موقع روسيا
تقع روسيا في شمال شرق أوروبا وشمال آسيا، وهي أكبر دولة في العالم بعد الولايات المتحدة - أقل من 1.8 مرة من حجم الولايات المتحدة - بمساحة إجمالية تبلغ 17،075،200 كيلو متر مربع (6،592،771 ميل مربع)، ويحد روسيا المحيط المتجمد الشمالي من الجهة الشمالية، ومن الشمال الغربي ليتوانيا ولاتفيا والنرويج واستونيا وفنلندا، ومن الجهة الجنوبية الصين، ومنغوليا، وكازاخستان، وبحر قزوين، وأذربيجان وجورجيا، ومن الجهة الغربية البحر الأسود، وأوكرانيا، وروسيا البيضاء، ولاتفيا، واستونيا، وفنلندا مع حدود برية إجمالية تبلغ 19،990 كيلو متر (12،421 ميل) وخط ساحلي يبلغ طوله 37،653 كيلو متر (23،396 ميل)، وموسكو هي عاصمة البلاد وتقع في الجزء الشرقي من البلاد.[1]
تاريخ روسيا
من خلال التالي من الممكن التعرف على أبرز الأحداث التاريخية لروسيا:[2]
- غزوات المغول:
* 862: تأسست أول دولة سلافية شرقية كبرى بإمارة "كييفسكايا روس"، وأصبحت كييف العاصمة بعد 20 سنة.
* (980-1015): حكم الأمير فلاديمير الكبير - الذي تحول من الوثنية إلى المسيحية الأرثوذكسية - سلالة الروريك وسعى لنشر دينه الجديد، ثم خلفه ابنه ياروسلاف الحكيم والذي حكم من 1019-1054 كأمير عظيم ووضع نصوصًا مكتوبة للقانون، وأصبحت كييف مركزًا للسياسة والثقافة في أوروبا الشرقية.
* (1237-1240): غزا المغول كييفان روس ودمروا مدنها بما في ذلك كييف وموسكو وحكموا روسيا حتى عام 1480.
* (1480-1505): تمكن إيفان الثالث - المعروف باسم إيفان العظيم - من تحرير روسيا من أيدي المغول وعزز حكم سكان موسكو.
* (1547-1584): أصبح إيفان الرابع - حفيد إيفان الكبير - قيصر روسيا الأول، وتمكن من توسيع أراضي موسكو إلى صربيا واستخدم سياسة ديكتاتورية ضد النبلاء من خلال الحكم العسكري، وبعدها مات بسكتة دماغية عام 1584.
- سلالة رومانوف:
* 1613: بعد عدة سنوات من الاضطرابات والمجاعة والحرب الأهلية والغزوات تُوّج ميخائيل رومانوف كقيصر في سن 16 كي يُنهي حكمه فترة طويلة من عدم الاستقرار، ويُذكر أن سلالة رومانوف حكمت روسيا لمدة ثلاثة قرون.
* (1689-1725): حكم روسيا في هذه الفترة بطرس الأكبر واستمر حتى وفاته، وتمكن خلال حكمه من بناء عاصمة جديدة في سانت بطرسبرغ، وتطوير الجيش (وتأسيس البحرية الروسية) وإعادة تنظيم الحكومة، وأصبحت روسيا قوة عالمية.
* 1796: حكمت كاثرين الثانية روسيا في هذه العام واستمر حكمها لمدة 30 عامًا ليكون أطول حكم نسائي لروسيا وكان هذا بعد انقلاب غير دموي، وقد مثّل عهدها عصر التنوير في روسيا.
* 1861: أصدر القيصر ألكسندر الثاني إصلاحات بهدف تحقيق المزيد من الحرية، وسمح للفلاحين بشراء الأراضي، واشتملت إصلاحاته الأخرى البارزة على الخدمة العسكرية الشاملة وتعزيز الحدود الروسية وتعزيز الحكم الذاتي، وفي عام 1867 قام ببيع ألاسكا وجزر ألوتيان إلى الولايات المتحدة وذهبت قباب كاتدرائية القديس إسحاق في سانت بطرسبرغ بالعائدات، وانتهى حكمه بالاغتيال عام 1881.
* 1914: دخلت روسيا الحرب العالمية الأولى ضد النمسا والمجر دفاعًا عن صربيا.
- صعود الاتحاد السوفيتي:
* 1917: قاد فلاديمير ألييتش أوليانوف المعروف بـ "لينين" ثورة ضد الحكومة الروسية أدت إلى تولي الحزب البلشفي السلطة في البلد، وانتهى حكم سلالة رومانوف، واندلعت الحرب الأهلية في وقت لاحق من هذا العام وانتهت بفوز جيش لينين الأحمر وإنشاء الاتحاد السوفياتي بحكم لينين واستمر حتى توفي عام 1924.
