السلطان محمد الفاتح

السلطان محمد الفاتح

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

سيرة السلطان محمد الفاتح

وُلد السلطان محمد الفاتح في عام 1429 ميلادي وتوفي في عام 1481 ميلادي، وهو نجل السلطان مراد الثاني الذي حكم الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1451 ميلادي.


خلال طفولته كان محمد الفاتح غير مهتم بالتعليم ولكنه بدأ دراسة جادة بعد أن تتلمذ على أيدي بعض العلماء مثل الشيخ أحمد بن إسماعيل الكوراني والشيخ آق شمس الدين وغيرهما الذين علموه الدين واللغة والمهارات والجغرافيا الطبيعية وعلم الفلك والتاريخ، وبعد أن كبر أصبح محمد الفاتح ملمًا في الشؤون الحربية ومخططًا موهوبًا للمعارك وخبيرًا في مجال العلوم والرياضيات، وكان يتقن 6 لغات منذ سن 21 عامًا، وتميز بذكاءه وامتلاكه قوة الإرادة للوصول إلى هدفه لاسيما هدف فتح القسطنطينية.[1]



صفات السلطان محمد الفاتح

كانت أهم الخصائص القيادية للسلطان محمد الفاتح إيمانه القوي بالله وإيمانه بصدق الهدف، وكان متمسكًا بتعاليم الإسلام وصاحب خلق كبير، وفي الجانب العسكري كان السلطان الفاتح يدرك أن عليه أن يضع قاعدة قوية للبدء منها للوصول إلى النجاح، وهنا يمكن القول بأنه اتسم بسلوكين مميزين، تمثل الأول بالتصميم الجاد والقوي لتحقيق رؤيته، والثاني إيمانه بأنه بدون توفيق الله تعالى له لن تنفعه مخططاته وجهوده، ولذلك عُرف عنه أنه لم يتخل أبدًا عن صلاة التهجد (قيام الليل) منذ أن وصل سن البلوغ حتى مات حيث كان يدعو الله تعالى ويسأله النصر والتوفيق والسداد في الرأي، ومن أجل بناء جيش قوي أمر السلطان محمد الفاتح جميع جنوده بالحفاظ على الصلوات الخمس وأدائها في موعدها، فالصلاة هي مصدر القوة الداخلية والخارجية للمسلم وفي نفس الوقت حثهم على التدرب بجد من أجل تطوير مهاراتهم العسكرية، وبذلك كانت جيوشه من بين أقوى الجيوش، وأكثرهم تقوى وطاعة لله تعالى، وكذلك أكثرهم ولاءً في تاريخ الإمبراطورية العثمانية.


خلال النهار كان محمد الفاتح حريصًا على مراقبة تدريب جنوده، وفي الليل كان يتجول بين خيام جنوده ليذكرهم بقراءة القرآن وصلاة الليل، ويمكن اختصار حياة السلطان محمد الفاتح كما وصفها عبد السلام عبد العزيز فهمي - أستاذ اللغات الشرقية المساعد جامعة عين شمس- بأن السلطان محمد الفاتح كان يقضي وقته بين التعبد لله تعالى والتدريب العسكري.[2]



فتح القسطنطينية وتحقق البشارة

بعد الانتهاء من استعداداته سار السلطان محمد الفاتح إلى القسطنطينية بجيش مكون من مائتين وخمسة وستين ألف مقاتل وكان يتضمنه قوات المشاة والفرسان بالإضافة إلى المدافع الضخمة التي دعمت هذا الجيش.


حاصر جيش محمد الفاتح القسطنطينية وبدأت المدافع العثمانية بإطلاق صواريخها على أسوار المدينة المحصنة ليلًا ونهارًا ومن حين لآخر، وقد فاجأ السلطان العدو بخطة حرب جديدة حتى فقد المدافعون عن المدينة سيطرتهم واستسلمت قواتهم، وفي فجر يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى عام 827 هجري، الموافق 29 أيار 1453 ميلادي تمكنت القوات العثمانية من اختراق الجدران الدفاعية وإبعاد المدافعين عن الحصن الذين لاذوا بالفرار، وقد فوجئ شعب القسطنطينية عندما رأوا الأعلام العثمانية تلوح على جدرانها والجنود العثمانية يتدفقون إلى المدينة.


بعد أن غزت القوات العثمانية مدينة القسطنطينية وصل السلطان محمد على جواده في موكب كبير ضم وزراءه وقادة جيشه، ومنذ ذلك الوقت عرف السلطان باسم محمد الفاتح بسبب فتح القسطنطينية، وتعالت صرخات التكيبر والتهليل شكرًا لله تعالى على تمكينه لهم ونصرهم على عدوهم، وبعد ذلك سار موكب السلطان إلى أن وصل إلى كنيسة آيا صوفيا حيث تجمع سكان المدينة، فلما علموا أن السلطان قد اقترب خرّوا على ركبهم وكانوا يبكون ويصرخون لأنهم لا يعرفون مصيرهم وما سيفعله السلطان محمد لهم، ولما وصل السلطان نزل من على حصانه وصلى ركعتين شكرًا لله تعالى ثم خاطب أهل المدينة مطمئنًا لهم أن حياتهم محمية ولن يمسهم سوء، وقد كان السلطان متسامحًا جدًا ورحيمًا مع أهل المدينة وتصرف وفقًا لتعاليم الإسلام، وأمر جنوده بمعاملة أسرى الحرب بطريقة جيدة، ويُذكر عنه أنه دفع الفدية لعدد كبير من أسرى الحرب من ماله الخاص، كما سمح لأولئك الذين غادروا المدينة عندما كانت تحت الحصار بالعودة إلى ديارهم.


