حضارة الإنكا

حضارة الإنكا

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 00:00:00, 19 أغسطس 2020



المحتويات


 

مقدمة عن حضارة الإنكا

كما هو الحال مع ثقافات الأمريكتين القديمة، يصعب الفصل بين الأصول التاريخية للإنكا والأساطير المؤسسة التي أوجدتها، فبحسب ما ورد في الأسطورة أن فيراكوتشا وهو "الإله الخالق" بحسب ظنهم خرج من المحيط الهادئ، وعندما وصل إلى بحيرة تيتيكاكا خلق الشمس وجميع الجماعات العرقية، وبعد ذلك دفن الإله هؤلاء الجماعات العرقية كي يخرجوا في وقت لاحق من الينابيع والصخور مرة أخرى إلى العالم، ويُشار إلى أن شعب الإنكا بالتحديد وُجد (وفقًا للأسطورة) في تيواناكو (Tiahuanaco) بأمر من إله الشمس "إنتي" وبالتالي فإن الإنكا يعدون أنفسهم قلة مختارة وذلك لأنهم "أطفال الشمس" وقد كان الحاكم ممثلًا لإله الشمس "إنتي" على الأرض.


في نسخة أخرى من أسطورة الخلق كانت بداية الإنكا من كهف مقدس يعرف باسم "تامبو توكو" أو "ذا هاوس أوفويندوز" وكان يوجد في باكارتامبو إلى الجنوب من كوزكو، حيث كان "مانكو كاباك" وزوجته "ماما أوكلو" هما الزوجان الأولان للبشر، وقد وُلد لهما ثلاثة أشقاء وبعد ذلك انطلقت العائلة معًا لتأسيس حضارتهم كي يستقروا أخيرًا في وادي كوزكوومانكو كاباك ويؤسسوا ما سيصبح عاصمة لإنكا، ومن الجدير بالذكر أنه ومن خلال الأدلة الأثرية الملموسة أُكتشف أن المستوطنات الأولى في وادي كوزكو يرجع تاريخها إلى 4500 قبل الميلاد عندما احتلت مجتمعات الصيادين المنطقة، وبعد ذلك أصبحت كوزكو مركزًا مهمًا في وقت ما في بداية الفترة الوسيطة المتأخرة (1000-1400 م)، ثم بدأت عملية التوحيد الإقليمي في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي وأوائل القرن الخامس عشر الميلادي مع وصول أول زعيم عظيم للإنكا وهو "باتشاكيتي إنكا يوبانكي" وهزيمة تشانكا في 1438 م، ويُشار إلى أن شعب الإنكا بدأوا بالتوسع باتجاه الجنوب بحثًا عن الموارد ثم انطلقوا بعد ذلك في كل الاتجاهات، وقد تمكنوا في النهاية من بناء إمبراطورية امتدت عبر جبال الأنديز قهرت العديد من الشعوب مثل لوباكا، وكولا، وتشيمور وحضارات وانكا، وبمجرد تأسيس الإمبراطورية أُصدر نظام ضريبي وإداري على مستوى البلاد مما عزز قوة كوزكو.[1]



الحرف والهندسة واللغة

كان الإنكا أصحاب فن أكفاء لكنّ أعمالهم كانت لا تركز على الجمال بقدر تركيزها على الكمال الفني، حيث أنهم لا يشتهرون بالنحت والرسم بقدر ما يشتهرن بالنسيج، وبناء الطرق والجسور والبناء الحجري، ومن خلال التالي نستعرض بعض التفاصيل للحرف والهندسة عند شعب الإنكا، وهي:[2]


- المنسوجات: ينافس عمل الإنكا أفضل عمل أُنجز في أوروبا، فقد كانت منسوجاتهم من أرقى أنواع قطع القماش، وكانوا يصنعون تصاميم معقدة بألوان كثيرة، ويُشار إلى أن حرفة المنسوجات كانت خاصة بالمرأة، ولكن هذا لم يمنع الرجال من ممارستها.

- المعادن: كانت صناعة المعادن في بيرو أكثر تقدمًا من أي مكان آخر في الأمريكتين، حيث إن المعادن كانت تُصهر من أجل الحصول على المادة الخام كي تُخلط مع بعضها للحصول على منتجات جديدة، فقد دُمج النحاس والقصدير من أجل إنتاج البرونز الذي صُنع منه أسلحة وأدوات متينة، كما عرف عمال المعادن الصب، واللحام والتثبيت.

- البناء: بُنيت الجدران الحجرية بطريقة مثالية لدرجة أنه حتى اليوم لا يمكن إدخال سكين في الفواصل الحجرية بها، ويُشار إلى أن المباني الحجرية في كوزكو ارتفعت إلى طابقين وثلاثة طوابق.

- محطات المياه: أُعيد تدوير المجاري المائية من أجل الحصول مياه نظيفة استخدمت في ري الحقول في المرتفعات مثل حقول الأرز في الصين.

