مقدمة عن القهوة
القهوة هي واحدة من أكثر المشروبات شعبية في العالم، ويمكن القول أنها أكثر السوائل استهلاكًا في العالم بعد الماء، وهي رمز للثقافة والتقاليد في العديد من الدول وخاصة العربية وقد يكون لها دلالات عند بعض القبائل في الأفراح والأتراح، ويُشار إلى أن نجاح القهوة كمشروب عالمي يرجع بلا شك إلى الكافيين الذي تحتويه وإلى متعتها الحسية، حيث يربط عشاق القهوة بين النشاط البدني الذي يأتي من الكافيين كمنشط مع الرائحة الزكية التي تفوح منها.
يتم إنتاج القهوة بعد قطف بذور نبات أحمر صغير - وقد يكون أصفر - وهي بذور البن كي تمر بعد ذلك بعملية طويلة ومعقدة من أجل تحويل هذه البذور إلى المشروب الشهير، ويُشار إلى أن عملية إنتاج القهوة هي الأكثر تعقيدًا من أي عملية إنتاج أي مشروب آخر، حيث إنها عملية طويلة تتطلب تعاونًا واسعًا بين القارات يبدأ بمزرعة القهوة، ثم القطف والنقل من هناك إلى المنتقي، ثم إلى عمال المطاحن الذين يفرزون الحبوب بدقة ثم يجففونها، ثم تنتقل إلى أولئك الذين ينظفون ويصنفون الحبوب بحسب أنواعها إلى أن تصل إلى المستهلكين وإلى المحلات التجارية المختلفة، وهنا يمكن القول أن الجودة في المذاق تعتمد على مدى إتقان هذا العمل التراكمي والمساهمات الإبداعية لكل عملية وهذا الذي يصنع الفرق بين الكوب المميز وغيره.[1]
طريقة إعداد القهوة الأردنية
تشمل المكونات وطريقة تحضير القهوة الأردنية على:[2]
'المكونات'
- كوب ونصف من الماء.
- ملعقتان كبيرتان من القهوة المحمصة الداكنة المطحونة ناعمًا.
- 1/2 ملعقة صغيرة من الهيل المطحون.
- ملعقة كبيرة واحدة من السكر (اختياري).
- ملعقة كبيرة من الزعفران (اختياري).
'طريقة التحضير'
- يُغلى الماء في قدر صغير أو في وعاء القهوة، وفي حالة الرغبة في استخدام السكر يُضاف إلى الوعاء عندما يبدأ الماء بالغليان مع تحريكه قليلًا من أجل أن يذوب.
- تُخفف الحرارة تحت وعاء القهوة قليلاً، ثم تُضاف القهوة ولكن من دون تحريكها وتُترك كي تغلي على نار هادئة، وعندما تبدأ الرغوة بالظهور تُوضع جانبًا عن مصدر الحرارة.
- تكرر عملية الغليان السريع مرة ثانية.
- يُضاف الهيل والزعفران إلى القهوة وتُكرر عملية الغليان السريع للمرة الثالثة.
- يُرفع الوعاء عن النار ويُترك لبضع ثوان حتى تستقر القهوة في القاع.
- تُصب القهوة في الفناجين وتُقدم ساخنة.
ثقافة القهوة في الأردن
في الثقافة البدوية القبلية حيث تكون علامة الرجل هي كيفية تعامله مع ضيوفه، تلعب القهوة دورًا رمزيًا كبيرًا، وفي بعض المناطق مجرد البدء في صنع القهوة هو إشارة على الجاهزية لاستقبال الضيوف، فعند البدو تُصنع القهوة عن طريق طحن حبوب القهوة المحمصة الطازجة فيما يُعرف بالـ"مهباش" - وهو وعاء من الملاط، وأحيانًا من الخشب، وأحيانًا من المعدن تُوضع فيه حبوب القهوة وتُدق بما يُعرف بعصا المهباش - ومن خلال الصوت الصادر عن الضرب، يرسل صاحب المهباش دعوة من دون النطق بالكلمات من خيمته ليعلم كل من كان في مدى السمع أنه مهيأ لاستقبال الضيوف.
