مقدمة عن الصين
الصين ورسميًا جمهورية الصين الشعبية دولة تقع شرق آسيا، وهي أكبر الدول الآسيوية ولديها أكبر عدد من سكان في العالم، وتحتل ما يقرب من كامل اليابسة شرق آسيا وتغطي ما يقرب من واحد من أربعة عشر من مساحة الأرض وبذلك تعد الصين ثالث أكبر الدول مساحة بعد روسيا وكندا.
تضم الصين 33 وحدة إدارية تابعة مباشرة للحكومة المركزية وتتألف من 22 مقاطعة و5 مناطق مستقلة، و4 بلديات هي تشونغتشينغ، وبكين، وشنغهاي وتيانجين، ومنطقتين إداريتين خاصتين هما هونغ كونغ وماكاو، بالإضافة إلى مقاطعة تايوان الجزيرة التي كانت تحت إدارة منفصلة منذ عام 1949، وتعد بكين عاصمة الجمهورية الشعبية وهي أيضًا المركز الثقافي والاقتصادي ومركز الاتصالات في البلاد، وشنغهاي هي المدينة الصناعية الرئيسية وهونغ كونغ هي المركز التجاري والميناء الرائد في البلاد.[1]
تاريخ موجز عن الصين
تتضمن بعض الأحداث التاريخية للصين على:[2]
- تعد الصين دولة ذات تاريخ طويل وحضارة قديمة ففي وقت مبكر من 4000 قبل الميلاد ظهرت مستوطنات في نطاق النهر الأصفر.
- يروي الصينيون دائمًا تاريخهم من سلالة شيا التي بدأت في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد.
- يعد سون يات سين أول رئيس لجمهورية الصين.
- في عام 1921 تأسس الحزب الشيوعي الصيني، وبعد ذلك تعاون الشيوعيون مع القوميين الذين كانوا تحت قيادة سين يات سين، وبعد وفاة سين انفصلت الحركتان عن بعضهما كي يبدأ الحزب الشيوعي بتأسيس جيشه.
- قبل الحرب المناهضة لليابان بوقت قصير (1936-1945) أُسّس الجيش الأحمر - جيش العمال والفلاحين - رسميًا من خلال النضال الطويل والشاق تحت قيادة الحزب الشيوعي ورئيسه ماو تسي تونغ.
- بعد عام 1949 شهدت جمهورية الصين الشعبية نموًا سريعًا امتد لحوالي 10 سنوات، ثم عانت من 3 سنوات صعبة طويلة بسبب الكوارث الطبيعية وسحب مساعدات الاتحاد السوفياتي.
- بين عامي 1966 و1976 شهدت الصين "ثورة ثقافية" ممثلة بحركة على مستوى الأمة ضد الإقطاع والرأسمالية، وقد تأثر الاقتصاد الصيني بذلك.
- بعد عام 1978 عندما تولى السيد دنغ شياو بينغ منصب القائد الأعلى بدأت الصين برنامجًا للإصلاح والانفتاح وتمتعت بعشرين عامًا من التطور السريع.
جغرافيا الصين
تقع الصين في جنوب شرق آسيا على طول ساحل المحيط الهادئ، وتعد ثالث أكبر دولة في العالم بعد روسيا وكندا بمساحة 9.6 مليون كيلو متر مربع وخط ساحلي 18000 كيلو متر، ويحد الصين 14 دولة هي كوريا، وفيتنام، ولاوس، وبورما، والهند، وبوتان، ونيبال، وباكستان، وأفغانستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، وكازاخستان، ومنغوليا وروسيا، ويشمل جيرانها من الجانب البحري ثماني دول هي كوريا الشمالية، وكوريا، واليابان، والفلبين، وبروناي، وإندونيسيا، وماليزيا وفيتنام، ومن خلال التالي من الممكن التعرف على الطبيعة الجغرافية للصين:[3]
- الخصائص الفيزيائية: تشمل مساحات الأراضي الشاسعة في الصين على الهضاب، والسهول، والأحواض، والتلال والجبال، ويُذكر أن الهضاب الوعرة والتلال والجبال تحتل ما يقرب من ثلثي الأرض بنسبة أعلى في الغرب وأقل في الشرق متمثلة بهضبة تشينغهاي المعروفة باسم التبت بمتوسط ارتفاع يزيد عن 4000 متر، بالإضافة إلى سلسلة كونلونشان، وجبال هينغدوان، وجبال داشينغان، وتايهانغ وغيرها الكثير، أما أحواض الصين وهضابها الكبيرة فمعظمها بارتفاع يتراوح بين 1000-2000 متر مثل هضاب منغوليا ويونغي بلاتوس وأحواض مثل تاريم وجونغ غيار وأحواض سيتشوان، وفيما يخص السهول العريضة والوفيرة في الصين فتنتشر عند سفوح الجبال على ارتفاعات تزيد عن 500 متر، وأكثر سهولها شهرة هي: سهول شمال الصين، وسهول يانغتسي الوسطى السفلى المتجاورة مع بعضها البعض من الشمال إلى الجنوب، ويُذكر أن سهول الصين تمتاز بتربتها الخصبة وبمحاصيلها الوفيرة.
