ما هي التضاريس
هي أي جزء من سطح الأرض لا يغطيه الماء، ويعتقد أن التضاريس الأرضية تغطي حوالي 30% من سطح الأرض، وتشير إلى أي منطقة جغرافية طبيعية توجد على سطح الأرض مثل الوديان، والتلال، والجبال والهضاب، وتختلف التضاريس عن بعضها البعض فقد تكون مرتفعة جدًا فوق مستوى سطح البحر، وقد تكون عميقة تحت مستوى سطح البحر، وبعضها مكون من مادة صلبة للغاية وبعضها الآخر مكون من مادة لينة جدًا، وبعض التضاريس مغطاة بالنباتات في حين أن بعضها خالي من أي نبات على الإطلاق، وبعضها كبير جدًا والبعض الآخر صغير، ويُشار إلى أن التضاريس الأرضية تتغير باستمرار بسبب مجموعة من العوامل الطبيعية المؤثرة كالمناخ، وقد يكون هذا التغير بطيئًا جدًا بحيث يستغرق عدة عقود، وقد يحدث في غضون فترة قصيرة، وتشمل بعض العمليات السريعة على الانهيارات الأرضية والانفجارات البركانية والزلازل.[1]
أنواع التضاريس
تشمل الأنواع الرئيسة للتضاريس الأرضية على الجبال، والوديان، والهضاب، والأنهار الجليدية، والتلال، واللوس والسهول والصحارى، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[2]
- الجبال: وهي معالم فيزيائية للأرض تبرز عاليًا بصورة مرتفعة جدًا على سطح الأرض مع قمة شديدة الانحدار بصورة عامة، وتتكون الجبال من خلال قوى كبيرة في الأرض مثل الانفجارات البركانية، وغالبًا ما تحدث الجبال في المحيطات ويُنظر إلى بعضها على أنها جزر جبلية حيث تبرز قممها خارج الماء، وكما أُشير سابقًا يحدث تكوين الجبال بسبب قوى التآكل أو البراكين أو الارتفاعات في القشرة الأرضية.
- الوديان: يُعرف الوادي بأنه منطقة منخفضة أو انخفاض في سطح الأرض بين الأراضي المرتفعة مثل الجبال أو التلال، وبعبارات بسيطة يمكن تعريفه بأنه حوض طبيعي يحده الجبال أو التلال على سطح الأرض المنحدر إلى البحيرة أو المحيط أو المجرى، ويتكون الوادي بسبب تآكل المياه أو الجليد، وعلى هذا الأساس تصب الأنهار أو الجداول المتدفقة عبر الوادي في المحيطات.
تسمى جوانب الوادي بمنحدرات الوادي أو جدران الوادي، وتُعرف أرضية الوادي على طول ضفاف الأنهار باسم سهول الفيضان، وتعد الأجزاء الدنيا من الوديان خصبة للغاية وتشكل أراضي زراعية جيدة جدًا، وتتكون معظم الوديان على اليابسة من الجداول والأنهار الجارية وجميع منحدراتها تقريبًا تنحدر إلى أسفل النهر، وعادة ما تحتوي الوديان داخل الجبال على أرضيات ضيقة.
- الهضاب: وهي مناطق مسطحة إلى حد ما وتكون أعلى من الأرض المحيطة بها، وقد تكون المناطق المحيطة بالهضاب شديدة الانحدار وقد توجد بعض الهضاب مثل التبت بين سلاسل الجبال، ويُشار إلى أن الهضاب تغطي مناطق واسعة من الأرض حيث تشكل مع الأحواض المغلقة ما يقرب من 45% من سطح الأرض بأكمله.
بعض الهضاب مثل هضبة كولومبيا في الولايات المتحدة، وهضبة ديكان في الهند بازلتية تكونت بسبب تدفقات الحمم البركانية التي تنتشر إلى آلاف الكيلو مترات المربعة، والبعض الآخر من الهضاب تكون نتيجة للطي العلوي، بينما يرجع بعضها إلى تآكل في الأرض المجاورة.
- الأنهار الجليدية: وهي كتل ضخمة من الجليد تتحرك ببطء على سطح الأرض وتنتشر على الجبال العالية والمناطق القطبية الباردة، حيث إن درجات الحرارة المنخفضة جدًا هي العامل التمكيني لتراكم الثلوج وحدوث الجليد، ويُشار إلى أن سماكة معظم الأنهار الجليدية تتراوح من 91 إلى 3000 متر، وقد أوضحت التقديرات إلى أن أكثر من 75% من المياه العذبة في العالم محفوظة حاليًا في هذه الخزانات المجمدة، وتشمل الأنهار الجليدية على الصفيحة الجليدية في غرينلاند والغطاء الجليدي في أنتاركتيكا.