أمر السلطان محمد بتحويل الكنيسة إلى مسجد ولأول مرة سُمع صوت الآذان من هذا المكان، وحتى الآن لا يزال هذا المسجد معروفًا باسم مسجد آيا صوفيا، وكذلك قرر السلطان جعل القسطنطينية عاصمة بلاده، وأطلق عليها اسم ""إسلامبول" أي "مدينة الإسلام".[3]



ازدهار الإمبراطورية العثمانية

من خلال التالي من الممكن التعرف على أبرز مراحل تطور الإمبراطورية العثمانية:[4]


- كانت الإمبراطورية العثمانية واحدة من أقوى وأطول السلالات في تاريخ العالم، وقد حكمت هذه القوة العظمى التي يديرها الإسلام مناطق واسعة من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشمال إفريقيا لأكثر من 600 عام.

- في الإمبراطورية العثمانية أُعطِيَ القائد المعروف باسم "السلطان" سلطة دينية وسياسية مطلقة على شعبه، وفي حين كان الأوروبيون الغربيون ينظرون إليهم بصورة عامة على أنهم تهديد فإن العديد من المؤرخين عدوا الإمبراطورية العثمانية مصدرًا للاستقرار والأمن للإقليمين العظيمين بالإضافة إلى الإنجازات الهامة في الفنون والعلوم والدين والثقافة التي افادوهم بها.

- أسس عثمان الأول، زعيم القبائل التركية في الأناضول، الإمبراطورية العثمانية حوالي عام 1299، ومصطلح "الإمبراطورية العثمانية" مشتق من اسم عثمان المؤسس لها.

- تمكن الأتراك العثمانيون من تشكل حكومة رسمية وتوسعة أراضيهم تحت قيادة عثمان الأول، وأورهان، ومراد الأول وبيزيد الأول.

- في عام 1453 قاد محمد الثاني الفاتح الأتراك العثمانيين إلى السيطرة على مدينة القسطنطينية القديمة، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وبهذا وُضع نهاية لحكم الإمبراطورية البيزنطية لمدة 1000 عام كي تصبح مركزًا دوليًا مهيمنًا للتجارة والثقافة.

- بعد أن توفي السلطان محمد الفاتح عام 1481 أصبح ابنه الأكبر بايزيد الثاني السلطان الجديد، وبحلول عام 1517 تمكن ابن بايزيد، سليم الأول، من وضع سوريا والجزيرة العربية وفلسطين ومصر تحت السيطرة العثمانية.

- وصلت الإمبراطورية العثمانية إلى ذروتها خلال الفترة بين 1520 و1566 في عهد سليمان القانوني، فقد تميزت هذه الفترة بالقوة العظمى والاستقرار والاقتصاد المزدهر، بالإضافة إلى ذلك أنشأ السلطان سليمان نظامًا قانونيًا موحدًا ورحب بأشكال مختلفة من الفنون والأدب وتوسعت إمبراطوريته كي تضم مناطق من أوروبا الشرقية.

- ضمت الإمبراطورية العثمانية في أوج ازدهارها تركيا، واليونان، وبلغاريا، ومصر، وهنغاريا، ومقدونيا، ورومانيا، والأردن، وفلسطين، ولبنان، وسوريا وبعض الأجزاء من شبه الجزيرة العربية بالإضافة إلى أجزاء واسعة من الشريط الساحلي لشمال إفريقيا.

- في مجال الفن والعلوم عُرف العثمانيون بإنجازاتهم كم دل على ذلك الآثار الموجودة في إسطنبول والمدن الرئيسية الأخرى التي كانت جزءًا من الإمبراطورية، وشملت بعض أشكال الفن الأكثر شعبية الخط، والرسم، والشعر، والمنسوجات، والسيراميك والموسيقى، وقد ساعدت العمارة أيضًا في تحديد الثقافة العثمانية.

- تعلم العثمانيون ومارسوا الرياضيات المتقدمة، وعلم الفلك، والفلسفة، والفيزياء، والجغرافيا والكيمياء، بالإضافة إلى ذلك اشتهر العثمانيون بأعظم التطورات في الطب من خلال اختراع العديد من الأدوات الجراحية التي لا تزال تستخدم اليوم، مثل الملقط والقسطرة والمشارط وغيرها.




  

المراجع

[1]kanshaforlife

[2]shamylshalyzad

[3]islamweb

[4]history



عدد المشاهدات 1920


Top

Top