تعريف المحيطات
المحيط عبارة عن مساحة مستمرة من المياه المالحة التي تغطي أكثر من 70 في المائة من سطح الأرض، والتيارات الناجمة عن المحيطات هي التي تتحكم بالطقس في العالم، حيث تمتص المحيطات حرارة الشمس وتنقلها إلى الجو وتوزعها حول العالم، بالإضافة إلى ذلك تساعد المحيطات في تنظيم درجات الحرارة على الأرض، حيث تعمل كوحدة تسخين في فصل الشتاء والعكس من ذلك في فصل الصيف، وهذا بدوره يؤثر بصورة أو بأخرى على نمط الحياة.
يقسم الجغرافيون المحيط إلى خمسة أحواض رئيسة وهي: المحيط الهادئ، والمحيط الأطلسي، والمحيط الهندي، والقطب الشمالي والقطب الجنوبي، وتتميز المحيطات بكبر حجمها ومساحتها إذا ما قُورنت بمختلف المسطحات المائية الأخرى على الأرض من البحار والخلجان، حيث يصل حجم المياه في المحيطات ما يقرب من 321 مليون ميل مكعب (1.34 مليار كيلومتر مكعب)، وهذا يشكل نسبة 97% من إمدادات المياه على الأرض، وتحتوي المحيطات على العديد من العناصر مثل الكلور والمغنيسيوم والكالسيوم.[1]
محيطات العالم
من خلال التالي من الممكن الاطلاع على بعض المعلومات التي تخص محيطات العالم كالتالي:[2]
- المحيط الهادئ: وهو أكبر المحيطات في العالم، يحده من الجهة الشمالية المحيط المتجمد الشمالي، ومن الجهة الجنوبية المحيط المتجمد الجنوبي، ومن الجهة الجنوبية استراليا، ومن الجهة الشرقية آسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية من الجهة الغربية، ويمتد المحيط الهادئ على مساحة 165.25 مليون كيلو متر مربع، ويمثل ثلث إجمالي مساحة سطح الكوكب، وتصل أعمق نقطة مكتشفة فيه إلى 10911 متر ويُطلق عليها اسم خندق ماريانا وتوجد في غرب شمال المحيط الهادئ، ويُشار إلى أن المحيط الهادئ لا يزال يلفه الكثير من الغموض حيث إن أجزاء كبيرة منه لا تزال غير مستكشفة بسبب أعماقها العظيمة، وفيما يخص أهمية هذا المحيط فتتمثل باكتشاف رواسب النفط والغاز الطبيعي في المياه الضحلة نسبيًا قبالة ساحل استراليا ونيوزيلندا، وكذلك استخراج اللؤلؤ علاوة على وجود مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأسماك مثل سمك التونة، وسمك السلمون، وسمك أبو سيف، وسمك الرنجة وسمك النهاش وغيرها الكثير.
يتعرض المحيط الهادئ اليوم للسموم الضارة بسبب وجود عدد كبير من الأنهار شديدة التلوث التي تصب فيه من دول جنوب شرق آسيا وشرق آسيا، وتتمثل هذه الملوثات بالأسمدة والمبيدات الحشرية من الحقول الزراعية والصرف الصحي والنفايات الصناعية، ويُشار إلى أن هذه الملوثات تؤدي إلى خفض نسبة الأكسجين في المياه وبالتالي خلق مناطق ميتة في المحيط، وعلاوة على ذلك استنزف الصيد الجائر في المحيط الهادئ ثروته البحرية إلى حد كبير حيث تسبب ذلك بفقدان عدد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.
- المحيط الأطلسي: يمتد المحيط الأطلسي على مساحة 1064060000 كيلو متر مربع أي حوالي 20% من سطح الأرض، ويحد المحيط الأطلسي المناطق البرية لأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية من الجهة الغربية، وآسيا وأفريقيا من الجهة الشرقية، والمحيط المتجمد الشمالي من الجهة الشمالية، والمحيط المتجمد الجنوبي من الجهة الجنوبية، والمحيط الهادئ من الجهة الجنوبية الغربية، والمحيط الهندي من الجهة الجنوبية الشرقية، ويبلغ متوسط عمق المحيط الأطلسي 3339 مترًا وتصل أعمق نقطة فيه إلى 8380 مترًا والتي تُعرف باسم خندق بورتوريكو.
يتنوع مناخ المحيط الأطلسي بصورة كبيرة من الشمال إلى الجنوب بسبب امتداده الكبير، حيث تؤثر تيارات المحيطات الدافئة والباردة في المحيط الأطلسي على مناخ المناطق الساحلية على شواطئ المحيط الأطلسي من خلال المساهمة في الحفاظ على دفئ أجزاء كبيرة من ساحل شمال غرب أوروبا والجزر البريطانية عندما يواجه ساحل نيوفاوندلاند في كندا درجات حرارة منخفضة في الشتاء.
- المحيط الهندي: يحتل المحيط الهندي مساحة 68556000 كيلو متر مربع على سطح الأرض، ويحده اليابسة الآسيوية من الجهة الشمالية، واستراليا من الجهة الشرقية، وإفريقيا من الجهة الغربية، والمحيط المتجمد الجنوبي والقارة القطبية الجنوبية من الجنوب، ويبلغ متوسط عمق المحيط الهندي 3890 متر، وتصل أعمق نقطة له إلى 8047 متر ويُطلق عليها اسم عمق ديامانتينا.
