الفيضانات

الفيضانات

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 14:14:23, 26 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن الفيضانات

يُعرف الفيضان بأنه تدفق للمياه فوق ضفافها الطبيعية أو الاصطناعية على أرض جافة عادة، وتتراوح آثار الفيضانات بين الإيجابية والسلبية، فعلى سبيل توفر فيضانات الربيع الموسمية العادية لنهر النيل قبل بناء السد العالي في أسوان الرطوبة والخصوبة للتربة في الدلتا، غير أن الفيضانات غير المنضبطة لنهر اليانغتسي (تشانغ جيانغ) وهوانغ هي في الصين تتسببت بصورة متكررة في إحداث كارثة تمثلت بتدمير وإغراق المباني والمرفقات، ومن المرجح أن تتسبب الفيضانات التي لا يمكن السيطرة عليها أضرارًا كبيرة بسبب الهطول الكبير للأمطار على فترات وجيزة مثل فيضانات باريس (1658 و1910)، وفيضانات وارسو (1861 و1964)، وفيضانات فرانكفورت أم ماين (1854 و1930)، وفيضانات روما (1530 و1557)، ومن ناحية اخرى قد ينتج عن الفيضانات الكارثية المحتملة انحسار للجليد كما هو الحال مع نهر الدانوب (1342، 1402، 1501، 1830) ونهر نيفا في روسيا (1824) والناتج عن العواصف الجليدية مثل تلك التي حدثت في عام 1099 و1953 والتي غمرت سواحل إنجلترا وبلجيكا وهولندا.[1]



أنواع الفيضانات

تشمل أنواع الفيضانات على:[2]


'الفيضانات النهرية (مياه النهر)'

- يحدث فيضان النهر عندما يرتفع منسوب المياه في نهر أو بحيرة أو مجرى مائي ويفيض على الضفاف المحيطة والشواطئ والأراضي المجاورة، ويمكن أن يكون ارتفاع مستوى المياه ناتج عن الأمطار الغزيرة أو ذوبان الثلوج.

- يمكن أن يكون الضرر الناتج عن فيضان النهر منتشرًا على نطاق واسع لأن التدفق الفائض يؤثر على الأنهار الأصغر في مجرى النهر مما قد يتسبب في كسر السدود وإغراق المناطق المجاورة.

- لتحديد احتمالية فيضان الأنهار تأخذ النماذج بعين الاعتبار هطول الأمطار السابقة، والتساقط المتوقع، ومستويات الأنهار الحالية وكذلك ظروف التربة والتضاريس.

- يكون تحديد شدة فيضان النهر من خلال مدة وشدة (حجم) هطول الأمطار في منطقة مستجمعات النهر، وتشمل العوامل الأخرى على تشبع مياه التربة بسبب الأمطار السابقة، والتضاريس المحيطة بنظام النهر.

- في المناطق المسطحة تميل مياه الفيضانات إلى الارتفاع بصورة أبطأ وتكون ضحلة وغالبًا ما تظل لعدة أيام، وفي المناطق الجبلية يمكن أن تحدث الفيضانات في غضون دقائق بعد هطول أمطار غزيرة وتصريفها بسرعة كبيرة، وهذه تسبب الضرر بسبب تدفق الحطام.


'الفيضانات الطميية (السيول والمياه السطحية)'

- تحدث الفيضانات الطميية عندما يتسبب هطول أمطار شديدة في حدوث فيضان مستقل عن الفيضان المائي.

- من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الفيضان أنه يجب التواجد بالقرب من مسطح مائي، ومع ذلك يمكن أن تحدث الفيضانات الطميية في أي مكان، حضري أو ريفي، وحتى في المناطق التي لا توجد بها مسطحات مائية في الجوار، وتشمل الفيضانات الطميية على نوعين هما:

* فيضانات المياه السطحية: تحدث هذه الفيضانات عندما يكون نظام الصرف الصحي في المناطق الحضرية مدمرًا بحيث تتدفق المياه إلى الشوارع، ويحدث هذه النوع تدريجيًا مما يوفر للناس الوقت للانتقال إلى مواقع آمنة، وعادة ما يكون مستوى المياه ضحلًا (نادرًا ما يزيد عمقه عن متر واحد)، ولا يخلق أي خطر فوري على الأرواح ولكنه قد يتسبب في أضرار اقتصادية كبيرة.

* الفيضانات السريعة: وتتميز بسيل كثيف وعالي من الماء ينجم عن هطول أمطار غزيرة خلال فترة زمنية قصيرة داخل المنطقة المجاورة أو على أرض مرتفعة قريبة، ويمكن أن تحدث أيضًا عن طريق إطلاق مفاجئ للماء من السد العلوي، والفيضانات السريعة خطيرة للغاية ومدمرة ليس فقط بسبب قوة الماء ولكن أيضًا بسبب الحطام الجارح الذي غالبًا ما يُحمل مع التدفق.


