُستخدم كل يوم، وفي حال نسيان شحنها بنهاية اليوم فلن يتمكن صاحبها من ارتدائها في اليوم التالي.
- عدم دقة البيانات فيها: على الرغم من أن الساعات الذكية قادرة على تزويد مرتديها بالكثير من البيانات المتعلقة بممارسات اللياقة، إلا أن العديد من برامج اللياقة في الساعة الذكية تظهر أن البيانات ليست دقيقة بنسبة 100 % ولا حتى 80 % في بعض الأحيان، ولذلك قد يكون عداد احتساب الخطوات وأجهزة استشعار معدل ضربات القلب غير مفيدة كثيرًا ولا يعول عليها.
- صغر حجم الشاشة: نظرًا لتلقي الكثير من الإشعارات كل يوم، فقد يشعر المستخدم بالتعب بسبب التحديق بمساحة صغيرة في شاشة الساعة ذكية، ولكن من الممكن التغاضي عن ذلك لأنها فقط تُستخدم في هذه الحالة لتنبيه مرتديها، أما مشاهدة الأفلام والبرامج فقد يكون مجهودًا إضافيًا للعينين، ولهذا بفضّل عدم استخدام الساعة الذكية لهذه الأمور خاصة إذا كان المستخدم يُعاني من مشاكل في العينين.
- ليست أداة ضرورية: على الرغم من أن الساعات الذكية تجعل الحياة سهلة، إلا أنه من الممكن الاستغناء عنها، ويُشار إلى أن الساعات الذكية تعمل بالتزامن مع الهواتف الذكية ولا يمكن أبدًا استبدال الهاتف المحمول بها.
- التكلفة: تعد تكلفة الساعة الذكية مرتفعة كثيرًا بالنسبة للعديد من أنواع الساعات العادية، وذلك قد يكون عائقًا دون امتلاك واحدة.
اختراع أول ساعة ذكية
في عام 1998، ابتكر ستيف مان وصمم وصنع أول ساعة يد في العالم بنظام "Linux"، والتي قدمها في "IEEE ISSCC2000" في 7 فبراير من العام2000، حيث حصل على لقب "the father of wearable computing" وبعد ذلك أطلق "Seiko" ساعة يد بمعالج 3.6 ميجا هرتز إلا أنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا لأنه بدلاً من الشاشة التي تعمل باللمس استخدم جهازًا يشبه قلم التحكم لإدخال الأحرف، وكذلك كانت الشاشة صغيرة وبدقة 102 × 64 في 4 درجات وكان اللون الرمادي يظهر بكميات كبيرة من النص.
خارج اليابان، بيعت هذه الساعة باسم "Matsucom onHand PC"، وعلى الرغم من انخفاض الطلب إلى حد ما إلا أن وجودها استمر حتى عام 2006، ويُشار إلى أن هذه الساعة في بعض الأحيان عدّت أول ساعة ذكية لأنها كانت أول ساعة تقدم عرض رسومات (وإن كان أحادي اللون) والعديد من التطبيقات الأخرى، وبعد ذلك وفي عام 1999، أطلقت شركة "Samsung" أول ساعة في العالم يمكن توصيلها مع الهاتف وهي "SPH-WP10"، وكانت تتميز بشاشة LCD أحادية اللون، وإمكانية التحدث لمدة 90 دقيقة، مع وجود مكبر صوت مدمج وميكروفون.[4]