الفن المسرحي

الفن المسرحي

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

المسرح

يعد المسرح بالنسبة للكثير من الناس مجرد بنية تظهر فيها العروض الدرامية ولكن في الحقيقية يشير المصطلح إلى أكثر من ذلك بكثير، حيث يمكن تعريف المسرح بأنه مزيج من الأشكال الفنية المختلفة التي تنتج أعمالًا جميلة ومثيرة، والفنون المسرحية تؤثر بصورة كبيرة على نظرة المجتمع للعالم الخارجي حيث إن كل شيء في المجتمع سواء من الناحية التاريخية أو الفلسفية أو طقوسه ومحظوراته كلها مرتبطة بالمسرح من خلال تسليط الضوء على كل هذه القضايا الحساسة عن طريق أشكال الفنون المسرحية مثل الرقص والدراما وغيرها، ومن المعروف أن المسرح هو مورد تعليمي فعال منذ العصور القديمة حيث يتبع أسلوب التعليم من خلال الترفيه من أجل إيصال الأفكار والأهداف.


تشتمل فنون المسرح على الأزياء المسرحية، والعمل الفني، والمكياج، والإخراج، والإنتاج، والسينوغرافيا، وترتيبات الإضاءة، والهندسة المعمارية، والدعائم المسرحية وملحقاتها، والمؤثرات الخاصة، والسيناريو وغير ذلك الكثير، ويجمع المسرح كل الأشكال الفنية المتنوعة مثل الرقص والتمثيل تحت سقف واحد بهدف تشكيل وسيلة قوية للتواصل مع الجماهير، ويُشار إلى أن المسرح يعزز قيم بناء الفريق، والعمل الجماعي، وتطوير الثقة للتعبير عن الرأي، ويساعد كذلك على نشر بعض الرسائل الاجتماعية، ويشحذ المهارات الإبداعية ويتضمن على مجموعة من الأعمال التي تعكس جميع الجوانب في الحياة.[1]



تاريخ المسرح

تمتد جذور العمل المسرحي إلى أوائل التاريخ البشري، فقد ظهر الشكل الأول للمسرح من خلال تطور ثقافة الرقص من أجل إحياء ذكرى الأحداث الكبرى والاحتفالات الدينية، وعلى الرغم من عدم انتشار فنون الرقص كثيرًا في البداية إلا أنها تطورت مع تطور الطقوس وأخذت العديد من الأشكال بحلول عصر 3000 قبل الميلاد، وكما أشرنا فإن السبب الأهم وراء ظهور الرقص هو الطقوس الدينية، فقد استمر التعبير عن الطقوس من خلال الرقص الشعائري في المسرح لأكثر من أربعة آلاف عام.


عندما تطور الرقص بصورة كبيرة مع مرور الوقت صُنّف إلى مستويات مختلفة وأخذ أسماءً عديدة، وفي نهاية المطاف تطورت فنون الرقص وتضمنت موضوعات وأنماط مختلفة وكان هذا أول تطور للدراما كما نعرفها اليوم، وقد ظهر ذلك عندما تطور الرقص ليعكس طقوسًا معقدةً للغاية في الحضارات الفارسية والآسيوية المبكرة، حيث أظهرت هذه الحضارات أكثر أشكال ثقافة الرقص تطورًا تعقيدًا.[2]



أشكال الفنون المسرحية

تتضمن الفنون المسرحية على أشكال وأساليب متنوعة تشمل على الدراما والأداء الموسيقي والرقص وغيره الكثير، وتستخدم بعض الأنواع مثل المسرح الموسيقي مزيجًا من عدة عناصر للخروج بعمل فني، ومن الجدير بالذكر أن إنتاج هذه الفنون وأدائها لا يعتمد فقط على أداء الممثلين الرئيسين أو المطربين أو الراقصين، ولكن أيضًا على عمل العديد من المهنيين الذين نادراً ما يُشاهدون على المسرح، وللتعرف على أبرز أشكال الفنون المسرحية من الممكن الاطلاع على ما يلي:[3]


- الدراما: تعد الدراما واحدة من أفضل أنواع الفنون المسرحية المعروفة، وتشتمل على إنتاج المسرحيات من قبل مجموعة من الممثلين بهدف التعبير عن موضوع معين، وقد نشأت الدراما التي تشكل عنصرًا أساسيًا في العديد من الثقافات من الأنشطة الدينية أو الاحتفالية لتصبح وسيلة أساسية للترفيه ورواية القصص والتعليم، ويمكن أن يشتمل الأداء الدرامي الحديث على إحياء المسرحيات المكتوبة منذ آلاف السنين بالإضافة إلى الأعمال التي أنشأها كتاب مسرحيون حديثون، ويُشار إلى أن الدراما الكلاسيكية تختلف كثيرًا عن المسرح الارتجالي في كون الفنانين يشكلون القصة والشخصيات والخطوط أثناء أدائهم، وغالبًا ما يكون ذلك من أجل التأثير الهزلي على المشاهدين.

