مقدمة عن السباحة
تعد السباحة واحدة من أكثر الأنشطة الترفيهية شعبية في جميع أنحاء العالم، وهي أيضًا شكل من أشكال الرياضة في العديد من البلدان، وكثيرًا ما يذهب الكثير من الناس إلى الحدائق المائية والبحيرات للاستمتاع بالسباحة وممارسة أنشطة الرياضات المائية الأخرى، ويؤكد خبراء الصحة واللياقة البدنية دائمًا على أهمية تضمين السباحة في نظام التمرين للحفاظ على الصحة، حيث تعمل السباحة على تحسين الدورة الدموية في الجسم وتزيد من قوة وتحمل القلب والأوعية الدموية وهي كذلك تمرين كامل لجميع العضلات، وتعد السباحة من أفضل الوسائل للحصول على الاسترخاء وتجديد النشاط والتحكم بالوزن وتحسين محيط الجسم.
علاوة على الفوائد الصحية يتخذ الكثير من الأشخاص السباحة كمهنة أيضًا، حيث تشمل المهن المرتبطة بالسباحة على حراس الإنقاذ في أحواض السباحة والشواطئ لمساعدة الأشخاص غير القادرين على السباحة أو أولئك الذين يواجهون مشاكل أثناء السباحة، وكذلك يتولى بعض السباحين الخبراء مهمة مدرب سباحة لتعليم وتوجيه السباحين المبتدئين، وتكمن مهمتهم في تعليم المشتركين تقنية مقاومة المياه وأشكال السباحة المختلفة، وفي هذه الجزئية ينصح المدربون المبتدئين ارتداء زي السباحة المناسب لتقليل الاحتكاك وتسهيل السباحة دون عوائق.
نظرًا للخطر الكبير المترتب على السباحة من المستحسن أن يبدأ السباحون الجدد تمارينهم تحت إشراف وتدريب مدرب سباحة ماهر فقد يكون من المميت دخول بركة السباحة دون تدريب مسبق.[1]
فوائد السباحة
تشمل الفوائد الصحية للسباحة على:[2]
- تمرين كامل الجسم: تستخدم السباحة جميع عضلات الجسم ومن خلالها يمكن الحصول على تمرين كامل الجسم، ولأن ممارسة الرياضة في الماء تتطلب مجهودًا كبيرًا نظرًا لمقاومة المياه فإن السباحة لمدة 30 دقيقة تساوي 45 دقيقة من نفس النشاط على الأرض.
- الحفاظ على اللياقة: إن ممارسة السباحة لمدة 30 دقيقة فقط لثلاث مرات في الأسبوع إلى جانب نظام غذائي صحي ومتوازن وأسلوب حياة صحي(الابتعاد عن التدخين وغيره من المواد الضارة) هي واحدة من أفضل الطرق للحفاظ على اللياقة والصحة وتحسين القدرات العقلية.
- التخفيف من التوتر والاسترخاء: من خلال ممارسة السباحة بانتظام من الممكن تخفيض مستويات التوتر، والحد من القلق والاكتئاب، وتحسين أنماط النوم.
- المحافظة على الوزن: تعد السباحة من أكثر الطرق فعالية لحرق السعرات الحرارية، حيث يمكن حرق أكثر من 200 سعرة حرارية في نصف ساعة فقط وهذا يعادل المشي لأكثر من ساعة ونصف.
- التقليل من خطر الإصابة بالأمراض: بالإضافة إلى أن السباحة تمرينًا رائعًا للقلب والأوعية الدموية، تُساعد السباحة أيضًا لمدة 30 دقيقة فقط في الأسبوع في الحماية من أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع 2.
- داعمة للجسم: يدعم الماء ما يصل إلى 90% من وزن الجسم، ولذلك في حال الإصابة بالكاحل مثلًا أو التعرض لإصابة أو مرض طويل الأمد لن يمنع ذلك من ممارسة السباحة للحفاظ على النشاط.
- الزيادة من مستويات الطاقة: غالبًا ما يكون الخمول وليس الشيخوخة مسؤولًا عن نقص الطاقة لدى الناس، ولذلك يُنصح بممارسة السباحة لمدة 30 دقيقة لثلاث مرات في الأسبوع من أجل تعزيز مستويات الطاقة من خلال زيادة معدل التمثيل الغذائي.
- التحرك دون تعرق: قد يمنع العرق الكثير من الأشخاص من ممارسة العديد من التمارين، وهذا الأمر لا ينعكس على السباحة وذلك بسبب التبريد المستمر من الماء للجسم.
تاريخ السباحة
لقد عرف البشر كيفية السباحة طوال التاريخ، وتعلموا على مر السنين كيفية تحسين مهارات السباحة للمساعدة في التغلب على مقاومة المياه، وفيما يلي بعض الحقائق التاريخية الأكثر إثارة حول أصل السباحة كرياضة ونشاط تنافسي:[3]
- السباحة في التاريخ الحديث المبكر: خلال فترة العصور الوسطى وعصر النهضة الإيطالية ابتكر بعض المخترعين والمبدعين فكرة تحسين مهارات السباحة لمساعدة الناس على تعلم كيفية السباحة بطرق أكثر كفاءة، فقد كتب المؤلف الفرنسي "Melchisedech Thevenot" كتابًا بعنوان فن السباحة في عام 1696 جاعلاً منه أول عمل تعليمي مطبوعة حول بعض مهارات السباحة لتعليم الناس كيفية السباحة بطريقة صحيحة، وبعد مائة عام، في عام 1798، كتب المؤلف "GutsMuths" كتابًا باللغة الألمانية بعنوان مترجم باللغة الإنجليزية لفن السباحة من أجل الدراسة الذاتية والذي أصبح أداة تعليمية قياسية في تعليم الناس كيفية السباحة، وكان هذا ما مهد الطريق للسباحة لتصبح رياضة مشهورة وتنافسية في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم.
