تعريف التضخم الاقتصادي

تعريف التضخم الاقتصادي

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

ما هو التضخم الاقتصادي

يُعرف التضخم في العموم بأنه حالة ارتفاع الأسعار في الاقتصاد، والتعريف الأكثر دقة له هو الزيادة المستمرة في مستوى السعر العام في الاقتصاد، ويعني أيضًا الزيادة في تكلفة المعيشة مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ويقيس معدل التضخم النسبة المئوية السنوية للتغير في مستوى السعر العام، وفي حال زاد هذا المعدل عن 1000% يحدث ما يُسمى بالتضخم المفرط، وفي حال حدوث ذلك يفقد المال قيمته بسرعة كبيرة بحيث لا يُستخدم كوسيلة للتبادل.[1]



أسباب التضخم الاقتصادي

هناك عدد لا يحصى من العوامل التي يمكن أن تدفع الأسعار أو تتسبب بحدوث التضخم في الاقتصاد، وعادة ما ينتج التضخم عن زيادة في تكاليف الإنتاج أو زيادة في الطلب على المنتجات والخدمات، وفيما يلي المزيد من التفاصيل:[2]


- التضخم في التكاليف: يحدث تضخم التكلفة عندما ترتفع الأسعار بسبب الزيادات في تكاليف الإنتاج مثل المواد الخام والأجور، حيث يبقى الطلب على السلع كما هو بينما ينخفض عرض البضائع بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، ونتيجة لذلك تُعوّض التكاليف المضافة للإنتاج من خلال المستهلكين عن طريق زيادة أسعار السلع النهائية، ومن الممكن رؤية إحدى علامات التضخم المحتمل لارتفاع التكلفة في ارتفاع أسعار السلع مثل النفط والمعادن نظرًا لأنها مدخلات إنتاج أساسية، فعلى سبيل المثال إذا ارتفع سعر النحاس فقد تزيد الشركات التي تستخدم النحاس لصنع منتجاتها من أسعار سلعها، وإذا كان الطلب على المنتج مستقلاً عن الطلب على النحاس فستنعكس التكاليف المرتفعة للمواد الخام على المستهلكين، والنتيجة هي ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين دون أي تغيير في الطلب على المنتجات المستهلكة.

تؤثر الأجور أيضًا على تكلفة الإنتاج وعادة ما تكون أكبر حساب منفرد للشركات، فعندما يكون الاقتصاد جيدًا ومعدل البطالة منخفض يمكن أن يسبب ذلك نقصًا في العمالة، وفي هذه الحالة تقوم الشركات بدورها بزيادة الأجور لجذب العالمين المؤهلين مما يتسبب في ارتفاع تكاليف الإنتاج للشركة، وإذا رفعت الشركة الأسعار بسبب ارتفاع أجور الموظفين يحدث تضخم زائد في التكلفة، وكذلك يمكن للكوارث الطبيعية أن تدفع الأسعار إلى الارتفاع، فعلى سبيل المثال إذا تدمر محصول مثل الذرة بسبب كارثة طبيعية كالإعصار، فقد ترتفع الأسعار في السلع التي تدخل الذرة في مكوناتها.

- الطلب يساهم في التضخم: يمكن أن يُحدِثْ تضخم الطلب زيادة طلب المستهلك على منتج أو خدمة، وفي حال ارتفاع الطلب على السلع عبر الاقتصاد ترتفع الأسعار والنتيجة هي تضخم الطلب، وعندما تكون البطالة منخفضة والأجور مرتفعة يؤدي ذلك إلى مزيد من الإنفاق وهذا له تأثير مباشر على مستوى إنفاق المستهلكين في الاقتصاد مما قد يؤدي إلى ارتفاع الطلب على المنتجات والخدمات، وكلما زاد الطلب على سلعة أو خدمة معينة ينخفض ​​العرض المتاح، وفي هذه الحالة يكون المستهلكون على استعداد لدفع المزيد للحصول على السلعة او الخدمة، والنتيجة هي ارتفاع الأسعار بسبب تضخم سحب الطلب.