'الفيضانات الساحلية (عرام العواصف)'

- وهي غمر مناطق اليابسة على طول الساحل بمياه البحر.

- الأسباب الشائعة للفيضانات الساحلية هي حدوث عاصفة رياح شديدة تحدث في نفس الوقت الذي يحدث فيه المد العالي (عرام العواصف) وموجات المد.

- تنشأ عاصفة الرياح عندما تُدفع الرياح العاتية من المياه إلى الشاطئ، وهذا هو السبب الرئيسي للفيضانات الساحلية وغالبًا ما يكون تأثير التهديد مرتبطًا بقوة عاصفة الرياح، وتزداد التأثيرات اعتمادًا على المد والجزر والعواصف التي تحدث أثناء المد العالي، وفي هذا النوع من الفيضانات تطغى المياه على الأراضي المنخفضة وغالبًا ما تتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

- يكون تحديد شدة الفيضان الساحلي من خلال عدة عوامل أخرى بما في ذلك حجم عاصفة الرياح وسرعتها واتجاهها، وتلعب التضاريس البرية والبحرية أيضًا دورًا مهمًا، ومن أجل تحديد احتمالية وحجم العاصفة تنظر نماذج الفيضانات الساحلية في هذه المعلومات بالإضافة إلى البيانات من العواصف التاريخية التي أثرت على المنطقة.



أثار الفيضانات

تؤثر الفيضانات على كل من الأفراد والمجتمعات، ولها عواقب اجتماعية واقتصادية وبيئية، وتختلف عواقب الفيضانات، السلبية والإيجابية، اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على موقع ومدى الفيضان، وهشاشة وقيمة البيئات الطبيعية التي تؤثر عليها، وتتمثل آثار الفيضانات بـ:[3]


- عواقب اجتماعية كبيرة على المجتمعات والأفراد: كما يدرك معظم الناس فإن الآثار الفورية للفيضانات تشمل الخسائر في الأرواح البشرية، وتدمير الممتلكات، وتدمير المحاصيل، وفقدان الماشية، وتدهور الظروف الصحية بسبب الأمراض المنقولة بالمياه، ومع تضرر وتعطل روابط الاتصالات والبنية التحتية مثل محطات الطاقة والطرق والجسور قد تتوقف بعض الأنشطة الاقتصادية عن العمل، ويضطر الناس إلى مغادرة منازلهم وتتعطل الحياة الطبيعية، وبالمثل يمكن أن يؤدي تعطيل الصناعة إلى فقدان سبل العيش، كما يتسبب الضرر الذي يلحق بالبنية التحتية في حدوث تأثيرات طويلة المدى مثل انقطاع إمدادات المياه النظيفة، ومعالجة مياه الصرف الصحي والكهرباء والنقل والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية، ويمكن لفقدان سبل العيش وانخفاض القوة الشرائية وفقدان قيمة الأراضي في السهول الفيضية أن تترك المجتمعات معرضة للخطر اقتصاديًا، كما تؤثر الفيضانات على الناس من الناحية النفسية حيث إن فقدان الأقارب والأصدقاء نتيجة الغرق أو الدمار أو غيره له آثار سلبية عميقة خاصة على الأطفال، والنزوح من المنزل وفقدان الممتلكات وتعطيل الأعمال التجارية والشؤون الاجتماعية يمكن أن يسبب التوتر المستمر، وبالنسبة لبعض الناس يمكن أن تكون الآثار النفسية طويلة الأمد.

- عواقب شديدة على البيئة: في العديد من النظم الطبيعية تلعب الفيضانات دورًا مهمًا في الحفاظ على وظائف النظام البيئي الرئيسية والتنوع البيولوجي، فهي تربط النهر بالأرض المحيطة به، وتغذي أنظمة المياه الجوفية، وتملأ الأراضي الرطبة، وتزيد الاتصال بين الموائل المائية، وتحرك كل من الرواسب والمغذيات حول التضاريس الطبيعية وفي البيئة البحرية، بالنسبة للعديد من الأنواع تؤدي الفيضانات إلى أحداث التكاثر والهجرة والانتشار، وهذه النظم الطبيعية قادرة على مقاومة آثار جميع الفيضانات باستثناء الشديدة منها، كما يمكن أن تساعد الفوائد البيئية للفيضانات الاقتصاد من نواحٍ عديدة مثل زيادة إنتاج الأسماك، وإعادة شحن موارد المياه الجوفية، وصيانة البيئات الترفيهية.

