مقدمة
يرتبط مفهوم العدل بمفهوم المساواة ارتباطًا وثيقًا، إلا أن الفرق بينهما يتضح في عديد من الجوانب، فالعدل هو نظام قانوني يحصل من خلاله الشخص على مستحقاته، بما فيها الحقوق سواءً كانت طبيعية أو قانونية، وهنا، يمكن القول أن العدل هو إعطاء كلّ ذي حقّ حقَّه، أما المساواة فتعني تقسيم الموارد بين الأشخاص بنفس الجودة والمقدار، وفي هذا يجب معرفة أن المساواة بين الناس لا تعني العدل بينهم.[1][2]
الفرق بين العدل والمساواة
يتضح الفرق بين مفهومي العدل والمساواة من خلال التالي:[3][4][5][6][7]
مفهوم العدل
يتمثل العدل بمعاملة الناس المبنية على إحقاق الحق وإبطال الباطل، وعليه فإن فالعدل هو حالة الصدق في التعامل مع عدم الظلم أو التمييز، حيث يتفق العدل مع القواعد والمعايير، كالقاضي في المحكمة الذي يحكم بالعدل والإنصاف.
إن كلمة العدالة مشتقة من الكلمة اللاتينية "Jungere" وتعني "الارتباط أو الارتباط معًا"، وهذا يعني التوفيق بين القيم المختلفة وتنظيم جميع العلاقات الإنسانية عليها من خلال نظام صحيح وعادل للعلاقات، كما يمكن تعريف العدل بأنّه الامتثال لسيادة القانون، وإتاحة الحريات والفرص لجميع أفراد المجتمع، حيث يُعدّ العدل الغاية التي يتطلع أي مجتمع للوصول لها، وهنا يمنح القانون في المجتمعات العدالة الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية في كافة مجالات الحياة، فالعدل هو أهم أهداف الدولة والمجتمع وأكثرها مناقشة.
تتطلب العدالة تنظيم الأفعال للناس من أجل ضمان توزيع عادل، ومعاملة متساوية، ومكافآت متناسبة وعادلة للجميع، فالعدل يمثل الانسجام بين المصالح الفردية ومصالح المجتمع، وبالتالي، وعليه فإن للعدالة أربعة أبعاد رئيسية، هي: العدالة الاجتماعية، والعدالة الاقتصادية، والعدالة السياسية والعدالة القانونية.
مفهوم المساواة
يمكن تعريف المساواة بأنها حصول الأفراد في المجتمع على وضع اجتماعي متماثل من خلال تلقي نفس المعاملة، حيث يكون لكل فرد فرصة متساوية مع الآخر بدون تفضيل لأحد على غيره.
تتعلق المساواة بضمان حصول جميع الأفراد على فرص متكافئة لتحقيق أقصى استفادة من حياته ومواهبه، وعليه فإنه لا ينبغي لأحد أن يكون لديه فرص حياة أكثر فقرًا بسبب ما يعتقد، أو من أين أتى، أو ما إذا كان يعاني من إعاقة، ومن خلال ذلك يتبين أن المساواة، بكل بساطة، تعني شيئين أو أكثر لهما حالة أو مظهر أو قيمة متساوية، كمفهوم أو نظرية.
السمات الرئيسة للعدل والمساواة
تتمثل السمات الرئيسية للعدل والمساواة من خلال التالي:[8][9]
سمات العدل
- ترتبط العدالة بالعلاقات المتبادلة بين الأشخاص الذين يعيشون في المجتمع.
- العدل أساس قيم المجتمع وتقاليده.
- العدل مرتبط بجميع جوانب السلوك البشري في المجتمع، وتُوضع القوانين والمحاكم لتحقيق هذا الهدف في الاعتبار.
- الهدف من العدل هو توفير المساواة في الحقوق والفرص والتسهيلات للجميع بطريقة صحيحة.
- وظيفة العدل هي التوفيق بين المصالح الفردية ومصالح المجتمع.
- القضاء قيمة أساسية في العدل، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بقيم أخرى مثل الحرية والمساواة والملكية.
- العدل هو مبدأ الموازنة أو التوفيق بين العلاقات الإنسانية في المجتمع بما يمكّن كل فرد من الحصول على حقوقه الواجبة تجاهها وعقوباتها.
سمات المساواة
- المساواة لا تعني بمعناها المطلق، حيث يوجد بعض التفاوتات الطبيعية.
- تعني المساواة عدم وجود جميع أشكال الاختلاف غير الطبيعية من صنع الإنسان والطبقات المتميزة بشكل خاص في المجتمع.
- مبدأ المساواة هو منح وضمان المساواة في الحقوق والحريات لجميع الناس.
- تعني المساواة نظام الفرص المتكافئة والملائمة لجميع الناس في المجتمع.
- المساواة تعني الإشباع المتساوي للاحتياجات الأساسية لجميع الأشخاص قبل الاحتياجات الخاصة.
- تدعو المساواة إلى التوزيع العادل للثروة والموارد، أي الوصول للحد الأدنى للفجوة الممكنة بين الأغنياء والفقراء.
- إن المساواة تقبل مبدأ التمييز الوقائي لمساعدة الشرائح الأضعف في المجتمع.