الشعر الحر

الشعر الحر

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

تعريف الشعر الحر

هو الشعر الذي لا يرتكز على قافية ثابتة أو نمط متري أو بحر شعري معين، ويمتاز ببنية واقعية إلى حد كبير تمنح الشعراء ميدانًا واسعًا للتعبير خاصة عند مقارنته بشعر القافية، وعلى الرغم من أن أمثلة الشعر غير المقيد تعود إلى العصور القديمة إلا أن الشعر الحر برز بصورة واضحة في القرن التاسع عشر حيث لم يكن هذا النمط ذا أهمية فنية بارزة قبل أواخر القرن التاسع عشر.[1]


يشير الشعر الحر إلى أسلوب لا يتبع النمط القياسي أو المنتظم أو مخطط القافية، وعلى العكس من شعر القافية الذي يميل إلى استخدام الأنماط المترية والقافية لتوحيد شطري البيت وربطها مع الأبيات الأخرى داخل نفس القصيدة يظهر الشعر الحر في بعض الأحيان بأسلوب عشوائي لا نمط فيه أو قافية تضبط اللحن، ومع ذلك يمنح الشعر الحر العديد من الشعراء نوعًا مختلفًا من التنظيم من خلال التوازن بين انفتاح الشعر الحر وقدرته على تزويد عناصر القصيدة بقدر مختلف من المعاني باستخدام الصور المتكررة أو الأنماط النحوية للحفاظ على التماسك وخلق شعور بالاتصال بين الأبيات، وحتى بدون السير على نمط قافية محدد فإن الشعر الحر في بعض الأحيان يعتمد على الأنماط المترية المتعددة لربط الأبيات معًا.


ما يميز الشعر الحر عن الأشكال التقليدية الأخرى من الشعر هو استخدام عناصر ضبط القافية فقط بين الحين والآخر لبضعة أسطر هنا وهناك في القصائد الطويلة دون استخدامها لتنظيم القصيدة كاملة، ولذلك فإن القصيدة في الشعر الحر لا تفتقر إلى البنية أو لتنظيم القافية المترية - جزء من القصيدة على الأقل - ولكنها ببساطة لا تحتفظ أو تستخدم نمطًا عاديًا من القافية لبناء القصيدة ككل، وبدلاً من ذلك يعتمد الشعر الحر بصورة أكبر على التكرار الموضوعي أو النحوي أو الدلالي لخلق التماسك بين الأبيات.[2]



أهمية الشعر الحر

شهد الشعر الحر اتجاهًا متزايدًا في الشعر على مدى المائة عام الماضية أو نحو ذلك لدرجة أنه لا يوجد الآن من الشعر المعاصر أي شكل آخر إلا القليل، ويُذكر أنه يوجد بعض قصائد الشعر الحر التي كتبت قبل القرن التاسع عشر وبلغات متعددة، وفي الأدب الإنجليزي كان أول الممارسين المشهورين للشعر الحر مجموعة من المؤلفين من القرن التاسع عشر مثل والت ويتمان وماثيو أرنولد أثروا لاحقًا على شعراء الشعر الحر مثل ألين جينسبيرج ووليام كارلوس ويليامز وإيزرا باوند، ويُشار إلى أن معظم الشعراء الآن يتجنبون القافية والإيقاع المنتظم لزيادة الفرصة للتعبير بسلاسة أكبر.[3]



الفرق بين الشعر الحر وشعر القافية

يتمثل الفرق بين الشعر الحر وشعر القافية بما يلي:[4]


- يرتكز شعر القافية على نمط معين وبنية موسيقية محددة في حين أن الشعر الحر ليس له هيكل موسيقي.

- يتبع شعر القافية هيكلًا منتظمًا بينما لا يتضمن الشعر الحر أي هيكل متري.

- يتضمن شعر القافية شكلًا عمليًا في حين يوفر الشعر الحر تعبيرات فنية.

- يضع شعر القافية مجموعة من القيود على الشعراء بينما يعطي الشعر الحر فرصة أكبر للتعبير.

- يتبع شعر القافية أسلوبًا دراميًا بينما يتضمن الشعر الحر صورًا شعرية لتسهيل الفهم.

- بدأ استخدام شعر القافية بصورة شائعة بعد القرن السادس عشر بينما استخدم الشعر الحر في الغالب في القصائد المعاصرة.



أصل الشعر الحر

الشعر الحر أسلوب حديث ولكن أصله يعود إلى عقود مضت، فمن مصر إلى الأمريكتين كان الشعر المبكر يتألف من جمل تشبه النثر بدون قافية أو قواعد تضبط مقاطع الكلام، واتبعت اللغة الشعرية الغنية في العهد القديم الأنماط البلاغية للعبرية القديمة.


مع وجود الكثير من التباين والعديد من الاحتمالات فلا عجب في أن الشعر الحر أثار الارتباك والجدل في المجال الأدبي، ففي أوائل القرن العشرين أثار تزايد شعبية الشعر الحر غضب النقاد ووصفوه بأنه فوضوي وغير منضبط وأنه تعبير همجي يعكس مجتمعًا فاسدًا ولكنهم لم يتمكنوا من إيقاف انتشاره إلى أن ظهرت الحركة الحديثة التي تسمى الشكلية الجديدة والتي عززت العودة إلى شعر القافية وأوضحوا أن القواعد المنهجية لضبط الشعر تساعد الشعراء على الكتابة بطريقة أكثر حيوية وغالبًا ما تُساعدهم على تجاوز ما هو واضح واكتشاف كلمات معبرة ومواضيع غير متوقعة، ولمواجهة هذه الحجة ادّعى أنصار الشعر الحر أن الالتزام الصارم بالقواعد التقليدية يعيق الإبداع ويؤدي إلى لغة معقدة قد يصعب الوصول إليها، وأشاروا أنه من خلال الشعر الحر يمكن التعبير عما يجول في الخاطر بطريقة سهلة ومبسطة يفهمها الجميع.[5]




  

المراجع

[1]masterclass

[2]courses 

[3]literarydevices

[4]difference

[5]thoughtco



عدد المشاهدات 2358


Top

Top