المعدة

المعدة

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 06:32:54, 23 مايو 2021



المحتويات


 

تعريف المعدة

هي عضو عضلي يقع على الجانب الأيسر من الجزء العلوي من البطن، وتتلقى المعدة الطعام من المريء ويدخل إليها من خلال صمام عضلي يسمى العضلة العاصرة المريئية السفلية، وبعدها تفرز المعدة الأحماض والإنزيمات من أجل هضمه، ويُذكر أن عضلات المعدة تنقبض بصورة دورية مما يؤدي إلى تحريك الطعام لتعزيز عملية الهضم، وبعد الهضم يُفتح صمام عضلي يُسمى المصرة البوابية للسماح بمرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.[1]



أجزاء المعدة

فيما يلي وصف موجز لبعض أجزاء المعدة الرئيسية:[2]


- القاع (The Fundus): بصورة عامة يُعرف القاع بأنه جزء من عضو مجوف يقع في أقصى نقطة من الفتحة، وفي حالة المعدة يوجد القاع في أبعد نقطة من فتحة البواب، وبعبارة أخرى يُعرف القاع بأنه الجزء المنتفخ من المعدة فوق مستوى فتحة المريء يبدأ تحت الحجاب الحاجز مباشرة وينتهي تماشيًا مع القلب.

- الفؤاد (Cardiac Sphincter): يُعرف هذا الجزء أيضًا بالمصرة المريئية السفلية، وهو حزمة من العضلات توجد عند التقاطع بين المريء والمعدة ويعمل كبوابة لتنظيم دخول الطعام من المريء إلى المعدة لتحقيق الهضم المطلوب، وتتمثل إحدى الفوائد الرئيسية لهذه العضلة العاصرة بأنها تمنع ارتجاع الطعام شبه المهضوم والحمض من المعدة إلى المريء، وفي حال تلف هذه العضلة العاصرة لسبب مرضي يمكن للأطباء استخدام حلقة من الخرز بدلًا منها.

- كارديا (Cardia): وهي المنطقة الواقعة بين المعدة والمريء أو هي الفتحة بين المريء والمعدة وتوجد أسفل تقاطع المعدة والمريء بالقرب من العضلة العاصرة المريئية السفلية.

- الجسم (Stomach Main Body): أسفل مستوى القاع والفؤاد يوجد الجسم الرئيسي للمعدة، وهو تجويف يخزن محتويات الطعام ويخلطها مع إفرازات المعدة التي تشمل حمض المعدة والإنزيمات، ويُذكر أن المعدة بمقدورها تخزين ما يصل إلى 1.5 لتر من الطعام للهضم قبل نقله إلى الأمعاء الدقيقة من خلال المصرة البوابية.


- البواب:(Pylorus): يسمى أيضًا الجزء البوابي، يربط جسم المعدة بالإثني عشر، وهو أضيق جزء من المعدة بقطر يصل إلى بوصة واحدة مع حلقات سميكة من العضلات الملساء المحيطة به، ويشمل هذا الجزء على:

* غار البواب (Pyloric Antrum): الغار البوابي هو الجزء السفلي من المعدة الذي يشبه القمع وتشترك نهايته العريضة مع الجزء السفلي من جسم المعدة بينما يتصل الجزء الضيق بقناة البواب.

* قناة البواب (Pyloric Canal): تربط قناة البواب بين المعدة والقسم العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، ويبلغ طولها من 2 إلى 3 سم وتخلف غشاء المعدة وتستمر حتى فتحة البواب.

* العاصرة البوابية (Pyloric Orifice): هي فتحة أو ممر بين المعدة والعفج، وتوجد عند مستوى الحد العلوي للفقرة القطنية الأولى، وتشير هذه الفتحة إلى نهاية القناة البوابية.


- جدار المعدة (Stomach Wall): تحتوي المعدة على جدار عضلي سميك يمنع محتويات المعدة من التسرب إلى أعضاء أخرى من الجسم، وفي الوقت نفسه يساعد على الانهيار المادي للطعام من خلال التقلصات المنسقة والتمدد لطبقات مختلفة من العضلات، وفي المعدة يوجد ما يصل إلى 15 طبقة مختلفة، وفيما يلي وصف موجز لكل من طبقات جدار المعدة:

* سيروسا (Serosa): هي الطبقة الخارجية من المعدة التي تحيط بالعضلات وسطحها أملس وزلق وفي الوقت نفسه يفرز سائلاً مائيًا - وهو السائل المصلي - لتبقى المعدة رطبة، وعندما تتحرك المعدة من أجل هضم الطعام يحمي سطح السيروسا الناعم والرطب العضو من الاحتكاك.