- السباحة كرياضة تنافسية: على الرغم من أن السباحة وتقنيات السباحة المختلفة كانت موجودة منذ فترة طويلة إلا أنها ظهرت أول مرة كرياضة تنافسية في إنجلترا في أوائل القرن التاسع عشر عندما تقرر افتتاح حمامات سانت جورج كأول مسبح عام في عام 1828، وبعد بضع سنوات تشكلت الجمعية الوطنية للسباحة وبدأت بإجراء مسابقات متسقة للسباحة حول لندن، وبعد ذلك افتتحت العديد من حمامات السباحة العامة وازدادت شعبية رياضة السباحة على نطاق سريع، وأصبحت الرياضة شائعة جدًا لدرجة أن الناس من مختلف الدول والثقافات قرروا المشاركة في الحدث.
- توسع انتشار السباحة كرياضة تنافسية: بحلول أواخر القرن التاسع عشر انضمت العديد من البلدان الأخرى للسباحة التنافسية وأنشأت منظمات وطنية خاصة بها، حيث أسست ألمانيا وفرنسا والمجر اتحاداتهم الوطنية للسباحة، وعقدت اسكتلندا أول مسابقة سباحة للنساء في عام 1892 بعد أن جعلت امرأة تدعى نانسي إيدبرج السباحة النسائية رياضة مشروعة من خلال منح الناس إمكانية الوصول إلى دروس السباحة في جميع الأعمار وجميع الأجناس.
أقيمت أول مسابقة سباحة أولمبية في أثينا عام 1896 وتضمنت أربعة أحداث للسباحة: 100 متر، 500 متر، 1200 متر للسباحة حرة، ومنذ صعودها ونجاحها كرياضة تنافسية استمر التطوير على مهارات السباحة بسلسلة من الابتكارات والتقنيات التي وحدت دور الاحتراف في السباحة في جميع أنحاء العالم، والآن تتمتع السباحة التنافسية في جميع دول العالم تقريبًا وتستمر في إحداث تأثير كبير في الألعاب الأولمبية وما بعدها.
تقنيات السباحة
من خلال التالي من الممكن التعرف على أبرز تقنيات السباحة وطريقتها، وهي:[4]
- الزحف الأمامي: تُعرف هذه التقنية أيضًا باسم " الأسلوب الحر "، وتمنح السباح أقصى سرعة بأقل جهد، وتتضمن هذه التقنية وضعية العرض الأفقي (الوجه لأسفل)، ومن خلال ركلات الرفرفة وحركات تحريك الذراع البديلة يُخلق الدفع اللازم للتحرك، وتتضمن العضلات المستخدمة في الزحف الأمامي على:
* عضلات البطن ومهمتها الحفاظ على انسيابية الجسم ورفعه أثناء التنفس.
* عضلات الساعدين للمساعدة على سحب الماء للخلف.
* عضلات الساقين من أجل الحفاظ على وضع متوازن.
* عضلات الكتف بهدف مساعدة اليدين على التحرك تحت الماء.
- سباحة الصدر: وتكون من خلال من خلال تحريك الجسم إلى وضع مائل من وضع أفقي، وتساعد الركلات الشبيهة بحركات الضفدع وحركة اليد المتزامنة داخل الماء الجسم على الانزلاق عبر الماء، بينما يتم ثني الأرجل وركلها داخل الماء لدفع الجسم إلى الأمام، ويُشار إلى أن هذه التقنية هي الأبطأ بين جميع تقنيات السباحة، وفي العموم تُعلم تقنية سباحة الصدر للمبتدئين أولاً لأن الرأس يكون فوق سطح الماء معظم الوقت، وتتضمن العضلات المستخدمة في سباحة الصدر على:
* عضلات الصدر: من أجل تحريك الذراعين إلى الداخل لدفع الماء للخلف.
* عضلات اليدين والساقين: تُستخدم لدفع الجسم إلى الأمام.
- سباحة الفراشة: تتضمن تقنية سباحة الفراشة وضعية الانبطاح، وهي مرهقة للغاية وشاقة بالنسبة للأنواع الأخرى من التقنيات، وفيها يتم تحريك الجسم بطريقة تشبه الأمواج من خلال تحريك الصدر والورك إلى أعلى وأسفل سطح الماء حيث تخضع الأرجل لحركة شبيهة بحركة الدلفين مما يعني أن كلا الساقين تبقى معًا أثناء ركلها في الماء، ويُشار إلى أن تقنية سباحة الفراشة هي واحدة من أصعب التقنيات حيث إن التموجات وركلة الدلافين وحركات الذراع ليست سهلة التعلم، وتتضمن العضلات المستخدمة في هذه التقنية على:
* عضلات البطن وأسفل الظهر: وتُستخدم من أجل رفع الجسم من الماء عند التنفس.
* عضلات الساقين: وتُستخدم من أجل التحرك مثل الدلفين لدفع الجسم للأمام.
* عضلات الكتفين، والعضلة ذات الرأسين وثلاثية الرؤوس.
- سباحة الظهر: وهي التقنية الوحيدة التي يكون فيها السباح على ظهره والرأس لأعلى، وهذه التقنية شبيهة إلى حد كبير بتقنية الزحف الأمامي باستثناء اختلاف رئيسي واحد وهو أن الوجه لأسفل في تقنية الزحف الأمامي، وتتضمن العضلات المستخدمة في هذه التقنية على:
* عضلات الكتف.
* عضلات أسفل الساق.
* العضلات الصغيرة في الكفة المدورة وخاصة تحت العضلة الصغيرة.