السياحة في الأردن
السياحة هي خامس أكبر قطاع مساهمة في الأردن، حيث تشكل 10% من الاقتصاد الوطني وتؤمن فرص عمل لأكثر من 50000 شخص، فمن خلال التاريخ الغني للبلاد مدعومًا بتقاليد راسخة من الضيافة يلقي قطاع السياحة المحلية الضوء على كنوز الأردن الفريدة، ويسعى لتعريف الزوار المحليين والأجانب بأماكن وتجارب مميزة لا يمكن العثور عليها إلا على الأراضي الأردنية، فعلى الرغم من صغر حجم الأردن نسبياً إلا أنه يزخر بالأماكن الأثرية، والمواقع الدينية والمناظر الطبيعية المتنوعة بصورة لا تصدق.
يفتخر الأردن بتاريخ مليء بمجموعة واسعة من الإمبراطوريات والحضارات والتي أثرت على البلاد خاصة من الناحية الاقتصادية، فقد جذبت مدينة البتراء، وهي أكثر مناطق الجذب السياحي شعبية في الأردن، والمعروفة باسم "المدينة الورديه" 465000 زائرًا في عام 2016، بالإضافة إلى مدينة جرش التي تضم مجموعة من الآثار التي تعكس معالم الحضارة الرومانية، وكذلك البحر الميت الذي يقع في أخفض نقطة على الأرض، إلى جانب مناخ البلاد المعتدل على مدار العام والجو من الأمن والتسامح في منطقة تعاني من عدم الاستقرار، وكل ما سبق جعل الأردن وجهة سفر آمنة ومرحبة، ففي عام 2016 استقبل الأردن 6.4 مليون زائر بزيادة 33.5% مقارنة بالعام الذي قبله.[1]
أشهر المعالم السياحية في الأردن
بالرغم من الاضطرابات المستمرة والصراعات في الدول المجاورة، ما زال الأردن يتمتع ببيئة مستقرة وآمنة جعلت منه وجهة سياحية رئيسة في الشرق الأوسط، وقد ساهم بهذا ما يتميز به من عجائب طبيعية فريدة، ومناظر خلابة لم تتدخل يد الإنسان بتشكيلها، ويضم الأردن مجموعة من المواقع الأثرية المثيرة للإعجاب والتي أعْتُرفَ بعدد منها كمواقع للتراث العالمي لليونسكو، وفيما يلي عدد من أبرز هذه الأماكن:[2]
- البتراء: جعلت الهندسة المعمارية الجيولوجية لمدينة البتراء من هذا الموقع رمزًا وطنيًا للبلاد ومنافسًا بارزًا لتصبح أحد عجائب العالم، وقد كانت المدينة والتي تعد اليوم من أبرز مناطق الجذب السياحي في الأردن عاصمة لمملكة الأنباط، وتوجد في وادٍ معزول، وهي منحوتة من جوانب الجدران الجبلية ذات اللون الوردي، وبعد المشي في ممر ضيق يُعرف بالسيق والذي يبلغ طوله كيلو متر واحد يستطيع الزائر مشاهدة أكثر ما يميز البتراء وهي الخزنة، إلى جابب ذلك تضم المدينة مجموعة من الأماكن الأخرى المثيرة مثل المقابر، والمدر، والدير وغيرها.
- وادي رم: وهو منظر صحراوي أحمر مثير للإعجاب وغني بتشكيلات صخرية تعكس لوحة فنية رائعة، وهذا المكان هو المفضل لصانعي الأفلام لمحاكاة سطح كوكب المريخ، وذلك بسبب الرمال الحمراء المدهشة، ويُعرف وادي رم كذلك باسم وادي القمر، ويُشار إلى أن وادي رم عبارة عن أعجوبة طبيعية ساهمت بتشكيله مجموعة من الظروف المناخية والعوامل الطبيعبة عبر ملايين السنين، وفي هذا المكان من الممكن مشاهدة أجمل غروب للشمس، ويمكن كذلك قضاء ليلة جميلة في الخيام والمقدمة من البدو شبه الرحل.
- جرش: تقع جرش على بعد حوالي 50 كيلو متر شمال العاصمة عمان وهي موطن أنقاض مدينة جراسا الرومانية القديمة، حيث تُعد هذه المدينة بوجود الآثار المحاطة بالجبال الخضراء والوديان أفضل الوجهات السياحية في المملكة، وهي شهادة على التخطيط الحضري الروماني الرائع، ومن بين أهم مناطق الجذب فيها قوس هادريان الضخم (الذي بُني للاحتفال بزيارة الإمبراطور نفسه)، واثنين من المدرجين، ومعبد أرتميس، وساحة بيضاوية واسعة محاطة بالكامل بأعمدة عالية.
- مأدبا: وهي مدينة سوقية صغيرة متنوعة ثقافياً تحتوي على مجموعة من الفسيفساء التي تعود إلى العصر البيزنطي والأموي، وتعُرف مأدبا بمدينة الخرائط، حيث تكتسب خريطة مأدبا أهمية خاصة، وهي عبارة عن فسيفساء بطول 16 متر × 5 أمتار موجودة في كنيسة سانت جورج الأرثوذكسية تصور أقدم خريطة للأرض المقدسة مع وجود القدس في مركزها، ويُفضل عند زيارة هذه المدينة استكشاف مناطق الجذب الرئيسة فيها سيراً على الأقدام، ويمكن للزائرين الوصول إليها بسهولة من خلال افتتاح متنزه أثري.
