اليوغا

اليوغا

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

لمحة عامة

طُوّرت اليوغا منذ 5000 عام في الهند كنظام شامل للرفاهية على جميع المستويات: الجسدية، والعقلية، والعاطفية والروحية، واليوغا غالباً ما تكون مساوية لما يُعرف بالهاثا يوغا، وهو نظام معروف للوضعية وتقنيات التنفس، إلا أن الهاثا يوغا ليست سوى جزء من الانضباط العام لليوغا، واليوم يستخدم الملايين من الناس جوانب مختلفة من اليوغا للمساعدة في رفع جودة حياتهم في مجالات متنوعة مثل اللياقة البدنية، وتخفيف التوتر، والعافية، والحيوية، والوضوح العقلي، والشفاء، وراحة البال والنمو الروحي.


اليوغا عبارة عن نظام، وهي ليست من المعتقدات، ولكنها مجموعة من التقنيات والإرشادات لتحقيق أهداف معينة، ومن بين العديد من أنواع اليوغا، فإن أكثرها شهرة هما يوجا سوترا و"Bhagavad Gita"، وكما هو الحال في أي مجال، تعد بعض جوانب اليوغا دقيقة للغاية بحيث لا يمكن تعلمها من الكتب أو المحاضرات، ولكن يُمكن اكتسابها من خلال الخبرة، ويُمكن كذلك أن يُساعد طللب المساعدة من مدرب لليوغا على تطوير ممارسةٍ تجلب فهمًا أعمق من خلال الاستفادة من تجربته الشخصية، وبما أن اليوغا شخصية تمامًا وقد تختلف لكل ممارس، فإنه يوجد مجموعة واسعة من الأساليب لممارستها، وقد تشبعت اليوغا في الآونة الأخيرة بالعديد من الممارسات الجديدة وبعضها يختلف تماما عن الأساليب التقليدية، ومع ذلك تهدف جميع أساليب اليوغا إلى تعزيز بعض جوانب الرفاهية.[1]



أنواع اليوغا

تشمل اليوغا على أنواع وأنماط متعددة، نذكرها فيما يلي:[2]


- Ashtanga yoga: يستخدم هذا النوع من اليوغا تعاليم اليوغا القديمة، ومع ذلك أصبحت شعبية خلال الفترة في عام 1970، ويطبق هذا النوع من اليوغا ستة تتابعات ثابتة من المواقف التي تربط بسرعة بين كل حركة وبين التنفس.

- Bikram yoga: يُعرف أيضًا باسم اليوغا "الساخنة"، ويُمارس هذا النوع في غرف مُدفأة صناعيًا في درجات حرارة تقارب 105 درجة فهرنهايت، ودرجة رطوبة 40%، ويتكون من 26 وضعية متتالية تتضمن تمرينين للتنفس.

- هاثا يوغا: هذا مصطلح عام لأي نوع من أنواع اليوغا التي تركز على الأمور البدنية، وتُستخدم فصول "الهاثا" عادة كمقدمة لطيفة لممارسة اليوغا الأساسية.

- Iyengar yoga: يركز هذا النوع على إيجاد المحاذاة الصحيحة في كل وضع باستخدام مجموعة من الدعائم، مثل الكراسي والمساند وغيرها.

- Jivamukti yoga: تعني كلمة "Jivamukti" (التحرير)، وقد ظهر هذا النوع في عام 1984، ويتضمن تعاليم وممارسات روحية متعددة.

- Kripalu yoga: هذا النوع يعلم الممارسين له المعرفة، والقبول، والاستفادة من الجسم، ويتعلم الطالب من الـ "Kripalu" أن يجد مستوى ممارسته من خلال النظر إلى الداخل، وتبدأ الفصول عادة بتمارين التنفس والامتداد اللطيف، تليها سلسلة من الممارسات الفردية والاسترخاء النهائي.

- Kundalini yoga: مصطلح "Kundalini" يعني "ملفوف، مثل الثعبان"، و"Kundalini yoga" هو نظام للتأمل يهدف إلى إطلاق الطاقة المكبوتة، ويبدأ الفصل عادة بالهتاف وينتهي بالغناء وفي ما بينهما يكون التأمل.

- يوغا القوة: في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، طور الممارسون هذا النوع النشط والرياضي من اليوغا بناءً على نظام "Ashtanga" التقليدي.

- سيفاناندا يوغا: وهو نظام قائم على فلسفة من خمس نقاط، وتركز هذه الفلسفة على أن التنفس السليم والاسترخاء والنظام الغذائي والتمرين والتفكير الإيجابي يعملان معًا لتشكيل نمط حياة صحي لليوغا.

- فينييوغا: يتميز هذا النوع من اليوغا أنه يمكن لأي شخص التكيف معه بغض النظر عن قدرته البدنية، وعلى من يرغب بأن يُصبح مدربًا لهذا النوع من اليوغا أن يتدرب كثيرًا وأن يكون خبيرًا في علم التشريح وعلاج اليوغا.

- Yin yoga: وتسمى أيضًا "اليوغا الطاوية"، ويرتكز هذا النوع على الممارسة الهادئة والتأملية، وتعمل على إطلاق التوتر من المفاصل الرئيسة بما في ذلك: الكاحلين، والركبتين، والفخذين، والظهر كله، والرقبه، والأكتاف.

- اليوغا قبل الولادة: تستخدم اليوغا قبل الولادة للنساء الحوامل، حيث تُساعد في دعم الحمل وجعله صحيًا.