- التلال: وهي مناطق مرتفعة على سطح الأرض مع قمم مميزة ولكنها ليست مرتفعة مثل الجبال، وتتكون التلال نتيجة لتراكم حطام الصخور أو الرمل المترسب بواسطة الرياح والأنهار الجليدية، وقد تخلق الأنشطة البشرية أيضًا تلة عندما يتم حفر التربة وتكوين كتل عملاقة، وتخلق الانفجارات البركانية كذلك تلالًا بعد الاندفاع عندما تبرد المواد المنصهرة أو الحمم البركانية، ويُشار إلى أن التلال تنتشر بصورة عامة في الوديان والسهول الجبلية المنخفضة.
- اللوس: وهو تراكم من الطين والطمي الذي ترسبه الرياح، ويمتاز اللوس باللون البني أو الأصفر، واللوس هي رواسب رسوبية من جزيئات الطين المعدنية والطمي التي تحدث على الأرض في بعض أجزاء من العالم، ويبلغ سمك رواسب اللوس بضعة أمتار.
تتجمع الرواسب معًا بواسطة جزيئات طينية تتكون في الغالب من بلورات الكوارتز والتي تنزلق بسهولة ضد بعضها البعض وهذه الخاصية تجعلها أكثر عرضة للتآكل، أما فترة تشكل اللوس فيرجع إلى العصر الجليدي عندما ذابت الأنهار الجليدية التي تغطي جزءًا كبيرًا نسبيًا من الأرض مما كشف عن السهول الشاسعة من الطين، وعندما جفّ قامت قوى الرياح بتعرية الطين والكشف عنه الرواسب كي تُصبح في النهاية عبارة عن طمي في أكوام فوق بعضها البعض مكونة ضفاف جريئة شديدة الانحدار.
- السهول: وهي مناطق مسطحة واسعة على سطح الأرض تمتد على مساحة واسعة وتنتشر السهول بصورة كبيرة على طول الساحل، حيث تلتقي مع الأشكال الأرضية المرتفعة مثل الهضاب أو الجبال، ويعد السهل الساحلي الأطلسي مثالاً لسهول ساحلية خصبة ذات كثافة سكانية عالية، ومن ناحية أخرى توجد السهول الداخلية بصورة عامة على ارتفاعات عالية، وتغطي المراعي جزءًا كبيرًا من السهول الداخلية مثل السهول الكبرى في الولايات المتحدة، أما سهول الفيضانات فتتكون نتيجة للتراكم المستمر للرمل والطمي والطين عندما تفيض الأنهار ضفافها، وتمتاز السهول في العموم بالتربة الخصبة والتضاريس الصالحة للزراعة.
- الصحارى: وهي مناطق الجافة ذات الحرارة المرتفعة في العالم، وتعبّر الصحراء عن الأراضي القاحلة وشبه القاحلة التي تتضمن نباتات قليلة أو معدومة، وتشكل الصحارى ما يقرب من 20% من إجمالي غطاء الأرض، وتتميز بقلة الأمطار أو انعدامها، وتنقسم الصحارى إلى أربع فئات رئيسة بما في ذلك الصحارى شبه القاحلة والصحاري الساخنة والجافة والصحارى الباردة والصحارى الساحلية.
تنتشر الصحارى في مناطق مختلفة من العالم، وتمتاز عن غيرها من التضاريس بدرجات حرارة عالية جدًا، وغطاء سحابي أقل، ورطوبة منخفضة، وضغط جوي منخفض ومعدلات هطول منخفضة من المطر، أما غطاء التربة فهو صخري وضحل وبه القليل جدًا من المواد العضوية وكل ما سبق يُساهم في عدم توفير ظروف مناسبة لنمو النباتات.
تأثير المناخ على التضاريس
المناخ هو النحات الرئيس للتضاريس الأرضية، حيث تتسبب الأمطار الغزيرة في تآكل واسع النطاق من خلال جريان المياه المتدفق، ويمكن أن يساعد المناخ الرطب والبارد على تكوين الأنهار الجليدية في الجبال والمناطق المرتفعة حيث يعود الفضل في تكوين مجموعة واسعة من التضاريس الأرضية إلى تآكل الأنهار الجليدية وترسبها.
في برد قمم الجبال يتجمد الماء ويذوب بصورة منتظمة في شقوق الصخور، وهي عملية تجوية ميكانيكية قد تتسبب بمرور الوقت في تفتيت الصخور مسببة تغيرًا في تضاريس المنطقة، وفي المناخات القاحلة لا تزال المياه تؤدي الكثير من عمليات بناء التضاريس من خلال الفيضانات المفاجئة، في حين تؤثر الرياح على الصخور المكونة من الطمي والرمال مسببة تغيرًا في التضاريس بما يُعرف بعوامل الحت والتعرية.[3]
العلاقة بين الجفرافيا والفيزياء
بما أن الجغرافيا هي دراسة الظواهر المتغيرة على سطح الأرض فإن آلية تكون هذه الظواهر تتطلب دراستها في إطار الفيزياء حيث تستخدم الأرصاد الجوية أساليب الفيزياء لتفسير العمليات الجوية، وكذلك يستخدم علم المحيطات أساليب الفيزياء لتفسير عمليات الغلاف المائي، وهنا تسعى الجغرافيا إلى وضع مبادئ الأرصاد الجوية وعلوم المحيطات من خلال الفيزياء.[4]