* (1929-1953): بعد وفاة لينين أصبح جوزيف ستالين القائد الثاني للاتحاد السوفياتي، وكان دكتاتورًا حيث نقل روسيا من مجتمع الفلاحة إلى قوة عسكرية وصناعية، واشتهر حكمه بالتطهير الكبير في عام 1934 حيث قتل 750 ألف شخص على الأقل للقضاء على المعارضة، ومات عام 1953 إثر إصابته بجلطة دماغية.
* 1939: بدأت الحرب العالمية الثانية وبحسب الاتفاق بين ستالين وأدولف هتلر تغزو روسيا بولندا ورومانيا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وفنلندا، ولكن ألمانيا خرقت الاتفاقية عام 1941 وغزت روسيا التي انضمت بعد ذلك إلى الحلفاء، ويعد فوز الجيش الروسي في معركة ستالينغراد بمثابة نقطة تحول رئيسة في إنهاء الحرب.
* 1946: نمت الحرب الباردة مع قيام السوفييت بالترويج للثورة في الصين وآسيا والشرق الأوسط والشرق الأدنى، وفي عام 1949 قام السوفييت بتفجير قنبلة نووية كي يحتلوا المركز الأول في سباق التسلح النووي.
* 1957: في شهر أكتوبر من هذا العام أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي "سبوتنك 1" يدور حول الأرض في حوالي 98 دقيقة، وفي عام 1961 أصبح السوفييتي يوري غاغارين أول شخص يصعد إلى الفضاء.
* 1962: أدت أزمة الصواريخ الكوبية التي استمرت 13 يومًا إلى مخاوف لدى الأمريكيين من اندلاع حرب نووية مع تركيب الصواريخ النووية السوفيتية في كوبا، وانتهى الأمر بعقد اتفاق وافق فيه الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف على إزالة الصواريخ من كوبا بعد موافقة الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي على عدم غزو كوبا وإزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا.
* 1980: أُقيمت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1980 في موسكو، وفي هذه الدورة قاطعت عدة دول بما في ذلك الولايات المتحدة الألعاب احتجاجًا على غزو أفغانستان في ديسمبر 1979.
- الإصلاحات في عهد غورباتشوف:
* 1985: انتخب ميخائيل جورباتشوف في الحادي عشر من مارس من هذا العام أمينًا عامًا للحزب الشيوعي وكان بمثابة زعيم لروسيا، وقد تميز عهده بالعديد من الإصلاحات منها البيريسترويكا (أي إعادة هيكلة الاقتصاد الروسي)، وغلاسنوست (أي سياسة الانفتاح والشفافية في أنشطة جميع المؤسسات الحكومية) ومحادثات قمة مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لإنهاء الحرب الباردة، وفي عام 1990 انتخب رئيسًا لروسيا وكان في نفس العام الذي فاز فيه بجائزة نوبل للسلام لإنهاء الحرب الباردة بطريقة سلمية.
* 1986: في السادس والعشرين من إبريل من هذا العام وقعت كارثة تشيرنوبيل وكانت أسوأ حادث نووي في العالم في محطة تشيرنوبيل النووية بالقرب من كييف في أوكرانيا، ونتج عنه الآف الوفيات و70.000 حالة تسمم شديدة، وظلت المنطقة على بعد 18 ميلاً من محيط المصنع غير قابل للحياة لمدة 150 عامًا تقريبًا.
* 1991: فاز بوريس يلتسين في 12 يونيو من هذا العام بأول انتخابات رئاسية شعبية في روسيا وحث على الديمقراطية.
- انحلال الاتحاد السوفياتي:
* 1991: بعد انقلاب فاشل للحزب الشيوعي انتهى عهد الاتحاد السوفييتي باستقالة غورباتشوف، وشكلت روسيا كومنولث الدول المستقلة والتي انضمت إليها معظم الجمهوريات السوفيتية السابقة في نهاية المطاف، وفي هذه الفترة بدأ يلتسين (أول رئيس للاتحاد الروسي) برفع الضوابط والإصلاحات التي فرضها الشيوعيون على الأسعار، وفي عام 1993 وقع معاهدة ستارت الثانية وتعهد بخفض الأسلحة النووية، وقد أُعيد انتخابه في عام 1996 لكنه استقال في عام 1999 وعُيّن عميل الاستخبارات السوفيتية "KGB" السابق فلاديمير بوتين رئيسًا بالنيابة.