- اليوغا التصالحية: تُسخدم عند ممارسة هذا النوع من اليوغا الدعائم مثل البطانيات من أجل الوصول إلى الاسترخاء العميق دون بذل أي جهد.



فوائد اليوغا

تتضمن ممارسة اليوغا العديد من الفوائد، نذكر منها:[3]


- التقليل من الإجهاد: اليوغا معروفة بقدرتها على تخفيف التوتر وتعزيز الاسترخاء، وفي الواقع أظهرت دراسات متعددة أنه يمكن أن تقلل من إفراز الكورتيزول وهو هرمون التوتر الأساسي، وأظهرت إحدى الدراسات التأثير القوي لليوغا على الإجهاد من خلال متابعة 24 امرأة اعتبرن أنفسهن مصابات بالحزن العاطفي، وبعد ثلاثة أشهر من برنامج اليوغا، كان لدى النساء مستويات أقل بكثير من الكورتيزول، وكان لديهن أيضًا مستويات أقل من التوتر، والقلق، والتعب والاكتئاب.

- التخفيف من القلق: يبدأ كثير من الناس في ممارسة اليوغا كوسيلة للتغلب على مشاعر القلق، ومن المثير للاهتمام أنه يوجد الكثير من الأبحاث التي تبين أن اليوغا يمكن أن تساعد في تقليل القلق، وفي إحدى الدراسات شاركت 34 امرأة مصابة باضطراب القلق في دروس اليوغا مرتين أسبوعيًا لمدة شهرين، وفي نهاية الدراسة كان لدى أولئك الذين مارسوا اليوغا مستويات أقل بكثير من القلق من الذين لم يُمارسوها، وتبنت دراسة أخرى 64 امرأة تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وبعد 10 أسابيع كان لدى النساء اللاتي مارسن اليوغا مرة أسبوعيًا أعراض أقل من اضطراب ما بعد الصدمة، وفي الواقع لم يعد 52% من المشاركين يُعانون من أي معايير اضطراب ما بعد الصدمة على الإطلاق.

- الحد من الالتهابات: بالإضافة إلى تحسين الصحة العقلية، تشير بعض الدراسات إلى أن ممارسة اليوغا قد تقلل الالتهاب أيضًا، ويُشار إلى أن الالتهاب هو استجابة مناعية طبيعية ولكن يمكن أن يسهم الالتهاب المزمن في تطور الأمراض مثل أمراض القلب، والسكري، والسرطان.

في عام 2015، أُجريت دراسة ضمت 218 مشاركًا مقسمين إلى مجموعتين بحيث ضمت المجموعة الأولى أشخاصًا مارسوا اليوغا بانتظام، بينما ضمت المجموعة الثانية أشخاصًا لم يمارسوا اليوغا، ثم مارست كلا المجموعتين تمارينًا معتدلةً للحث على الإجهاد، وفي نهاية الدراسة كان لدى الأفراد الذين مارسوا اليوغا مستويات أقل من علامات الالتهاب من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

- تحسين صحة القلب: من ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم إلى إمداد الأنسجة بالعناصر الغذائية المهمة، تعد صحة القلب أساسًا للصحة العامة، وقد تُساعد اليوغا على تحسين صحة القلب وتقليل العديد من عوامل الخطر لأمراض القلب، ففي إحدى الدراسات أظهرت أن المشاركين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا والذين مارسوا اليوغا لمدة خمس سنوات لديهم انخفاض في ضغط الدم ومعدل النبض من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

- تعزبز نوعية النوم: من بين العديد من الأمراض، ارتبط سوء نوعية النوم بالسمنة وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، ولأن اليوغا لها دو في معالجة الاكتئاب ومشاكل ضغط الدم، فهي تُساعد الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل النوم، فقد أظهرت دراسة من أجل معرفة آثار اليوغا على النوم لدى مرضى الأورام اللمفاوية وَوُجد أنها تقلل من اضطرابات النوم، وتحسن من جودة النوم ومدته وتقلل من الحاجة إلى أدوية النوم.



الآثار السلبية لليوغا

إن ممارسة اليوغا بطريقة خاطئة يمكن أن تكون خطيرة ويمكن أن تسبب تأثيرات ضارة على الصحة العامة، وتشمل هذه التأثيرات على تسبب الضرر للعضلات، والشعور بألم شديد ونزيف داخلي، وكذلك يمكن أن تؤدي الممارسة الخاطئة لبعض أنواع اليوغا إلى كسر أو تمزق العظام الحساسة، ومثل هذه الإصابات قد تستغرق عدة أشهر للشفاء، وقد تحتاج في بعض الأحيان إلى تدخل جراحي، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون لها أثرًا سلبيًا على العقل، فعلى سبيل المثال، تُعرّض ممارسة يوغا الكونداليني بطريقة غير سليمة إلى حدوث ما يُعرف باسم متلازمة كونداليني، وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لهذه المتلازمة على الوفاة الزائفة، والذهان، والذهان الزائف، والارتباك، والقلق، ونوبات الهلع، والاكتئاب، والحزن، والأفكار الانتحارية، وعدم انتظام ضربات القلب، والأرق، وعدم القدرة على الكلام، وعدم القدرة على القيادة، والآلام الجنسية، والعمى المؤقت، والصداع، ولذلك يجب على من يُمارس اليوغا أن يكون حريصًا للغاية لتجنب الوقوع بمثل هذه المشاكل.[4]




  

المراجع

[1]yogaalliance

[2]medicalnewstoday

[3]healthline

[4]: dangersofyoga



عدد المشاهدات 1597


Top

بحث  


Top