السياحة في سوريا
لا يوجد بلد في العالم لديه التراث الثقافي الذي تملكه سوريا، فحتى يومنا هذا، تمتلك سوريا جميع الجوانب السياحية إلى جانب تراث ثقافي وتقليدي غني جعلها محط نظر العديد من السياح من مختلف أنحاء العالم، وذلك لما تحتويه على أماكن تاريخية قديمة مثل"أوغاريت" وهو المكان الذي اكتشف فيه قوائم الحروف الأبجدية الأولى عام 1928، ومنطقة "ريا"المعروفة بتراثها وطبيعتها الخلابة وآثارها القديمة، بالإضافة إلى انتشار المساجد، والكنائس والقلاع في العديد من المدن المختلفة والمواقع القديمة التي لا تعد ولاتحصى والتي جذبت السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة هذا التراث العظيم والاستمتاع به.[1]
أشهر الأماكن السياحية في سوريا
على الرغم من تأثر السياحة في سوريا نتيجة الحرب إلا أنه يوجد بعض الأماكن الجميلة والآمنة التي يمكن زيارتها، منها:[2]
- مدينة دمشق القديمة: تعد دمشق أقدم مدينة في العالم، ولا تزال كما كانت دائماً تزخر بالحياة في أسواقها وخاناتها ومطاعمها التقليدية، ويوجد في دمشق العديد من المواقع التاريخية المهمة ومعظمها موجود داخل مدينة دمشق القديمة والمعروفة محلياً باسم الشام القديمة وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1979، وتحيط بالمدينة القديمة جدران قلعة دمشق، وتضم سبعة أبواب بناها الرومان للترحيب بالناس من جميع الاتجاهات ليضيف المسلمون في وقت لاحق الباب الثامن، وقد تركت العديد من الحضارات بصماتها في المدينة من البيزنطيين والرومان إلى الأمويين والعثمانيين مما جعل المدينة نموذجًا رئيسًا للتناغم الثقافي والتاريخي.
عند زيارة دمشق من الممكن الذهاب إلى الجامع الأموي، وقصر العظم، والباب الشرقي، والبيت القديم في حنانيا والعديد من الوجهات الشهيرة الأخرى، ومع ذلك تمتلك المدينة القديمة في دمشق جواهر أخرى مخفية لتقدمها مثل مقهى النفارة والذي يعد أحد أقدم المقاهي وأكثرها شعبية في دمشق ويقع على بعد 10 أمتار من الجامع الأموي، وقد أصبح هذا المقهى مشهورًا جدًا بسبب "الحكواتي" الذي يروي دائمًا قصة مثيرة عن فارس عربي شجاع، وتعد زيارة هذا المقهى تجربة فولكلورية دمشقية حقيقية لا ينبغي تفويتها، ويمكن أيضًا زيارة الأسواق الرائعة والخانات في المدينة القديمة التي تقدم أفضل الهدايا التذكارية الشرقية، وتحتوي المدينة القديمة كذلك على حمامات تقليدية تشبه حمامات البخار تساعد على الاسترخاء بعد يوم طويل ومجهد، ويعد حمام نور الدين همام هو الأكثر شهرة وهو أعجوبة معمارية شرقية، وإلى جانب ذلك يوجد في دمشق العديد من الفعاليات الثقافية التي تقام على مدار العام من أمسيات الشعر إلى المسرحيات والفعاليات الموسيقية ومهرجانات الرقص والمهرجانات الفولكلورية، وبالرغم من الظروف الصعبة فإن الشعب السوري لا يزال يبحث عن الجمال ويخلق فنًا جميلًا ليدهش العالم.
- قلعة صلاح الدين الأيوبي: في منتصف سلسلة جبال سوريا الساحلية الخلابة وفي مدينة اللاذقية تقف قلعة صلاح الدين بفخر كدليل دائم على الحضارات الماضية، وقد بُنيت هذه القلعة التي تعود إلى القرون الوسطى أثناء السيطرة البيزنطية على المنطقة واستولى عليها لاحقًا القائد صلاح الدين وجيشه في عام 1188، وتعد القلعة مثالًا أصيلًا وبارزًا للهندسة المعمارية المحصنة، ولحسن الحظ أنها لم تتضرر كثيرًا بسبب الحرب الأهلية في البلاد، ويُشار إلى أن القلعة هي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
- الشهباء: وهي مدينة رومانية قديمة بنيت على الجبال العربية في محافظة السويداء في سوريا، وقد شُيِّدت الشهباء - المعروفة أيضًا باسم فيليبوبوليس - على يد الإمبراطور الروماني فيليب العربي في عام 244 م، وقد كانت الشهباء موطنه الأصلي ولذلك كان مهتمًا بها فأنشأ المسارح، والمعابد، والحمامات الرومانية والقصور مما جعل الشهباء واحدة من أشهر المدن الرومانية في الشرق، ولسوء الحظ وبعد وفاة الإمبراطور فيليب العربي، توقف البناء وانتهى العصر الذهبي للمدينة، ومع ذلك ظلت الشهباء محفوظة بصورة جيدة ولم تتغير طوال هذا الوقت وأصبحت نقطة جذب مثيرة للسياح، ويوجد في المدينة اليوم متحف يعرض فسيفساء رومانية رائعة وغنية.
