الشعر العربي

الشعر العربي

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن الشعر

الشعر هو أحد أشكال الفن الأدبي الذي أتقنه العرب قديمًا وحديثًا، ويعد هذا الأدب المتطور والإيقاعي صورة من صور الحفاظ على التاريخ والتقاليد والقيم الاجتماعية، وهو كذلك واحد من أهم جوانب الثقافة العربية خاصة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، والشعر معروف في عصر ما قبل الإسلام والمعروف باسم الجاهلية حيث إن الأسواق في ذلك الوقت لم تكن مخصصة للتجارة فقط بل كانت أيضًا منتديات فكرية للشعراء من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، فقد كانوا يلتقون معًا ويتبادلون قصائدهم ويُقيمون مسابقات شعرية، ويعد سوق عكاظ - والذي يوجد بالقرب من الطائف في المملكة العربية السعودية - من أشهر هذه الأسواق وفي كل سنة يقام مهرجان فيه للاحتفال بتاريخ السوق، ويُشار إلى أن العرب في الجاهلية اشتُهروا بما يُعرف بالمعلقات التي تعكس الثقافة العربية خلال فترة ما قبل الإسلام، وتعد المعلقات من أرقى القصائد والأشعار العربية التي كُتبت بأحرف ذهبية على لفائف وعلقت داخل جدران الكعبة في مكة التي تعد أقدس مكان للعرب حتى قبل الإسلام، وتتمتع المعلقات بمكانة فريدة في الأدب العربي فقد كانت تمثل الشعر العربي المبكر، ولذلك أُدرجت هذه القصائد اليوم في كتب الأدب العربي في المدارس في معظم أنحاء العالم العربي، ومن الجدبر بالذكر أنه رغم تطور المجتمعات على مر السنين فإن شغف الشعر العربي لا يزال كما كان في السابق، حيث لا يزال يُحتفل بالشعر في جميع المهرجانات والاحتفالات الوطنية تقريبًا في المملكة العربية السعودية كما هو الحال في المهرجان السنوي للجنادرية، بالإضافة إلى إنتاج العديد من القنوات التلفزيونية مسابقات شعرية.[1]



الشعراء العرب

يكتب الشعراء العرب الشعر بأساليب وطرق متنوعة بما في ذلك الطريقة الكلاسيكية، والطريقة الحديثة والأسلوب الحر، وهنالك أيضًا من يستخدم أسلوب الشعر باللغة العربية العامية خاصة في مصر، والعراق، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والمغرب والأردن حيث يوجد جمهور واسع لهذا النوع من الشعر، وبسبب المكانة العظيمة للشعر نال الشعراء منزلة رفيعة في قلوب الناس، ومن خلال التالي نستعرض أبرز هؤلاء الشعراء المعروفين والمشهورين عند معظم الناس إن لم يكن جميعهم:[2]


- امرؤ القيس: اختار جُندح بن حجر بن الحارث - والمعروف بامرؤ القيس وهو وريث قبيلة كندة التي تتخذ من شبه الجزيرة العربية مقراً لها - حياة من السفر والقتال والشعر، فقد كان شاعرًا موهوبًا ومعروفًا بمعلقته المشهورة لدرجة أنها مكتوبة بالذهب على أوراق وُضعت على جدران الكعبة في مكة، وقد يكون للشعراء الآخرين أعمالهم المشهورة لكن امرأ القيس يعد من الشعراء المتفوقين والبارعين بسبب استعاراته المدهشة وتشبيهاته الفريدة التي رددت رغبته في أن يكون محبوبًا ورجلًا حكيمًا ومحاربًا وسيدًا، وقد استمر تأثير هذا العمل الذي أتقنه على كتابة أولئك الذين تبعوه.

- الخنساء: تماضر بنت عمرو، المعروفة باسم الخنساء، هي واحدة من الشعراء الإناث في العالم العربي والتي اعتنقت الإسلام خلال حياة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - واشتهرت بالقصيدة التي ترثي أخاها صخر - وهو الزعيم القبلي الذي أصيب بجروح بالغة وتوفي في وقت لاحق بعد غارة على قبيلة بني الأسد - فيها، وتميزت قصائد وأشعار الخنساء بأنها مليئة باستعارات دقيقة عن الخسارة والحياة والحب والهجرة، ويُشار إلى أن الخنساء رفضت أن تكتب أي عبارة بعد استشهاد أربعة من أبنائها خلال المعارك الإسلامية ضد الرومان والفرس قائلة أن الإسلام قد علمها ألا تبكي على شهيد في سبيل الله تعالى.

- أبو نواس: إن سمعة أبو نواس في العالم العربي مبنية على حبه لشرب الخمر فقد كان يُسمى بـ"شاعر الخمر"، ولكنه تاب عما كان فيه وأتجه إلى الزهد وقد أنشد عدد من الأشعار التي تدل على ذلك، ولد في الأهواز في إيران الحديثة وانتقل في سن مبكرة إلى العراق التي كانت مقر الحكم في الخلافة العباسية، وقد عكست قصائده تجربته في الحياة في بغداد حيث اجتمعت الأمم في الحانات والمكتبات والبازارات والمساجد ودور الاستحمام، وأعماله مميزة، وعفوية ومليئة بالتطورات، وعلى قدر محبته للشعر كان كرهه للحرب وضرب السيوف، ويُشار إلى أن أبا نواس كان مقربًا من حاشية الخليفة المأمون، حيث كان يلقي الشعر والقصائد على الخليفة.