- الموسيقى: الأداء الحي للموسيقى، مثل الغناء أو العزف على آلات موسيقية للجمهور، هو نوع مهم آخر في فنون المسرح، وغالبًا ما يتضمن الأداء الصوتي جوانب من الأداء الفني، حيث يحاول المغني في كثير من الأحيان إشراك الجمهور في قصة أو في معنى معين من خلال الأغنية، ومن أجل الخروج بعمل مسرحي مميز يعجب الجمهور والمستمعين يُؤدي كل من الفرق الموسيقية والجوقات والأوركسترا أعمالهم بصورة جماعية حيث إن كل واحد منهم يعتمد على الآخر لإكمال عمله، ويمكن كذلك العثور على الأداء الارتجالي أيضًا في هذا المجال من الفنون المسرحية في أساليب محددة من الموسيقى مثل موسيقى الجاز، حيث تعد الأعمال المرتجلة على موضوع موسيقي رئيسي بمثابة عنصر أساسي شائع في الأداء.

- الرقص: يعد الرقص نوعًا أساسيًا آخر من فنون المسرح، حيث يُظهر فنانو الأداء حركات معينة باستخدام أجسادهم كوسيلة للتعبير عن فنهم، ويأتي أداء الرقص بأشكال مختلفة ويتدرج من رقص الباليه المشهور إلى التانغو وصولًا إلى الرقص الشرقي، وقد يشتمل أداء الرقص على عمل فردي أو قد يُؤدّى من خلال العشرات من الراقصين الذين يتشاركون في العمل في وقت واحد.


تستعير العديد من أشكال الأداء المسرحي اليوم الكثير من الأعمال الفنية الرئيسة الثلاثة السابقة لإنشاء عروض متعددة الأبعاد، فالمسرح الموسيقي الحديث، على سبيل المثال، يتضمن عادة قصة ممثلة وكذلك يشتمل على الأغاني والرقصات، والأوبرا عادة ما تجمع بين التمثيل والغناء، وكما أشرنا في بداية هذا العنوان فإن إنشاء عرض مسرحي كبير لا يعتمد فقط على الفنانين والحرفيين الذين يشاركون فعليًا في العرض التقديمي المباشر، بل أيضًا على عمل خفي من قبل المنتجين والمصممين والمخرجين وغيرهم، حيث يقوم المصممون بإنشاء خلفيات ومواقع خاصة بالأداء في المسرح، لكن عمل المصمم هو ما يظهر للجمهور وليس المصمم نفسه، وبالمثل فإن محترفي الإضاءة والصوت يجعلون عروض الفنون المسرحية مرئية ومسموعة، ولكنهم يُؤدّون أعمالهم في أماكن خفية خارج المسرح، ولذلك من الممكن ألّا يحصل المصممون والفنيون والعاملون في المسرح على الشهرة الكبيرة كالممثلين للأداء، ولكن جهودهم التعاونية لا تقل أهمية عن أي نوع من أنواع الأداء المسرحي تقريبًا.



أهمية الفنون المسرحية

أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين المشاركة الدرامية والإنجاز الأكاديمي، حيث أظهرت الدراسات أن الطلاب المهتمين بالفنون المسرحية يحصلون على درجات اختبار قياسية أعلى من أقرانهم غير المهتمين بها، وغالبًا ما يمتلك الطالب الذي يشارك في الدراما فهمًا محسَّنًا للقراءة، ويواضب على الحضور بنشاط، ويبقى بصورة عامة أكثر مشاركة في الفعاليات المدرسية، وقد أظهرت المدارس التي لديها برامج متكاملة للفنون، حتى في المناطق ذات الدخل المنخفض، تحصيلًا أكاديميًا مرتفعًا لطلابها، حيث إن الدراما وغيرها من فنون المسرح تلعب دورًا مهمًا في التطوير المستمر لمهارات فهم القراءة لدى الطلاب، وتشير الدراسات كذلك إلى أن أداء عدد من الأنشطة الدرامية مثل رواية القصص في الفصل لا يسهم فقط في فهم الطالب للعمل المنجز، ولكن تساعده أيضًا على تطوير فهم أفضل للأعمال الأخرى وتمنحه مقدرة على التعبير بصورة أفضل.[4]




  

المراجع

[1]: theatricalsupplies

[2]ukessays

[3]wisegeek

[4]aate



عدد المشاهدات 2467


Top

Top