- بصرى: تقع مدينة بصرى في جنوب سوريا وهي أحد المواقع التراثية العالمية التابعة لليونسكو، وقد كانت بصرى موقعًا أثريًا جميلًا يسكنه الرومان والبيزنطيون والمسلمون، ويعد المسرح الروماني من أشهر المعالم في بصرى، فقد بُني باستخدام البازلت الأسود مما منحه القوة والجمال، أما سعته فتصل إلى 15000 متفرج مما يجعله من بين أكبر المسارح التي بنيت في الحضارة الرومانية، ويستخدم المسرح اليوم لعقد الحفلات الموسيقية والمهرجانات وغيرها من الأحداث الثقافية.
- جبل قاسيون: للحصول على منظر بانورامي خلاب لدمشق من الممكن زيارة جبل قاسيون، حيث يمنح هذا الجبل فرصة لا مثيل لها للتمتع بالمناظر الجميلة وزيارة المطاعم التي تقدم الطعام السوري الشهير واللذيذ، ويحتوي الجبل أيضًا على ميزات مهمة أخرى تجعله مشهورًا بين الزائرين، حيث يعتقد أن قابيل قتل هابيل على هذا الجبل بالقرب من كهف يحمل اسم "كهف الدم"، بالإضافة إلى كهف آخر مشهور في الجبل يُقال أنه كان مأوى لأصحاب الكهف المذكروين في القرآن الكريم والمصادر المسيحية.
أثر الحرب على السياحة في سوريا
تسببت الحروب على الأراضي السورية بتحطم الاقتصاد الناتج عن السفر والسياحة، فقد كانت الحرب السورية تُوصف على أنها أكثر النزاعات وحشية في العالم في القرن الماضي مما جعل البلاد بأكملها خطيرة للغاية على جميع الزوار الدوليين، وأدت هذه الحروب أيضًا إلى أكبر أزمة دولية للاجئين منذ عقود، وبسببها دُمّرت المواقع السياحية الرئيسة نتيجة القصف، وفرضت غالبية دول المصدر على القادمين الوافدين حظر سفر ودعت مواطنيها إلى مغادرة سوريا على الفور، وقد تسببت الحرب كذلك في ضعف غير مسبوق في الاقتصاد السوري والذي كان له تأثيرًا سلبيًا على السياحة الخارجية أيضًا، وأوقفت جميع شركات الطيران الدولية الكبرى رحلاتها من وإلى سوريا بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بالقرب من المطارات الرئيسة في مدن مثل دمشق وحلب وغيرها، أما الفنادق السورية فقد كانت ضحية رئيسة أخرى للنزاع المستمر في البلاد حيث تدمّر عدد كبير منها بالقصف والغارات الجوية لاسيما في مدينة حلب التي نالت الحصة الأكبر من الدمار والخراب.[3]
أطيب المأكولات السورية
يشمل المطبخ السوري على العديد من الأطباق الشهية مثل الكبة، والكباب الحلبي، والوراق، والعناب، والحمص، والتبولة، والفتوش، والشاورما، والمجدرة، والشنكليش، والسجق، والباسترما، والبقلاوة، وورق العنب المحشو والذي يُوجد منه نوعان هما اليبرق وهو ورق عنب محشو بالأرز واللحم المفروم المطبوخ ويقدم ساخنًا، واليالنجي وهو ورق عنب محشو بالأرز ويقدم باردًا وغيرها الكثير من الأطباق، وإلى جانب ذلك توجد مجموعة من المقبلات المعروفة باسم"المزة" والتي تُؤكل قبل البدء بالطبق الرئيسي مثل الزعتر، ولحم البقر المفروم والجبن، بالإضافة إلى الخبز العربي المسطح الذي يؤكل دائمًا مع المقبلات، كما يشتهر السوريون بصناعة الكعك من الفارينة ويكون مخبوزًا على شكل حلقات، ومن المأكولات الأخرى الشهية في المطبخ السوري التمر المكسر والممزوج بالزبدة والجبنة، ولا تخلوا الأكلات السورية من خليط التوابل الذي يُضفي مزيدًا من الطعم اللذيذ على الأطباق.[4]