* السوبيروزا (Tela Subserosa): وهي عبارة عن طبقة من النسيج الضام تحت المصل.

* الطبقة العضلية (Muscularis): هي طبقة فريدة من جدار المعدة تقع بجوار الطبقة المخاطية، وهي مسؤولة عن إنتاج الحركات التي تشبه الموجة والتي تسمى التمعج.

* الألياف المائلة لجدار العضلات (Oblique Fibers of Muscle Wall): تشكل الألياف المائلة لجدار العضلات إحدى طبقات العضلات الثلاث في جدار المعدة، والطبقتان الأخريان هما الحلقات الدائرية الداخلية والعضلات الطولية الخارجية.

* طبقة العضلات الدائرية (Circular Muscle Layer): تقع الطبقة العضلية الدائرية خارج ألياف العضلات المائلة وداخل الطبقة العضلية الطولية في منطقة العضلات.

* طبقة العضلات الطولية (Longitudinal Muscle Layer): تتكون هذه الطبقة من ألياف عضلية طولية تقع خارج الطبقة العضلية الدائرية، وتتحرك الطبقات الطولية والمائلة والدائرية لألياف العضلات الملساء بالتنسيق مع بعضها البعض لإنتاج حركات تشبه الموجة في عملية التمعج.

* الطبقة المخاطية (Submucosa): تحتوي هذه الطبقة على الأنسجة الضامة والأعصاب والأوعية الدموية المختلفة، وتوفر هذه الأنسجة الضامة الدعم للغشاء المخاطي بالإضافة إلى توصيله مع العضلات الخارجية.

* طبقة العضلات المخاطية (Lamina Muscularis Mucosae): توجد خارج الغشاء المخاطي "lamina propria" وتفصل العضلات المخاطية عن الطبقة تحت المخاطية.

* الغشاء المخاطي (Mucosa): وهي طبقة بسماكة 1 مم مع سطح أملس ومخملي تحتوي على غدد معدية مع مداخل لهذه الغدد تسمى حفر المعدة.

* الصفيحة المخصوصة (Lamina Propria): توجد تحت طبقة الظهارة المبطنة للمخاط، وهي طبقة من النسيج الضام الرخو، وتشمل هذه الطبقة على الغدد المخاطية والأوعية اللمفاوية والأوعية الدموية بالإضافة إلى البلاعم والأنسجة اللمفاوية المرتبطة بالغشاء المخاطي، ويُذكر أن الشعيرات الدموية في هذه الطبقة تحتوي على مسام تسمح بامتصاص منتجات الهضم في الدورة الدموية.

* الظهارة (Epithelium): تبطن الظهارة تجويف المعدة، وهي واحدة من ثلاث طبقات من الغشاء المخاطي، وتنتشر الطبقات الظهارية في النسيج الضام الأساسي لتشكيل الغدد.

* الغدد المعدية (Gastric Glands): توجد في طبقة الغشاء المخاطي في المعدة، ويعتمد اسمها على حقيقة أنها تفرز سائل المعدة والغشاء المخاطي الواقي، وفي مظهرها تبدو مثل الأنابيب المتفرعة.

استنادًا إلى موقعها ونوع الإفراز الذي تنتجه فإن الغدد المعدية تتألف من ثلاثة أنواع، هي: الغدد الفؤادية وتوجد في بداية المعدة، والغدد القاعدية وتوجد في مناطق المعدة المركزية، والغدد البوابية وتوجد في الجزء الطرفي من المعدة، وتتمثل وظيفة كل من الغدد البوابية والفؤادية في إفراز المخاط لحماية جدار المعدة من الهضم الذاتي، ومن ناحية أخرى تُفرز معظم المواد الهضمية بواسطة الغدد القاعدية، ويُذكر أن الغدد القاعدية تتضمن ثلاثة أنواع من الخلايا، هي: الخلايا الزيموجينية أو الخلايا الرئيسية التي تنتج الإنزيمات مثل البيبسين والرينين، والخلايا الجدارية أو المؤكسدة المسؤولة عن إفراز حمض الهيدروكلوريك، وخلايا الرقبة المخاطية وهي مسؤولة عن إفراز المخاط.

* حفر المعدة (Gastric Pits): هي في الواقع المسام الصغيرة في الغدد المعدية وتعمل كممر لإفرازات المعدة إلى المعدة، وفي كل بوصة مربعة من المعدة يمكن أن تشمل على 65000 حفرة.