- المتنبي: من خلال قصائده الفريد والبالغ عددها 300 قصيدة، أتقن المتنبي قصائد عربية لا مثيل لها، وعامل الشعر كعلم يجب دراسته وتدريسه، وقد عُرف بأعماله التي تسلط الضوء على الحكمة، والكبرياء، والشجاعة، ومحاربة الرومان وغيرها، وتُستخدم العديد من أشعاره اليوم كأمثال للتأمل في تجارب الحياة من الصداقة، والحب، والهجرة، والحرب والموت.

وُلد المتنبي في الكوفة بالعراق، واسمه أحمد بن الحسين الكندي، وسُمي بالمتنبي لأنه ادعى النبوة، وقد كان دائم التنقل ولم يستقر في مكان واحد حيث سافر إلى بغداد، ودمشق، وطبريا، وأنطاكيا، وحلب والقاهرة وغيرها، وكان يقتات من خلال دعم الأمراء له بسبب مدحه الشعري لهم، وكانت نهاية المتنبي قتلًا على أيدي قطاع الطرق أثناء سفره من الأهواز في إيران المعاصرة، وقد كان وقعة خبر موته في ذلك الوقت مثل الرعد في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

- أبو العلاء المعري: عندما كان في الرابعة من عمره أصيب المعري بالعمى بسبب الجدري ولذلك لزم بيته لمدة طويلة، وعلى العكس من المتنبي لم يغادر المعري المنزل لمدة أربعة عقود تقريبًا مفضلاً العزلة على الاختلاط بالناس، وفيما يخص أشعاره فقد اشتملت على الفلسفة حيث كان يُعد شاعر الفلاسفة، ومن أبرز أعماله "لزوم ما لا يلزم" و"رسالة الغفران" التي تضمنت زيارة الشاعر للجنة ورؤية شعراء الجاهلية هناك، ويُشار إلى أن المعارضين أدانوا الشاعر المعري بسبب سخريته من دياناتهم، وقد استمرت الهجمات عليه بعد وفاته بفترة طويلة، ففي فبراير من العام 2013 - بعد ألف عام تقريبًا من وفاته - أسقط المقاتلون السوريون تمثالًا للشاعر الفيلسوف في مسقط رأسه معرة النعمان في سوريا.


 

الإسلام والشعر الجاهلي

يعد القرآن الكريم مصدرًا للإيمان والفخر للمسلمين على مر القرون من حيث أنه هو الكلمة البارزة لله تعالى والتي لا مثيل لها في الأناقة والأسلوب والإبداع، ونظرًا لأن تقليد الحقيقة لا يمكن أن يكون حقيقة فقد تحدى الكفار اليوم أصالة القرآن كما كان الحال في الماضي وحاولوا مجارات فصاحته ولكن هيهات.


على الرغم من تغيّر نقاط النقد البسيطة على مر السنين إلا أن النموذج الأصلي ظل كما هو منذ البداية وإحدى هذه القضايا تتعلق بمسألة الشعر الجاهلي في شبه الجزيرة العربية، فقد كان العرب الوثنيون في فترة ما قبل الإسلام شعبًا فخوراً بقصصه الملحمية وشعره الذي يميل للقلب والمتميز بالنثر البليغ، وبعد بعثة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ونزول القرآن الكريم كمعجزة في البلاغة والفصاحة، كُسر كبرياء المتغطرسين ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثله فضًلا عن أحسن منه، وقد منعهم تكبرهم من اتباعه واتباع ما نزل فيه، والحال اليوم كالسابق ففي القرن الماضي بُذلت محاولات لتشويه سمعة القرآن الكريم من خلال الإشارة إلى أن المسلمين اختلقوا الشعر من خلال وحي القرآن على الرغم من الحوارات والمناظرات والأدلة التي تنفي ذلك، ولا يزال الحرب على الإسلام قائم بشتى الوسائل والأساليب.[3]


 

شعر العصر الحديث

يوجد اليوم مجموعتان من شعراء العصر المعاصر، مجموعة تسترشد بالأسلوب التقليدي من حيث استخدام المتن والقافية، ومجموعة تركز على النثر أكثر من أسلوب الإيقاع الشعري وهو ما يُعرف بالشعر الحر، ومع ذلك فإن الفجوة بين النثر والشعر تتسع مرة أخرى، ويُشار إلى أن الشعر المعاصر يتضمن على مجموعة من الخصائص، منها:[4]


- يُكتب الشعر المعاصر في كثير من الأحيان بالأسلوب الحر من دون وجود إيقاع معين.

- أغلب القصائد الشعرية في العصر الحديث قصيرة.

- يربط الشاعر القصيدة بالصور باستخدام حواس القارئ.

- استخدام مصطلحات مفهومة وواضحة.




  

المراجع

[1]riyadh

[2]middleeasteye

[3]islamic-awareness

[4]brightdreamsjournal



عدد المشاهدات 4038


Top

Top