تعريف الطب التقليدي

تعريف الطب التقليدي

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

ما هو الطب التقليدي

تُعرّف منظمة الصحة العالمية الطب التقليدي على أنه مجموع المعارف أو الممارسات، سواء كانت قابلة للتفسير أو لا يمكن تفسيرها، المستخدمة في تشخيص أو منع أو القضاء على مرض جسدي أو عقلي أو اجتماعي والذي قد يعتمد حصريًا على التجارب أو الملاحظات السابقة التي تنتقل من جيل إلى جيل شفهيًا أو كتابيًا، كما أنه يشمل الممارسات العلاجية التي كانت موجودة لمئات السنين قبل تطوير الطب العلمي الحديث وما زالت مستخدمة حتى اليوم دون أي دليل موثق على الآثار الضارة، وفي الطب التقليدي تُستخدم الأعشاب الأصلية جنبًا إلى جنب مع بعض الجوانب الروحانية المتجذرة بعمق في الوسط الاجتماعي الثقافي الذي يختلف من مجتمع إلى آخر.


تختلف ممارسات الطب التقليدي اختلافًا كبيرًا من بلد إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، حيث تتأثر بعوامل مثل الثقافة والتاريخ والمواقف الشخصية والفلسفة، ويمكن وصف الجانب القابل للتفسير للطب التقليدي بأنه التطبيق العلمي المبسط والتطبيق المباشر للمواد النباتية أو الحيوانية أو المعدنية لأغراض الشفاء والتي يمكن التحقيق فيها وترشيدها وشرحها علميًا، حيث يشمل الطب التقليدي على مجموعة متنوعة من الممارسات والنهج والمعارف والمعتقدات الصحية التي تتضمن على الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية، والعلاجات الروحية، والتقنيات اليدوية، والتمارين المختلفة التي تهدف إلى الحفاظ على الرفاه من خلال تشخيص الأمراض وتقديم العلاج.


إن شمولية مصطلح "الطب التقليدي" والمجموعة الواسعة من الممارسات التي يشملها تجعل من الصعب تحديد تعريف واحد له خاصة على المستوى العالمي، وقد تنتقل المعرفة الطبية التقليدية شفويًا من جيل إلى جيل من خلال أسر متخصصة في علاجات محددة، أو قد تُدرّس في جامعات معترف بها رسميًا، وفي بعض الأحيان قد تُقيّد بعض ممارسات الطب التقليدي على جغرافيا معينة أو قد تنتشر في مناطق متنوعة من العالم، ومع ذلك يسمى النظام الطبي بـ "التقليدي" في معظم الحالات عندما يمارس في بلد المنشأ، أما مصطلح الطب التكميلي أو البديل فيستخدم في بعض البلدان للإشارة إلى مجموعة واسعة من ممارسات الرعاية الصحية التي لا تعد جزءًا من تقاليد البلد الخاصة وليست مندمجة في نظام الرعاية الصحية المهيمن.[1]



أنواع الطب التقليدي والطب البديل

في الولايات المتحدة يستخدم حوالي 38% من البالغين و12% من الأطفال طرق العلاج بالطب البديل، حيث يتضمن التقليدي أو الطب التكميلي أو الطب البديل العديد من الممارسات المختلفة التي أثبتت فعاليتها، ومن خلال التالي من الممكن التعرف على الأنواع المختلفة للطب التقليدي والطب البديل:[2]


- الطب البديل التقليدي: يشمل هذا المجال أشكال العلاج الأكثر شيوعًا والمقبولة مثل الوخز بالإبر والمعالجة المثلية والممارسات الشرقية، وهذه العلاجات تمارس منذ قرون في جميع أنحاء العالم، وقد يشمل الطب البديل التقليدي كذلك:

* الأيورفيدا.

* العلاج بالمواد الطبيعية.

* العلاج الطبيعي.

* الطب الصيني أو الشرقي.


- العلاج باللمس: استخدم اللمس في الطب منذ الأيام الأولى للرعاية الطبية، ويعتمد العلاج باللمس على فكرة أن المرض أو الإصابة في منطقة واحدة من الجسم يمكن أن تؤثر على جميع أجزاء الجسم، وإذا أمكن - من خلال المعالجة اليدوية - إعادة الأجزاء الأخرى إلى الصحة المثلى يمكن للجسم التركيز بصورة كاملة على الشفاء في موقع الإصابة أو المرض، وغالبًا ما يتم دمج تقنيات الجسم مع تقنيات العقل في هذا النوع، وتتضمن أمثلة العلاج باللمس ما يلي:

* الطب بتقويم العمود الفقري وطب العظام.

* التدليك.

* علاجات حركة الجسم.

* التاي تشي.

* اليوغا.


- العلاج بالطرق الغذائية والعشبية: على مر القرون انتقل الإنسان من نظام غذائي بسيط يتكون من اللحوم والفواكه والخضروات والحبوب إلى نظام غذائي غالبًا ما يتكون من الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت والكربوهيدرات المعقدة التي تؤدي إلى بعض الأمراض المزمنة، وتحاول العديد من الطرق الغذائية والعشبية تحقيق التوازن بين الصحة والغذاء للجسم، وتشمل الطرق الغذائية والعشبية على:

* المكملات الغذائية.