- الطرق: أُنشئت الطرق كي تربط جميع المدن والقرى بكوزكو، فقد بُنيت الجدران الاستنادية والقنوات والأنفاق في الجبال لتسهيل حركة السكان، وأُقيمت غرف للبريد على طول الطريق من أجل نقل الرسائل.

- اللغة: لا تزال لغة إنكا هيريتش كويتشوا (وهي لغة شعب الإنكا) منتشرة على نطاق واسع في الإكوادور وبوليفيا وشمال غرب الأرجنتين، أما في بيرو فهي اللغة الأم لنحو نصف السكان.


معظم شعب الكيشوا في بيرو يعيشون في المرتفعات، ومع ذلك فقد هاجر الكثيرون في السنوات الأخيرة إلى ليما والمدن الساحلية الأخرى حيث استقروا في أحياء مزدحمة، ولا تزال ذكرى الإنكا متداولة بين السكان حيث إن الأساطير الحديثة تقول أن حاكم الإنكا والذي يُسمى في بعض الأحيان "أمارو" (من توباكأمارو) وفي كثير من الأحيان "إينكارري" (من الإنكا والكلمة الإسبانيةري، ومعناها "الملك") سيعود وسيجلب معه حياة أفضل للكيشوا، ومن الجدير بالذكر أنه في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي اتخذت الحكومة البيروفية خطوات لتحسين الظروف لشعب الكيشوا ومُنح تراث الإنكا أهمية أكبر في الحياة الوطنية، وأصبحت الكيشوا لغة رسمية في بيرو إلى جانب الإسبانية، وطُبعت صورة توباك أمارو الثاني على النقود الورقية في البيرو، وعُلّم تلاميذ المدارس في بيرو أن يقرأوا أسماء إمبراطوريات الإنكا وجعلوا هذا الأمر مهمًا بدرجة تعليم جداول الضرب والأبجدية.


 

حقائق عن حضارة الإنكا

من خلال التالي من الممكن الاطلاع على أبرز الحقائق حول حضارة الإنكا، وهي:[3]


- أنشأ الإنكا نظام طرق سريعة في بيرو بلغت أكثر من 18000 ميل.

- كان لدى الإنكا نوع من نظام البريد يتمثل في جمع الرسائل وإرسالها مع الساعي كي يعبر الجسور والطرق من أجل توصيلها إلى أصحابها، ويُشار إلى أنه كان يوجد في الطريق الواحد أكثر من ساعٍ، حيث يُسلّم الأول الرسائل للثاني وهكذا حتى تصل إلى مالكيها.

- تمكن الإنكا من إجراء عمليات جراحية ناجحة في الجمجمة.

- كان الإنكا أول من قام بزراعة البطاطا في البيرو. 

- استخدمت الإنكا طريقة البناء الجاف لبناء المباني دون ملاط ​​باستخدام الأحجار التي تتناسب معًا بحيث لا يمكن لأي شيء التسلل بينها، وقد تبين أن هذا النظام مقاوم للغاية للزلازل.

- استخدمت الإنكا تقنيات الزراعة المتقدمة مثل القنوات والخنادق لري المحاصيل في البيرو.

- عملت الإنكا على إجراء اختبارات الذكاء للأطفال، وبناءً على النتائج التي يحصلوا عليها يُختار لهم مهنة أو يُرسلوا إلى المدرسة من أجل إكمال تعليمهم كي يصبحوا مسؤولين أو جزءًا من طبقة النبلاء.

- كان الإنكا يعبدون إله الشمس، وكان يعتقد أن إمبراطور الإنكا كان من سلالة إله الشمس.


 

سقوط إمبراطورية الإنكا

استمر الغزو الإسباني لإمبراطورية الإنكا لمدة 40 سنة منذ عام 1532، وقد وقعت عدة معارك بين الإنكا والإسبان الذين عملوا مع الحلفاء الأصليين، وتشمل هذه المعارك على معركة"Cajamarca" في عام 1532 التي قُبض فيها على "Atahualpa" وأُعدم، وبعد ذلك أصبح"Manco Inca"  إمبراطورًا حتى وفاته في عام 1544، ويُشار إلى الإمبراطورية الإسبانية كان لها تفوقًا على الإنكا وذلك بسبب معرفتهم وتكتيكاتهم العسكرية، وكذلك بسبب دعم القبائل الأصلية التي سعت إلى إنهاء حكم سلالة الإنكا، وفي وقت لاحق اشتمل الصراع بين الإسبان والأنكا على تحول في الولاء مع الأحزاب الذين أرادوا الانتقام لمقتل قادتهم، وعلى تمرد ضد الحكم الإسباني كي تسقط إمبراطورية الإنكا في النهاية بإعدام جميع حكام الإنكا وعائلاتهم عام 1572.[4]




  

المراجع

[1]: ancient

[2]: teacher

[3]: blog

[4]: worldatlas



عدد المشاهدات 2532


Top

Top