- البحر الميت: يعد البحر الميت أحد أهم أماكن الجذب السياحي في المملكة، حيث تعد القيادة في منظر طبيعي جاف إلى أدنى نقطة على سطح الأرض، والوصول إلى الساحل المليء بالمياه المالحة، ومن ثم الوصول إلى المياه شديدة الانتعاش في البحر تجربة لا مثيل لها بصرف النظر عن عدد من المنتجعات الصحية المحلية المجاورة.
السياحة العلاجية في الأردن
يحتل الأردن المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والخامس في العالم في مجال الرعاية الصحية، فقد تلقت السياحة العلاجية في الأردن استثمارات ضخمة، وعلاوة على التكاليف العلاجية المنخفضة نسبيًا والتي تصل إلى من 10% إلى 30% من التكاليف الأمريكية، يعد الأردن واحدًا من الدول القليلة التي يسهل السفر إليها وذلك بسبب علاقاته الدبلوماسية الكبيرة مع البلدان الأخرى حتى أن معظم الجنسيات لا تتطلب الحصول على تأشيرة لدخول الأراضي الأردنية، وتضمن معايير الجودة العالية في الرعاية الصحية في الأردن والتي تتوافق مع العديد من الاعتمادات الدولية والمحلية التي حصلت عليها معظم المستشفيات أن يحصل الزوار على أفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، ويُشار إلى أنه يوجد في الأردن مجلس اعتماد خاص بالرعاية الصحية وهو معتمد من قبل "ISQua"، وهذا يضمن بأن تكون الرعاية الصحية في البلاد مطابقة للمعايير الدولية، وقد شهدت السياحة الطبية في الأردن زيادة في عدد الزوار على مر السنين، ويرجع ذلك أساسًا إلى المستوى العالي من الخبرة التي تقدمها المستشفيات في البلاد، فإلى جانب استخدام أحدث التقنيات في العلاج، يكون اعتماد عدد من الأطباء في المستشفيات الرائدة في الأردن من قبل المجلس الأمريكي أو زمالة المملكة المتحدة وهذا يضمن الكفاءة، بالإضافة إلى اتخاذ العديد من التدابير لضمان عدم وجود حاجز لغوي أمام المرضى الزائرين، حيث إن معظم المستشفيات تدرب العاملين عندها باللغة الإنجليزية والعربية والروسية، أما العلاجات الأكثر شعبية في الأردن فتشمل على الجراحة التجميلية، والجراحة العصبية، وجراحة العظام، وزرع الأعضاء وغيرها الكثير، ومن الجدير بالذكر أنه في حال اختيار الأردن كوجهة للسياحة العلاجية سيكون هنالك فرصة لقضاء بعض الوقت في زيارة بعض الأماكن الدينية الشهيرة في البلاد، حيث تحظى بعض الوجهات الشعبية باحترام خاص من الديانتين الإسلامية والمسيحية بما في ذلك جبل نيبو حيث يعتقد أن موسى ذهب لرؤية أرض الميعاد، ونهر الأردن حيث عمد يسوع المسيح.[3]
أشهر المأكولات الأردنية
يمتاز الأردن بمجموعة من المأكولات الشهية والحلويات، نذكر منها:[4]
- المنسف: يعد المنسف واحدًا من أكثر الأطباق شعبية في الأردن، والمنسف عبارة عن طبق لحم ضأن مطهو في اللبن ويقدم مع الأرز أو البرغل، ويُشار إلى أنه مع وجود العديد من الاختلافات في إعداد المنسف من منطقة إلى أخرى إلا أن أساس إعداد الطبق (لحم الضأن واللبن) يظل كما هو، وعلى الرغم من أن المنسف طبق أردني شهير إلا أنه يوجد كذلك في المملكة العربية السعودية وفلسطين.
- البقلاوة: تعد البقلاوة واحدة من أكثر الأطعمة الحلوة شعبية في الأردن، كما أنها تحظى بشعبية كبيرة على المستوى الدولي، والبقلاوة عبارة عن فطيرة مع طبقة من الجوز والفستق والعسل، وتباع هذه الحلويات على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد وفي جميع محال الحلويات وبعض المخابز.
- الفلافل الأردني: وهو من الأطعمة الشعبية الأخرى المشهورة في أنحاء العالم، وبالرغم من أن الفلافل طعام مصري تقليدي إلا أن الأردن معروف بإعداده لأفضل أنواع الفلافل مذاقًا في الشرق الأوسط، وتتكون هذه الوجبة الخفيفة الشهية من الحمص المطحون والبهارات التي يتم دمجها معًا في أشكال دائرية، وفي الأردن يمكن أن يؤكل الفلافل كوجبة خفيفة جانبية أو حتى كحشوة للشطيرة، ومن الممكن الحصول على الفلافل في العديد من المطاعم المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، ويمكن تناولها في وجبات الإفطار والغداء والعشاء.
- الكنافة: وهي عبارة عن حلويات لذيذة مصنوعة من الجبن المبشور، وماء الورد والسكر، وتُستخدم عادة كحلوى تُقدم في المناسبات والأفراح، والكنافة عبارة عن طبق شرق أوسطي شهير يمكن الحصول عليه في جميع محال الحلويات.