- التقسيمات الإقليمية: يمكن تقسيم الصين إلى أربع مناطق أساسية، هي: مناطق الشمال والجنوب والشمال الغربي ومناطق تشينغهاي-التبت، وبسبب الاختلافات الجغرافية فإن سكان كل منطقة لديهم أنماط حياة وعادات مميزة.
تقع المنطقتان الشمالية والجنوبية في منطقة الرياح الموسمية الشرقية، ويعيش فيهما حوالي 95% من سكان الصين، أما منطقتي الشمالي الغربي وتشينغهاي-التبت اللتان تشغلان 55% من الأرض فإن عدد سكانها أقل على الرغم من أن معظم المجموعات العرقية تتجمع فيهما.
- أنهار و بحيرات: لدى الصين العديد من الأنهار والبحيرات، وبحسب الإحصاءات تتجاوز مساحات مجاري الأنهار البالغ عددها أكثر 50000 مساحة 100 كيلو متر مربع، وأكثر من 1500 نهر تتجاوز مساحتها 1000 كيلو متر مربع، ويمكن تصنيف هذه الأنهار أيضًا على أنها أنهار خارجية وداخلية.
يعد نهر اليانغتسى أطول نهر في الصين وحتى في آسيا، وثالث أطول نهر في العالم، ويأتي بعده النهر الأصفر "النهر الأم للشعب الصيني" وكلاهما يتدفق إلى المحيط الهادئ، بينما يتدفق نهر يارلونغ تسانغبو إلى مياه المحيط الهندي ونهر إيرتيش إلى المحيط المتجمد الشمالي، وعلى الجانب الآخر تستنزف الأنهار الداخلية مساحة أقل من الأنهار الخارجية، وتضم الصين كذلك مجموعة من البحيرات تنتشر بصورة كبيرة في سهل اليانغتسي الأوسط السفلي وهضبة تشينغهاي-التبت، ويُذكر أن العديد من البحيرات في الشمال الغربي من الصين مالحة وأشهرها بحيرة تشينغهاي البحيرة الأكبر، أما بحيرات جنوب شرق الصين فمعظمها عذبة وأشهرها بحيرة بويانغ، وبحيرة دونغتينغ وبحيرة تايهو، وتوفر هذه المصادر للصين موارد ثمينة مثل المنتجات المائية والبترول والغاز الطبيعي والمناجم والموارد المتجددة بما في ذلك طاقة المد والجزر.
- التضاريس الجبلية: تمتلك الصين مساحات شاسعة من الأراضي الجبلية تصل إلى حوالي ثلثي البلاد، وتمتد السلاسل بصورة رئيسية من الشرق إلى الغرب ومن الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ومن بين هذه الجبال يصل بعضها إلى ارتفاعات شاهقة، حيث يبلغ عدد الجبال بارتفاع يزيد عن 7000 متر أكثر من 50 جبل، وإلى الشرق في الصين تشمل الجبال السفلية على جبل تايشان، وجبل هواشان وجبل "Emeishan" وغيرها.
المناخ في الصين
الصين بلد ضخم ولديه مجموعة متنوعة من المناخ، وفي العموم يكون الشتاء بارد جدًا في الشمال وفي الجبال والهضاب، بينما يكون معتدلاً في الجنوب، أما الصيف فيكون حارًا في كل مكان باستثناء المرتفعات والجبال العالية، وعند استبعاد المناطق الصحراوية الغربية الشاسعة حيث الأمطار شحيحة وغير منتظمة فإن الصيف هو أكثر المواسم التي تشهد تساقطًا للأمطارًا، ويتعرض الجزء الجنوب الشرقي تساقط للأمطارًا أكثر من أي مكان آخر في البلاد على خلاف الجزء الشمال الغربي.
يتميز الجزء الشمالي الشرقي من الصين، المسمى منشوريا، بمناخ قاري ملحوظ مع شتاء بارد وجاف وصيف حار وممطر، وتجلب الرياح الموسمية الشتوية كتل الهواء البارد من سيبيريا القريبة، بينما تجلب الرياح الموسمية الصيفية كتل هواء دافئة ورطبة من الجنوب، وتسجل الصين في الصيف خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس أكبر كمية من الأمطار مع تكرر تساقطها أيضًا في شهري مايو وسبتمبر وإن لم تكن غزيرة، ويُذكر أن الشتاء في هذه المنطقة بارد جدًا حيث أن متوسط درجة الحرارة في يناير يكون أقل من 10 درجة مئوية تحت الصفر (14 درجة فهرنهايت)، وحتى أقل من 20 درجة مئوية تحت الصفر (-4 درجة فهرنهايت) في الجزء الشمالي.[4]