تعريف علم الجغرافيا

تعريف علم الجغرافيا

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

ما هو علم الجغرافيا

يُعرف علم الجغرافيا بأنع دراسة الحياة على سطح الأرض، وتاريخيًا تألفت الجغرافيا من فرعين أساسين هما: الجغرافيا البشرية والجغرافيا الفيزيائية أو الطبيعة، وتهدف الجغرافيا بنوعيها إلى وصف وشرح الاختلافات بين الأماكن في الماضي والحاضر وطوال الوقت، ونمذجة الهيكل المكاني والتنظيم والسيطرة على المجتمع، وشرح معنى وأهمية المكان والفضاء والمكونات الطبيعية.[1]



تاريخ الجغرافيا

جاء مصطلح "الجغرافيا" من الإغريق القدماء حيث استخدموا هذا المصطلح لوصف كتابات معينة ولتعيين الأماكن من أجل مساعدتهم على فهم العالم الذي يعيشون فيه، فمن خلال الجغرافيا طور اليونانيون فهمًا لمكان وجود وطنهم وعلاقته بالأماكن الأخرى، وعرفوا وفهموا كيف يكون توزيع الناس والبيئات.


لم يكن اليونانيون هم الأشخاص الوحيدون المهتمون بالجغرافيا، فطوال تاريخ البشرية سعت معظم المجتمعات لفهم مكانها في العالم، والتعرف على الأشخاص والبيئات المحيطة بها، وفي الواقع ربما جاء رسم الخرائط حتى قبل الكتابة في العديد من الأماكن ولكن الجغرافيين اليونانيين القدماء كان لهم التأثير الأكبر فقد طوروا خرائط مفصلة للغاية للمناطق في اليونان وحولها بما في ذلك أجزاء من أوروبا وإفريقيا وآسيا، والأهم من ذلك أنهم طرحوا أيضًا أسئلة حول كيف ولماذا ظهرت الأنماط البشرية والطبيعية المختلفة على سطح الأرض ولماذا توجد الاختلافات من مكان إلى آخر، وأدت الجهود المبذولة للإجابة على هذه الأسئلة حول الأنماط والتوزيع إلى اكتشاف أن العالم كان مستديرًا، ومعرفة محيط الأرض، وتطوير تفسيرات لكل شيء من الفيضانات الموسمية من نهر النيل إلى الاختلافات في الكثافة السكانية من مكان إلى آخر.


خلال العصور الوسطى، كان الاهتمام الأكبر للجغرافيا من قبل علماء العالم الإسلامي المتمركزين حول شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، حيث رسم الجغرافيون في هذا العصر الذهبي الإسلامي أول خريطة مستطيلة في العالم وأنشأوا نظام خرائط لا يزال مألوفًا إلى اليوم، وبالإضافة إلى التقدم في الشرق الأوسط ساهمت الإمبراطورية الصينية في آسيا بصورة كبيرة في الجغرافيا، فحتى عام 1500 تقريبًا كانت الصين أكثر الحضارات ازدهارًا على وجه الأرض، وكان الصينيون متقدمين علميًا وخاصة في مجال علم الفلك، ومن أهم التطورات في تاريخ الجغرافيا خلال الحضارة الصينية القديمة أنهم كانوا أول من استخدم البوصلة لأغراض الملاحة.[2]



فروع الجغرافيا

يتجزأ التصنيف الأساسي للجغرافيا إلى فئتين وهما الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية والتي تنقسم بدورها إلى عدة فروع، وفيما يلي مزيد من التفاصيل:[3]


'الجغرافيا الطبيعية أو الفيزيائية'

تُعرف الجغرافيا الطبيعية بأنها فرع الجغرافيا الذي يشمل دراسة السمات والظواهر الطبيعية على الأرض، وتتفرع إلى:

- الجيومورفولوجيا: ويشمل دراسة الخصائص الطبوغرافية وقياسات الأعماق على الأرض، ويساعد هذا العلم في توضيح الجوانب المختلفة المتعلقة بالتضاريس الأرضية مثل تاريخها وديناميكياتها، ويحاول التنبؤ بالتغيرات المستقبلية في السمات الفيزيائية للأرض.

- علم الجليد: وهو الذي يختص بدراسة الديناميكيات الداخلية للأنهار الجليدية وتأثيراتها على بيئة الكوكب، ويشمل علم الجليد دراسة الغلاف الجليدي بما في ذلك الأنهار الجليدية في جبال الألب والأنهار الجليدية القارية.

- علم المحيطات: نظرًا لأن المحيطات تحتفظ بنسبة 96.5% من مياه الأرض يجب تخصيص مجال خاص لعلم المحيطات، ويتجزأ علم المحيطات على علم المحيطات الجيولوجي والذي يختص بدراسة الجوانب الجيولوجية لقاع المحيط وجباله وبراكينه وما إلى ذلك، وعلوم المحيطات البيولوجية والذي يهتم بدراسة الحياة البحرية والنظم الإيكولوجية للمحيطات، وعلوم المحيطات الكيميائية والذي يدرس التركيب الكيميائي للمياه البحرية وتأثيراتها على أشكال الحياة البحرية، وعلم المحيطات الفيزيائي والقائم على دراسة الحركات المحيطية مثل الأمواج والتيارات وغيرها.