* 1994: دخلت القوات الروسية جمهورية الشيشان الانفصالية لوقف حركة الاستقلال، وقد قدر عدد القتلى في الحرب المندلعة والتي استمرت 20 شهرًا بـ 100.000 شخص وانتهت باتفاق تسوية.
* 23 أكتوبر / تشرين الأول 2002: اقتحم حوالي 50 متمرداً شيشانياً مسرح موسكو واحتجزوا ما يصل إلى 700 شخص كرهائن خلال عرض بِيعَ لموسيقى شعبية، وبعد مواجهة استمرت 57 ساعة قتل معظم المتمردين وحوالي 120 رهينة عندما اقتحمت القوات الروسية المبنى.
* 25 يوليو 2016: أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي عن اختراق روسي محتمل لنظام الكمبيوتر التابع للجنة الوطنية الديمقراطية، ونُشرت التحقيقات والتقارير المتعلقة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 لمساعدة دونالد ترامب.
* 2018: فاز بوتين بانتخابات أخرى في عام 2018 وأدّى اليمين لمدة ست سنوات أخرى.
الاقتصاد في روسيا
تبلغ درجة الحرية الاقتصادية في روسيا 61.0 مما يجعل اقتصادها في المرتبة 94 الأكثر حرية في مؤشر 2020، وقد زادت نتيجته الإجمالية بنسبة 2.1 نقطة ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع درجة الصحة المالية، وتحتل روسيا المرتبة 43 من بين 45 دولة في منطقة أوروبا ودرجاتها الإجمالية أقل بكثير من المتوسط الإقليمي وتساوي تقريبًا المتوسط العالمي.
يُصنف الاقتصاد الروسي على أنه معتدل إلى حد ما لأول مرة في عام 2020 بعد أكثر من عقد في التراجع الاقتصادي، فقد كان نمو الناتج المحلي الإجمالي ضعيفًا على مدى السنوات الخمس الماضية، ومثقلًا بنقاط الضعف الهيكلية، وانخفاض مستويات الاستثمار، والتوقعات الديموغرافية الضعيفة لكنه تحسن في عام 2018، وطالما أن الحكومة تتبع سياسات اقتصاد الدولة والقومية والحمائية وتحتفظ بنهج حذر تجاه الاستثمار الأجنبي الداخلي فسيكون من الصعب توسيع الحرية الاقتصادية في روسيا، وبسبب القضاء الخاضع، والفساد المتفشي، والروابط بين البيروقراطيين والجماعات الإجرامية المنظمة فإن نزاهة الحكومة مهددة دائمًا.[3]
المناخ في روسيا
نظرًا لحجمها الكبير تقع العديد من أجزاء روسيا بعيدًا عن البحر وتتمتع بمناخ قاري، حيث تتميز بشتاء بارد طويل ورطب وصيف قصير، ومع ذلك عند الانتقال إلى الجنوب والأجزاء الوسطى تصبح الأجواء أكثر دفئًا مع شتاء منخفض البرودة نسبيًا حيث لا يتجاوز متوسط درجات الحرارة 15 درجة مئوية تحت الصفر، وهذا يجعلها مثالية للإنتاج الزراعي حيث تدعم الأجزاء الوسطى من روسيا نمو الحبوب والفواكه والخضروات.
بالإضافة إلى البرودة الشديدة تشهد روسيا صيفًا حارًا جدًا خاصة في الأماكن التي تشهد شتاءًا شديد البرودة، ويُشار إلى أن التغيرات المناخية شائعة في روسيا، فعلى سبيل المثال في فلاديفوستوك، التي تقع في الشرق الأقصى قد تتحول درجات الحرارة من 34.4 درجة مئوية تحت الصفر في يناير إلى 33.6 درجة مئوية في يوليو، وفي العموم تكون درجات الحرارة في روسيا خلال فصل الشتاء شديدة البرودة وتتراوح بين 30 درجة مئوية تحت الصفر وأقل، وفي بعض الأحيان تشهد البلاد تساقطًا كثيفًا للثلوج مع أول تساقط للثلوج في أكتوبر.
يرتبط الشتاء شديد البرودة بارتفاع خطوط العرض في البلاد ونقص الحواجز الطبوغرافية والحجم الواسع للأرض، ففي الأجزاء الشمالية من روسيا يكون الشتاء معتدلاً ويتميز بتساقط الأمطار طوال العام، وتتأثر هذه الأجزاء من البلاد ببحر البلطيق، ويشهد الصيف في هذه الأجزاء تساقطًا للأمطار مع عواصف رعدية في فترة ما بعد الظهر والمساء.[4]