بعد دقّ القهوة في المهباش تُوضع في دلة من النحاس ويُضاف الماء مع الهيل وتُوضع على الجمر كي تغلي، وبعد ذلك تُقدم إلى كل شخص موجود في فناجين صغيرة، ويبدأ الساقي دائمًا بالضيف ثم ينتقل إلى الأشخاص الذين على يمينه، وفي العادات القبلية يُعرف الفنجان الأول باسم "الضيف"، من أجل الإشارة إلى حسن الضيافة، والفنجان الثاني هو "للكيف" من أجل الإشارة إلى جو مريح، والفنجان الثالث هو "للسيف" لإثبات أن أي عداء زال، وبعدها فقط يمكن أن يبدأ أي تفاعل اجتماعي أو مناقشة، وفي حال قام الضيف بوضع أول فنجان أمامه دون أن يشربه فهذه إشارة على أن لديه طلبًا لتقديمه إلى المضيف، ولا يبدأ الضيف بالشرب إلا عندما يتم تلبية الطلب أو عندما تحل مشكلته، وفيما يخص الضيف الذي يغادر دون شرب حتى الفنجان الأول فهو ازدراء خطير بحق المضيف وقد يتطلب مثل هذا الأمر تحكيمًا عشائريًا.
كما أُشير سابقًا، تتضمن العادات البدوية عند شرب القهوة ثلاثة فناجين، وعلى الرغم من وجوب شرب الفنجان الأول فمن المقبول في العادات البدوية رفض الفنجانين الآخرين، وفي حال عدم الرغبة في إعادة ملء فنجان القهوة بعد شربها فكل ما يجب فعله هو إمالة الفنجان من جانب إلى آخر مرتين أو ثلاث مرات، وعدا ذلك يمكن الاحتفاظ بالفنجان للحصول على المزيد من القهوة، وبعيدًا عن كرم الضيافة يمكن أن تكون القهوة أيضًا رمزًا للانتقام، حيث يجمع أحد أفراد القبيلة أهله وجيرانه ويضع فنجانًا من القهوة على الأرض ويُعرف هذا بـ"فنجان دم" ومن يشربه يقبل مهمة تطهير شرف العائلة بالانتقام من عدو مسمى، ولكن إذا فشل الشخص الذي شرب القهوة في الانتقام فسيواجه العار والنفي من القبيلة، وبهذا تكون القهوة للدلالة على الحياة أو الموت.[3]
عادات شرب القهوة الأردنية
تتميز القهوة الأردنية بمذاق مرير إلى حد ما، وينجذب العديد من الأردنيين بصورة عامة إلى هذا المشروب ويشكل أحد طقوس الصباح لديهم، وفي الغالب تُقدم القهوة من دون إضافة السكر إليها ولكن هذا لا يمنع من استخدامه، ومن أجل التعرف على أبرز العادات عند شرب القهوة الأردنية يمكن الاطلاع على ما يلي:[4]
- يشرب المضيف الفنجان الأول قبل تقديمه للضيوف من أجل التحقق إذا كانت القهوة محضرة بشكل جيد أو لا.
- بعد التأكد من جودة القهوة، يقدم المضيف القهوة للضيوف، وعادةً ما يبدأ بكبار السن ثم ينتقل إلى الأشخاص الموجودين على الجهة اليمنى.
- يجب على المضيف أن يمسك فنجان القهوة دائمًا باليد اليمنى والدلة باليد اليسرى.
- فيما يخص الضيف من المتوقع أن يشرب ثلاثة فناجين، الأول للترحيب، والثاني لتذوق الطعم والثالث كعلامة احترام، ويجب عدم شرب أكثر من ثلاثة فناجين، وفي حال الانتهاء من الشرب يُهز الفنجان بأدب ذهابًا وإيابًا للإشارة إلى عدم الرغبة بتكرار الشرب.