- الهيدرولوجيا: تتعامل الهيدرولوجيا مع دراسة خصائص الموارد المائية للأرض وديناميكيات حركة المياه فيما يتعلق بالأرض، ويشمل المجال دراسة الأنهار والبحيرات والأنهار الجليدية وطبقات المياه الجوفية على كوكب الأرض بالإضافة إلى دراسة الحركة المستمرة للماء من مصدر إلى آخر فوق سطح الأرض وتحته في شكل الدورة الهيدرولوجية.

- علم "Pedology": وهو فرع لعلم التربة ويتضمن دراسة أنواع التربة المختلفة في بيئتها الطبيعية على سطح الأرض، ويساعد هذا المجال من الدراسة على جمع المعلومات والمعرفة حول عملية تكوين التربة.

- الجغرافيا الحيوية: وهي مجال لا غنى عنه في الجغرافيا الطبيعية، ويتمثل بدراسة كيفية انتشار الأنواع على الأرض، كما يتناول توزيع الأنواع على مدى الفترات الزمنية الجيولوجية حيث إن كل منطقة جغرافية لديها نظام بيئي فريد خاص بها، وتستكشف الجغرافيا الحيوية وتشرح هذه النظم البيئية فيما يتعلق بالسمات الجغرافية المادية، ويُشار إلى أن الجغرافيا الحيوية تُقسم إلى الجغرافيا الحيوانية وهو التوزيع الجغرافي للحيوانات، والجغرافيا النباتية وهو التوزيع الجغرافي للنباتات، والجغرافيا الحيوية الجزرية وهو دراسة العوامل التي تؤثر على النظم البيئية المعزولة.

- علم الجغرافيا القديمة: يفحص هذا الفرع من الجغرافيا الطبيعية السمات الجغرافية في نقاط زمنية مختلفة من التاريخ الجيولوجي للأرض، وذلك يساعد الجغرافيين على اكتساب المعرفة حول المواقف القارية وتكتونيات الصفائح التي تحددها دراسة المغنطيسية القديمة والسجلات الأحفورية.

- علم المناخ: يدرس هذا العلم جميع الجوانب المتعلقة بالمناخات الصغرى أو المحلية للأماكن وكذلك المناخ الكلي أو العالمي، وكذلك يتضمن دراسة تأثير المجتمع البشري على المناخ والعكس.

- علم الأرصاد الجوية: يهتم هذا الفرع بدراسة أنماط الطقس في مكان ما والعمليات والظواهر الجوية التي تؤثر على الطقس.

- الجغرافيا البيئية: يوضح الجغرافيا البيئية التفاعلات بين البشر أفرادًا أو مجتمعات مع بيئتهم الطبيعية من وجهة النظر المكانية، وبالتالي فإن الجغرافيا البيئية هي الفجوة الجسرية بين الجغرافيا البشرية والجغرافيا الطبيعية.

- الجغرافيا الساحلية: تعد الجغرافيا الساحلية مجالًا آخرًا متخصصًا في الجغرافيا الطبيعية يتضمن دراسة الجغرافيا البشرية، وتتناول الجغرافيا الساحلية دراسة الواجهة الديناميكية بين الأراضي الساحلية والبحر، وكذلك يُساعد في فهم الطرق التي يؤثر بها سكان المناطق الساحلية على الأشكال الأرضية والنظم البيئية الساحلية.

- علم الرباعية: يختص هذا الفرع من الفيزياء الطبيعية بدراسة الفترة الرباعية على الأرض - التاريخ الجغرافي للأرض الذي شمل 2.6 مليون سنة الماضية - حيث يسمح للجغرافيين بالتعرف على التغيرات البيئية التي حدثت في الماضي القريب للكوكب كي تُستخدم هذه المعرفة كأداة للتنبؤ بالتغيرات المستقبلية في بيئة الأرض.

- الجيوماتكس: وهو فرع تقني للجغرافيا الطبيعية يتضمن جمع البيانات المتعلقة بسطح الأرض وتحليل البيانات وتفسيرها وتخزينها، وتتفرع الجيوماتكس إلى ثلاثة أقسام هي الجيوديسيا والاستشعار عن بعد وعلم المعلومات الجغرافية. 

- إيكولوجيا المناظر الطبيعية: يتعامل هذا العلم مع دراسة كيفية تأثير المناظر الطبيعية المتنوعة على الأرض على العمليات البيئية والأنظمة البيئية على الكوكب، ويُشار إلى أن الجغرافي الألماني كارل ترول هو من أسس هذا المجال من الجغرافيا الطبيعية.