* الزوائد أو طيات المعدة (Villi or Gastric Folds): ينطوي الغشاء المخاطي على السطح الداخلي للمعدة من أجل زيادة مساحة السطح الداخلية لتسهيل امتصاص المنتجات الغذائية.



وظائف المعدة

تعد المعدة أولاً وقبل كل شيء موقعًا رئيسيًا للهضم، وفي الواقع هي أول موقع لهضم البروتين الفعلي، ففي حين يبدأ هضم السكريات من خلال الإنزيمات اللعابية في الفم لن يُهضم البروتين حتى تصل البلعة الغذائية (الهضم) إلى المعدة ويكون ذلك بواسطة إنزيم البيبسين في المعدة.


مثل حقيبة مرنة توفر المعدة مكانًا لكميات متنوعة من الطعام المبتلع للتخزين والهضم، حيث تفرز خلايا بطانة المعدة مزيجًا حامضيًا قويًا من حمض الهيدروكلوريك وكلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم، وهذا الحمض المعدي، أو المعروف بالعامية "عصير" المعدة يعمل على كسر الروابط داخل جزيئات الطعام على المستوى الجزيئي، وهنا يكون لإنزيم البيبسين دور فريد في كسر روابط الببتيد القوية التي تربط البروتينات معًا في الطعام مما يزيد من إعداد الطعام لامتصاص المغذيات التي تحدث في الأمعاء الدقيقة (بصورة رئيسية) والأمعاء الغليظة حيث تُرسل المعدة خليطًا مائيًا ممزوجًا إلى الأمعاء الدقيقة من أجل الحصول على المزيد من الهضم والامتصاص، وهذه العملية تستغرق حوالي ثلاث ساعات بمجرد أن يصبح الطعام مزيجًا سائلًا.


من خلال ما سبق يمكن القول بأن الأدوار الرئيسية للمعدة تتمثل بـ:[3]

- تخزين الطعام.

- الانهيار الحمضي للأطعمة المبتلعة.

- إرسال الخليط إلى مرحلة الامتصاص الثانية في الأمعاء الدقيقة.



هرمونات المعدة

يكون التحكم في حركة وتدفق المواد الكيميائية إلى المعدة عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي وهرمونات الجهاز الهضمي المختلفة، وتتمثل هرمونات المعدة بما يلي:[4]


- هرمون الجاسترين: يسبب هذا الهرمون زيادة في إفراز حمض الهيدروكلوريك من الخلايا الجدارية وكذلك إفراز البيبسينوجين من الخلايا الرئيسية في المعدة، كما أنه يسبب زيادة في الحركة (التمعج) في المعدة، ويحدث تحرير الجاسترين بواسطة خلايا "G" في المعدة عن طريق الخلايا القاعدية للغدد البوابية والفؤادية استجابة لتضخم الغشاء والمنتجات الهضمية (خاصةً الكميات الكبيرة من البروتينات المهضومة بصورة غير كاملة)، ويثبَّط إفراز هذا الهرمون عندما يكون الرقم الهيدروجيني عادة أقل من أربعة.

- هرمون السوماتوستاتين: يؤثر السوماتوستاتين في المقام الأول على المرارة ويؤدي إلى تقلصها ولكنه يقلل أيضًا من إفراغ المعدة ويزيد من إفراز سائل البنكرياس.

بطريقة مختلفة ونادرة تؤثر الإفرازات التي تنتج في الأمعاء الدقيقة بصورة أساسية على البنكرياس ولكنها تقلل أيضًا إفراز الحمض في المعدة. 

- هرمون غلوكاغون معوي: تتمثل وظيفة هذا الهرمون بتقليل إفراز حمض المعدة والحد من حركتها، وبخلاف الجاسترين تعمل هذه الهرمونات على إيقاف عمل المعدة وذلك استجابة للمنتجات الغذائية في الكبد والمرارة التي لم يتم امتصاصها بعد، إذ يجب على المعدة دفع الطعام إلى الأمعاء الدقيقة فقط عندما تكون الأخيرة قادرة على استيعاب المزيد من الطعام المهضوم، ولذلك عندما تكون الأمعاء ممتلئة ولا تزال تهضم الطعام فإن المعدة تصبح مخزنًا للطعام.




  

المراجع

[1]: webmd

[2]: organsofthebody

[3]: biologydictionary

[4]: lumenlearning



عدد المشاهدات 4563


Top

Top