* طب الأعشاب.

* التغذية / النظام الغذائي.


- العلاج بالطاقة الخارجية: يعتقد بعض الناس أن الطاقات الخارجية للأشياء تؤثر بصورة مباشرة على صحة الشخص وهنا يمكن استخدام هذه الطاقات في العلاج، وتتضمن أمثلة العلاج بالطاقة الخارجية على:

* العلاج الكهرومغناطيسي.

* الريكي.

* كيغونغ.


- العلاج من خلال العقل: حتى الطب العادي أو التقليدي يعترف بقوة العلاقة بين العقل والجسم، وقد وجدت الدراسات أن الناس يشفون بصورة أفضل إذا كان لديهم صحة عاطفية وعقلية جيدة، وتتضمن العلاجات التي تستخدم العقل على:

* التأمل.

* الارتجاع البيولوجي.

* التنويم المغناطيسي.


- العلاج باستخدام الحواس: حيث يعتقد بعض الناس أن اللمس، والبصر، والسمع، والشم والذوق يمكن أن تؤثر على الصحة العامة، وتتضمن أمثلة العلاجات من خلال الحواس ما يلي:

* الفن والرقص والموسيقى.

* التصور والصور الموجهة.



أهمية الطب التقليدي

على الرغم من التقدم العلمي والعولمة الحديثة، يعد نظام الطب التقليدي والطب التكميلي أو البديل طريقة للرعاية الصحية الأولية في بيئات الرعاية الصحية المحدودة الموارد، وقد تأسس النظام الطبي التقليدي من خلال المراقبة التجريبية منذ الأزل للحفاظ على صحة جيدة وتخفيف الأمراض وعلاجها، وعلى الرغم من تجاهل أهمية النباتات الطبية التقليدية والعلاج النباتي في السابق إلا أنه في الوقت الحاضر زاد الاهتمام بالنباتات الطبية التقليدية بين الجمهور والأوساط العلمية، وهنا يجب الإشارة إلى العديد من التحديات التي تقف دون الاستفادة من طرق العلاج البديل، ولذلك يمكن أن تكون الجهود التعاونية لعلماء الأنثروبولوجيا، والصيادلة، والأطباء استراتيجية عملية لتقييم والتحقق من استخدام النباتات الطبية التقليدية بالطرق العلمية الحديثة والتقنيات المبتكرة للمساعدة على تحقيق أقصى استفادة منه، وعلاوة على ذلك يمكن إجراء التجارب السريرية لتقييم فعاليتها وسلامتها على الإنسان، ويُشار إلى أنه وبالرغم من العولمة والتحديث إلا أن جزءًا كبيرًا من فقراء الريف يعتمدون على الأدوية التقليدية باعتبارها طريقة الرعاية الصحية الأولية، وسيزداد الاعتماد على النباتات الطبية التقليدية ودورها في نظام الرعاية الصحية في المستقبل فقط لأنها قابلة للحياة ومن المتوقع أن تظل في متناول اليد، ولأن خدمة الرعاية الصحية الحديثة الحالية محدودة ومكلفة مقارنة بالطب التقليدي كان النظام التقليدي للطب هو الخيار الوحيد المتاح للرعاية الصحية قبل تحريض الطب الحديث للوقاية والتشخيص وعلاج الأمراض الاجتماعية والعقلية والبدنية.[3]



تاريخ الطب التقليدي

رغم أن السجلات المكتوبة حول النباتات الطبية تعود إلى 5000 عام على الأقل للسومريين الذين وصفوا الاستخدامات الطبية الراسخة لمثل هذه النباتات مثل الغار والكراوية والزعتر إلا أن الدراسات الأثرية أظهرت أن ممارسة طب الأعشاب تعود إلى منذ 60.000 سنة في العراق و8000 سنة في الصين، ومع ظهور الطب الحديث واجه الطب التقليدي تحديًا من قبل ممارسي الطب السائد بسبب نقص الأدلة العلمية لأساليب العلاج البديل على الرغم من تاريخه الطويل في الاستخدام الفعال، ومع ذلك وفي السنوات الأخيرة كان هنالك عودة لاستخدام الأعشاب بسبب الآثار الجانبية للأدوية الكيميائية، ونقص العلاجات الحديثة للعديد من الأمراض المزمنة والمقاومة الميكروبية، بالإضافة إلى الاستثمار غير المسبوق في البحث والتطوير الصيدلاني، وقد تمت الموافقة على حوالي 1200 دواء جديد فقط من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" منذ عام 1950، ونتيجة لذلك ازداد استخدام الأعشاب والمنتجات العشبية للأغراض الصحية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات الأربعين الماضية في كل من البلدان النامية والصناعية، وعلاوة على ذلك بدأت شركات الأدوية العالمية وبالاستعانة بالعلم الحديث والتكنولوجيا بإعادة دراسة أنواعًا من الأعشاب كمصدر محتمل للعلاج من العديد من الأمراض المختلفة.[4]




  

المراجع

[1]: sciencedirect

[2]: hopkinsmedicine 

[3]: journals

[4]: ncbi



عدد المشاهدات 5585


Top

بحث  


Top