- المحيط المتجمد الجنوبي: يقع هذا المحيط جنوب خط العرض 60 درجة، ويوجد أقصى جنوب المحيطات وهو رابع أكبر محيطات العالم الخمسة، وعلى الرغم من أن المحيط الجنوبي لا يحتوي على كتلة أرضية تحده من الشمال ولكنه يعامل على أنه تقسيم محيطي منفصل بسبب الاختلاف في خصائص المياه في المحيط وعمقه فيتراوح بين 4000 و5000 متر، و
يشير الباحثون إلى أن قاع المحيط الجنوبي هو مخزن لحقول النفط والغاز الضخمة والمعادن الثمينة مثل الذهب والودائع الغرينية وغيرها الكثير، بالإضافة إلى ذلك يتم التعامل مع الجبال الجليدية في المحيط الجنوبي كموارد للمياه العذبة وهي كافية لتلبية حاجات كل شخص على الأرض لمدة عدة أشهر، وعلى الجانب الآخر يعد المحيط الجنوبي أحد أخطر المحيطات بالنسبة للسفن، وذلك بسبب العواصف والتدخلات في الجبال الجليدية الشائعة.
- المحيط المتجمد الشمالي: يعد المحيط المتجمد الشمالي هو الأصغر والأضحل من بين محيطات العالم، ويقع في المنطقة القطبية الشمالية في نصف الكرة الشمالي، ويحتوي على حوض دائري تقريبًا محاط بالكامل بالكتل الأرضية القارية لأمريكا الشمالية وأوراسيا وغرينلاند والعديد من الجزر الصغيرة، أما المساحة التي يشغلها المحيط فتبلغ حوالي 14056000 كيلو متر مربع، ويمتد ساحله على 45390 كيلو متر، وقد بلغ أقصى عمق مسجل له إلى 18456 قدم.
يربط مضيق بيرينغ المحيط المتجمد الشمالي بالمحيط الهادئ، بينما يربط بحر جرينلاند وبحر لابرادور بين المحيط الشمالي مع المحيط الأطلسي، ويطل على المحيط المتجمد الشمالي مجموعة من الدول منها الولايات المتحدة، وكندا، وأيسلاند، وغرينلاند، والنرويج، وروسيا، وبارو وخليج برودهو في ألاسكا.
موارد المحيطات
تنقسم موارد المحيطات إلى جزئين، موارد حية وموارد غير حية كالتالي:[3]
- موارد حية: يوفر المحيط مجموعة من الموارد الحية المهمة ومن أجل الحفاظ عليها يجب إدارتها بصورة مستدامة، ويتمثل ذلك بالحد من الصيد الجائر للأسماك الذي لا يتناسب مع معدل تكاثرها، بالإضافة إلى منع الصيادين من استخدام شباك الجر - وهي وسيلة لصيد الأسماك تتضمن سحب شبكة عبر قاع البحر لحصد الأسماك - في الصيد في المياه التي لا يزيد عمقها عن 1000 متر.
- موارد غير حية: النفط والغاز الطبيعي أكثر الموارد غير الحية قيمة في المحيط ويتطلب استخراج هذه الموارد الحفر في قاع البحر، ولذلك يتم عمل عشرات الآبار النفطية في أماكن يبلغ عمقها أحيانًا 2000 متر، بالإضافة إلى النفط يحتوي قاع المحيط على بعض من المعادن الثمينة منها العقيدات المنغنيزية التي تحتوي على المنجنيز، والحديد، والنحاس، والنيكل، والفوسفات والكوبالت والتي توجد بأحجام مختلفة تتراوح بين حجم حبة البازلاء أو حجم كرة السلة، وتشير التقديرات إلى أنه قد يكون هنالك ما يصل إلى 500 مليار طن من العقيدات في قاع المحيطات، وهذه العقيدات المنغنيزية كان لها العديد من الاستخدامات في العالم الصناعي إلا أنها في الوقت الحالي لا يتم تعدينها.
أكبر الكائنات الحية في المحيطات
الحيتان الزرقاء هي أكبر الحيوانات الحية على الأرض، ويصل متوسط طول الحوت الأزرق حوالي 100 قدم أو 30 مترًا ويمكن أن يصل وزنه إلى 170 طنًا، وفي الواقع تعد هذه المخلوقات أكبر الحيوانات وزنًا على الإطلاق، وهذا الحجم الكبير يحتاج إلى تغذية كبيرة، ولذلك تستهلك الحيتان الزرقاء ما يقرب من 8000 رطل من المواد الغذائية كل يوم، وعلى الرغم من كبر حجم هذه الحيتان إلا أنه يوجد أنوع أخرى من الحيتان تعد أكثر فتكًا وهي الحيتان القاتلة التي تعد أكبر الأعضاء في عائلة الدلافين، وقد جاءت تسميتها لأنها تقتل أنواعًا أخرى من الحيتان من أجل أكلها.[4]