تلعب الشركات أيضًا دورًا في التضخم خاصة إذا كانت تصنع منتجات شائعة، حيث يمكن للشركة رفع الأسعار ببساطة لأن المستهلكين على استعداد لدفع المزيد من المال للحصول على ما يحتاجونه خاصة إذا كانت السلعة أو الخدمة شيئًا يحتاجه المستهلكون للعيش اليومي مثل النفط والغاز، فزيادة الطلب من المستهلكين هو الذي يوفر للشركات النفوذ لرفع الأسعار، فعلى سبيل المثال شهد سوق الإسكان صعودًا وهبوطًا على مر السنين، فإذا زاد الطلب على المنازل - لأن الاقتصاد يشهد توسعًا - فسوف ترتفع أسعار المنازل، ويؤثر الطلب أيضًا على المنتجات والخدمات التي تدعم صناعة الإسكان، فقد تشهد منتجات البناء مثل الخشب والفولاذ بالإضافة إلى المسامير المستخدمة في المنازل زيادة في الطلب ناتجة عن زيادة الطلب على المنازل، ومن جانب آخر يمكن للسياسة المالية التوسعية من قبل الحكومات أن تزيد من مقدار الدخل التقديري للشركات والمستهلكين، فإذا قامت الحكومة بتخفيض الضرائب فقد تنفقها الشركات على التحسينات الرأسمالية أو تعويضات الموظفين أو التوظيف الجديد، ويمكن للمستهلكين شراء المزيد من السلع أيضًا، ويمكن للحكومة أيضا تحفيز الاقتصاد من خلال زيادة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية والنتيجة من ذلك تكون زيادة في الطلب على السلع والخدمات مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وكذلك يحدث الزيادة في الطلب من خلال السياسة النقدية التوسعية من قبل البنوك المركزية في حال تخفيض أسعار الفائدة، وأيضًا يمكن للبنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي أن تخفض تكلفة إقراض البنوك مما يسمح للبنوك بإقراض المزيد من الأموال للشركات والمستهلكين، وكل هذا يؤدي إلى الزيادة في الأموال المتاحة في جميع أنحاء الاقتصاد مما يتسبب في زيادة الإنفاق والطلب على السلع والخدمات.



الآثار السلبية للتضخم الاقتصادي

عادة ما تصاحب معدلات الفائدة المرتفعة حدوث التضخم كي يحافظ الناس على أموالهم، ومع ذلك يتسبب التضخم بحدوث مجموعة من الآثار السلبية، وتشمل على:[3]


- انخفاض الأجور الحقيقية: يمكن أن تؤدي معدلات التضخم المرتفعة إلى انخفاض الأجور الحقيقية، فعندما يكون التضخم أعلى من الأجور الاسمية ستنخفض الدخول الحقيقية وهذا يؤثر سلبًا على المستهلكين.

- يقلل من قيمة المدخرات: يتسبب التضخم في انخفاض قيمة المال، ففي حال كان معدل التضخم أعلى من سعر الفائدة سيتأثر المدخر سلبًا من هذه الزيادة، وقد يتسبب التضخم المرتفع في إعادة توزيع الدخل في المجتمع، وفي معظم الحالات يخسر المدخرون أكثر عندما يكون التضخم مرتفعًا.

- اقتصاد غير تنافسي: يميل التضخم إلى جعل الاقتصاد غير تنافسيًا، فعلى سبيل المثال يمكن للتضخم المرتفع في إيطاليا أن يجعل الصادرات الإيطالية غير قادرة على المنافسة مما يؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي بالإضافة إلى عجز الحساب الجاري، وهذا مهم بصورة خاصة للبلدان الموجودة في منطقة اليورو حيث لا يمكنها تخفيض قيمة العملة لاستعادة القدرة التنافسية.



الآثار الإيجابية للتضخم الاقتصادي

تشمل الآثار الإيجابية للتضخم على:[4]


- إن التضخم المعتدل مفيد في النمو الاقتصادي، فإذا لم يكن هنالك ارتفاع في أسعار السلع أو الخدمات من الممكن أن يؤدي ذلك إلى الانكماش الذي يمثل مجموعة مختلفة من المشاكل الاقتصادية مثل الركود أو الكساد في الاقتصاد، حيث ينخفض الاستهلاك وينخفض الإنتاج بسبب انخفاض أسعار السلع والخدمات والبطالة وما إلى ذلك، ولعل هذا هو السبب في أن البلدان في جميع أنحاء العالم إذا تم منحها خيارًا بين التضخم والانكماش تفضل التضخم، حيث إن التضخم إذا تم السيطرة عليه يمكن أن يعزز نمو الاقتصاد.

- يُساهم التضخم في زيادة أجور العمال والموظفين، حيث إن التضخم يمكن أن يؤدي بصورة غير مباشرة إلى المزيد من الإنتاجية - لأنه عندما يرتفع التضخم تميل الشركات إلى زيادة إنتاجها لكسب المزيد من المال - وهذا سيقود أصحاب الشركات لجعل موظفيها يعملون لساعات إضافية لمواكبة الزيادة في الطلب وأيضًا سيكون عليهم زيادة الأجور لمواجهة التضخم وبهذا ترتفع أجور العاملين.




  

المراجع

[1]economicshelp

[2]investopedia

[3]topics

[4]letslearnfinance



عدد المشاهدات 1505


Top

بحث  


Top