'الجغرافيا البشرية'

وهي فرع الجغرافيا الذي يتعامل مع دراسة كيفية تأثر المجتمع البشري على الأرض وبيئتها وكيف تؤثر الأنشطة الأنثروبولوجية بدورها على الكوكب، وتتركز الجغرافيا البشرية على دراسة أكثر الكائنات تطورًا على كوكب الأرض وهم البشر وبيئتهم، ويمكن تقسيم هذا الفرع من الجغرافيا إلى مجموعة من الفروع في مختلف التخصصات بناءً على تركيز الدراسة إلى:

- جغرافيا السكان: يتضمن هذا النوع دراسة كيفية تحديد طبيعة المكان لتوزيع ونمو وتكوين وهجرة السكان.

- الجغرافيا التاريخية: توضح الجغرافيا التاريخية الطرق التي تتغير بها الظواهر الجغرافية وتتطور بمرور الوقت، وعلى الرغم من أنها تُصنف كمجال فرعي للجغرافيا البشرية إلا أنها تركز أيضًا على جوانب معينة من الجغرافيا الطبيعية، حيث تحاول الجغرافيا التاريخية فهم لماذا وكيف ومتى يتغير مكان أو منطقة على الأرض وتأثير هذه التغييرات على المجتمع البشري.

- الجغرافيا الثقافية: تستكشف الجغرافيا الثقافية كيف ولماذا تختلف المنتجات والمعايير الثقافية باختلاف المكان وبالتالي فهي تتعامل مع دراسة الاختلافات المكانية للثقافات البشرية بما في ذلك الدين، واللغة، وخيارات سبل العيش، والسياسة وما إلى ذلك.

- الجغرافيا الاقتصادية: تعد الجغرافيا الاقتصادية من الجوانب الحيوية للجغرافيا البشرية، وتشمل على دراسة كيفية تحديد موقع الأنشطة الاقتصادية البشرية وتوزيعها وتنظيمها في المكان الجغرافي، ويمكن تصنيف جغرافيا التسويق والنقل كمجالات فرعية للجغرافيا الاقتصادية.

- الجغرافيا السياسية: يتعامل هذا المجال المهم للجغرافيا البشرية مع الحدود السياسية لدول العالم وتقسيم الأراضي ومواردها بين الدول، كما تتناول كيفية تأثير الهياكل المكانية على الوظائف السياسية والعكس، وتعد الجغرافيا العسكرية والجغرافيا الانتخابية والجغرافيا السياسية هي بعض المجالات الفرعية للجغرافيا السياسية.

- الجغرافيا الصحية: وهي تخصص فرعي للجغرافيا البشرية وتركز على تأثير الموقع الجغرافي والمكان على صحة البشر ورفاههم، وتميل الجغرافيا الصحية إلى تناول موضوع صحة الإنسان من منظور شامل يشمل تأثير المجتمع والعالم على الصحة والمرض.

- الجغرافيا التنموية: يستكشف هذا الفرع من الجغرافيا البشرية جودة الحياة ومستوى المعيشة لسكان العالم ويحاول فهم كيف ولماذا تختلف هذه المعايير باختلاف المكان والفضاء.

- جغرافية المستوطنات: تحاول جغرافية المستوطنات استكشاف جزء سطح الأرض الذي يشمل المستوطنات البشرية وتشمل على دراسة المستوطنات الحضرية والريفية، والهيكل الاقتصادي، والبنية التحتية، وديناميات أنماط المستوطنات البشرية فيما يتعلق بالمكان والزمان.

- جغرافيا الحيوانات: يمكن اعتبار جغرافيا الحيوانات مجالًا فرعيًا للجغرافيا البشرية على الرغم من أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفرع الجغرافيا البيئية للجغرافيا الطبيعية، ويشمل دراسة عوالم الحياة للحيوانات على الأرض والترابط بين البشر والحيوانات الأخرى.



أهمية الجغرافيا

تعد دراسة الجغرافيا جزءًا أساسيًا وهامًا من أجل فهم العالم حيث أن لها تأثيرًا كبيرًا على كيفية تشكل الحضارات، وتتمثل أهمية الجغرافيا بما يلي:[4]


- تعد الجغرافيا جزءًا مهمًا من التاريخ والعصر الحديث علاوة على كونها جزءًا من الحياة اليومية، حيث تشمل على الأرض والطقس والهيكل الاقتصادي وثقافة العالم، فعلى سبيل المثال يكون تحديد أنماط الملابس من خلال الجغرافيا وذلك لأن الموقع الجغرافي يحدد درجة الحرارة والمناخ والمواد المتاحة للمنسوجات.

- تشجع دراسة الجغرافيا الطلاب على التفكير النقدي في الكيفية التي يمكن أن تؤدي بها البيئة المحيطة إلى التغيير وتطور المجتمع.

- بدون الجغرافيا من المستحيل فهم كيف تعمل الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير ودورة المياه.




  

المراجع

[1]middlebury

[2]nationalgeographic

[3]worldatlas 

[4]reference 



عدد المشاهدات 3857


Top

بحث  


Top