تميل المناطق التي طالتها الأيدي البشرية إلى المعاناة من آثار ضارة أكثر من الفيضانات، حيث تميل إلى مزيد من التسبب بالدمار البيئي بسبب إزالة النباتات في الأنهار وحولها، وزيادة حجم قنوات المياه، وبناء السدود، وتطهير مستجمعات المياه، وتعمل هذه جميعها على تحطيم منحدرات التلال والأنهار والسهول الفيضية وزيادة تآكل ونقل كل من الرواسب والمغذيات، وفي حين أن تدوير الرواسب والمغذيات ضروري لنظام صحي فإن الكثير من الرواسب والمغذيات التي تدخل المجرى المائي له آثار سلبية على جودة المياه في المصب، وتشمل الآثار السلبية الأخرى فقدان الموائل، وانتشار أنواع الأعشاب الضارة، وإطلاق الملوثات، وانخفاض إنتاج الأسماك، وفقدان وظيفة الأراضي الرطبة وفقدان المناطق الترفيهية، ويُذكر أن الكثير من الموارد الساحلية، بما في ذلك الأسماك والأشكال الأخرى للإنتاج البحري تعتمد على العناصر الغذائية التي تُورد من الأرض أثناء الفيضانات، وتعود الآثار السلبية لمياه الفيضانات على البيئات البحرية الساحلية بصورة رئيسية إلى إدخال الرواسب والمغذيات الزائدة والملوثات مثل المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة والحطام، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور الموائل المائية، وانخفاض جودة المياه، وتقليل الإنتاج الساحلي وتلوث الموارد الغذائية الساحلية.



الوقاية من الفيضانات

فيما يلي بعض النصائح للتأهب والسلامة من الفيضانات:[4]


- الأمور الواجب اتباعها قبل الفيضان:

* تركيب صمامات التدفق العكسي أو الأنابيب الاحتياطية لمنع تسرب مياه الصرف الصحي.

* رفع الغسالة والمجفف وسخان المياه وخزان الزيت والفرن والأسلاك الكهربائية على الكتل الخرسانية.

* تركيب نظام لضخ المياه في حال وجود مناطق منخفضة (تسوية).

* الحرص على زراعة النباتات التي تقاوم تآكل التربة.

* تخزين الأشياء الضرورية التي لا يمكن استبدالها والمستندات مهمة في مكان آخر غير القبو.

* تثبيت جهاز للكشف عن الفيضانات في الطابق السفلي والذي يصدر صوت إنذار في حال استشعار وجود ماء.


- الأمور المتبعة خلال الفيضان:

* يمكن أن يكون الفيضان مخيفًا لكن يجب الحفاظ على الهدوء.

* إيقاف تشغيل المرافق من مفتاح الطاقة الرئيسي.

* نقل الأشياء الثمينة والأوراق والملابس المهمة إلى الطوابق العليا، وفي حال كان المنزل من طابق واحد تُوضع الأغراض على الرفوف العلوية أو الطاولات.

* تعقيم حوض الاستحمام والمغاسل وملؤها بمياه عذبة ونظيفة في حالة تلوث إمدادات المياه.

* في حال الشعور بالتهديد بسبب ارتفاع المياه فيجب إخلاء المنزل فورًا أو الصعود إلى الطوابق العليا.

* تجنب القيادة من خلال الفيضان، حيث إن ست بوصات من الماء يمكن أن تتسبب في فقدان السيطرة على المركبة.

* في حال التواجد في السيارة عندما يبدأ الماء في الارتفاع بسرعة فيجب الخروج منها والانتقال إلى أرض مرتفعة.

* الابتعاد عن خطوط الكهرباء المقطوعة.


- الأمور المتبعة بعد الفيضان:

* التحقق من وجود أضرار هيكلية قبل الذهاب إلى الداخل.

* استخدام مصباح يدوي للانتقال وسط الظلام في المنزل وتجنب استخدام الشمعة أو الولاعة.

* الاستماع إلى التقارير لمعرفة متى تكون مياه الشرب آمنة للاستخدام مرة أخرى.

* تجنب تشغيل الطاقة الكهربائية حتى يأذن فني الكهرباء بذلك.

* جرد العناصر التالفة أو المدمرة لتسريع عملية الإصلاح.

* البدء بالتنظيف الأولي بمجرد انحسار المياه مع فصل العناصر التالفة عن العناصر غير التالفة.

* تنظيف وتعقيم أي شيء رطب.

* ارتداء القناع والقفازات والمعطف عند التنظيف لتقليل التعرض للمواد الخطرة المحتملة.

* يمكن أن يكون العفن نتيجة خطرة من الفيضانات، وهنا يجب التفكير بطلب خدمة احترافية متخصصة في التنظيف بعد الفيضانات.




  

المراجع

[1]: britannica

[2]: zurich 

[3]: chiefscientist

[4]: nationwide



عدد المشاهدات 7792


Top

بحث  


Top